المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( القضيّةُ الحُسَينيّةُ بين العاطفة والعقلانية ))


مرتضى علي الحلي
29-11-2011, 03:43 PM
(( القضية الحسينية الشريفة بين العاطفة والعقلانية))
=============================

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

لاشكَّ أنّ كل قضية وجودية تتطلب في التصديق بها الى حكم العقل والوجدان .

وحينما يذعن العقل بحقانية هذه القضية وخصوصا قضية الحسين/ع/ ونهضته الشريفة ومشروعيتها القيمية.
ويقبلها قبولا تصديقيا.

يأتي دور العاطفة في التعاطي معها إيجابا أو سلبا

وهنا تتأرجح القضية بين العاطفة والعقل
فكل منهما له فروضه ومحدداته البشرية


فالعاطفة تطلب الإنتماء الوجداني والنفسي الى جوهر القضية الحسينية
وقد تُعبّر عن إنتمائها سلوكيا بالمشروع واللامشروع وبحسب الفهومات البشرية.

وهنا نحتاج الى ضرورة تصحيح اللامشروع أو تكييفه فقهيا وعقلانيا بصورة نضمن معها مقبولية الشرع الحكيم.


وكذلك العقل يطلب الإنتماء الواعي والهادف والحكيم من القضية الحسينية وقيمها الشريفة.


وعلى هذا الأساس يتحصّل لنا أمرين في ماهية التعاطي مع القضية الحسينية
وهما ::
الإنتماء العاطفي(الوجداني) و الإنتماء العقلاني الفكري القويم.


وهما عنوانان مركزيان يجب توافرهما في هوية الإنسان المؤمن
وكلاهما مطلوبان في التعاطي مع أي قضية عقديّة وليس الأمرُ محصورا بعاشوراء

لا بل يمتد الى كل مديات التعاطي مع شرعة الإسلام ومنهاجه:

والقرآن الكريم نص على ضرورة الإنتماء والتعاطف وجدانيا مع المعصومين /ع /
في قوله تعالى:

((((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى الشورى /23.

ونص أيضا على ضرورة الإنتماء الفكري الواعي والمُستَبصِر الى العقيدة والشريعة::
فقال تعالى:

((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) يوسف108


وبما أنّ حديثنا عن هوية القضية الحسينية الشريفة والتي تتجلى موضوعاتها ومحمولاتها وأحكامها غالبا في ماهية الشعائر العاشورائية


فهنا يجب أن يأخذ الهدف الحسيني الشريف القسط الأكبر في تحققاته في مجتمعنا وذواتنا أخلاقيا وسلوكيا وحتى فكريا
وبقدر كبير يفوق ما تأخذه الشعائر في طقوسيتها العملية.


لأنّ الحسين/ع/ هو إنسانٌ هادف ومعصوم وحكيم فمن العبث والقبح أن نُضيَّع
أغراضه وأهدافه الشريفة

ونختزلها في صورة الشعائر والتي أغلبها جائت متأخرة في طقوسيتها عن الهدف الحسيني الشريف.

فالمطلوب هو أن تكون أهداف الحسين /ع/ المقدسة في واجهة القضية الحسينية في يومنا هذا أولا وبالذات.

وأما الشعائر فيجب أن تأخذ طريقا تعبيريا مشروعا ومقبولا عقلانيا
وبإسلوب معتدل لا يُنحي أهداف ومرادات الحسين/ع/ خلف الواجهة .


وأما الحديث عن حركة ونهضة الحسين /ع/ في وقته

فيجب أن تُطرح بلغة الوقت وثقافة العصر وبقراءة فاحصة وموثقة بحيث تعتمد قراءة النص الحسيني الشريف ظهورا وظاهرة في حياتنا .

لأننا نعتقد أنّ قول ونص و سلوك وفعل المعصوم/ع/ حجة شرعية لفظية و غير لفظية تمتد في إطلاقها القيمي فتشمل وقتنا هذا .

ولايفوتني أن أنبّه الخطباء والرواديد بأنّ (لسان الحال) الذي يحكي عن حال المعصومين/ع /

هو كذب محض فيجب الإلتفات إليه والإبتعاد عنه بقدر الإمكان
فهو غير مقبول شرعا وعقلا وقد يوجب عدم رضا المعصوم/ع /.
وأخيرا:
قال الله تعالى:
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))يوسف111



وسلامٌ على الحسين في العالمين
وسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته

مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف:

كاظم الحسيني
29-11-2011, 11:32 PM
بارك الله بك اخى الموالى
نعم لابد ان تكون التركيز فى الشعائر الحسينيه ضمن النهج والدلائل والاهداف
التى يتطلب اتباعها لان الحسين هو مدرسه فكريه وعقائديه قبل كل شىوهذه المدرسه هى
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ولكى نبرهن للعالم اننا اصحاب رساله محمديه
لابد ان تكون عقديتنا ضمن برنامج فكرى وايصال الرساله الى العالم ان الحسين ع
هو التضحيه والشجاعه والمعروف والحق قد رسمها فى طريق الحريه والثوره ضد
الظالمومانراه فى يومنا هذا من ظلم فى الارض من قبل الطغات هى نتائج ابتعادنا
عن هذه القييم المرسومه للرساله المحمديه
بارك الله بك اخى

الشيخ الهاد
30-11-2011, 01:19 AM
جناب الفاضل مرتضى علي الحلي دام توفيقه الشريف ,,
نقبل كلامك الشريف كلّه ، إلاّ شيئاً واحداً ، وهو دعوى تعاطي شعائر الحسين عليه السلام بالعاطفة وبالعقل ، والموازنة بينهما ..
فطلب الموازنة بينهما وإن كان أمراً لازماً من الناحية الشرعيّة ؛ دفعاً للافراط غير المطلوب ، والتفريط غير المرغوب ، لكن أصل الإخضاع لهذين القسمين غير جامع ..
ووجهه أنّ أصل الارتباط بأهل البيت عليهم السلام عامّة والحسين خاصّة ، تكويني ؛ لأحاديث الطينة ، قبل أن يكون عقلاً ، وقبل أن يكون عاطفة جياشة نابعة عن محض الشعور وحسب ..
ولعل مقصودك الشريف ناظر إلى رتبة العمل الشعائري ، بعد طوي مسألة الطينة والتكوين لضروريتها ، ولا بأس ..

وأما ما تفضلت به من جزم بسطاء الخطباء ، فيما لا يجوز الجزم به ، فكلامك في غاية الصحة والتمام ؛ ضرورة أنّه من الأعمال المحرمة شرعاً بالإجماع ؛ فبعض بسطائهم يقول : قال النبي كذا ، قال الحسين كذا ، قال أمير المؤمنين علي عليهم السلام كذا...، من دون سند ولا مستند ولا أثارة من علم ؛ فهذا على ما سمعنا من السيد الخوئي قدس سره الشريف محرم ؛ لحرمة النسبة الى المعصوم من دون مدرك شرعي ، بل قد قال السيد قدس سره الشريف : هو من المفطرات في شهر رمضان لو وقع عن عمد والتفات ..
بلى فليقولوا : روي عنهم عليهم السلام كذا ، أو قيل انهم قالوا من دون جزم ؛ فلا يسوغ الجزم من دون قرائن الجزم المعتمدة ، كما يفعل الصدوق في الفقيه قدس سره ، لكن الداهية - كل الداهية- أنّ بسطاء الخطباء يجزمون في كل شيء من دون أي قرينة علمية ..

ومن أمنياتي أن يتثقف بسطاء الخطباء على هذا ، فمصيبة أن لا يعرف الخطيب أن هذا عمل محرم ، وأنّه من المفطرات لو وقع منه في نهار شهر رمضان !!!!!!!!!!!!!!!! الله المستعان ..
سؤال : هل أنت من الحلة بحق أم هو مجرد اسم ؟!!!!!!!!!!!
الهاد

مرتضى علي الحلي
30-11-2011, 09:51 AM
الأخ الكريم كاظم الحسيني شكرا لإضافتكم الواعية وعظم الله تعالى أجوركم بمصاب الحسين/ع/

مرتضى علي الحلي
30-11-2011, 09:57 AM
الأخ الكريم (الهاد) تقديري لتعليقكم القيّم وشكرا عليه
وعظمّ الله تعالى أجركم بمصاب الحسين/ع/

ونعم مثلما تفضلتم أخي الفاضل فإنّ مقصودي بالموازنة بين العاطفة والعقل هو في ممارسة الشعائر الحسينية
وضمن المشروعية الفقهية والعقلانية .
وأنا مُلتَفٍت لحقيقة إرتباطنا بالمعصومين /ع/ تكوينيا وهذا ما هو معلومٌ بالوجدان عند كل إنسان مؤمن .

وأما سؤالك أخي الكريم عن كوني من أهل الحلة أم لا؟
فنعم أخي الفاضل أنا من الحلة وهذا أسمي الحقيقي وأسكن حاليا في النجف الأشرف
وتقديري لكم وشكرا
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته