sofiane222dz
18-11-2011, 08:09 PM
إذا كانت الثورتان التونسية والمصرية قد أخذتا شرعيتهما من المظاهرات والمسيرات السلمية، وأن الثورة الليبية قد انتزعت شرعيتها من المواجهات المسلحة مع كتائب الموت بعد أن تلقت دعما عربيا وأمريكيا وأوروبيا، فما هو مصير بقية الثورات؟ بالنسبة للثورة اليمنية فإن مشكلتها ليست مع الرئيس، لأنه صار شتيمة للشعب اليمني، وإنما مع أمريكا والسعودية بسبب التنوع المذهبي فيه، فأمريكا لا تريد لليمن أن يكون متحررا عن السعودية، ولا تريد قيام ديمقراطية قد يكون فيها الحوثيون والزيديون ممثلين في البرلمان، لأنهم من طائفة الشيعة المقربة من إيران والمرفوضة من المذهب الوهابي. إن وجود جناح مسلح يدعم الثورة اليمنية سيكون له نصيب من المعركة مع عائلة الرئيس اليمني، لكن الحسم سيبقى في صف المظاهرات السلمية التي تنادي برحيل (مسيلمة الكذاب). أما بالنسبة للثورة السورية فهي متشابكة بسبب ظروف دولية ومتداخلة مع مصالح دول الجوار ومعقدة على مستوى التحالفات، فروسيا التي فقدت العراق وليبيا لا تريد أن تفقد وجودها في سوريا والجزائر كموقعين استراتيجيين، وإيران لا تستطيع أن تتخلى عن سوريا والطائفة الشيعية في لبنان، وأمن إسرائيل مرهون ببقاء بشار الأسد في سوريا، فالجيش السوري لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل أو يحرك دبابة واحدة بالقرب من الجولان. وعلى المستوى الداخلي فإن حزب البعث الذي أنشأته الأقليات المسيحية والعلوية والدروز من أجل التحكم في الأغلبية صار أقلية الأقلية. إن الثورة السورية أصبح لها جناحان هما: المظاهرات والمسيرات السلمية والمنشقون عن الجيش أو الجناح المسلح الذي يقاوم إلى جانبها، إلى جانب مجلس وطني سيكون سلاحها السياسي، وبالتالي فالانتصار على النظام السوري يتطلب تضحيات كبيرة، لكنه سيكون انتصارا للثورات القادمة، لأنه يمهد لتحجيم الهيمنة الأمريكية ويقلل مما يسمى بالخطر الإيراني على الثورات العربية التي لا تتماشى مع مذهبها. إن الثورة في البحرين كادت تحقق خطوة مهمة في طريق النجاح، لولا التبني الإيراني لها والتعتيم العربي عليها، لكنها ستبقى ثورة قد تسقط أنظمة أخرى. هل حان الوقت لأن نقول بأن الثورات القادمة ستكون ذات جناحين.. أم أنها ستبقى مرتبطة بالمسيرات والمظاهرات السلمية فقط؟