رائد الموالي
26-11-2011, 11:31 PM
المتأمل في في صفحات يوم الطفوف المليئة بالدماء يرى بوضوح انها كانت ولازالت تمثل الحد الفاصل بين قمة الصلاح واسفل درك من الطلاح بل هي بمثابة الرمزية والامثولة المادية للحق والباطل في هذه الدنيا...
اراد الله منها ان تكون نار تشتعل في قلوب المؤمنين لتنير قلوبهم بحفظ الاسلام المحمدي الذي قدره الله ان يكون خاتم الاديان وضياء العيون وساكن الجفون المبعوث رحمة للخلق اجمعون ابي القاسم محمد بن عبد الله (اللهم صل على محمد وال محمد) خاتم الانبياء والمرسلين...
وقد مر الانبياء بما مروا وعانوا ما عانوا في سبيل التمهيد لدين الاسلام ولكن يوم الطفوف كان الضامن لتحقيق ذلك فلولا عطش الحسين ولولا غربته ولولا دمائه الطاهرة التي روت تلك الارض ولولا رأسه المرفوع لما سمعت كلمة توحيد وكان ذلك مشيئة رب العباد (جل في علاه)...
فكانت تلك الدماء الزاكية لحبيب الرسول وبضعة البتول ثمنا لذلك الحفظ وهو ما بينه هو بأبي وامي حينما قال " شاء الله ان يراني قتيلا " وهو ايضا ما انبأه به جده الرسول (صل الله عليه وعلى اله) " حبيبي حسين ان لك عند الله درجة لن تنالها الا بالشهادة "...
ولعظيم ذلك اليوم ولهول المصائب فيه سعى امير المؤمنين وامام المتقين حجة الله الكبرى ونبأه العظيم ابو الحسن علي بن ابي طالب (صلوات ربي وسلامه عليه) سعى الى ان يشد ظهر ولده في يوم استشهاده بفارس همام وضيغم ضرغام يكشف عنه الهم والحزن تعرفه الرجال وتهابه الابطالفكان العباس (سلام الله عليه)...
تربى العباس سنينا في كنف ابيه ينهل منه العلوم الربانية ثم انتقل الى حظوة اخيه الحسن وهو ينشأ بين يديه عالما ورعا حتى صار روحا بين جنبي اخيه الحسين (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) فأمسى نافذ البصيرة صلب الايمان كما وصفه الامام الصادق (عليه السلام)...
لم يكن العباس ليفصح عما اكتنزه من علوم ربانية وعقائد روحانية لا في حضرت ابيه ولا في وجود اخويه فهم جميعا حجج الله عليه وعلى الناس ولكن ... في كربلاء جسد معجزات رب الكون فيه وبانت روحه المتفردة وشجاعته المتوقدة وبطولاته الباسلة ودوره العظيم...
في يوم الطفوف لم يكن العباس مأذونا له بالقتال ولا الغوص في ساحة النزال حتى وبعد ان فقد سيد الشهداء اصحابه واخوته واهل بيته على قلت عددهم فلو نزل العباس قاصدا النزال لقلب مجريات الامور ولغاص في جيش الشرور فلا يبقي منهم ظلما ولا كفور وليبيدنهم وحده بسيفه وقلبه الجسور.. وهذا ليس من ضرب المغالات
فلو تأمل العقل والمنطق في عدد من جاء لقتال سيد الشهداء الذي كان لا يقل عن سبعين الفا .. ارسل اربع مئة منهم على اقل تقدير لمنع الماء عن خيام الحسين وكلنا يعرف كيف ان ابو الفضل كشفهم ماء المشرعة وليس ذلك فحسب بل نزل عن ظهر جواده وخلى عنه سلاحه ونزل الى الماء اي انه كان آمنا في لحاظها اي انه فرقهم وحده عنه بلا رجعة...
وحسب منطق عقولنا (التي لو قيست بتلك القلوب المؤمنة لكانت جاهلة) فالاربع مئة والسبعين الفا هي اعداد كبيرة لايمكن لرجل واحد ان يقف بوجهها ولكن امامنا الشهيد قال غير ذلك ... فحين ان جاء العباس طالبا الرخصة ولم يكن مع الحسين حينها الا هو لم يأذن له اخوه قائلا له " اخي انت حامل لوائي وكبش كتيبتي اذا مضيت تفرق عسكري " الله اكبر اي ان امامنا الشهيد وهو امام معصوم كان يرى العباس وحده معسكر بحد ذاته ... بل نرى تلك الصورة تشع بالوضوح بعد استشهاده (سلام الله عليه) حين صار الحسين ينعاه وينادي " الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي "
اي ان امامنا الشهيد لم يرى في قلة عدد اصحابه وانصاره ولا في استشهادهم امامه انكسارا للظهر ولا قلة في الحيلة لكن نادى بذلك وهو محني الظهر ممسكا بخاصرته بعد استشهاد درعه الواقي وحصنه الحامي وسوره المنيع كاشف الكرب عن وجهه ابو الفضل (سلام الله عليه) ...
وابيات السيد جعفر الحلي قد تغنت بهذه المعاني بقصيدة خالدة:
طمعت أمية حين قل عديدهم=== لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجـوا مذلتهم فقلن رماحهم=== من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى إذا اشتبك النزال وصرحت=== صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش امية=== من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهـم إلا تقحـم ضيغم=== غيـران يعجظـه ويدمـدم
عبست وجوه القوم خوف الموت والـ=== ـعباس فـيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص في ال=== أوساط يحصد في الرؤس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا=== فرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا
ماكر ذو بأس لـه متقـدا=== إلا وفـر ورأسـه الـمتقـدم
صـبـغ الخـيول برمحه حتى غدى=== سـيـان أشـقـر لـونـها والأدهم
مـاشـد غـضـبانا على ملمومة=== إلا وحل بـهـا الـبـلاء الـمبرم
ولـه إلـى الأقـدام سـرعة هارب=== فـكـانـمـا هـو بـالـتـقدم يسلم
بـطـل تـورث مـن ابيه شجاعة=== فـيـها أنـوف بـني الظلالة ترغم
يـلـقـي الـسـلاح بشدة من بأسه=== فـالـبـيـض تـلثم والرماح تحطم
عرف المـواعـظ لا تـفـيد بمعشر=== صـمـواعن النبأ الأعظيم كماعموا
فـانـصاع يخطب بالجماجم والكلى=== فـالـسـيـف يـنثر والمثقف ينظم
أوتـشـتـكي العطش الفواطم عنده=== وبـصـدرصـعـدته الفرات المفعم
لـوسـد ذو الأقرنين دون وروده=== نـسـفـته هـمـته بـماهو أعظم
ولـو اسـتـقـى نهرالمجرة لارتقى=== وطـويـل ذابـلـه إلـيها سلم
حـامـي الـضـعينة اين منه ربيعة=== أم أيـن مـن عـلـيـا أبـيه مكدم
فـي كـفـه الـيسـرى السقاء يقله=== وبـكـفـه الـيـمنى الحسام المخذم
مـثـل الـسـحابة للفواطم صوبه=== ويـصـيـب حـاصبة العدو فيرجم
بـطـل إذا ركـب المطهم خلته=== جـبـلا أشـم يـخـف فيه مطهم
قـسـمـا بـصارمه الصقيل وإنني=== فـي غـيـرصـاعقة السما لا أقسم
لولا القضا لمحى الوجود بسيفـه=== واللـه يقضـي مـا يشاء ويحكم
اراد الله منها ان تكون نار تشتعل في قلوب المؤمنين لتنير قلوبهم بحفظ الاسلام المحمدي الذي قدره الله ان يكون خاتم الاديان وضياء العيون وساكن الجفون المبعوث رحمة للخلق اجمعون ابي القاسم محمد بن عبد الله (اللهم صل على محمد وال محمد) خاتم الانبياء والمرسلين...
وقد مر الانبياء بما مروا وعانوا ما عانوا في سبيل التمهيد لدين الاسلام ولكن يوم الطفوف كان الضامن لتحقيق ذلك فلولا عطش الحسين ولولا غربته ولولا دمائه الطاهرة التي روت تلك الارض ولولا رأسه المرفوع لما سمعت كلمة توحيد وكان ذلك مشيئة رب العباد (جل في علاه)...
فكانت تلك الدماء الزاكية لحبيب الرسول وبضعة البتول ثمنا لذلك الحفظ وهو ما بينه هو بأبي وامي حينما قال " شاء الله ان يراني قتيلا " وهو ايضا ما انبأه به جده الرسول (صل الله عليه وعلى اله) " حبيبي حسين ان لك عند الله درجة لن تنالها الا بالشهادة "...
ولعظيم ذلك اليوم ولهول المصائب فيه سعى امير المؤمنين وامام المتقين حجة الله الكبرى ونبأه العظيم ابو الحسن علي بن ابي طالب (صلوات ربي وسلامه عليه) سعى الى ان يشد ظهر ولده في يوم استشهاده بفارس همام وضيغم ضرغام يكشف عنه الهم والحزن تعرفه الرجال وتهابه الابطالفكان العباس (سلام الله عليه)...
تربى العباس سنينا في كنف ابيه ينهل منه العلوم الربانية ثم انتقل الى حظوة اخيه الحسن وهو ينشأ بين يديه عالما ورعا حتى صار روحا بين جنبي اخيه الحسين (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) فأمسى نافذ البصيرة صلب الايمان كما وصفه الامام الصادق (عليه السلام)...
لم يكن العباس ليفصح عما اكتنزه من علوم ربانية وعقائد روحانية لا في حضرت ابيه ولا في وجود اخويه فهم جميعا حجج الله عليه وعلى الناس ولكن ... في كربلاء جسد معجزات رب الكون فيه وبانت روحه المتفردة وشجاعته المتوقدة وبطولاته الباسلة ودوره العظيم...
في يوم الطفوف لم يكن العباس مأذونا له بالقتال ولا الغوص في ساحة النزال حتى وبعد ان فقد سيد الشهداء اصحابه واخوته واهل بيته على قلت عددهم فلو نزل العباس قاصدا النزال لقلب مجريات الامور ولغاص في جيش الشرور فلا يبقي منهم ظلما ولا كفور وليبيدنهم وحده بسيفه وقلبه الجسور.. وهذا ليس من ضرب المغالات
فلو تأمل العقل والمنطق في عدد من جاء لقتال سيد الشهداء الذي كان لا يقل عن سبعين الفا .. ارسل اربع مئة منهم على اقل تقدير لمنع الماء عن خيام الحسين وكلنا يعرف كيف ان ابو الفضل كشفهم ماء المشرعة وليس ذلك فحسب بل نزل عن ظهر جواده وخلى عنه سلاحه ونزل الى الماء اي انه كان آمنا في لحاظها اي انه فرقهم وحده عنه بلا رجعة...
وحسب منطق عقولنا (التي لو قيست بتلك القلوب المؤمنة لكانت جاهلة) فالاربع مئة والسبعين الفا هي اعداد كبيرة لايمكن لرجل واحد ان يقف بوجهها ولكن امامنا الشهيد قال غير ذلك ... فحين ان جاء العباس طالبا الرخصة ولم يكن مع الحسين حينها الا هو لم يأذن له اخوه قائلا له " اخي انت حامل لوائي وكبش كتيبتي اذا مضيت تفرق عسكري " الله اكبر اي ان امامنا الشهيد وهو امام معصوم كان يرى العباس وحده معسكر بحد ذاته ... بل نرى تلك الصورة تشع بالوضوح بعد استشهاده (سلام الله عليه) حين صار الحسين ينعاه وينادي " الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي "
اي ان امامنا الشهيد لم يرى في قلة عدد اصحابه وانصاره ولا في استشهادهم امامه انكسارا للظهر ولا قلة في الحيلة لكن نادى بذلك وهو محني الظهر ممسكا بخاصرته بعد استشهاد درعه الواقي وحصنه الحامي وسوره المنيع كاشف الكرب عن وجهه ابو الفضل (سلام الله عليه) ...
وابيات السيد جعفر الحلي قد تغنت بهذه المعاني بقصيدة خالدة:
طمعت أمية حين قل عديدهم=== لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجـوا مذلتهم فقلن رماحهم=== من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى إذا اشتبك النزال وصرحت=== صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش امية=== من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهـم إلا تقحـم ضيغم=== غيـران يعجظـه ويدمـدم
عبست وجوه القوم خوف الموت والـ=== ـعباس فـيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص في ال=== أوساط يحصد في الرؤس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا=== فرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا
ماكر ذو بأس لـه متقـدا=== إلا وفـر ورأسـه الـمتقـدم
صـبـغ الخـيول برمحه حتى غدى=== سـيـان أشـقـر لـونـها والأدهم
مـاشـد غـضـبانا على ملمومة=== إلا وحل بـهـا الـبـلاء الـمبرم
ولـه إلـى الأقـدام سـرعة هارب=== فـكـانـمـا هـو بـالـتـقدم يسلم
بـطـل تـورث مـن ابيه شجاعة=== فـيـها أنـوف بـني الظلالة ترغم
يـلـقـي الـسـلاح بشدة من بأسه=== فـالـبـيـض تـلثم والرماح تحطم
عرف المـواعـظ لا تـفـيد بمعشر=== صـمـواعن النبأ الأعظيم كماعموا
فـانـصاع يخطب بالجماجم والكلى=== فـالـسـيـف يـنثر والمثقف ينظم
أوتـشـتـكي العطش الفواطم عنده=== وبـصـدرصـعـدته الفرات المفعم
لـوسـد ذو الأقرنين دون وروده=== نـسـفـته هـمـته بـماهو أعظم
ولـو اسـتـقـى نهرالمجرة لارتقى=== وطـويـل ذابـلـه إلـيها سلم
حـامـي الـضـعينة اين منه ربيعة=== أم أيـن مـن عـلـيـا أبـيه مكدم
فـي كـفـه الـيسـرى السقاء يقله=== وبـكـفـه الـيـمنى الحسام المخذم
مـثـل الـسـحابة للفواطم صوبه=== ويـصـيـب حـاصبة العدو فيرجم
بـطـل إذا ركـب المطهم خلته=== جـبـلا أشـم يـخـف فيه مطهم
قـسـمـا بـصارمه الصقيل وإنني=== فـي غـيـرصـاعقة السما لا أقسم
لولا القضا لمحى الوجود بسيفـه=== واللـه يقضـي مـا يشاء ويحكم