حبيبة الحسين
30-11-2011, 10:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أراد (عليه السلام)أن يعلن للأُمة أنه هو ممثل الشرعية لا الحكم الأُموي، وأنه هو صاحب الحق بالطريق الأعظم، وبالخلافة، وبكل شؤون الأُمة، وأنه هو الأصل الشرعي، وأن يزيد هو الشذوذ والانحراف والتمرد على الشرعية، قائلا (عليه السلام):
«إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة، بنا فتح الله، وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة»([1]) .
فختم الإمام الحسين قوله هذا مع علمه أنه سوف يذبح ويقطع رأسه، وسوف يبذل الدماء والأرواح، وتسبى النساء. مع هذا لم يسكت فجمع رجاله وعياله، وأراد أن يغادر مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)([2])، وقد حمل عياله على النياق، صاح أين أخي؟ أين كبش كتيبتي؟ أين قمر بني هاشم؟ فقال العباس: لبيك لبيك سيدي. قال له الإمام: أخي أبا الفضل قدم لي جوادي فقدمه، ولزم ركاب الفرس حتى ركب الحسين (عليه السلام)وركب بنو هاشم جميعاً، ثم ركب العباس وبيده الراية، فصاح أهل المدينة صيحة واحدة، وعلت أصوات بني هاشم بالبكاء والنحيب، وصاحوا الوداع الوداع، الفراق الفراق. فقال العباس: هذا والله الفراق والملتقى بالجنة.
ثم ساروا قاصدين كربلاء مع العيال وجميع الأولاد إلاّ فاطمة الكبرى([3])، أكبر بنات الحسين (عليه السلام)، وإذا بها ترى دار أبيها قد خلت من الأهل والأحبة، استوحشت وزحفت إلى أن وصلت باب الدار، وإذا بها ترى الإخوة على متون الخيل ; عماتها، أخواتها بالهوادج، صاحت: أبه! إلى أين عني ؟
يبويه حسين وياكم اخذوني***وحدي ابداركم لا تخلوني
عگبكم بس بكي وزادي همومي***واخاف امن البكه يعمن اعيوني
ooo
أريد أمشي اوياكم للغاضريه***أحط افراشكم أو نگعد سويه
يبويه امنين اجتني الغاضرية
ooo
رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا. قالت: لا يا أبه! إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي. جاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها، ولسان الحال:
شالوا هلي وآه انظر الهم***عافوني بالوطن ما چني بنتهم
بگيت أبكي واصيح مارد ظعنهم
ooo
(عاشوري)
شال الظعن وآنه اتركوني آه آه***وگالوا عليله أو ما خذوني
انطوني وعد خواني يجوني
ooo
شال الظعن وآنه عليله آه آه***أنه ابدارهم أبكي ونحيله
يا فرگت الأحباب اشگد ثجيله
بقيت تنتظر قدوم الأهل، وهي تترقب الركبان وتبكي على فراق الأهل:
طول سفرهم كن نسوني***ومن البكى راحن اعيوني
وحدي ابدارهم شو حيروني
ooo
ذاب الگلب رحتوا من اديه***واتاني جيت الطارش عليه
ليش الأحباب اگطعوا بيه
قيل: إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، فكتبت كتاباً إلى والدها الحسين (عليه السلام)وبينت فيه حالها وأعطته إلى أعرابي كان يريد الذهاب إلى أرض العراق، وكانت كل يوم تنوح وتبكي لفراق أبيها وبقية الأحباب، ولسان الحال:
رساله الهلي ابجناح الطير شديت***وگلت اخلافكم ظل خالي البيت
آنه ابوطن جدي غريبه چني ظليت
أخذ الأعرابي كتاب فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)وجد بالسير إلى أرض العراق، فوصل إلى أرض كربلاء يوم عاشوراء بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، فسأل عن الحسين (عليه السلام)، فوجد الحسين (عليه السلام)وحيداً لا ناصر له ولا معين، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه. فتح الإمام الحسين (عليه السلام)الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً وجاء عند الهاشميات صاح: يا زينب! يا سكينة يا أُم كلثوم هلممن، فلقد وصل الكتاب وعظم المصاب، فصاحت زينب: أما المصاب فها نحن فيه، إذاً ممن الكتاب، قال: هذا كتاب من ابنتي فاطمة، وقرأ الرسالة، فبكت الهاشميات، وكأني بها تقول:
(نعي)
بويه منك فلا طارش إجاني***افراك الأهل غير الواني
والمرض شل حالي أو سلاني
ooo
ابنفسي أشوفك فرد مشوار***بعدك عليه مظلمه الدار
بويه شگولن لو إجه الدارك الزوار
ooo
عليله أو تهل دمعاتها العين***وتصيح عني غاب الحسين
يا ريت قبلك صابني البين([4])
ooo
سألت ربع الندا والدمع ينهمل***عن معشر هاهنا عهدي بهم نزلوا
أين استقلوا عن الأوطان وارتحلوا***بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا
وخلفوا في سويدا القلب نيرانا
ooo
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وسيعلم الذين ظلموا آل بيت محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
نسألك اللهم وندعوك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم، يا محمود بحق محمد، يا عالي بحق علي، يا فاطر السماوات والأرض بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن، يا قديم الإحسان بحق الحسين (عليه السلام)عجل فرج وليك الحجة المنتظر المهدي (عج) وانجز له ما وعدته، واجعلنا من جنده وأنصاره والمستشهدين بين يديه، والإخوة الحاضرين تقبل اللهم عملهم بأحسن القبول، اقض حوائجهم بحق محمد وآل محمد، اجعل قلوبهم وديارهم عامرة بذكر محمد وآل محمد، ارزقهم شفاعة محمد وآل محمد، اغفر لهم بحق محمد وآل محمد واحشرهم مع محمد وآل محمد.
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
الفاتحة لاستجابة الدعاء قبلها الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
أراد (عليه السلام)أن يعلن للأُمة أنه هو ممثل الشرعية لا الحكم الأُموي، وأنه هو صاحب الحق بالطريق الأعظم، وبالخلافة، وبكل شؤون الأُمة، وأنه هو الأصل الشرعي، وأن يزيد هو الشذوذ والانحراف والتمرد على الشرعية، قائلا (عليه السلام):
«إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة، بنا فتح الله، وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة»([1]) .
فختم الإمام الحسين قوله هذا مع علمه أنه سوف يذبح ويقطع رأسه، وسوف يبذل الدماء والأرواح، وتسبى النساء. مع هذا لم يسكت فجمع رجاله وعياله، وأراد أن يغادر مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)([2])، وقد حمل عياله على النياق، صاح أين أخي؟ أين كبش كتيبتي؟ أين قمر بني هاشم؟ فقال العباس: لبيك لبيك سيدي. قال له الإمام: أخي أبا الفضل قدم لي جوادي فقدمه، ولزم ركاب الفرس حتى ركب الحسين (عليه السلام)وركب بنو هاشم جميعاً، ثم ركب العباس وبيده الراية، فصاح أهل المدينة صيحة واحدة، وعلت أصوات بني هاشم بالبكاء والنحيب، وصاحوا الوداع الوداع، الفراق الفراق. فقال العباس: هذا والله الفراق والملتقى بالجنة.
ثم ساروا قاصدين كربلاء مع العيال وجميع الأولاد إلاّ فاطمة الكبرى([3])، أكبر بنات الحسين (عليه السلام)، وإذا بها ترى دار أبيها قد خلت من الأهل والأحبة، استوحشت وزحفت إلى أن وصلت باب الدار، وإذا بها ترى الإخوة على متون الخيل ; عماتها، أخواتها بالهوادج، صاحت: أبه! إلى أين عني ؟
يبويه حسين وياكم اخذوني***وحدي ابداركم لا تخلوني
عگبكم بس بكي وزادي همومي***واخاف امن البكه يعمن اعيوني
ooo
أريد أمشي اوياكم للغاضريه***أحط افراشكم أو نگعد سويه
يبويه امنين اجتني الغاضرية
ooo
رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا. قالت: لا يا أبه! إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي. جاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها، ولسان الحال:
شالوا هلي وآه انظر الهم***عافوني بالوطن ما چني بنتهم
بگيت أبكي واصيح مارد ظعنهم
ooo
(عاشوري)
شال الظعن وآنه اتركوني آه آه***وگالوا عليله أو ما خذوني
انطوني وعد خواني يجوني
ooo
شال الظعن وآنه عليله آه آه***أنه ابدارهم أبكي ونحيله
يا فرگت الأحباب اشگد ثجيله
بقيت تنتظر قدوم الأهل، وهي تترقب الركبان وتبكي على فراق الأهل:
طول سفرهم كن نسوني***ومن البكى راحن اعيوني
وحدي ابدارهم شو حيروني
ooo
ذاب الگلب رحتوا من اديه***واتاني جيت الطارش عليه
ليش الأحباب اگطعوا بيه
قيل: إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، فكتبت كتاباً إلى والدها الحسين (عليه السلام)وبينت فيه حالها وأعطته إلى أعرابي كان يريد الذهاب إلى أرض العراق، وكانت كل يوم تنوح وتبكي لفراق أبيها وبقية الأحباب، ولسان الحال:
رساله الهلي ابجناح الطير شديت***وگلت اخلافكم ظل خالي البيت
آنه ابوطن جدي غريبه چني ظليت
أخذ الأعرابي كتاب فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)وجد بالسير إلى أرض العراق، فوصل إلى أرض كربلاء يوم عاشوراء بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، فسأل عن الحسين (عليه السلام)، فوجد الحسين (عليه السلام)وحيداً لا ناصر له ولا معين، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه. فتح الإمام الحسين (عليه السلام)الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً وجاء عند الهاشميات صاح: يا زينب! يا سكينة يا أُم كلثوم هلممن، فلقد وصل الكتاب وعظم المصاب، فصاحت زينب: أما المصاب فها نحن فيه، إذاً ممن الكتاب، قال: هذا كتاب من ابنتي فاطمة، وقرأ الرسالة، فبكت الهاشميات، وكأني بها تقول:
(نعي)
بويه منك فلا طارش إجاني***افراك الأهل غير الواني
والمرض شل حالي أو سلاني
ooo
ابنفسي أشوفك فرد مشوار***بعدك عليه مظلمه الدار
بويه شگولن لو إجه الدارك الزوار
ooo
عليله أو تهل دمعاتها العين***وتصيح عني غاب الحسين
يا ريت قبلك صابني البين([4])
ooo
سألت ربع الندا والدمع ينهمل***عن معشر هاهنا عهدي بهم نزلوا
أين استقلوا عن الأوطان وارتحلوا***بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا
وخلفوا في سويدا القلب نيرانا
ooo
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وسيعلم الذين ظلموا آل بيت محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
نسألك اللهم وندعوك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم، يا محمود بحق محمد، يا عالي بحق علي، يا فاطر السماوات والأرض بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن، يا قديم الإحسان بحق الحسين (عليه السلام)عجل فرج وليك الحجة المنتظر المهدي (عج) وانجز له ما وعدته، واجعلنا من جنده وأنصاره والمستشهدين بين يديه، والإخوة الحاضرين تقبل اللهم عملهم بأحسن القبول، اقض حوائجهم بحق محمد وآل محمد، اجعل قلوبهم وديارهم عامرة بذكر محمد وآل محمد، ارزقهم شفاعة محمد وآل محمد، اغفر لهم بحق محمد وآل محمد واحشرهم مع محمد وآل محمد.
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
الفاتحة لاستجابة الدعاء قبلها الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).