المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الجهل المركب من العلم ام لا ( بحث منطقي )


غسان ضياء المظفر
04-12-2011, 02:27 AM
يذهب الرأي الأول - وهو جمهور المناطقة إن لم يكن كلهم – إلى القول إن الجهل المركب من العلم
ويذهب الرأي الثاني – وهو الشيخ محمد رضا المظفر منفردا – إلى إن الجهل من أقسام الجهل (منطق المظفر ص16)
ولكن بودي الإشارة إلى أهم أدلة الرأي الثاني وهو يهمني في الاستدلال وهو لان معنى حضور صورة الشيء عند العقل إن تحضر صورة نفس ذلك الشيء إما إذا حضرت صورة غيره فلم يحضر الشيء بل صورة شيء أخر وهذا هو حال الجهل المركب
وقد رد استاذنا العلامة السيد كمال الحيدري ( ادام الله ظله الشريف )على الاتجاه الثاني في كتابه (دروس في شرح منطق المظفر ) وسنحاول الرد على ردود السيد الأستاذ كمال الحيدري (حفظه الله) وهذا لايعني التطاول او التجاوز أو التقليل من مقام استأذنا العلامة السيد كمال الحيدري – حفظه الله – ولكن هو وجهة نظر وتأمل في أدلة الفريقين ومحاولة استجلاب الحقيقة
قال السيد الحيدري في رده على الرأي الثاني إن للعلم معاني خمسة
المعنى الأول / هو مطلق الانكشاف الشامل للحضوري والحصولي
المعنى الثاني / هو مطلق انكشاف صورة الشيء عند العالم ويراد به ألحصولي
المعنى الثالث / وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض
المعنى الرابع / وهو الاعتقاد الجازم المانع من النقيض
المعنى الخامس / وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد
ويقول السيد الأستاذ الجهل المركب لايدخل في العلم بالمعنى الخامس ولكنه يدخل في العلم بالمعنى الرابع فضلا عن المعاني الأخرى
ويقول السيد الحيدري في ص80 من كتابه ( انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع وهو علم )
فان كان الجهل المركب احد معاني الجهل المطلق فهو قسم من أقسامه وليس من أقسام مقابله ومثال ذلك عندما نقول احد معاني العلم وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض ويراد به الظن بمعنى إن الظن قسم من أقسام العلم ولايعقل إن نقول على هذا التعريف للعلم انه يراد به الظن وهو جهل أو هو قسم من أقسام الجهل هذا محال .
ويقول السيد الأستاذ في ص82 اتضح إن الجهل المركب علم بالمعنى الرابع وليس علما بالمعنى الخامس والذي هو حضور صورة الشيء عند العقل.
وبودي الالتفات إلى هذا القول للسيد الأستاذ في ص43 لقد بينا إن المراد من تعريف المصنف للعلم العلم ألحصولي لا مطلق العلم
هنا هذا التعريف هو للعلم ألحصولي وسماحتكم تورده ضمن المعنى الثاني من معاني العلم وبهذه المقولة تكون قد أيدت دليل الرأي الثاني ولم تنقضه لأنكم بأنه لابد إن تكون الصورة مطابقة للواقع في تعريف العلم ألحصولي بمعنى إن المعنى الثاني للعلم يطابق المعنى الخامس للعلم
وعلى هذا الأساس إن بودي أن أصحح التعارف الخمسة التي ذكرتموها للعلم وربما يقول قائل كيف تجرى على تعديل كلمات الإعلام أقول من احترامنا لعلمائنا الإعلام من المتقدمين والمتأخرين ولكن بعد التصحيح سيتضح الانسجام بينها بشكل واضح أكثر من سابقتها
الأول هو مطلق الانكشاف الشامل للحصولي والحضوري فهو يشمل الحضوري والحصولي
الثاني وهو حضور صورة الشيء عند العقل وهو يشمل ألحصولي ويشمل اليقين والظن والوهم والشك والتقليد
لابد في التعريف هذا المطابقة للواقع لا غير حسب الرأي الثاني وكذلك قولكم في ص82
المعنى الثالث هو الاعتقاد الجازم ولابد أن نضيف قيد (المطابق للوااليقين فقطمانع من النقيض ويراد به اليقين والظن والتقليد وهذا تعريف للتصديق ولذلك ينبغي إخراج الوهم والشك
المعنى الرابع هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع المانع من النقيض عن تقليد ويشمل اليقين والتقليد
المعنى الخامس هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد وهو اليقين فقط
فلابد أن تكون جميعها مطابقة للواقع وبذلك نجد انسجاما أكثر من التعارف السابقة

إما أدلتنا فهي:
الأول : إن العلم ممدوح كل علم وأي علم ليس هذا أو ذاك في حين الجهل المركب مذموم فان كان من العلم لم يكون مذموما بل إن جميع الفلاسفة يقولون انه أهجن واسوا من الجهل البسيط فان كان من العلم كيف يكون مذموما أكثر من الجهل نفسه فلا بد لو كان من العلم أن يكون في مرتبة اعلي من الجهل البسيط لا اقل وإنما أقليته تظهر بأنه من أسفل أقسام الجهل وليس من العلم مطلقا وتوضح بان المراد من العلم دائما وابدأ أن يكون مطابقا للواقع ويدل على ذلك تشبيه القران العلم بالنور والجهل بالظلام وهو يصف الظلام دائما بالظلمات ليظهر إن العلم حتى يصدق عليه العلم لابد أن يكون مطابقا للواقع حتى يسمى نور إما الباقي فهو جهل لاشك فيه وليس من العلم
ولذلك نجد القران الكريم وأقوال أئمة أهل البيت يشنون أشنع العبارات في الجهل المركب لأنه يريدون تأكيد هذه الحقيقة
الثاني : وهو إن العلم ألحصولي ينقسم إلى بديهي ونظري ويحتاج البديهي إلى توجه أسباب النفس الخمسة فمن لم تتوجه نفسه لهذه الأسباب هل يكون قد حصل له العلم البديهي أم لا بالتأكيد لم يحصل وبالتالي فلا يتحقق العلم ألحصولي فان الشبهة في قبال البديهية هي عين الجهل المركب
الثالث : إن وظيفة المنطق هو أن يعصمنا من الخطأ في الفكر فكيف له وهو هذه وظيفته أن يشرع لنا الخطأ وهو الجهل المركب ويقول هو من العلم هو يريد أن يعصمنا فلابد له أن يقول لنا إن الجهل المركب هو شبهة هو جهل وليس علما لأنه لو قال لنا هو علما لناقض العقل السليم ومهمته في أن يعصمنا من الخطأ في الفكر
الرابع: ودليلنا الرابع وقبل الدخول فيه بودي الإشارة إلى تعريف الجهل بودي الاستعانة بقولكم في كتابكم (دروس في شرح منطق المظفر ) في ص 80 (انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع )
فلو لاحظنا تعريف الجهل البسيط: هو إن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) وهو ملتفت أو غافل عن جهله
ولو لاحظنا تعريف الجهل المركب: هو أن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) ولكنه يعتقد انه من أهل العلم (وهو الجهل بالمعنى الثاني وهو الاعتقاد غير المطابق للواقع )
إذن فالجهل المركب يتضمن معنيي الجهل الأول عدم العلم والثاني الاعتقاد غير المطابق للواقع وبذلك نفهم لماذا الجهل المركب أقبح وأهجن من سابقه إلا وهو الجهل البسيط وذلك لأنه يتضمن معنيي الجهل معا ودليلنا على هذا التفسير إنكم قلتم إن للجهل معنيين وان الجهل المركب يتكون من جهلين ولا يعقل أن يكونا اثنيهما جهل من معنى واحد لأصبحا جهل واحد فالجهل في الجهل البسيط هو نفس الجهل وعينه في الجهل الأول من الجهل المركب والتعريفان لقسمي الجهل يدلل على ذلك .

الخامس : ومن قال إن الجاهل بمعنى ( عدم العلم ) لا تحضر عنده الصورة مطلق الصورة نعم هو لا تحضر له الصورة المطابقة للواقع ولذلك يسمى جهل ولكن في الحقيقة قد تحضر عنده مطلق الصورة
مثال ذلك
لو سئل أحدنا هل تعرف شكل الجن فسيقول لا اعلم ولكن في الحقيقة ستحضر صورة في ذهنه ولا يكون ذهنه خال من أي صورة فقد تحضر عنده صورة لحيوان له يد ورجل إنسان له قرون وقبيح وله أنياب إلى أخره ولكنه يعلم بان هذه ليست صورة الجن إنما صورة أخرى
وربما يأتي إنسان ويعتقد بان هذه الصورة التي يتخيلها هي حقيقة الجن فهل هنا سيتحول بمجرد اعتقاده من مجرد تخيل إلى علم هذا محال وهذا هو الجهل المركب فأساس الجهل المركب أن لم يكن دائما فغالبا هو قوة المتخيلة وهو ليس بعلم
مثال أخر قد يرى شخصا شبحا من بعيد ويتخيله إنسان أو حيوان أو غير ذلك ولكن لا يجزم بتخيله هذا وعندما تسأله ما هذا يقول لا اعلم ( وهو الجهل البسيط) وقد يعتقد في نفس الموضع أو في مواضع أخرى بان تخيله هو مطابق للواقع
فنلاحظ إن في الحالتين يوجد تصور وعلى ذلك نصحح معنى عدم العلم وهو المعنى الأول للجهل فهو ليس عدم حضور الصورة مطلقا فقط ونشطب على هذه فقط ونقول عدم العلم هو عدم حضور الصورة مطلقا أو حضور صورة غير مطابقة للواقع .
وبذلك فان المعنى الأول من معاني الجهل وهو عدم العلم يشمل معنيين أيضا الأول هو عدم حضور الصورة مطلقا والثاني وهو حضور صورة ولكنها من التخيل وليست مطابقة للواقع .

وهنا أشير إلى كل القراء الأعزاء إلى تدبر هذه الأمثلة والأدلة جيدا وانأ اطلب منهم إن يتدبروا الدليل الأخير خاصة ويلاحظوا ويختبروا أنفسهم في ذلك وسيجدون انه في بعض الحالات عند جهلهم بشيء واعترافهم بهذا الجهل ولكن قد تحضر لهم صورة وتنطبق هذه الصورة على المعلوم في الذهن أو المجهول رغم الالتفات إلى جهلهم فالقول بمجرد حضور الصورة للعلم ليس دقيقا ولا يصمد إمام الحجة

علي الفاروق
22-12-2011, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الكريم غسان ضياء المظفر

إن منشأ الاختلاف الواقع بين المناطقة ـ بنظر علي الفاروق ـ هو بسبب الاختلاف في تعريف ( اليقين )، وأنّ له معنيين:

الأول: الاعتقاد الجازم.

الثاني: الاعتقاد الجازم المطابق للواقع.

فالشيخ المظفر ـ قدس نفسه الزكيّة ـ ذكر الرأي الأول في المتن، وأشار إلى المعنى الثاني في الهامش.

وصنيعه هذا ـ أي ذكر التعريف الاول في المتن والثاني في الهامش ـ يعني أن الشيخ المظفر رأيه هو الرأي الأول أي الاعتقاد سواءا كان مطابقاً للواقع أم لا.

وعندما وصل الشيخ رحمه الله إلى بحث ( الجهل المركّب ) قال انه من الجهل وليس من العلم وحاول جاهدا الاستدلال على صحّة هذا الرأي.

على ان الجهل المركّب من الجهل لأنّه لا يوافق الواقع.

وهذا منقوض بكلامه. هذا أولاً.


ثانياً: إن القول بأنّ ( الجهل المركب ) من العلم أم لا، ينبغي أن نلتفت إلى ملاحظتين:

الملاحظة الأولى: هل الإطلاق على ( الجهل المركب ) بأنّه من العلم أو الجهل بلحاظ نفس الشخص ـ الجاهل بالجهل المركّب ـ ، أم بوجهة نظر الآخرين ؟

فإن قلنا بأنّه من وجهة نظر نفسه، فهذا دليل على أنّه من العلم.

أمّا إذا قلنا أنّ ذلك يكون من وجهة نظر الآخرين، فيمكن إعداده من الجهل.

الملاحظة الثانية: هل اطلاق الجهل أو العلم على ( الجاهل المركّب ) في أيّ وقت، أم في وقت محدد ؟

بمعنى: هل نطلق على ( الجاهل المركب ) بأنّه جاهل في حال كونه جاهلا مركبا أم بعد علمه بجهله المركب؟


تنبيه: ليس ذلك دفاعاً عن رأي دون آخر، وإنما تلك تساؤولات تنقدح في الأذهان قد تثري الموضوع اكثر فاكثر، ونرجو التأمل والتدبّر.


ونعتذر، فقد داهمنا الوقت


ولا تنسونا من خالص الدعوات

علي الفاروق

السيد الكربلائي
23-12-2011, 01:47 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
إن الذي يقول بان الجهل المركب من العلم، دليله هو : إن العلم معناه إنكشاف المعلوم، ومادام هذا الشخص يكشف المعلوم أي يكشف بأنه لا يعلم فهذا علم، فهو بلسان حاله يقول أنا أعلم أني لا أعلم، فاذن ينطبق عليه تعريف العلم

والذي يقول بان الجهل المركب ليس من العلم فهو الصحيح، وذلك لأن حقيقة العلم هي انكشاف المعلوم، ولكن هذا الانكشاف يحصل للإنسان بانطباع وحلول الصورة الذهنية للمعلوم في نفس ذلك الإنسان العالم حقيقة، لا في نفس غيره، وهنا لم تنطبع صورة أنه عالم أنه لا يعلم حقيقة، بل انطبعت صورة أنه عالم ولكنها صورة وهمية لا حقيقة وراءها وهذا هو الجهل، فهو في الحقيقة جاهل، لأنه لم تنكشف له صورة المعلوم المراد أمامه

فالذي غفلوا عنه هي هذا النقطة الاساسية المتينة وهو ان العالم معناه هو أن يعلم بأنه يعلم بالدلالة اللفظية، وليس معناه أن غيره يعلم أنه لا يعلم، فلابد من الإنتباه جيداً.

النجف الاشرف
26-12-2011, 03:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
العلم حضور صورة الشي في الذهن ,,, فالجاهل بالجهل المركب يفتقد الى هذه الصورة المحدده وليس حضور مطلق الصوره او صوره اخرى
او كما عبر عنه السيد الكربلائي
وهو ان العالم معناه هو أن يعلم بأنه يعلم بالدلالة اللفظية، وليس معناه أن غيره يعلم أنه لا يعلم، فلابد من الإنتباه جيداً.
وما ذهب له المجدد المظفر في غايه الاتقان ....

والسلام عليكم

غسان ضياء المظفر
26-12-2011, 10:10 PM
بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
قرات مشاركات الاخوة الافاضل وبودي التعليق عليها وليس الهدف من ذلك الا ابتغاء الحقيقة
اولا / أما قول الاخ الفاضل علي الفروق بان الشيخ المظفر يوجد تهافت في كلامه فالامر ليس كذلك انما اراد الشيخ بهذه الملاحظة المسماة في كتابه ( الجهل المركب ليس من العلم ) ليس تأسيس منطق جديد وانما الاشارة الى اشكال يعتقده والا ان المؤلف ( رضوان الله عليه ) التزم في كتابه ان يقدم علم المنطق للمبتدئين فهذا هو هدف الكتاب ولذلك بقى ملتزم بتعريفاتهم ( أقصد المناطقة ) عن اليقين وهو الاعتقاد الجازم وترك تحديد هذا الموضوع لغيره وحتى لو سلمنا جدلا ان الشيخ تنازل عن وجهة نظره فهذا لايمنعنا من التفكير في جدة اشكاله وصحته من عدمه

ثانيا / اما قولكم بان نلتفت الى تحديد الجهل المركب من الشخص نفسه او من غيره نحن هنا لانناقش قضايا شخصية نوعية فالمسالة ليست نسبية ذاتية هذا الشخص يراه علما وذلك يراها جهلا وانما نريد ان نحاكم العقل البشري بما يعتقد هل يعتقد بان الجهل المركب من العلم ام لا
واما مسالة الوقت فجوابها كالسابق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد الكربلائي
29-12-2011, 08:31 AM
بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته

ثانيا / اما قولكم بان نلتفت الى تحديد الجهل المركب من الشخص نفسه او من غيره نحن هنا لانناقش قضايا شخصية نوعية فالمسالة ليست نسبية ذاتية هذا الشخص يراه علما وذلك يراها جهلا وانما نريد ان نحاكم العقل البشري بما يعتقد هل يعتقد بان الجهل المركب من العلم ام لا
واما مسالة الوقت فجوابها كالسابق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الفاضل
كيف تقول ان المسألة ليست ان هذا الشخص يراه علماً و الاخر يراه جهلاً
في حين ان لبة الموضوع و اساسه هي هذه النقطة
فتعريف العلم ( حضور صورة الشيء في الذهن ) لا تنطبق على الجاهل بالجهل المركب لان الصورة التي تحضر في ذهنه كونه عالم بالشيء و الصورة الحقيقة _ التي هي تفيد العلم _ هي كونه لا يعلم بالشيء

فالجهل المركب هو : رجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري

و بالتالي الشخص الجاهل يعتقد بأنه يدري في حين انه لا يدري
فالصورة التي في ذهنه _ وهي كونه يدري _ صورة وهمية و الصورة الحقيقة هي كونه لا يدري
فأي صورة في ذهن الجاهل التي يمكن ان نعتبرها علماً !!!!

علي الفاروق
04-01-2012, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكلام يُقال، وقد يصيب الواقع أو يخطئ، فليست هذه المناقشة لبلورة المسألة أكثر فأكثر ليستقيم الحكم على ( الجهل المركب ) في أنّه من العلم أم لا

لقد طرح علي الفاروق في مشاركته السابقة ثلاثة نقاط تحتاج الى مزيد من البحث والنظر

الاخ الكريم غسان المظفر حفظه الله ورعاه

قلتم: ( اولا / أما قول الاخ الفاضل علي الفروق بان الشيخ المظفر يوجد تهافت في كلامه فالامر ليس كذلك انما اراد الشيخ بهذه الملاحظة المسماة في كتابه ( الجهل المركب ليس من العلم ) ليس تأسيس منطق جديد وانما الاشارة الى اشكال يعتقده والا ان المؤلف ( رضوان الله عليه ) التزم في كتابه ان يقدم علم المنطق للمبتدئين فهذا هو هدف الكتاب ولذلك بقى ملتزم بتعريفاتهم ( أقصد المناطقة ) عن اليقين وهو الاعتقاد الجازم وترك تحديد هذا الموضوع لغيره وحتى لو سلمنا جدلا ان الشيخ تنازل عن وجهة نظره فهذا لايمنعنا من التفكير في جدة اشكاله وصحته من عدمه ) انتهى

أقول: الشيخ المظفّر قدس نفسه الزكيّة ذكر تعريفين لليقين، أحدهما في المتن والاخر في الهامش، وحيث أن التعريف الذي ارتضاه هو المذكور في المتن، وعند بحثه عن الجهل المركب نقض رأيه واثبت التعريف الثاني الذي ذكره في الهامش من باب التنبيه والاشارة للطلاب. هذا اولاً.

ثانياً: إن الشيخ المظفّر قدس نفسه الزكية نسب هذا الرأي (1) إلى بعض المناطقة، والحال أن جميع المناطقة ذهبوا إلى هذا الرأي

ثالثاً: لو كان مقصود الشيخ المظفّر رحمه الله تقديم كتاب في المنطق للمبتدئين، لماذا أدخل فيه القيل والقال ؟

رابعاً: ولو قلنا أن الشيخ المظفر رحمه الله التزم بتعريفات القدماء للمباحث المنطقة ـ ومنها اليقين ـ فلماذا في هذه المسألة بالتحديد خالفهم وذهب الى رأي جديد لم يسبق له عهد عند المناطقة ؟

خامساً: علي الفاروق لم يذكر النقطة الأولى في مشاركته السابقة إلا للتنبيه، وذلك لأسباب:
1. أن الشيخ المظفر هو أول من ذهب الى هذا الراي.
2. خالف المصنّف رحمه الله نفسه في تعريف اليقين.
3. لمعرفة الصحيح من التعريفين ـ المذكورين لليقين ـ، لأنّ تحديد الجهل المركب هل هو من العلم أم لا ؟ ترجيح أحد التعريفين.


_________________________________


قد يستدل البعض على أن الجهل المركب من الجهل من خلال تعريف ( العلم )

نقول: إن الاستدلال بتعريف العلم ـ وهو حضور صورة الشيء عند العقل ـ لا يُعدُّ إستدلالاً محكماً.

وذلك لأنّ:

(1) تعريف العلم المذكور ليس من التعاريف التامّة، وإنما هي من باب التوضيح لا أكثر.

لأنّ المناطقة يذكرون في مبحث التعريف شروط، منها: ألاّ يكون المعرّف ـ بالفتح ـ أجلى من المعرف ـ بالكسر ـ.

كتعريفهم لمفهوم ( الوجود والعقل والارادة و... الخ ).

في حين أن كلمة ( العلم ) أوضح من التعريف.

(2) أن العلم كاشف للأشياء، فكيف تكشف الأشياء به ؟

مثلاً: المصباح يضيء في الغرفة فتعرف الأشياء، يعني: بالمصباح تعرف الاشياء، السؤال: بأيّ شيء تعرف المصباح ؟ هل تعرف المصباح بالأشياء التي تعرّفت عليها من خلال المصباح ؟ أم بنفسها ؟
وكذلك العلم: فلا يمكن تعريفه، لأنّه من خلال العلم تعرف الاشياء، فلا يمكن العكس.

وهناك العديد من الاشكالات الاخرى المذكورة في محلّها.

وهذا يعني: لا نسلّم بتعريف ( العلم ) المذكور في كتب المناطقة، وبذلك لا يمكن الاستدلال من خلال تعريف العلم المذكور.


وللحديث تتمة


______________________
(1) يعني كون الجهل المركب من العلم

علي الفاروق
05-01-2012, 10:23 PM
وقد يكون لمبحث ( حجية القطع ) في علم الأصول مدخليّة في هذا البحث. والله العالم

وسيأتي تفصيله لاحقاً إن شاء الله تعالى


تلميذكم
علي الفاروق

النجف الاشرف
07-01-2012, 01:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الاخ الغالي علي الفاروق حفظه الله ....
هل الإطلاق على ( الجهل المركب ) بأنّه من العلم أو الجهل بلحاظ نفس الشخص ـ الجاهل بالجهل المركّب ـ ، أم بوجهة نظر الآخرين ؟
فإن قلنا بأنّه من وجهة نظر نفسه، فهذا دليل على أنّه من العلم.
اخي العزيز , كيف يكون عالما وعلمة مخالف للواقع ؟ وبما اننا قلنا عالم اي جازم بالواقع فلا حاجة لتفريعات في البديهات
بمعنى حينما رايت شي من بعيد وقلت لاصحابي هذا أسد وتبادرت صورة الاسد في ذهني بينما في الواقع هي قطة كيف أصبحت عالما بهذه الحاله ؟!!!
ام انك تقصد بان الذي يتوقف عليه العلم هو الحاله الشعورية عند الانسان ؟!! سواء كانت مخالفه للواقع ام لا ؟
فهذه اراها بعيده كل البعد عن تعريف العلم
نقول: إن الاستدلال بتعريف العلم ـ وهو حضور صورة الشيء عند العقل ـ لا يُعدُّ إستدلالاً محكماً.
فهل تتفضل علينا وتعطينا تعريفا تاما للعلم ؟
تعريف العلم المذكور ليس من التعاريف التامّة، وإنما هي من باب التوضيح لا أكثر.
لأنّ المناطقة يذكرون في مبحث التعريف شروط، منها: ألاّ يكون المعرّف ـ بالفتح ـ أجلى من المعرف ـ بالكسر ـ.
كتعريفهم لمفهوم ( الوجود والعقل والارادة و... الخ ).
في حين أن كلمة ( العلم ) أوضح من التعريف.
حتى تعريف الاصول هو من باب التوضيح واما شرطهم بان التعريف جامع مانع فهذا شرط مثالي تختلف نسبة تطبيقة بحسب المادة التي يراد توضيحها , مثلا (علم الاصول) لايوجد له تعريف جامع مانع ....
) أن العلم كاشف للأشياء، فكيف تكشف الأشياء به ؟
اذن كيف تفسر لنا نشوء الجهل ؟! والعلم كاشف لاشياء ؟
مثلاً: المصباح يضيء في الغرفة فتعرف الأشياء، يعني: بالمصباح تعرف الاشياء، السؤال: بأيّ شيء تعرف المصباح ؟ هل تعرف المصباح بالأشياء التي تعرّفت عليها من خلال المصباح ؟ أم بنفسها ؟
وكذلك العلم: فلا يمكن تعريفه، لأنّه من خلال العلم تعرف الاشياء، فلا يمكن العكس.
الاخ العزيز العلم بلحاظ ماذا تقصد ؟ أتقصد مطلق العلم ؟ فاذا كان هذا قصدك فليس محل الكلام ذلك
لان الشيخ رضوان الله تعالى عليه حدد بان العلم هو خصوص الصورة الواقعيه التي تتبادر الى الذهن

وانا الذي اراه بان من يختلف مع الشيخ لا يحدد اللحاظ الذي يقصده في كلامه فتاره يكون اشكالهم حول تعريف العلم بما هو علم واخرى بحاظ العالم

لنحدد النقطة التي تشكلون فيها ثم نرى

أقلكم علما / الميرزا

غسان ضياء المظفر
07-01-2012, 11:02 PM
بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل علي الفاروق .... تحية طيبة
ردا على كلماتكم بودي الاقتباس حقيقة هناك عدة نقاط تشترك في موضوع واحد ولذلك يرد عليها جميعا دفعة واحدة
نحن قلنا ان الشيخ المظفر كان هدفه تقديم الكتاب للمبتدئين وظل ملتزما بذلك وهذا لايعني انه لايحق له ابداء رايا في موضوع له الحق ولكن ان لايخرج عن الهدف الاساسي للكتاب لانك ان اردت ان تؤسس منطق جديد فعليك ان تكتب كتاب للعلماء وليس للطلاب كما في كتا ب الاسس المنطقية للاستقراء للسيد الشهيد الصدر (قدس) في حين هدف الشيخ المظفر (قدس) هة تقديم الكتاب للطلاب ولكن هذا لايمنع من ابداء راي في الموضوع ولنأخذ مثال اخر يبين صحة ادعاءنا وهو ان الشيخ المظفر قد يبدي رايا يخالف المجموع (علماء المنطق) ولكنه لاستمر فيها حفاظا على هدف الكتاب تعال معي اخي علي في كتاب منطق المظفر صفحة 219 من الجزء الثاني في موضوع شبهة مستعصية يقول المؤلف (رح) (( فهل يمكن ان ندعي ان الاستقراء الناقص يفيد العلم اليقيني فنخالف جميع المنطقيين الاقدمين ربما تكون هذه الدعوى قريبة الى القبول )) وانت تعلم ان الاستقراء الناقص مالم يتضمن قياس بحسب المنطق الارسطي ليس حجة ولكن الشيخ يقول لا انه حجة ولكنه يقول لا نريد مخالفة المنطقيين لان هذا ليس هدف الكتاب
اما النقطة الاخرى
الاول قولكم ( تعريف العلم المذكور ليس من التعاريف التامّة) وهنا نحن نطالبكم بالدليل لاننا لم نجد احدنا من فحول علماء المنطق يدعي هذا الادعاء او يعرف العلم بغير هذا التعريف ونحن التزمنا طيلة البحث بان لاندعي المسلمات بمعنى ان نأتي بدليل معه وكلامكم يفتقر الى الدليل فضلا لكونه عجيبا عند المنطق الارسطي وهو محل البحث
الثاني اما قولكم (( وكذلك العلم: فلا يمكن تعريفه، لأنّه من خلال العلم تعرف الاشياء، فلا يمكن العكس.
وهناك العديد من الاشكالات الاخرى المذكورة في محلّها.)) وحقيقة الرد عليه كالسابق ويضاف عليه زيادة اذا كان الشيء غير قابل للتعريف فهو غير قابل للقسمة فكيف قسموا العلم اذن الى حضوري وحصولي والحصولي الى ضروري ونظري والى غيرها من التقسميات والسؤال الاخير اي محلها هذا وياليتك لو تطلعنا عليها
والسلام عليك اخي علي ورحمة الله وبركاته

علي الفاروق
18-01-2012, 05:14 AM
احسنتم ايها الافاضل

فقد صارت المسالة واضحة بيّنة

فجزاكم الله خير الجزاء