المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرقة الناجية


ولد الشيعة
23-11-2011, 09:07 PM
الفرقة الناجية
هل الحديث المعروف عند أهل العلم والفضل "ستفترق أمتي بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، يهلك اثنان وسبعون فرقة وتنجو فرقة واحدة " هل هو حديث صحيح في نظركم وجاء ذكره في كتب المعتبرة أم لا ؟
وفي أي حالة صحته،هذا نقله علماء الشيعة والسنة؟
إما حول السؤال وهو عن نص حديث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم "فقد ذكره كبار الفريقين الشيعة والسنة وبأسانيد معتبرة ،فقد روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" والإمام الصادق "عليه السلام" وسليم بن قيس وانس بن مالك وأبي هريرة وأبي الدرداء وجابر بن عبدا لله الأنصاري وأبي سعيد الخدري وأبي بن كعب وعبدا لله بن عمر بن الخطاب وعمر بن العاص وأبي إمامة وابن بندار وغيرهم ،بألفاظ وعبارات مختلفة وفي أماكن متعددة بعد سمعوه من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ثم ان هذا الاختلاف في الألفاظ يفيد ان رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أراد ان يشير إلى تعدد الفرق ،لا انه ان يعين نوع الافتراق ،هل هو ديني مذهبي أم كلامي صرف أو غيرة ؟
ففي بعض الأحاديث إشارة إلى فرقتين وفي بعضها إلى ثلاث وفي بعضها إلى أربع وفي بعضها اثنين وسبعين وأكثر هذه الأحاديث تشير إلى ثلاث وسبعين فرقة ،وهذا الاختلاف في الألفاظ لا يعني أنها متناقضة ومن ثم يصادر أصل الموضوع وإنما هذه الاختلاف لها دلالاتها الخاصة بها ،كيف وقد عد بعض المسلمين هذا الحديث النبوي على اختلاف الفاضة معجزة من معاجز النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" لأنه إخبار عن المستقبل.
وهذا يمكن القول : ان الحديث الذي وردت فيه عبارة "فرقتين" يحمل على المؤمنين والمنافقين أو على الشيعة والسنة.
والحديث الذي وردت فيه عبارة "ثلاث فرق "يحمل على الإحداث التي حصلت بعد رحيل النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" فقد انقسم المسلمون إلى ثلاث فرق:
الأولى : فرقة كبراء الأنصار والذين التفوا حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" ورفضوا بيعة أبي بكر،وذلك للنص النبوي الوارد في خلافة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في غدير خم.
الثانية: وفرقة التفوا حول العباس عم النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" باعتباره من الورثة وكون اكبر سنا من غيرة – وقد انقرض هذا التيار تماما في تلك العهود
الثالثة: وفرقة التفت حول أبي بكر .
وبعض هذه الفرق الثلاث قد كرست معنى التفرقة في الأمة الإسلامية في ذلك العهد يمكن ان تكون الثلاث فرق هذه وغيرها .
وإنما هي ما ذكره النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" في حديث المروي الذي ذكره شيخ الطائفة ورئيس المحدثين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي في كتاب المجالس ،وذكره ايضا اخطب خوارزم مؤيد الدين الموفق بن احمد الخوارزمي في كتاب مسندا عن سلمان الفارسي مع قليل من التفاوت :
قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" تفترق أمتى بعد بعدي ثلاث فرق ،فرقة على حق لا يشوبونه بباطل،مثلهم كمثل الذهب كلما فتنتنه بالنار ازداد جودة وطيبا ،وإمامهم هذا لأحد الثلاثة ،وهو الذي أمر الله به في كتابه إماما ورحمة .
وفرقة أهل الباطل يشوبونه بحق مثلهم كمثل خبث الحديد كلما فتنتهم بالنار ازدادوا خبثا ونتنا وإمامهم هذا لأحد من الثلاثة ،قال :فسألته عن اهل الحق وإمامهم ؟
فقال:هذا علي بن أبي طالب "عليه السلام" إمام المتقين1
أو يمكن حمل الفرق الثلاث على ما وري عن رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" في بحار الأنوار للعلامة ألمجلسي نقلا عن مناقب محمد بن احمد بن شاذان بإسناد عن الإمام الصادق "عليه السلام" عن إبائه "عليهم السلام" عن أمير المؤمنين"عليه السلام" عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال : يا علي مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم افترق قومه ثلاث فرق ،فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود ،وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان ،وان أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق ،ففرقة شيعتك وهم المؤمنون ،وفرقة عدوك وهم الشاكون ،وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون، وأنت في الجنة يا علي وشيعتك ومحب شيعتك ،وعدوك والغالي في النار2
وإما الأحاديث التي وردت فيها "أربع فرق " فإما ان تحمل على :
الطوائف الأربع وهم القدرية والصفاتية والخوارج والشيعة وقد عدهم الشهرستاني من اكبر فرق المسلمين
وإما ان تحمل على المذاهب الأربعة : الأحناف والمالكة والشافعية والحنبلية، فان هذا المذاهب ظهرت وانتشرت في أيام أبي جعفر المنصور الدوانيقي، ويعود السبب إلى الفترة التي أتيحت للإمام الصادق "عليه السلام" من سقوط الدولة الظالمة وتشكل دولة بني العباس فان هذه الفترة بين الدولتين فسحت المجال سياسيا للإمام الصادق "عليه السلام" فتصدى في مسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" لبث العلم من الفقه والعقائد وبقية العلوم حتى روي ان تلاميذه وصل عددهم إلى أربعة الإلف طالب ،وكان من ضمنهم أبو حنيفة النعمان ،ومالك بن انس :
ونظرا لتوسع قاعدة الإمام الصادق والتفاف الناس حول شعر أبو جعفر المنصور ان هذا الوضع يهدده لأنه يسحب البساط من تحته بمرور الزمن ولذلك أو عز إلى أبي حنيفة ومالك ان اعتزلا حلقة دروس الإمام الصادق "عليه السلام" فاعتزلا ،فعين أبا حنيفة إماما ومرجعنا دينيا في بغداد والكوفة ،وعين مالكا في المدينة ،وصاحب ذلك سيل إعلامي من الدولة مع صرف مبلغ شهري لكل من يحضر دروسهما ،وبذلك فتح الطريق للمذهب الحنفي والمالكي ،وبعبارة أخرى فتح المجال للاجتهادات والآراء الشخصية مقابل النصوص القرآنية وسنة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" فظهر القياس على يد أبي حنيفة
مع مرور الزمن ضيق الخناق على الإمام الصادق "عليه السلام" وشيعة أهل البيت وفتح المجال لأبي حنيفة ومالك ،وبالتالي فان اغلب الناس عبيد الدينار والدرهم فمالوا مع أبي حنيفة ومالك طمعا في المال وخوفا من سطوة السلطان من بعدهما جاء محمد بن إدريس الشافعي ،واظهر مذهبا جديدا مغايرا في الفتوى لمن تقدمه ،وبعد وبعده جاء احمد بن حنبل وهو تلميذ مالك بن انس .
إما أبو حنيفة وأصحابه وإتباعه فقد عرفوا في العراق ب"أصحاب الرأي والقياس" أي كلما عجزوا عن فهم الآيات والروايات أفتوا بآرائهم،أو قاسوا بعض مواضيع على مواضيع أخرى واجروا الإحكام ،وإما محمد بن إدريس الشافعي ومالك واحمد فأنهم عرفوا في الحجاز ب" أصحاب الحديث " إلا ان هؤلاء الأئمة الأربعة كان منحاهم الفقهي والعقائدي خلاف منحى الإمام الصادق "عليه السلام" من اجل إرضاء خواطر السلطان!!!!
ولهذا السبب ظهرت الاختلافات إلى ان وصلت فرق أهل السنة إلى أربع وأربعين فرقة 3 موزعين على محورين:
1- المعتزلة :إتباع واصل بت عطاء المعتزلي
2- الأشاعرة : إتباع أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري
وإما الشيعة فأنهم انقسموا إلى عشرين فرقة كما ذكرها الشهر ستاني وهذه الفرق المتعددة بمرور الزمن هي التي اخبر عنها النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" في حديثه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
1- بحار الأنوار ج8 ح16 كتاب الفتين والمحن ص10 ط المكتبة الإسلامية
2- البحار ج28ح17 ص11 ط المكتبة الإسلامية مع تفاوت يسير
3- بل أكثر من خمسين فرقة كما الشهرستاني وغيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الفرقة الناجية
تأليف سلطانة الواعظين
السيد محمد الموسوي الشيرازي
طاب ثراه
يتبع