الزهراء مولاتي
03-12-2011, 04:33 AM
ادخلوا ياموالين واذكروا ابو الفضل العباس
حامل اللواء كافل زينب العقيلة
...
وصلوا على محمد وال محمد
من كرامات العبّاس عليه السّلام
• وهذه كرامةٌ لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام أُخرى تُنقَل لنا على لسان الحاج صادق الفدائي من مدينة يزد الإيرانيّة، حيث يقول:
في حدود سنة 1404هـ تأسّست حسينيّةٌ لنا في مدينة يزد ( جنوب مدينة طهران )، وقد طالَعَنا شهرُ المحرّم الحرام والبناء لم يتمّ بعد، فعَزَمنا على إقامة المأتم بعد أن نصبنا الخيم، ودَعَونا حينَها الخطيبَ السيّد باقر الفالي لإقامة العزاء الحسينيّ، وقد اقتضى الأمر يومها أن يقف أحدُ الخدمة على سور الحسينيّة.
وإذ كنّا منهمكين في إدارة المأتم، وإذا بالخادم يسقط من أعلى السُّور إلى الأرض على ظهره، وكان سقوطه على كومة من الأسلاك الحديديّة وموادّ البناء الملقاة إلى جنب الحسينيّة، ففزع الناس لذلك الحادث، وأسرعنا لإنقاذه، فوجدناه مرميّاً لم يستطع الحركة من شدّة الإصابة.
على الفور نقلناه إلى مستشفى « گُودَرْز » بمدينة يزد، فأجرى له الأطبّاء فحوصاتٍ وتحاليل كاملة، فتبيّن أن فقرات ظهره قد تهشّمت بالكامل، فبقي تحت إشراف الأطبّاء المختصين. واستمرّ على تلك الحالة إلى اليوم السابع من المحرّم، وهو يوم العبّاس عليه السّلام كما هو معروف في رسم العزاء الحسينيّ الشريف.
وفي هذا اليوم نفسه قرّرنا الذهاب إلى عيادة مريضنا وقد انكسرت عليه قلوبنا، فاجتمعنا عدّة من المؤمنين برفقة السيّد الخطيب السيّد باقر الفالي، وقصدنا المستشفى، وجلسنا عند ذلك المريض المُقْعَد نتحدّث معه لتطييب خاطره، ودَعَونا له بالشفاء العاجل، إلاّ أنّنا رأيناه يُصرّ عند الوداع أن يرجع معنا إلى الحسينيّة، وكان يُمسك بعباءة السيّد متوسّلاً ويقول له:
ـ خُذوني معكم يا سيّد؛ فأنا لا أُطيق البقاء هنا، وهذه أيّام المحرم تمضي وأنا مُقعَد لا أستطيع الحضور في مجلس الإمام الحسين عليه السّلام، وهذا يوم العبّاس عليه السّلام، وقد كنتُ أخدم في الحسينيّة كلَّ عام في مثل هذا اليوم، وأصبحتُ هذه السنة طريح الفراش! آه..
وبكى، وبكينا معه، وكرّر توسّله حتّى كسر قلوبَنا، فقال له السيّد يَعِدَه بالخير: سنتحدّث مع الأطبّاء المعنيّين ليَرَوا رأيهم في ذلك.
وبعد إلحاحٍ وإصرارٍ على الأطباء قالوا له: إذا كنتَ مصرّاً ومصمّماً على ذلك، ويُشاركك الإخوة على هذا الاقتراح، فنحن ـ كلجنة طبّية ـ موافقون على ترخيصك، ولكن.. على مسؤوليتكم وذمّتكم، ولا نتحمّل أيّ شيء يحدث بعد ذلك.
توجّه السيّد الفالي إلى جهة القِبلة، وأغمض عينيه وكأنّه يعتصر قلبه، ففَهِمنا أنّه يستخير اللهَ تعالى في هذا الأمر، وفجأة أجابنا عن تساؤل ما زال في صدورنا:
ـ الحمد لله جيّدة، نعم الاستخارة جيدة، احملوا صاحبكم.
أحضَرنا سيّارةً خاصّة لنقل مريضنا المقعد، ونقلناه برفق إلى الحسينيّة حيث إقامة المأتم الحسينيّ. حتّى إذا وصلنا احتَرنا أين نضعه وهو كالخشبة المسنّدة، فكان الاقتراح أن يُوضَع وسط الحسينيّة في باحتها، فوضعناه هناك وهو لا يستطيع الحراك على الإطلاق.
حان وقتُ المجلس، فارتقى السيّد باقر الفالي المنبر على وفق المنهاج اليوميّ لأيّام المحرّم، فرثى حتّى انتهى إلى مصيبة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام وفجيعة أخيه الحسين فيه. ثمّ رفع يديه بالدعاء، ورَفَعنا أيدينا جميعاً بقلوبٍ منكسرة حزينة، فدعونا جميعاً بقضاء الحوائج المتعسّرة وشفاء المرضى المؤمنين، وخَصَصنا من بينهم خادم الحسينيّة وهو في وسطنا رافعاً يديه وقد اغرورقت عيناه بالدموع وفاضت على خديه ولحيته. وفي ختام المجلس المبارك ذاك أخذ السيّد الخطيب يتلو الآية الشريفة، ونحن نردّدها معه:
أمّن يُجيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُّوء .. وفجأة توجّهت العيون إلى وسط الحسينيّة، وصُكَّت الآذان وخشعتِ القلوب على صرخة:
ـ سيّد! شافاني العبّاس!
فضجّ الحاضرون وهم يَرَون الخادم قد نهض، هُرعوا إليه يمزّقون ثيابه للتبرّك بها، ويقبّلونه وهم يتصارخون ويبكون، مذهولين لهذه الكرامة وقد عاشوها حيّةً جليّة في مجلس الإمام الحسين سلام الله عليه.
بكى السيّد الفالي وهو لا يزال على المنبر، خشوعاً لأبي الفضل وشكراً لكرامته الشافية، ولم ينزل عن منبره، بل شرع في مجلسٍ آخر اقتَضَته المناسبة، فتحدّث حول معاجز أهل البيت وكراماتهم، ثمّ شرع « الرادود » الحسينيّ بقصيدته التي انشدّ الناس إليها فأخذوا يدورون ويلطمون بحماسٍ شديد وهم يعيشون جوَّ الكرامة العباسيّة، وكان من بين اللاطمين المتحمّسين ذلك الخادم وهو في أتمّ العافية.
الهم صلي على محمد وال محمد
حامل اللواء كافل زينب العقيلة
...
وصلوا على محمد وال محمد
من كرامات العبّاس عليه السّلام
• وهذه كرامةٌ لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام أُخرى تُنقَل لنا على لسان الحاج صادق الفدائي من مدينة يزد الإيرانيّة، حيث يقول:
في حدود سنة 1404هـ تأسّست حسينيّةٌ لنا في مدينة يزد ( جنوب مدينة طهران )، وقد طالَعَنا شهرُ المحرّم الحرام والبناء لم يتمّ بعد، فعَزَمنا على إقامة المأتم بعد أن نصبنا الخيم، ودَعَونا حينَها الخطيبَ السيّد باقر الفالي لإقامة العزاء الحسينيّ، وقد اقتضى الأمر يومها أن يقف أحدُ الخدمة على سور الحسينيّة.
وإذ كنّا منهمكين في إدارة المأتم، وإذا بالخادم يسقط من أعلى السُّور إلى الأرض على ظهره، وكان سقوطه على كومة من الأسلاك الحديديّة وموادّ البناء الملقاة إلى جنب الحسينيّة، ففزع الناس لذلك الحادث، وأسرعنا لإنقاذه، فوجدناه مرميّاً لم يستطع الحركة من شدّة الإصابة.
على الفور نقلناه إلى مستشفى « گُودَرْز » بمدينة يزد، فأجرى له الأطبّاء فحوصاتٍ وتحاليل كاملة، فتبيّن أن فقرات ظهره قد تهشّمت بالكامل، فبقي تحت إشراف الأطبّاء المختصين. واستمرّ على تلك الحالة إلى اليوم السابع من المحرّم، وهو يوم العبّاس عليه السّلام كما هو معروف في رسم العزاء الحسينيّ الشريف.
وفي هذا اليوم نفسه قرّرنا الذهاب إلى عيادة مريضنا وقد انكسرت عليه قلوبنا، فاجتمعنا عدّة من المؤمنين برفقة السيّد الخطيب السيّد باقر الفالي، وقصدنا المستشفى، وجلسنا عند ذلك المريض المُقْعَد نتحدّث معه لتطييب خاطره، ودَعَونا له بالشفاء العاجل، إلاّ أنّنا رأيناه يُصرّ عند الوداع أن يرجع معنا إلى الحسينيّة، وكان يُمسك بعباءة السيّد متوسّلاً ويقول له:
ـ خُذوني معكم يا سيّد؛ فأنا لا أُطيق البقاء هنا، وهذه أيّام المحرم تمضي وأنا مُقعَد لا أستطيع الحضور في مجلس الإمام الحسين عليه السّلام، وهذا يوم العبّاس عليه السّلام، وقد كنتُ أخدم في الحسينيّة كلَّ عام في مثل هذا اليوم، وأصبحتُ هذه السنة طريح الفراش! آه..
وبكى، وبكينا معه، وكرّر توسّله حتّى كسر قلوبَنا، فقال له السيّد يَعِدَه بالخير: سنتحدّث مع الأطبّاء المعنيّين ليَرَوا رأيهم في ذلك.
وبعد إلحاحٍ وإصرارٍ على الأطباء قالوا له: إذا كنتَ مصرّاً ومصمّماً على ذلك، ويُشاركك الإخوة على هذا الاقتراح، فنحن ـ كلجنة طبّية ـ موافقون على ترخيصك، ولكن.. على مسؤوليتكم وذمّتكم، ولا نتحمّل أيّ شيء يحدث بعد ذلك.
توجّه السيّد الفالي إلى جهة القِبلة، وأغمض عينيه وكأنّه يعتصر قلبه، ففَهِمنا أنّه يستخير اللهَ تعالى في هذا الأمر، وفجأة أجابنا عن تساؤل ما زال في صدورنا:
ـ الحمد لله جيّدة، نعم الاستخارة جيدة، احملوا صاحبكم.
أحضَرنا سيّارةً خاصّة لنقل مريضنا المقعد، ونقلناه برفق إلى الحسينيّة حيث إقامة المأتم الحسينيّ. حتّى إذا وصلنا احتَرنا أين نضعه وهو كالخشبة المسنّدة، فكان الاقتراح أن يُوضَع وسط الحسينيّة في باحتها، فوضعناه هناك وهو لا يستطيع الحراك على الإطلاق.
حان وقتُ المجلس، فارتقى السيّد باقر الفالي المنبر على وفق المنهاج اليوميّ لأيّام المحرّم، فرثى حتّى انتهى إلى مصيبة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام وفجيعة أخيه الحسين فيه. ثمّ رفع يديه بالدعاء، ورَفَعنا أيدينا جميعاً بقلوبٍ منكسرة حزينة، فدعونا جميعاً بقضاء الحوائج المتعسّرة وشفاء المرضى المؤمنين، وخَصَصنا من بينهم خادم الحسينيّة وهو في وسطنا رافعاً يديه وقد اغرورقت عيناه بالدموع وفاضت على خديه ولحيته. وفي ختام المجلس المبارك ذاك أخذ السيّد الخطيب يتلو الآية الشريفة، ونحن نردّدها معه:
أمّن يُجيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُّوء .. وفجأة توجّهت العيون إلى وسط الحسينيّة، وصُكَّت الآذان وخشعتِ القلوب على صرخة:
ـ سيّد! شافاني العبّاس!
فضجّ الحاضرون وهم يَرَون الخادم قد نهض، هُرعوا إليه يمزّقون ثيابه للتبرّك بها، ويقبّلونه وهم يتصارخون ويبكون، مذهولين لهذه الكرامة وقد عاشوها حيّةً جليّة في مجلس الإمام الحسين سلام الله عليه.
بكى السيّد الفالي وهو لا يزال على المنبر، خشوعاً لأبي الفضل وشكراً لكرامته الشافية، ولم ينزل عن منبره، بل شرع في مجلسٍ آخر اقتَضَته المناسبة، فتحدّث حول معاجز أهل البيت وكراماتهم، ثمّ شرع « الرادود » الحسينيّ بقصيدته التي انشدّ الناس إليها فأخذوا يدورون ويلطمون بحماسٍ شديد وهم يعيشون جوَّ الكرامة العباسيّة، وكان من بين اللاطمين المتحمّسين ذلك الخادم وهو في أتمّ العافية.
الهم صلي على محمد وال محمد