حيدر عراق
15-11-2011, 12:39 PM
مظفر النواب والثورات العربية (التمهيد 1/7)
حيدر محمد الوائلي
((الحلقة الأولى))
سبحانك...
كل الأشياء رضيت سوى الذلِ...
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان...
وقنعت يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير...
ولكن سبحانك...
حتى الطير لها أوطان...
وتعود إليها...
وأنا ما زلت أطير...
فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر...
سجون متلاصقة...
سجان يمسك سجان...
كانت تلك كلمات ثورية لثورة شعرية تريد إسقاط الأنظمة العربية الظالمة قبل عشرات السنين، والشعب اليوم يريد إسقاط النظام...
قيلت قبل عشرات السنين من هتافات ونداءات إسقاط النظام اليوم...
قيلت لما كان النظام لا يفكر أحد بإسقاطه بل الكثيرين كانوا خانعين له مبايعين وهاتفين للنظام وببقاءه وفداءه بالروح والدم، مثلما قضى على مذبح الحرية كثيرين لأسقاطها ولكن لم تفلح...
ثورة من الشعر الجميل كانت نوراً مهدت للثورة على الأرض ناراً، والثورة نار ونور...
سقط الحاكم ومعبود الجماهير، والرئيس القائد المناضل، والسيد المفدى، وبالروح بالدم نفديك، كتساقط أوراق الخريف يابسة وعاجزة فكنستها الجماهير كنساً لمزبلة التاريخ...
كانت هذه الكلمات الثورية خاتمة لإحدى قصائد الثائر الشاعر (مظفر النواب) جعلتها مقدمة للحلقة الأولى من سبعة حلقات قادمة من مقالات حوله وشعره، وهو وما حوله وشعره ثورة متقدة النيران لم تطفئها سنين الحرمان والخسران والخذلان...
فعذب الكلام صادقه لا يلفه قبر النسيان...
فهو يبقى في كل زمانٍ ومكانٍ شاهد على تاريخ مضى وحضر وبقدر العطاء ووفق التصرف سيصنع الجيل المستقبل...
شاعر معارض للظلم منذ نعومة أظافره حتى خشونتها...
ومنذ مطلع شبابه حتى الآن في شيخوخته وهو معارض للظلم والظالمين حيثما حلوا...
شاعر هرب من زنزانة سجنه الى الحرية بقصة هروب رائعة كقصائده الرائعة، ويلجأ لأهوار جنوب العراق الثائرة ليكمل مسيرة الثورة ضد الحكم البعثي الظالم...
مظفر عبد المجيد النواب، والنواب من النيابة والحكم، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية، وهذه العائلة العريقة بالأساس من شبه الجزيرة العربية، ثم استقرت في بغداد لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، الذي قتلوه غيلة بالسم على يد هارون الرشيد، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية (بنجاب، لكناو، كشمير) ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.
وبعد استيلاء الإنكليز على الهند، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند، فنفوهم على أثر ذلك للعراق بلدهم الأم حيث تغفو أمجاد العائلة وماضيها الشريف والعتبات المقدسة.
اضطر مظفر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة، من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة، إلا ان المخابرات الإيرانية قبل الثورة الإسلامية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة، يؤدي الى خارج أسوار السجن فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
شكلت لجنة منظمة داخل السجن ضمنهم الشاعر مظفر النواب، تم حساب المسافة الواجب حفرها من البداية وحتى نهاية سياج السجن المحاذي لكراج وقوف سيارات الحمل، حيث سيبدأ العمل بحفر حفرة تقدر بمترين عمقاً ثم الأنحراف أربعة عشر متراً يساراً حتى يصل النفق الى باحة الكراج. وجرى تهيئة مستلزمات الحفر وهي عبارة عن أدوات بسيطة لا تتجاوز الملاعق والسكاكين وأدوات حديدية صغيرة معمولة على شكل فؤوس لا تلفت النظر.
بدأ الحفارون عملهم بعد إن أحاطوه بالسرية التامة، وكانوا يتفننون بالتخلص من تراب الحفر الذي أصبح معضلة كبيرة نظراً لكثرته، وبعد أيام طويلة من الحفر حلت ساعة الهروب، حيث هرب خمسة وأربعين سجيناً ألقي القبض على أربعة عشر منهم فيما بعد، في حين مضى بقية السجناء الهاربين كل في أتجاهه لغرض الألتحاق بصفوف المناضلين الذين يعملون من أجل أسقاط الحكم الدكتاتوري في العراق وإقامة النظام الديمقراطي البديل، وبذلك أصبحت حادثة نفق سجن الحلة واحدة من الصفحات المشرقة في سفر النضال البطولي للشعب العراقي في مواجهة الطغيان والدكتاتورية البغيضة.
وبعد هروب مظفر النواب المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ستة أشهر، ثم توجه الى أهوار جنوب العراق ومن ثم الى (الأهواز)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة.
كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
شاعر كانت قصائده ممنوعة، فرفع الشعب المنع عن قصائده بعد زوال الظالمين بثورات اليوم، بينما لازالت ممنوعة من النشر في بلدان خليجية وعربية لم تتحرر بعد من ظالميها ومستعبديها من ملوك وأمراء وسلاطين وحاكمين...
شاعر عنده العاهرة في مشرب أفضل ممن يبيع قضيته ووطنه وشعبه من رؤساء وحكام وملوك وسياسيين رغم مباركة رجال دين وعلمانيين لهم، حيث يقول مخاطباً إياها –العاهرة-:
سيدتي كيف يكون الإنسان شريفاً...؟!
وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان والقادم أخطر...
نوضع بالعصارة كي يخرج منا النفط...
نخبك.. نخبك.. سيدتي...
لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني...
فالبعض يبيع اليابس والأخضر...
ويدافع عن كل قضايا الكون...
ويهرب من وجه قضيته...!!
مظفر النواب شاعر ذو عينين لا أعور مثل بعض رجال الدين والسياسيين (الإسلاميين والعلمانيين) والأحزاب ممن ينظرون بعين مصلحتهم وهواهم ويتركون العين الأخرى التي تعارضهم وتختلف معهم أو تنصحهم...
هو المعارض في زمن كانت السياسة فيه لمن يحكم فقط، وهو الرافض للدكتاتورية والظلم في وقت كان الناس مشغولة عنها ببلاويها...
هو الصوت الهادر بالإحساس المرهف والكلمات النارية والتعبير الخطير الذي من الممكن أن تجر صاحبها للإعدام في بعض الدول العربية الآن، وأكيداً فمحكوم بالموت من دون نقاش من كان يتداول كلماته في العراق في زمان حكم النظام البعثي السابق في العراق...
هو الحالم وسط قصب الأهوار جنوب العراق وهو مطارد ليقتلوه ولكنه في تلك اللحظة كان يحلم بعراق فيه حرية وكرامة وعيش رغيد للشعب وراحة بعد عناء طويل...
هو صاحب المبدأ الذي لم يتنازل عنه ولم يساوم عليه...
عندما يتمنى البعض أموال وثروة ووظيفة ومنصب وصحة وعافية، كان مظفر النواب يتمنى أن يسقط القمع والظلم، وأن يعود المنفيون من أوطانهم بسبب مزاجات الحاكمين الظالمين بنفي كل من يعارضهم هذا إذا نفوهم فعلاً فالغالب هو مجرد أن تكون معارضاً فسيتم سجنك أو تغييبك أو الإعدام، وإن حالفك الحظ وهربت من الوطن الى اوربا فأنت محظوظ بأمتياز ويسمونك منفي!!
ويتمنى مظفر أن يعود المنفيون الى بلدانهم، هذا بعد سقوط الأنظمة الظالمة...
يقول: (في قصيدة ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة)
أي إلهي..
إن لي أمنية...
أن يسقط القمع بداء القلب...
والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي...
((يتبعها قريباً الحلقة الثانية))
حيدر محمد الوائلي
((الحلقة الأولى))
سبحانك...
كل الأشياء رضيت سوى الذلِ...
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان...
وقنعت يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير...
ولكن سبحانك...
حتى الطير لها أوطان...
وتعود إليها...
وأنا ما زلت أطير...
فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر...
سجون متلاصقة...
سجان يمسك سجان...
كانت تلك كلمات ثورية لثورة شعرية تريد إسقاط الأنظمة العربية الظالمة قبل عشرات السنين، والشعب اليوم يريد إسقاط النظام...
قيلت قبل عشرات السنين من هتافات ونداءات إسقاط النظام اليوم...
قيلت لما كان النظام لا يفكر أحد بإسقاطه بل الكثيرين كانوا خانعين له مبايعين وهاتفين للنظام وببقاءه وفداءه بالروح والدم، مثلما قضى على مذبح الحرية كثيرين لأسقاطها ولكن لم تفلح...
ثورة من الشعر الجميل كانت نوراً مهدت للثورة على الأرض ناراً، والثورة نار ونور...
سقط الحاكم ومعبود الجماهير، والرئيس القائد المناضل، والسيد المفدى، وبالروح بالدم نفديك، كتساقط أوراق الخريف يابسة وعاجزة فكنستها الجماهير كنساً لمزبلة التاريخ...
كانت هذه الكلمات الثورية خاتمة لإحدى قصائد الثائر الشاعر (مظفر النواب) جعلتها مقدمة للحلقة الأولى من سبعة حلقات قادمة من مقالات حوله وشعره، وهو وما حوله وشعره ثورة متقدة النيران لم تطفئها سنين الحرمان والخسران والخذلان...
فعذب الكلام صادقه لا يلفه قبر النسيان...
فهو يبقى في كل زمانٍ ومكانٍ شاهد على تاريخ مضى وحضر وبقدر العطاء ووفق التصرف سيصنع الجيل المستقبل...
شاعر معارض للظلم منذ نعومة أظافره حتى خشونتها...
ومنذ مطلع شبابه حتى الآن في شيخوخته وهو معارض للظلم والظالمين حيثما حلوا...
شاعر هرب من زنزانة سجنه الى الحرية بقصة هروب رائعة كقصائده الرائعة، ويلجأ لأهوار جنوب العراق الثائرة ليكمل مسيرة الثورة ضد الحكم البعثي الظالم...
مظفر عبد المجيد النواب، والنواب من النيابة والحكم، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية، وهذه العائلة العريقة بالأساس من شبه الجزيرة العربية، ثم استقرت في بغداد لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، الذي قتلوه غيلة بالسم على يد هارون الرشيد، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية (بنجاب، لكناو، كشمير) ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.
وبعد استيلاء الإنكليز على الهند، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند، فنفوهم على أثر ذلك للعراق بلدهم الأم حيث تغفو أمجاد العائلة وماضيها الشريف والعتبات المقدسة.
اضطر مظفر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة، من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة، إلا ان المخابرات الإيرانية قبل الثورة الإسلامية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.
وفي سجنه الصحراوي (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة، يؤدي الى خارج أسوار السجن فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
شكلت لجنة منظمة داخل السجن ضمنهم الشاعر مظفر النواب، تم حساب المسافة الواجب حفرها من البداية وحتى نهاية سياج السجن المحاذي لكراج وقوف سيارات الحمل، حيث سيبدأ العمل بحفر حفرة تقدر بمترين عمقاً ثم الأنحراف أربعة عشر متراً يساراً حتى يصل النفق الى باحة الكراج. وجرى تهيئة مستلزمات الحفر وهي عبارة عن أدوات بسيطة لا تتجاوز الملاعق والسكاكين وأدوات حديدية صغيرة معمولة على شكل فؤوس لا تلفت النظر.
بدأ الحفارون عملهم بعد إن أحاطوه بالسرية التامة، وكانوا يتفننون بالتخلص من تراب الحفر الذي أصبح معضلة كبيرة نظراً لكثرته، وبعد أيام طويلة من الحفر حلت ساعة الهروب، حيث هرب خمسة وأربعين سجيناً ألقي القبض على أربعة عشر منهم فيما بعد، في حين مضى بقية السجناء الهاربين كل في أتجاهه لغرض الألتحاق بصفوف المناضلين الذين يعملون من أجل أسقاط الحكم الدكتاتوري في العراق وإقامة النظام الديمقراطي البديل، وبذلك أصبحت حادثة نفق سجن الحلة واحدة من الصفحات المشرقة في سفر النضال البطولي للشعب العراقي في مواجهة الطغيان والدكتاتورية البغيضة.
وبعد هروب مظفر النواب المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ستة أشهر، ثم توجه الى أهوار جنوب العراق ومن ثم الى (الأهواز)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة.
كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
شاعر كانت قصائده ممنوعة، فرفع الشعب المنع عن قصائده بعد زوال الظالمين بثورات اليوم، بينما لازالت ممنوعة من النشر في بلدان خليجية وعربية لم تتحرر بعد من ظالميها ومستعبديها من ملوك وأمراء وسلاطين وحاكمين...
شاعر عنده العاهرة في مشرب أفضل ممن يبيع قضيته ووطنه وشعبه من رؤساء وحكام وملوك وسياسيين رغم مباركة رجال دين وعلمانيين لهم، حيث يقول مخاطباً إياها –العاهرة-:
سيدتي كيف يكون الإنسان شريفاً...؟!
وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان والقادم أخطر...
نوضع بالعصارة كي يخرج منا النفط...
نخبك.. نخبك.. سيدتي...
لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني...
فالبعض يبيع اليابس والأخضر...
ويدافع عن كل قضايا الكون...
ويهرب من وجه قضيته...!!
مظفر النواب شاعر ذو عينين لا أعور مثل بعض رجال الدين والسياسيين (الإسلاميين والعلمانيين) والأحزاب ممن ينظرون بعين مصلحتهم وهواهم ويتركون العين الأخرى التي تعارضهم وتختلف معهم أو تنصحهم...
هو المعارض في زمن كانت السياسة فيه لمن يحكم فقط، وهو الرافض للدكتاتورية والظلم في وقت كان الناس مشغولة عنها ببلاويها...
هو الصوت الهادر بالإحساس المرهف والكلمات النارية والتعبير الخطير الذي من الممكن أن تجر صاحبها للإعدام في بعض الدول العربية الآن، وأكيداً فمحكوم بالموت من دون نقاش من كان يتداول كلماته في العراق في زمان حكم النظام البعثي السابق في العراق...
هو الحالم وسط قصب الأهوار جنوب العراق وهو مطارد ليقتلوه ولكنه في تلك اللحظة كان يحلم بعراق فيه حرية وكرامة وعيش رغيد للشعب وراحة بعد عناء طويل...
هو صاحب المبدأ الذي لم يتنازل عنه ولم يساوم عليه...
عندما يتمنى البعض أموال وثروة ووظيفة ومنصب وصحة وعافية، كان مظفر النواب يتمنى أن يسقط القمع والظلم، وأن يعود المنفيون من أوطانهم بسبب مزاجات الحاكمين الظالمين بنفي كل من يعارضهم هذا إذا نفوهم فعلاً فالغالب هو مجرد أن تكون معارضاً فسيتم سجنك أو تغييبك أو الإعدام، وإن حالفك الحظ وهربت من الوطن الى اوربا فأنت محظوظ بأمتياز ويسمونك منفي!!
ويتمنى مظفر أن يعود المنفيون الى بلدانهم، هذا بعد سقوط الأنظمة الظالمة...
يقول: (في قصيدة ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة)
أي إلهي..
إن لي أمنية...
أن يسقط القمع بداء القلب...
والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي...
((يتبعها قريباً الحلقة الثانية))