المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة


شيرازي للأبد
25-11-2011, 07:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/13221354821.jpg (http://c.shia4up.net/)

إنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة

1 ـ عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ، قال :

« دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده اُبيّ بن كعب فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : مرحباً بك يا أبا عبد الله ، يا زين السماوات والأرضين.

فقال له اُبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟

فقال : يا اُبيّ ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض ، فإنّه لمكتوب عن يمين عرش الله : مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن ( غير وهن ) ، وعزّ وفخر وبحر علم وذخر ، وإنّ الله عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة ، ولقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره الله عزّ وجلّ معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرّج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله ، وقوّاه على عدوّه ، ولم يهتك ستره.

فقال له اُبيّ بن كعب : ما هذه الدعوات يا رسول الله ؟

قال : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد : « اللهمّ إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سماواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر ، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من عسري يسراً » ، فإنّ الله عزّ وجلّ يسهّل أمرك ويشرح لك صدرك ويلقّنك شهادة أن لا إله إلاّ الله عند خروج نفسك » [1].

والحديث المبارك طويل فيه أسماء الأئمة من ولد الإمام الحسين وأدعيتهم الشريفة ، فراجع.

2 ـ الخصائص الحسينيّة لآية الله المحقّق الشيخ جعفر التستري [2] : وقد كتب مدحه عن يمين العرش : ( إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ).

وقال [3] : فيما أعطاه الله من أعظم المخلوقات أعني العرش . ولهذا الإعطاء كيفيّات :

الاُولى : في خصوصيّات من العرش له ، فنقول : إنّه قد أعطاه من العرش ظلّه ، لجعله له مجلساً يجلس فيه يوم القيامة ، ومعه زوّاره والباكون عليه فيرسل إليهم أزواجهم من الجنّة فيأتون ويختارون مجلسه وحديثه ، وقد أعطاه يمين العرش فجعله مقرّاً له في برزخه ، فإنّه عن يمين العرش دائماً ينظر إلى مصرعه ومن حلّ فيه ، وينظر إلى زوّاره والباكين عليه ، ويستغفر لهم ويخاطبهم ، ويسأل جدّه وأباه أن يستغفرا لهم ( بالله عليك ما كان النبيّ وآله الأطهار والإمام الحسين (عليهم السلام) ، يستغفر له فهل يبقى له ذنب يعاقب عليه يوم القيامة ؟ ! ) وقد أعطاه فوق العرش محلّ حديث لزائره ، وأيّ حديث فقد ورد في بعض أقسام زياراته أ نّه يكون من محدّثي الله فوق عرشه [4] ، فالعرش مجلس حديث لزوّاره ظلّه لمن يحدّثه ، وفوقه لمن يحدّثه الله ، وقد أعطاه أظلّة العرش التي اقشعرّت لدمه وبكت عليه [5]، وقد أعطاه نظير العرش من أصناف الملائكة المحدقين والطائفين [6].

الثانية : كيفيّة أعلى من ذلك وأبلغ بأن نقول : إنّه قد أعطاه العرش فكأ نّه كلّه له ، لأ نّه إذا كان مع أخيه زينة له وقرطاً وشنفاً ، فكلّ شيء بزينته ، فلو تكلّم العرش لقال : أنا من حسين ـ فهو حسيني الوجود والهوى وكفى ...

وقال [7] : خصوصيّة محلّه في برزخه : في الحديث : إنّه في يمين العرش ينظر إلى مصرعه ومن حلّ فيه ، وينظر إلى معسكره ، وينظر إلى زوّاره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله من أحدكم.

وإنّه ليرى من يبكيه فيستغفر له ، ويسأل آباءه أن يستغفروا له ويقول : أ يّها الباكي لو تعلم ما أعدّ الله لك ، لكان فرحك أكثر من جزعك.

وقال في خصوصيّة محلّه في المحشر : في الروايات : إنّ له مجلساً تحت ظلّ العرش خاصّاً به له خصوصيّة ، هي أنّ أهل مجلسه من الباكين عليه والزائرين له مستأنسين بحديثه ، وهم آمنون ، وعند جلوسهم عنده ، يرسل إليهم أزواجهم من الجنّة ، أنا قد اشتقنا لكم ، فيأبون الذهاب إلى الجنّة ، ويختارون حديث الحسين (عليه السلام)ومجلسه هناك على الجنّة [8].

ثمّ إنّه (عليه السلام) له موقف في المحشر ، خاصّ به يوجب اضطراب كلّ أهل المحشر ، وتشهق فاطمة (عليها السلام) إذا نظرت إلى موقفه ذلك وهو حين يحشر قائماً ليس عليه رأس ، وأوداجه تشخب دماً ، وله تفصيل يذكر في محلّه [9].

====

المصادر:

[1]البحار 42 : 262 ، و 36 : 205 ، عن كمال الدين : 154 ، وعيون الأخبار 1 : 62 ، وإعلام الورى : 378 ، والمنتخب للطريحي : 203 ، وأيضاً في البحار 91 : 184 عن عيون الأخبار للشيخ الصدوق بسنده عن أحمد بن ثابت الدواليبي عن محمّد بن عليّ بن عبد الصمد عن عليّ ابن عاصم عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ، وأمالي الصدوق المجلس 87 الصفحة 478.
[2]الصفحة 47 و 48.
[3]في الصفحة 105.
[4]كامل الزيارات : 141.
[5]كامل الزيارات : 199.
[6]الإرشاد للشيخ المفيد : 249.
[7]في الصفحة 38.
[8]كامل الزيارات : 81 ـ 82 ، ونقله العلاّمة المجلسي في البحار 35 : 207.
[9]الخصائص الحسينيّة : 39.

ومع السلامة.