فارس اللواء
17-11-2011, 12:05 AM
بقلم / فارس اللواء
تعارض القول بعدم التفويض مع التنزيه
حديثنا اليوم عن التفويض وأثره علي تنزيه المسلم لله عن مشابهة الحوادث، وفي هذا المجال دخل علماء السلف والخلف ردحا من الزمن كل فريق يبتغي وجه الحق بعلمه الواسع واستخدامه لفطرته لبلوغ الحق ومعرفة أهله..وفي البداية سنُعرف التفويض لأهمية علمه قبيل الخوض في ماهيته وماهية تصوره ،مفهوم التفويض هو اعتقاد ذهني يختص بالصفات الخبرية لله عز وجل منها ما ورد في القرآن الكريم ومنها ما ورد في السنة المطهرة معناه أن يفوض المسلم تلك الصفة التي مرت عليه لله وهو يقرأها أو يستمع إليها دون أن يتكلم فيها أو يدخل في تفاصيلها تجنبا للوقوع في إثم تشبيه الخالق جل وعلا لمخلوقاته...
اختلف المسلمون فيها بين مؤمن ومنكر وكلاهما كان يبتغي وجه الحق..فالمؤمن أراد التنزيه والمنكر أراد الهرب من تعطيل هذه الصفة وصرفها عن الله عز وجل..وفي المحصلة هي كانت أزمة فكرية انتابت العقل المسلم ولم تتسبب إلا في تشتت المسلمين وتفرقهم علي هذه الرؤية التي أراها لا تستحق هذا الخلاف الذي أثيرت حوله..فكل فريق ينتصر لرأيه ويظن أنه وبظهور الرأي الآخر فسيُعد هذا هدما لعقائده وما بُني عليها من قول وفعل....وبالتالي لم يعد أمامه إلا الدفاع عن عقيدته حتي لو أوهم نفسه أنه علي الحق في تصرف مريب لا يمت للشفافية بصلة..فقد تري أحد الفريقين وقد أقام الحُجة علي الآخر بالعقل والنقل ولكن الطرف الآخر يدافع ويستميت ويُصر علي الإحتفاظ برأيه...قد يكون تصرف الثاني صحيحا في حالة فهمه وعدم استطاعته للتعبير..ولكن أن تظهر له الحقيقة ويتصورها تصورا صحيحا ويقوم علي إنكارها هنا لم يعد أمامه إلا أمرين اثنين إما التسليم أو إرجاء الفرصة للمراجعة وهذا ليس بعيب..ولكن قلما-أو نادرا-ما يحدث ذلك وهو ما تسبب في إشاعة الفُرقة بين المسلمين من جراء هذا التناظر المذموم..
رؤيتي الخاصة في شأن التفويض هو وكما أشرت إليه سابقا بأنه لا يستحق هذه الهالة التي أثيرت حوله..وفي هذا المقال قد أنتصر لفكرة دون الأخري ولكن قبل أن نبحث فيها سنخوض في مخاض عقلي قبيل هذا الإنتصار..
في المعقولات هناك ما يتم عرضه في الذهن ومنه ما يتم تصوره أو وصفه في الحقيقة..كالتلفزيون مثلا فهو آداة عرض تري فيه الرجل والمرأة والسيارة والطائرة وغيرها من الأشياء التي خلقها الله..ولكن هل يحوي التلفزيون هذه الأشياء علي حقيقتها؟؟!..الإجابة بالطبع لا..فالتلفزيون أداة للعرض فقط دون أن يحوي شيئا بداخله إلا مجموعة معقدة من الإجهزة والألكترونيات..وعليه نري بأن التلفزيون يمثل أداة العرض وهو ما يحوي المعروض من الصور..أما حقيقة هذه الصور فهي خارج هذا الجهاز...وفي هذا نقول بأن مفهوم"العرض" غير مفهوم الاتصاف أو الوصف أو حقيقة الشئ..فأي وصف هو لشئ علي حقيقته تراه أمامك كاملا..أما العرض فهو حدث تصوري -قد يكون خيالي- يري شيئا بماهية معينه..
العقل هنا هو أداة العرض وهو الذي يعرض الصور ويترجم الأصوات ليعرفها ولكن في نطاق الذهن وقد يتصور هذا الذهن شيئا خياليا ليس له وجود...ولكن لو عرض صورة معينة خارج ماهية الذهن يراها ذات وجود أي غير عدمية فهو هنا يعرض شيئا معقولا سيتم وصفه لا محالة..هذا هو الشاهد..فهناك من المعقولات ما نراها رأي العين هي في الأصل معروضه في أذهاننا سواءا كانت موجودة حيث نكون أو غير موجودة، وهناك من المعقولات ما لا نراها رأي العين ولكن هي في الأصل معروضة في أذهاننا علي شكل صور وماهيات، وأخيرا هناك من المعقولات ما لا نراها رأي العين ولكنها غير معروضة في أذهاننا علي شكل صورة ذات ماهية ومفهوم..ولكن في ذات الوقت محسوسة عن طريق المعارف العقلية التي تُثبت وجودها أو عن طريق الإيمان بها وبوجودها عن طريق نص مقدس ، وفي المحصلة هو معقول ومُدرك في الذهن ليس له صورة..
هذه المقاربة العقلية هي إثبات بأن الهارب من التفويض سيقع في عدة أخطاء..فربما يعتقد بتشبيه الخالق بمخلوقاته أو يعتقد في ربه عدما أي معقولا بزعمه ليس له وجود..وقلت بزعمه لكي أثبت تناقضه..فهو لا يٌقر بأن ما عليه هو متاهة عقلية حشر نفسه فيها إما لتعلقه بنصوص دون وعي أو لتعلقه بالانتصار لذاته بعلو وكبرياء نفس..هذا ببساطة شديدة دون التطرق لأي نصوص مطروحة تنتصر لفكرة دون أخري...فقد تابعت منذ سنوات عددا من التناظرات التي جرت في هذا الشأن والجميع يتحدث في نقطة واحدة ويوهمون أنفسهم بالخلاف..والسبب كما أراه هو تصور ذهن الفرد لنص مطروح والتعصب لظاهره أو محاولة تأويله لدعم فكرة ناقضة لفكرة محاوره..وفي الغالب أري أن الطرفين يتنازعان في أهلية النص دون مناقشته أو التطرق لفكرة نقده فهو في هذه الحالة سيُعد هادما لهذا العالم المتبحر في رأيه..وهو الذي اتبعه ودافع عنه وتتلمذ علي كتبه أو قراءات مشايخه لأفكاره..
إن المسلمين يتفقون علي أن الله عز وجل ليس له صورة ذهنية يتصورها الإنسان..وجود الصورة يعني وجود الوصف..ووجود الوصف يعني وجود التشبيه..وفي قديم الزمان خاض علماء السلف في هذه الإشكاليات فاتفقوا علي أن الله عز وجل مُنزه عن الحوادث وأنه جل وعلا ليس كمثله شئ وأنه جل وعلا كما ورد في العقيدة الطحاوية أنه "تعالي عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" واتفقوا علي أن الخالق جل وعلا لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان..كل هذا شئ جميل..إذا فأين المشكلة؟؟!!......المشكلة أراها في تناظر مذموم أوقع أبناء الدين في خلاف لا يستحق وأن القضية لو نوقشت عقليا لكان ذلك أقوي وأنجع ،ولما لا والقضية برمتها تتعلق بعقل الإنسان الذي يعتقد..فمن غير المعقول أن أفرض علي عقول الناس رؤية تتعلق بعقولهم وفي نفس الوقت لا تستوعبها تلك العقول التي توجه لها الحديث!
نقطة أخري فبعض علماء المسلمين يُقسمون التفويض إلي جزئين اثنين..الأول هو الحقيقة والثاني هو المعني..فالأول يعني تفويض الحقيقة يعني ذلك تفويض كيفية الصفة إلي الله ، فاليد لا يثبتونها كيد لها لحم وعظم وعروق ودماء ويقولون أن الكيفية نفوضها إلي الله لجهلنا بها..تمام هذا جميل..ولكن في ذات الوقت يقولون بإثبات المعني لذات اليد المذكورة ولا أعلم كيف يجهلون حقيقة اليد ثم يقولون أننا نعلم معناها..وإذا قلنا ما هو معني اليد حينها لا أري أي جواب..فبحثت بنفسي أكثر من مرة وفي أكثر من تناظرة عن أي علم لمعني اليد فلم أري..إذا فما الذي يجبر الإنسان بأن يقول علي نفسه أنه يعلم ما لا يعلم!..لو سلمنا بالفعل إلي صحة هذا التقسيم فالمعني هو معني لغويا هذا كي نفصل بين حقيقة اليد ومعناها..فلو قلنا بأن المعني هو تصور متبادر للذهن يصور له وصف الشئ بماهية معينة لقلنا أن هذه هي حقيقة الصفة فلماذا تقسمون التفويض؟!..فلو قالوا أن المعني ليس هو الحقيقة لقلنا ابحثوا عن معني اليد في اللغة فاسألوا أنفسكم هل هذا الذي تعتقدونه؟؟!!!
إن الإجابة عن هذه الأسئلة مهم وضروري لإزالة هذا اللبس الذي أنتج فرقة المسلمين وقسمهم إلي فرق متناحرة ، فريقا يبدع الآخر وفريقا يكفر الآخر..ولو تركنا مساحة لعقولنا كي نتصور الحق دون التقييد والتقليد ما كان لنا أن نقع في ورطة كانت سببا في تذمر غير المسلمين من الإسلام ..
وأخيرا أري أن تحرير هذه الأفكار من القيود والأغلال التي انتابتها جد مهم، فقيد النص أشد فسادا علي العقل في حال لو لم يُدرك حقيقة النص ومعقوليته، فالدين والعلم لا يتناقضان بحال ، والبحث العقلي لا ينزع قدسية النص بل ينزهه من الإشكاليات وعدم الكمال..
المصدر/ مدونتي ميدان الحرية والعدالة (http://ascooor.maktoobblog.com/1593483/%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%88%D9%8A%D8%B6-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A7/)
تعارض القول بعدم التفويض مع التنزيه
حديثنا اليوم عن التفويض وأثره علي تنزيه المسلم لله عن مشابهة الحوادث، وفي هذا المجال دخل علماء السلف والخلف ردحا من الزمن كل فريق يبتغي وجه الحق بعلمه الواسع واستخدامه لفطرته لبلوغ الحق ومعرفة أهله..وفي البداية سنُعرف التفويض لأهمية علمه قبيل الخوض في ماهيته وماهية تصوره ،مفهوم التفويض هو اعتقاد ذهني يختص بالصفات الخبرية لله عز وجل منها ما ورد في القرآن الكريم ومنها ما ورد في السنة المطهرة معناه أن يفوض المسلم تلك الصفة التي مرت عليه لله وهو يقرأها أو يستمع إليها دون أن يتكلم فيها أو يدخل في تفاصيلها تجنبا للوقوع في إثم تشبيه الخالق جل وعلا لمخلوقاته...
اختلف المسلمون فيها بين مؤمن ومنكر وكلاهما كان يبتغي وجه الحق..فالمؤمن أراد التنزيه والمنكر أراد الهرب من تعطيل هذه الصفة وصرفها عن الله عز وجل..وفي المحصلة هي كانت أزمة فكرية انتابت العقل المسلم ولم تتسبب إلا في تشتت المسلمين وتفرقهم علي هذه الرؤية التي أراها لا تستحق هذا الخلاف الذي أثيرت حوله..فكل فريق ينتصر لرأيه ويظن أنه وبظهور الرأي الآخر فسيُعد هذا هدما لعقائده وما بُني عليها من قول وفعل....وبالتالي لم يعد أمامه إلا الدفاع عن عقيدته حتي لو أوهم نفسه أنه علي الحق في تصرف مريب لا يمت للشفافية بصلة..فقد تري أحد الفريقين وقد أقام الحُجة علي الآخر بالعقل والنقل ولكن الطرف الآخر يدافع ويستميت ويُصر علي الإحتفاظ برأيه...قد يكون تصرف الثاني صحيحا في حالة فهمه وعدم استطاعته للتعبير..ولكن أن تظهر له الحقيقة ويتصورها تصورا صحيحا ويقوم علي إنكارها هنا لم يعد أمامه إلا أمرين اثنين إما التسليم أو إرجاء الفرصة للمراجعة وهذا ليس بعيب..ولكن قلما-أو نادرا-ما يحدث ذلك وهو ما تسبب في إشاعة الفُرقة بين المسلمين من جراء هذا التناظر المذموم..
رؤيتي الخاصة في شأن التفويض هو وكما أشرت إليه سابقا بأنه لا يستحق هذه الهالة التي أثيرت حوله..وفي هذا المقال قد أنتصر لفكرة دون الأخري ولكن قبل أن نبحث فيها سنخوض في مخاض عقلي قبيل هذا الإنتصار..
في المعقولات هناك ما يتم عرضه في الذهن ومنه ما يتم تصوره أو وصفه في الحقيقة..كالتلفزيون مثلا فهو آداة عرض تري فيه الرجل والمرأة والسيارة والطائرة وغيرها من الأشياء التي خلقها الله..ولكن هل يحوي التلفزيون هذه الأشياء علي حقيقتها؟؟!..الإجابة بالطبع لا..فالتلفزيون أداة للعرض فقط دون أن يحوي شيئا بداخله إلا مجموعة معقدة من الإجهزة والألكترونيات..وعليه نري بأن التلفزيون يمثل أداة العرض وهو ما يحوي المعروض من الصور..أما حقيقة هذه الصور فهي خارج هذا الجهاز...وفي هذا نقول بأن مفهوم"العرض" غير مفهوم الاتصاف أو الوصف أو حقيقة الشئ..فأي وصف هو لشئ علي حقيقته تراه أمامك كاملا..أما العرض فهو حدث تصوري -قد يكون خيالي- يري شيئا بماهية معينه..
العقل هنا هو أداة العرض وهو الذي يعرض الصور ويترجم الأصوات ليعرفها ولكن في نطاق الذهن وقد يتصور هذا الذهن شيئا خياليا ليس له وجود...ولكن لو عرض صورة معينة خارج ماهية الذهن يراها ذات وجود أي غير عدمية فهو هنا يعرض شيئا معقولا سيتم وصفه لا محالة..هذا هو الشاهد..فهناك من المعقولات ما نراها رأي العين هي في الأصل معروضه في أذهاننا سواءا كانت موجودة حيث نكون أو غير موجودة، وهناك من المعقولات ما لا نراها رأي العين ولكن هي في الأصل معروضة في أذهاننا علي شكل صور وماهيات، وأخيرا هناك من المعقولات ما لا نراها رأي العين ولكنها غير معروضة في أذهاننا علي شكل صورة ذات ماهية ومفهوم..ولكن في ذات الوقت محسوسة عن طريق المعارف العقلية التي تُثبت وجودها أو عن طريق الإيمان بها وبوجودها عن طريق نص مقدس ، وفي المحصلة هو معقول ومُدرك في الذهن ليس له صورة..
هذه المقاربة العقلية هي إثبات بأن الهارب من التفويض سيقع في عدة أخطاء..فربما يعتقد بتشبيه الخالق بمخلوقاته أو يعتقد في ربه عدما أي معقولا بزعمه ليس له وجود..وقلت بزعمه لكي أثبت تناقضه..فهو لا يٌقر بأن ما عليه هو متاهة عقلية حشر نفسه فيها إما لتعلقه بنصوص دون وعي أو لتعلقه بالانتصار لذاته بعلو وكبرياء نفس..هذا ببساطة شديدة دون التطرق لأي نصوص مطروحة تنتصر لفكرة دون أخري...فقد تابعت منذ سنوات عددا من التناظرات التي جرت في هذا الشأن والجميع يتحدث في نقطة واحدة ويوهمون أنفسهم بالخلاف..والسبب كما أراه هو تصور ذهن الفرد لنص مطروح والتعصب لظاهره أو محاولة تأويله لدعم فكرة ناقضة لفكرة محاوره..وفي الغالب أري أن الطرفين يتنازعان في أهلية النص دون مناقشته أو التطرق لفكرة نقده فهو في هذه الحالة سيُعد هادما لهذا العالم المتبحر في رأيه..وهو الذي اتبعه ودافع عنه وتتلمذ علي كتبه أو قراءات مشايخه لأفكاره..
إن المسلمين يتفقون علي أن الله عز وجل ليس له صورة ذهنية يتصورها الإنسان..وجود الصورة يعني وجود الوصف..ووجود الوصف يعني وجود التشبيه..وفي قديم الزمان خاض علماء السلف في هذه الإشكاليات فاتفقوا علي أن الله عز وجل مُنزه عن الحوادث وأنه جل وعلا ليس كمثله شئ وأنه جل وعلا كما ورد في العقيدة الطحاوية أنه "تعالي عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" واتفقوا علي أن الخالق جل وعلا لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان..كل هذا شئ جميل..إذا فأين المشكلة؟؟!!......المشكلة أراها في تناظر مذموم أوقع أبناء الدين في خلاف لا يستحق وأن القضية لو نوقشت عقليا لكان ذلك أقوي وأنجع ،ولما لا والقضية برمتها تتعلق بعقل الإنسان الذي يعتقد..فمن غير المعقول أن أفرض علي عقول الناس رؤية تتعلق بعقولهم وفي نفس الوقت لا تستوعبها تلك العقول التي توجه لها الحديث!
نقطة أخري فبعض علماء المسلمين يُقسمون التفويض إلي جزئين اثنين..الأول هو الحقيقة والثاني هو المعني..فالأول يعني تفويض الحقيقة يعني ذلك تفويض كيفية الصفة إلي الله ، فاليد لا يثبتونها كيد لها لحم وعظم وعروق ودماء ويقولون أن الكيفية نفوضها إلي الله لجهلنا بها..تمام هذا جميل..ولكن في ذات الوقت يقولون بإثبات المعني لذات اليد المذكورة ولا أعلم كيف يجهلون حقيقة اليد ثم يقولون أننا نعلم معناها..وإذا قلنا ما هو معني اليد حينها لا أري أي جواب..فبحثت بنفسي أكثر من مرة وفي أكثر من تناظرة عن أي علم لمعني اليد فلم أري..إذا فما الذي يجبر الإنسان بأن يقول علي نفسه أنه يعلم ما لا يعلم!..لو سلمنا بالفعل إلي صحة هذا التقسيم فالمعني هو معني لغويا هذا كي نفصل بين حقيقة اليد ومعناها..فلو قلنا بأن المعني هو تصور متبادر للذهن يصور له وصف الشئ بماهية معينة لقلنا أن هذه هي حقيقة الصفة فلماذا تقسمون التفويض؟!..فلو قالوا أن المعني ليس هو الحقيقة لقلنا ابحثوا عن معني اليد في اللغة فاسألوا أنفسكم هل هذا الذي تعتقدونه؟؟!!!
إن الإجابة عن هذه الأسئلة مهم وضروري لإزالة هذا اللبس الذي أنتج فرقة المسلمين وقسمهم إلي فرق متناحرة ، فريقا يبدع الآخر وفريقا يكفر الآخر..ولو تركنا مساحة لعقولنا كي نتصور الحق دون التقييد والتقليد ما كان لنا أن نقع في ورطة كانت سببا في تذمر غير المسلمين من الإسلام ..
وأخيرا أري أن تحرير هذه الأفكار من القيود والأغلال التي انتابتها جد مهم، فقيد النص أشد فسادا علي العقل في حال لو لم يُدرك حقيقة النص ومعقوليته، فالدين والعلم لا يتناقضان بحال ، والبحث العقلي لا ينزع قدسية النص بل ينزهه من الإشكاليات وعدم الكمال..
المصدر/ مدونتي ميدان الحرية والعدالة (http://ascooor.maktoobblog.com/1593483/%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%88%D9%8A%D8%B6-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A7/)