جريدة الاصفاد
28-11-2011, 01:53 PM
تفسير اية الولاية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[1]
هذه آية كبرى وصغراها هي آية الولاية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }[2]
هذه الآية أثبتت أن الولي ولي الأمر في هذه الآية عند الشيعة إن ولاية الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حيث أن الولاية سواءا استفدنا الولاية اعم من الولاية التكوينية والولاية التشريعية أو لا .
القدر المتيقن في هذه الآية هي الولاية السياسية والولاية التشريعية فان قلنا أنها لا تشمل الولاية التكوينية فإنها تشمل المرجعية السياسية والمرجعية الدينية .
ما هي الوظيفة تجاه ولي الأمر :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[3]
بعد أن ثبتت الولاية للرسول والذين امنوا هل هذه الآية تقول تجب طاعتهم ؟
في هذه الآية تريد أن تثبت من الولي ومن هم ولكن هنا نريد أن نبين وظيفة الآية تجاه ولاية الذين امنوا وما هي وظيفتهم ؟
هذه الآية تثبت لنا العصمة من منطوق الآية حيث فيها أطلاق لطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأولي الأمر ولو لم تكن العصمة وجب اجتماع الأمر والنهي وهذا باطل بالضرورة كما سيأتي بيانه وإذا ثبتت لنا العصمة فان هؤلاء الولاة يجب أن يكونون معصومون بحيثية الإطلاق بوجوب طاعتهم يبقى تعيينهم .
• " يا أيها الذين امنوا "
إذن الخطاب موجه داخل دائرة الأمة الإسلامية لا أنها خارج نطاق الأمة الإسلامية .
• " يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول "
فيما يرتبط بالإطاعة الثانية يوجد قولان في المسألة :
القول الأول : أن أطيعوا الثانية إنما للتأكيد أي واقع الأمر أطيعوا الرسول للتأكيد .
القول الثاني : أطيعوا الثانية ليس للتأكيد إنما للتأسيس .
في اللغة التكرار ليس دائما يفيد التأكيد مرة المعطوف والمعطوف عليه متساويان من حيث الدرجة " أكرم زيدا وأكرم عمرا " من الواضح أكرم الثانية تأكيد لأكرم الأولى وإذا نظرنا إلى المعطوف والمعطوف عليه بدرجة واحدة ومرة المعطوف يختلف من حيث الدرجة ووجوب الطاعة عن المعطوف عليه أي المعطوف عليه أوضح من المعطوف في وجوب الطاعة فهنا مقتضى التأكيد أن لا تكرر الإطاعة لأنه إذا كررت الإطاعة للأول غير الإطاعة للثانية بخلاف لو حذف التكرار فانه يفيد الإطاعة للمعطوف هي الإطاعة الموجودة للمعطوف عليه .
حيث إن الإطاعة لله هي الشديدة الواضحة لا ريب فيها فالإطاعة التي تكون ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حد الإطاعة التي هي ثابتة لله فمقتضى التأكيد أن يحذف كلمة الإطاعة .
" فمن يطع الرسول فقد أطاع الله " آكد من " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " فالقول الذي قاله الله للتأكيد إنما أطيعوا الثانية تريد إن تبين شيئا إضافيا لان الحيثيات التي للخاتم صلى الله عليه وآله وسلم متعددة .
حيثية أخرى في الرسالة إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولي الأمة " إنما وليكم الله ورسوله " والولي له حق التصرف للمولى عليه والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولى من أنفسهم .
وصفه للولي في هذه الآية ليس مبين للوحي إنما وصفه بالولي لهذه الأمة والله أعطى ولاية الأمة بيد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
انه في القضاء {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }[4] والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقضي للأمة ويجب طاعته فيها .
لو أن الله عز وجل قال أطيعوا الله والرسول لتوهم متوهم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يبلغه عن الوحي لان العنوان أطيعوا الله والرسول ووظيفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تبليغ الرسالة ولكن هنا طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في التكرار يؤسس لطاعته في ما هو ولي وقاضي وفي الأمور الأخرى لان إضافة كلمة أطيعوا تشمل فيما هو مبلغ وفيما هو ولي وبما هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم والإطاعة الثانية تفيد التأسيس .
إذن أطيعوا الله وأطيعوا الرسول هي للتأكيد ومنها تأسيس لأمر جديد إنما أمر الله فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " فمن يطيع الرسول فقط أطاع الله " .
يقول السيد الطبطبائي :
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله فعلى الناس أن يطيعوا الرسول فيما يبينه بالوحي وفيما يراه من الرأي . وهذا المعنى والله أعلم هو الموجب لتكرار الأمر بالطاعة في قوله وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لا ما ذكره المفسرون أن التكرار للتأكيد فإن القصد لو كان متعلقا بالتأكيد كان ترك التكرار كما لو قيل وأطيعوا الله والرسول أدل عليه وأقرب منه فإنه كان يفيد أن إطاعة الرسول عين إطاعة الله سبحانه وأن الإطاعتين واحدة وما كل تكرار يفيد التأكيد[5] .
مصادر
[1] النساء 59 .
[2] المائدة 55 .
[3] النساء 59 .
[4] الأحزاب36 .
[5] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 4 - ص 388 .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[1]
هذه آية كبرى وصغراها هي آية الولاية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }[2]
هذه الآية أثبتت أن الولي ولي الأمر في هذه الآية عند الشيعة إن ولاية الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حيث أن الولاية سواءا استفدنا الولاية اعم من الولاية التكوينية والولاية التشريعية أو لا .
القدر المتيقن في هذه الآية هي الولاية السياسية والولاية التشريعية فان قلنا أنها لا تشمل الولاية التكوينية فإنها تشمل المرجعية السياسية والمرجعية الدينية .
ما هي الوظيفة تجاه ولي الأمر :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[3]
بعد أن ثبتت الولاية للرسول والذين امنوا هل هذه الآية تقول تجب طاعتهم ؟
في هذه الآية تريد أن تثبت من الولي ومن هم ولكن هنا نريد أن نبين وظيفة الآية تجاه ولاية الذين امنوا وما هي وظيفتهم ؟
هذه الآية تثبت لنا العصمة من منطوق الآية حيث فيها أطلاق لطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأولي الأمر ولو لم تكن العصمة وجب اجتماع الأمر والنهي وهذا باطل بالضرورة كما سيأتي بيانه وإذا ثبتت لنا العصمة فان هؤلاء الولاة يجب أن يكونون معصومون بحيثية الإطلاق بوجوب طاعتهم يبقى تعيينهم .
• " يا أيها الذين امنوا "
إذن الخطاب موجه داخل دائرة الأمة الإسلامية لا أنها خارج نطاق الأمة الإسلامية .
• " يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول "
فيما يرتبط بالإطاعة الثانية يوجد قولان في المسألة :
القول الأول : أن أطيعوا الثانية إنما للتأكيد أي واقع الأمر أطيعوا الرسول للتأكيد .
القول الثاني : أطيعوا الثانية ليس للتأكيد إنما للتأسيس .
في اللغة التكرار ليس دائما يفيد التأكيد مرة المعطوف والمعطوف عليه متساويان من حيث الدرجة " أكرم زيدا وأكرم عمرا " من الواضح أكرم الثانية تأكيد لأكرم الأولى وإذا نظرنا إلى المعطوف والمعطوف عليه بدرجة واحدة ومرة المعطوف يختلف من حيث الدرجة ووجوب الطاعة عن المعطوف عليه أي المعطوف عليه أوضح من المعطوف في وجوب الطاعة فهنا مقتضى التأكيد أن لا تكرر الإطاعة لأنه إذا كررت الإطاعة للأول غير الإطاعة للثانية بخلاف لو حذف التكرار فانه يفيد الإطاعة للمعطوف هي الإطاعة الموجودة للمعطوف عليه .
حيث إن الإطاعة لله هي الشديدة الواضحة لا ريب فيها فالإطاعة التي تكون ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حد الإطاعة التي هي ثابتة لله فمقتضى التأكيد أن يحذف كلمة الإطاعة .
" فمن يطع الرسول فقد أطاع الله " آكد من " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " فالقول الذي قاله الله للتأكيد إنما أطيعوا الثانية تريد إن تبين شيئا إضافيا لان الحيثيات التي للخاتم صلى الله عليه وآله وسلم متعددة .
حيثية أخرى في الرسالة إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولي الأمة " إنما وليكم الله ورسوله " والولي له حق التصرف للمولى عليه والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولى من أنفسهم .
وصفه للولي في هذه الآية ليس مبين للوحي إنما وصفه بالولي لهذه الأمة والله أعطى ولاية الأمة بيد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
انه في القضاء {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }[4] والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقضي للأمة ويجب طاعته فيها .
لو أن الله عز وجل قال أطيعوا الله والرسول لتوهم متوهم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يبلغه عن الوحي لان العنوان أطيعوا الله والرسول ووظيفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تبليغ الرسالة ولكن هنا طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في التكرار يؤسس لطاعته في ما هو ولي وقاضي وفي الأمور الأخرى لان إضافة كلمة أطيعوا تشمل فيما هو مبلغ وفيما هو ولي وبما هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم والإطاعة الثانية تفيد التأسيس .
إذن أطيعوا الله وأطيعوا الرسول هي للتأكيد ومنها تأسيس لأمر جديد إنما أمر الله فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " فمن يطيع الرسول فقط أطاع الله " .
يقول السيد الطبطبائي :
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله فعلى الناس أن يطيعوا الرسول فيما يبينه بالوحي وفيما يراه من الرأي . وهذا المعنى والله أعلم هو الموجب لتكرار الأمر بالطاعة في قوله وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لا ما ذكره المفسرون أن التكرار للتأكيد فإن القصد لو كان متعلقا بالتأكيد كان ترك التكرار كما لو قيل وأطيعوا الله والرسول أدل عليه وأقرب منه فإنه كان يفيد أن إطاعة الرسول عين إطاعة الله سبحانه وأن الإطاعتين واحدة وما كل تكرار يفيد التأكيد[5] .
مصادر
[1] النساء 59 .
[2] المائدة 55 .
[3] النساء 59 .
[4] الأحزاب36 .
[5] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 4 - ص 388 .