شيرازي للأبد
25-11-2011, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13221354821.jpg (http://c.shia4up.net/)
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)
زيارة قبور الشهداء والأولياء والعظماء والأنبياء والخلفاء والعلماء والمصلحين عملٌ مـحبوبُ عقلاً وشرعاً؛ لأنّ تقديس العظماء والأبطال بعد موتهم نزعة فطريّة وسنّة عقلائيّة سائدة
في كل أنحاء العالم وبين جميع الأُمم والشعوب على مـختلف المستويات منذ أقدم العصور، فمنذ عصر حمورابي وإلى هذا اليوم ينصبون التماثيل والنصب التذكارية في الساحات كالجندي المجهول الذي يرمز إلى التضحية والفداء، وحتى الشعوب غير المسلمة تنحت التماثيل لرجالها الصالحين والمصلحين في الساحات العامة؛ وذلك تكريماً لهم، وزيارة الملوك والرؤساء والقادة ووضــع أكلــيل الــزهور عــلى قبورهم، تعظيماً لهم.
فحرمة الإنسان ميتاً كحرمته حياً كما وردَ في الحديث الشريف قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً سويا(عليهم السلام) (1).
ومن ذلك الحديث النبوي نستنبط أن للأمواتِ حقّ الزيارة علينا مثلما كانوا أحياءً يرزقون فقد جُبلت البشرية على ذلك وقد وردت أحاديث نبويّة تحثُ على زيارتهم فالأموات ينتظرون منّا الصدقة والعمل الصالح والعلم الذي ينتفعُ به وزيارتهم وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواحهم يعتبرُ عملاً صالحاً.. نكافأُ عليه بالأجر والثواب. فلِمَ لا نقتفي الأثرَ في حصاد الفضائل ومنها زيارة الأولياء الصالحين.
والأُمّة الإسلامية تمتلك رصيداً كبيراً من عمالقة الدنيا وأفذاذ التاريخ وعظماء الرجال تمجّدهم، وتستعيد ذكرياتهم، وتقف على مراقدهم وقفة المستلهم لمعاني الخير وروح البطولة والعطاء. فإذا كانت زيارة قبور العظماء والأبطال وأضرحة الشهداء سيرة عقلائيّة وسنّة نبويّة لا تخص قوماً أو أُمّة فلا يلام أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) عندما يزورون أئمتهم، بالأخصّ رمز الإنسانية والحريّة والإباء سبط هذه الأُمّة وسيد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي (عليه السلام)، وهو أبو الأحرار وقدوة الأبطال والمثل الأعلى؛ لذا نرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) يشيرون في أحاديثهم إلى زيارة القبور لما فيها من آثار تربويّة واجتماعية. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه (الغدير: ج 5 ص 93) عشرات المصادر من صحاح المسلمين ومسانيدهم تؤكّد شرعية زيارة القبور، ونحن نشير إلى بعضها:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)من زار قبري، وجبت له شفاعتي(عليه السلام) (2).
وعنه أيضاً: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)من حجّ فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي(عليهم السلام) (3).
وقال سليمان بن سحيم رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في النوم فقلت: يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلمون عليك أتفقه سلامهم؟ قال: (عليه السلام)نعم. وأرد عليهم(عليه السلام) (4).
عن أبي هريرة قال: زار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمه، فبكى وأبكى من حَوْلَهُ (5).
عن جعفر بن مـحمد بن أبيه: (صلى الله عليه وآله وسلم)أنّ فاطمة بنت مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تزور قبر عمّها حمزة في الأيّام فتصلّي وتبكي عنده(عليهم السلام) (6).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (عليه السلام)من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعةٍ غفر له وكتب برّاً(عليه السلام) (7).
قال ابن أبي مليكة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (عليه السلام)زوروا موتاكم، وسلّموا عليهم، وصلّوا عليهم، فإن لكم فيهم عبرة(عليه السلام) (8).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)ما الميت في قبره إلا كالغريق المتغوّث، ينتظر دعوة تلحقه من أبيه أو أخيه أو صديق له، فإذا لحقته كان أحبّ إليه من الدنيا وما فيها(عليه السلام) (9).
وأردف الغزالي في كتابه: زيارة القبور مستحبّة على الجملة للتذكر والاعتبار، وزيارة قبور الصالحين مستحبّة لأجل التبرك مع الاعتبار (10).
عن ابن بُريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يُعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: (صلى الله عليه وآله وسلم)السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، وأنتم لنا فرط، ونحن لكم تبعاً، نسأل الله لنا ولكم العافية(عليهم السلام) (11).
عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما كان ليلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: (صلى الله عليه وآله وسلم)السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأَتاكم ما تُوعدون غداً مؤجَّلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد(عليهم السلام) (12).
ونحن نقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أعظم قدوة لنا؛ والتاريخ يشهد بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يزور قبور البقيع وشهداء أُحد، بل يحث المسلمين على زيارة القبور من أجل العظة والعبرة. هذه الخصوصية لمجرد أنّه يحمل هوية مسلم، فكيف بالحسين (عليه السلام) وهو ابن أوّل من أسلم، وقد أسلم كثيراً من الناس ببركة ثورته الإنسانية بواقعة الطف، وهو سيد الشهداء وسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو الأئمة أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)، ويكفينا قول جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين مني وأنا من حسين(عليه السلام). فزيارة الحسين (عليه السلام) هو زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشفاعة الحسين (عليه السلام) هو شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنه بضعته (صلى الله عليه وآله وسلم).
من الروايات التي أشارت إلى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) منها:
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كأني بالقصور قد شيدتْ حول قبر الحسين، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الآفاق، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان(عليه السلام) (13).
سئل جعفر بن مـحمد، عن زيارة قبر الحسين. فقال: أخبرني أبي قال: من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفاً بحقه كتبه الله في عليّين، ثمّ قال: إن حول قبره سبعين ألف ملك شعثاً غبرا يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة (14).
عـن أنـس بـن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إن موسى بن عمــران سأل ربه عز وجل زيارة قبر الحسين بن علي، فزاره في سبعين ألف من الملائكة(عليه السلام) (15).
عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائراً قبر الحسين بن علي فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ اتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه، ثمّ إنّه لم يخط خطوة إلاّ ذكر فيها الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال: المسنيه يا عطية، فألمسته، فخر على القبر مغشياً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين، ثلاثاً، ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه، وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، وفرّق بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين، وابن سيد الوصيّين، وحليف التقى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء...
قال عطية: ثمّ جال ببصره حول القبر فقال: السلام عليكم أيتّها الأرواح الطيبة التي بفناء الحسين أناخت برحله، أشهد أنكم قد أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين (16).
فزيارة الحسين (عليه السلام) لها الخصوصيّة المتميّزة، فعند وقوفك أمام ضريحه المقدّس بكلّ خشوع واحترام تأخذك الهيبة، وتشدّك بالدين الحنيف، حيث تتجسد أمامك رسالة الأنبياء، ومواقفهم الرساليّة، ومواجهتهم لفراعنة عصرهم، ووقوفك أمام ضريحه المقدس سرعان ما ينقلك إلى عصر النبوّة والرسالة، عصر جبرائيل، عصر نزول القرآن، عصر إسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبوقوفك أمام ضريحه المقدّس تستلهم منه الشجاعة والشهامة والبطولة والإباء، ووقوفك أمام ضريحه المقدس يذكّرك بفرعون عصره يزيد بن معاوية، يزيد الخمر والفجور، ذلك الذي رفع لواء جاهلية جدّه أبو سفيان، جاهلية ملؤها القساوة والأنانية والعصبية العمياء والحقد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
نعم سيدي يا أبا عبد الله موقفك يذكّرني بموقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام فرعون عصره أبي سفيان، حيث أصبح هو وأحفاده لعنة التاريخ، ولازالت لعنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سُنّة جارية إلى هذا اليوم تأخذ مـجراها، كما نصَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في أحاديثه. منها:
ما ذكره الطبري في تاريخه: قد رأى (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان مقبلاً على حمار، ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق به. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)لعن الله القائد والراكب والسائق(عليه السلام) (17).
وعن البراء بن عازب قال: أقبل أبو سفيان ومعه معاوية. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام) اللَّهُمّ العن التابع والمتبوع، اللَّهُمّ عليك بالأُقيعس(عليه السلام) فقال ابن البراء لأبيه: من الأُقيعِس؟ قال: معاوية. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري، فاقتلوه(عليه السلام). قال أبو سعيد الخدري: فلم نفعل ولم نفلح (18).
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه(عليهم السلام). قال: الحسين فما فعلوا ولا أفلحوا.
عن ابن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)يموت معاوية على غير الإسلام(عليهم السلام).
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)يموت معاوية على غير مِلَّتي(عليهم السلام) (19).
سيدي - أبا عبد الله - بقتلك استقام دين جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبزيارتك يا سيدي ثبتت أركان العقيدة، وبزيارتك سيدي معانٍ جسام، فبها نتحدّى الباطل والمنكر، وهذا ما يخشاه كل ظالمٍ وطاغٍ وسفّاك، فزيارتك سيدي تذكّرنا بعظمة الله تعالى، بل بتقرّبك إليه سبحانه وتعالى.
أما كيفية زيارة الإمام الباقر (عليه السلام) لجده الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) نشير إلى مقتطفات من زيارته (عليه السلام) مراعاةً للاختصار:
عن مـحمد بن علي (عليهما السلام) قال: فإذا أتيت قبر أبي عبد الله - يعين الحسين بن علي (عليهما السلام) - فاغتسل من الفرات موضع الدالية، ثم إئت وعليك السكينة والوقار حتى تنتهي إلى باب الحير، ثمَّ قل:
(بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمك الله يا أبا عبد الله، ولعن الله من قتلك وانتهك حرمتك، أشهد أنّ الذين خالفوك وحاربوك وقتلوك ملعونون على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
والسلام عليك وعلى أبيك وأمك، وأشهد أنك قد بلغت من الله ما أمرت به، ولم تخشى أحداً غيره، وعبدته حتى أتاك اليقين.
أشهد أنكم كلمة التقوى، وأبواب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على من بقي ومن تحت الثرى.
اللهمَّ العن الذين بدّلوا دينك، واتهموا رسولك، وصدّوا عن سبيلك، ورغبوا عن أمرك.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت القرآن حقّ تلاوته.
السلام على ملائكة الله المقرَّبين، السلام على أنبياء الله المرسلين، الذين هم في خلقه مقيمين.
اللهمَّ صلِّ على مـحمد وعلى آل مـحمد ولا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليّك وابن رسولك وصلى الله عليه وعلى آله ورحمة الله وبركاته (20).
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حَيَّا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
====
المصادر:
1- تهذيب الأحكام: ج 1 ص 419 ح 43.
2- سنن الدارقطني: ج 2 ص 278، باب المواقيت؛ إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490؛ الوفا بأحوال المصطفى: ص 817 ح 1530.
3- السنن الكبرى: ج 5 ص 245؛ باب زيارة قبر النبي 2؛ سنن الدار قطني: ج 2 ص 278 وفيه (صلى الله عليه وآله وسلم)وفاتي بدل موتي؛ الوفا بأحوال المصطفى: ص 816 ح 1529.
4- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490.
5- صحيح مسلم: ج 2 ص 365 ح 976، باب استئذان النبي 2 ربّه عزّ وجلَّ في زيارة قبر أُمّه.
6- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490 وص 491.
7- المصدر نفسه.
8- المصدر نفسه.
9- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490 وص 491.
10- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490.
11- السنن الكبرى، للبيهقي: ج 4 ص 79؛ صحيح مسلم: ج 2 ص 365 ح 975.
12- صحيح مسلم: ج 2 ص 363 ح 974، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها. بقيع الغرقد: مقبرة لأهل المدينة سميت بذلك لغرقد كان فيه وهو ما عظم من العوسج، لسان العرب: ج 3 ص 325، غرقد. وإطلاق لفظ الأهل على ساكن المكان من حي وميت؛ السنن الكبرى: ج 4 ص 79.
13- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 166.
14- فرائد السمطين: ج 2 ص 174 ح 461؛ ذخائر العقبى: ص 151؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 169.
15- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 169.
16- المصدر نفسه: ص 167.
17- تاريخ الطبري: ج 5 ص 622.
18- النصائح الكافية: ص 72؛ وقعة صفين: ص 217، انظر كتاب الفتوح: ج 5 ص 24: أقبل الحسين على مروان وقال: ويحك أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل لا ألومك على قولك لأنك اللعين الذي لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص، فإن من لعنه رسول الله 2 لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد ثم قال:إليك عني يا عدو الله فإنّا أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحقّ فينا، وبالحق تنطق ألسنتنا، وقد سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (صلى الله عليه وآله وسلم)الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فافقروا بطنه، فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أُمروا به، قاتلهم الله بابنه يزيد، زاده الله في النار عذاباً.
19- وقعة صفين: ص 216 - 218.
20- فرائد السمطين: ج 2 ص 175 ح 462.
بقلم: الشيخ كمال معاش.
ونسألكم الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13221354821.jpg (http://c.shia4up.net/)
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)
زيارة قبور الشهداء والأولياء والعظماء والأنبياء والخلفاء والعلماء والمصلحين عملٌ مـحبوبُ عقلاً وشرعاً؛ لأنّ تقديس العظماء والأبطال بعد موتهم نزعة فطريّة وسنّة عقلائيّة سائدة
في كل أنحاء العالم وبين جميع الأُمم والشعوب على مـختلف المستويات منذ أقدم العصور، فمنذ عصر حمورابي وإلى هذا اليوم ينصبون التماثيل والنصب التذكارية في الساحات كالجندي المجهول الذي يرمز إلى التضحية والفداء، وحتى الشعوب غير المسلمة تنحت التماثيل لرجالها الصالحين والمصلحين في الساحات العامة؛ وذلك تكريماً لهم، وزيارة الملوك والرؤساء والقادة ووضــع أكلــيل الــزهور عــلى قبورهم، تعظيماً لهم.
فحرمة الإنسان ميتاً كحرمته حياً كما وردَ في الحديث الشريف قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً سويا(عليهم السلام) (1).
ومن ذلك الحديث النبوي نستنبط أن للأمواتِ حقّ الزيارة علينا مثلما كانوا أحياءً يرزقون فقد جُبلت البشرية على ذلك وقد وردت أحاديث نبويّة تحثُ على زيارتهم فالأموات ينتظرون منّا الصدقة والعمل الصالح والعلم الذي ينتفعُ به وزيارتهم وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواحهم يعتبرُ عملاً صالحاً.. نكافأُ عليه بالأجر والثواب. فلِمَ لا نقتفي الأثرَ في حصاد الفضائل ومنها زيارة الأولياء الصالحين.
والأُمّة الإسلامية تمتلك رصيداً كبيراً من عمالقة الدنيا وأفذاذ التاريخ وعظماء الرجال تمجّدهم، وتستعيد ذكرياتهم، وتقف على مراقدهم وقفة المستلهم لمعاني الخير وروح البطولة والعطاء. فإذا كانت زيارة قبور العظماء والأبطال وأضرحة الشهداء سيرة عقلائيّة وسنّة نبويّة لا تخص قوماً أو أُمّة فلا يلام أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) عندما يزورون أئمتهم، بالأخصّ رمز الإنسانية والحريّة والإباء سبط هذه الأُمّة وسيد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي (عليه السلام)، وهو أبو الأحرار وقدوة الأبطال والمثل الأعلى؛ لذا نرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) يشيرون في أحاديثهم إلى زيارة القبور لما فيها من آثار تربويّة واجتماعية. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه (الغدير: ج 5 ص 93) عشرات المصادر من صحاح المسلمين ومسانيدهم تؤكّد شرعية زيارة القبور، ونحن نشير إلى بعضها:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)من زار قبري، وجبت له شفاعتي(عليه السلام) (2).
وعنه أيضاً: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)من حجّ فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي(عليهم السلام) (3).
وقال سليمان بن سحيم رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في النوم فقلت: يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلمون عليك أتفقه سلامهم؟ قال: (عليه السلام)نعم. وأرد عليهم(عليه السلام) (4).
عن أبي هريرة قال: زار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمه، فبكى وأبكى من حَوْلَهُ (5).
عن جعفر بن مـحمد بن أبيه: (صلى الله عليه وآله وسلم)أنّ فاطمة بنت مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تزور قبر عمّها حمزة في الأيّام فتصلّي وتبكي عنده(عليهم السلام) (6).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (عليه السلام)من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعةٍ غفر له وكتب برّاً(عليه السلام) (7).
قال ابن أبي مليكة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (عليه السلام)زوروا موتاكم، وسلّموا عليهم، وصلّوا عليهم، فإن لكم فيهم عبرة(عليه السلام) (8).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)ما الميت في قبره إلا كالغريق المتغوّث، ينتظر دعوة تلحقه من أبيه أو أخيه أو صديق له، فإذا لحقته كان أحبّ إليه من الدنيا وما فيها(عليه السلام) (9).
وأردف الغزالي في كتابه: زيارة القبور مستحبّة على الجملة للتذكر والاعتبار، وزيارة قبور الصالحين مستحبّة لأجل التبرك مع الاعتبار (10).
عن ابن بُريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يُعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: (صلى الله عليه وآله وسلم)السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، وأنتم لنا فرط، ونحن لكم تبعاً، نسأل الله لنا ولكم العافية(عليهم السلام) (11).
عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما كان ليلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: (صلى الله عليه وآله وسلم)السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأَتاكم ما تُوعدون غداً مؤجَّلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد(عليهم السلام) (12).
ونحن نقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أعظم قدوة لنا؛ والتاريخ يشهد بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يزور قبور البقيع وشهداء أُحد، بل يحث المسلمين على زيارة القبور من أجل العظة والعبرة. هذه الخصوصية لمجرد أنّه يحمل هوية مسلم، فكيف بالحسين (عليه السلام) وهو ابن أوّل من أسلم، وقد أسلم كثيراً من الناس ببركة ثورته الإنسانية بواقعة الطف، وهو سيد الشهداء وسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو الأئمة أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)، ويكفينا قول جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين مني وأنا من حسين(عليه السلام). فزيارة الحسين (عليه السلام) هو زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشفاعة الحسين (عليه السلام) هو شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنه بضعته (صلى الله عليه وآله وسلم).
من الروايات التي أشارت إلى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) منها:
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كأني بالقصور قد شيدتْ حول قبر الحسين، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الآفاق، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان(عليه السلام) (13).
سئل جعفر بن مـحمد، عن زيارة قبر الحسين. فقال: أخبرني أبي قال: من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفاً بحقه كتبه الله في عليّين، ثمّ قال: إن حول قبره سبعين ألف ملك شعثاً غبرا يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة (14).
عـن أنـس بـن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إن موسى بن عمــران سأل ربه عز وجل زيارة قبر الحسين بن علي، فزاره في سبعين ألف من الملائكة(عليه السلام) (15).
عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائراً قبر الحسين بن علي فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ اتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه، ثمّ إنّه لم يخط خطوة إلاّ ذكر فيها الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال: المسنيه يا عطية، فألمسته، فخر على القبر مغشياً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين، ثلاثاً، ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه، وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، وفرّق بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين، وابن سيد الوصيّين، وحليف التقى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء...
قال عطية: ثمّ جال ببصره حول القبر فقال: السلام عليكم أيتّها الأرواح الطيبة التي بفناء الحسين أناخت برحله، أشهد أنكم قد أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين (16).
فزيارة الحسين (عليه السلام) لها الخصوصيّة المتميّزة، فعند وقوفك أمام ضريحه المقدّس بكلّ خشوع واحترام تأخذك الهيبة، وتشدّك بالدين الحنيف، حيث تتجسد أمامك رسالة الأنبياء، ومواقفهم الرساليّة، ومواجهتهم لفراعنة عصرهم، ووقوفك أمام ضريحه المقدس سرعان ما ينقلك إلى عصر النبوّة والرسالة، عصر جبرائيل، عصر نزول القرآن، عصر إسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبوقوفك أمام ضريحه المقدّس تستلهم منه الشجاعة والشهامة والبطولة والإباء، ووقوفك أمام ضريحه المقدس يذكّرك بفرعون عصره يزيد بن معاوية، يزيد الخمر والفجور، ذلك الذي رفع لواء جاهلية جدّه أبو سفيان، جاهلية ملؤها القساوة والأنانية والعصبية العمياء والحقد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
نعم سيدي يا أبا عبد الله موقفك يذكّرني بموقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام فرعون عصره أبي سفيان، حيث أصبح هو وأحفاده لعنة التاريخ، ولازالت لعنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سُنّة جارية إلى هذا اليوم تأخذ مـجراها، كما نصَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في أحاديثه. منها:
ما ذكره الطبري في تاريخه: قد رأى (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان مقبلاً على حمار، ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق به. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)لعن الله القائد والراكب والسائق(عليه السلام) (17).
وعن البراء بن عازب قال: أقبل أبو سفيان ومعه معاوية. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام) اللَّهُمّ العن التابع والمتبوع، اللَّهُمّ عليك بالأُقيعس(عليه السلام) فقال ابن البراء لأبيه: من الأُقيعِس؟ قال: معاوية. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري، فاقتلوه(عليه السلام). قال أبو سعيد الخدري: فلم نفعل ولم نفلح (18).
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه(عليهم السلام). قال: الحسين فما فعلوا ولا أفلحوا.
عن ابن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)يموت معاوية على غير الإسلام(عليهم السلام).
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صلى الله عليه وآله وسلم)يموت معاوية على غير مِلَّتي(عليهم السلام) (19).
سيدي - أبا عبد الله - بقتلك استقام دين جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبزيارتك يا سيدي ثبتت أركان العقيدة، وبزيارتك سيدي معانٍ جسام، فبها نتحدّى الباطل والمنكر، وهذا ما يخشاه كل ظالمٍ وطاغٍ وسفّاك، فزيارتك سيدي تذكّرنا بعظمة الله تعالى، بل بتقرّبك إليه سبحانه وتعالى.
أما كيفية زيارة الإمام الباقر (عليه السلام) لجده الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) نشير إلى مقتطفات من زيارته (عليه السلام) مراعاةً للاختصار:
عن مـحمد بن علي (عليهما السلام) قال: فإذا أتيت قبر أبي عبد الله - يعين الحسين بن علي (عليهما السلام) - فاغتسل من الفرات موضع الدالية، ثم إئت وعليك السكينة والوقار حتى تنتهي إلى باب الحير، ثمَّ قل:
(بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمك الله يا أبا عبد الله، ولعن الله من قتلك وانتهك حرمتك، أشهد أنّ الذين خالفوك وحاربوك وقتلوك ملعونون على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
والسلام عليك وعلى أبيك وأمك، وأشهد أنك قد بلغت من الله ما أمرت به، ولم تخشى أحداً غيره، وعبدته حتى أتاك اليقين.
أشهد أنكم كلمة التقوى، وأبواب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على من بقي ومن تحت الثرى.
اللهمَّ العن الذين بدّلوا دينك، واتهموا رسولك، وصدّوا عن سبيلك، ورغبوا عن أمرك.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت القرآن حقّ تلاوته.
السلام على ملائكة الله المقرَّبين، السلام على أنبياء الله المرسلين، الذين هم في خلقه مقيمين.
اللهمَّ صلِّ على مـحمد وعلى آل مـحمد ولا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليّك وابن رسولك وصلى الله عليه وعلى آله ورحمة الله وبركاته (20).
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حَيَّا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
====
المصادر:
1- تهذيب الأحكام: ج 1 ص 419 ح 43.
2- سنن الدارقطني: ج 2 ص 278، باب المواقيت؛ إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490؛ الوفا بأحوال المصطفى: ص 817 ح 1530.
3- السنن الكبرى: ج 5 ص 245؛ باب زيارة قبر النبي 2؛ سنن الدار قطني: ج 2 ص 278 وفيه (صلى الله عليه وآله وسلم)وفاتي بدل موتي؛ الوفا بأحوال المصطفى: ص 816 ح 1529.
4- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490.
5- صحيح مسلم: ج 2 ص 365 ح 976، باب استئذان النبي 2 ربّه عزّ وجلَّ في زيارة قبر أُمّه.
6- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490 وص 491.
7- المصدر نفسه.
8- المصدر نفسه.
9- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490 وص 491.
10- إحياء علوم الدين: ج 4 ص 490.
11- السنن الكبرى، للبيهقي: ج 4 ص 79؛ صحيح مسلم: ج 2 ص 365 ح 975.
12- صحيح مسلم: ج 2 ص 363 ح 974، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها. بقيع الغرقد: مقبرة لأهل المدينة سميت بذلك لغرقد كان فيه وهو ما عظم من العوسج، لسان العرب: ج 3 ص 325، غرقد. وإطلاق لفظ الأهل على ساكن المكان من حي وميت؛ السنن الكبرى: ج 4 ص 79.
13- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 166.
14- فرائد السمطين: ج 2 ص 174 ح 461؛ ذخائر العقبى: ص 151؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 169.
15- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 169.
16- المصدر نفسه: ص 167.
17- تاريخ الطبري: ج 5 ص 622.
18- النصائح الكافية: ص 72؛ وقعة صفين: ص 217، انظر كتاب الفتوح: ج 5 ص 24: أقبل الحسين على مروان وقال: ويحك أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل لا ألومك على قولك لأنك اللعين الذي لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص، فإن من لعنه رسول الله 2 لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد ثم قال:إليك عني يا عدو الله فإنّا أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحقّ فينا، وبالحق تنطق ألسنتنا، وقد سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (صلى الله عليه وآله وسلم)الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فافقروا بطنه، فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أُمروا به، قاتلهم الله بابنه يزيد، زاده الله في النار عذاباً.
19- وقعة صفين: ص 216 - 218.
20- فرائد السمطين: ج 2 ص 175 ح 462.
بقلم: الشيخ كمال معاش.
ونسألكم الدعاء.