غسان ضياء المظفر
04-12-2011, 02:27 AM
يذهب الرأي الأول - وهو جمهور المناطقة إن لم يكن كلهم – إلى القول إن الجهل المركب من العلم
ويذهب الرأي الثاني – وهو الشيخ محمد رضا المظفر منفردا – إلى إن الجهل من أقسام الجهل (منطق المظفر ص16)
ولكن بودي الإشارة إلى أهم أدلة الرأي الثاني وهو يهمني في الاستدلال وهو لان معنى حضور صورة الشيء عند العقل إن تحضر صورة نفس ذلك الشيء إما إذا حضرت صورة غيره فلم يحضر الشيء بل صورة شيء أخر وهذا هو حال الجهل المركب
وقد رد استاذنا العلامة السيد كمال الحيدري ( ادام الله ظله الشريف )على الاتجاه الثاني في كتابه (دروس في شرح منطق المظفر ) وسنحاول الرد على ردود السيد الأستاذ كمال الحيدري (حفظه الله) وهذا لايعني التطاول او التجاوز أو التقليل من مقام استأذنا العلامة السيد كمال الحيدري – حفظه الله – ولكن هو وجهة نظر وتأمل في أدلة الفريقين ومحاولة استجلاب الحقيقة
قال السيد الحيدري في رده على الرأي الثاني إن للعلم معاني خمسة
المعنى الأول / هو مطلق الانكشاف الشامل للحضوري والحصولي
المعنى الثاني / هو مطلق انكشاف صورة الشيء عند العالم ويراد به ألحصولي
المعنى الثالث / وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض
المعنى الرابع / وهو الاعتقاد الجازم المانع من النقيض
المعنى الخامس / وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد
ويقول السيد الأستاذ الجهل المركب لايدخل في العلم بالمعنى الخامس ولكنه يدخل في العلم بالمعنى الرابع فضلا عن المعاني الأخرى
ويقول السيد الحيدري في ص80 من كتابه ( انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع وهو علم )
فان كان الجهل المركب احد معاني الجهل المطلق فهو قسم من أقسامه وليس من أقسام مقابله ومثال ذلك عندما نقول احد معاني العلم وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض ويراد به الظن بمعنى إن الظن قسم من أقسام العلم ولايعقل إن نقول على هذا التعريف للعلم انه يراد به الظن وهو جهل أو هو قسم من أقسام الجهل هذا محال .
ويقول السيد الأستاذ في ص82 اتضح إن الجهل المركب علم بالمعنى الرابع وليس علما بالمعنى الخامس والذي هو حضور صورة الشيء عند العقل.
وبودي الالتفات إلى هذا القول للسيد الأستاذ في ص43 لقد بينا إن المراد من تعريف المصنف للعلم العلم ألحصولي لا مطلق العلم
هنا هذا التعريف هو للعلم ألحصولي وسماحتكم تورده ضمن المعنى الثاني من معاني العلم وبهذه المقولة تكون قد أيدت دليل الرأي الثاني ولم تنقضه لأنكم بأنه لابد إن تكون الصورة مطابقة للواقع في تعريف العلم ألحصولي بمعنى إن المعنى الثاني للعلم يطابق المعنى الخامس للعلم
وعلى هذا الأساس إن بودي أن أصحح التعارف الخمسة التي ذكرتموها للعلم وربما يقول قائل كيف تجرى على تعديل كلمات الإعلام أقول من احترامنا لعلمائنا الإعلام من المتقدمين والمتأخرين ولكن بعد التصحيح سيتضح الانسجام بينها بشكل واضح أكثر من سابقتها
الأول هو مطلق الانكشاف الشامل للحصولي والحضوري فهو يشمل الحضوري والحصولي
الثاني وهو حضور صورة الشيء عند العقل وهو يشمل ألحصولي ويشمل اليقين والظن والوهم والشك والتقليد
لابد في التعريف هذا المطابقة للواقع لا غير حسب الرأي الثاني وكذلك قولكم في ص82
المعنى الثالث هو الاعتقاد الجازم ولابد أن نضيف قيد (المطابق للوااليقين فقطمانع من النقيض ويراد به اليقين والظن والتقليد وهذا تعريف للتصديق ولذلك ينبغي إخراج الوهم والشك
المعنى الرابع هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع المانع من النقيض عن تقليد ويشمل اليقين والتقليد
المعنى الخامس هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد وهو اليقين فقط
فلابد أن تكون جميعها مطابقة للواقع وبذلك نجد انسجاما أكثر من التعارف السابقة
إما أدلتنا فهي:
الأول : إن العلم ممدوح كل علم وأي علم ليس هذا أو ذاك في حين الجهل المركب مذموم فان كان من العلم لم يكون مذموما بل إن جميع الفلاسفة يقولون انه أهجن واسوا من الجهل البسيط فان كان من العلم كيف يكون مذموما أكثر من الجهل نفسه فلا بد لو كان من العلم أن يكون في مرتبة اعلي من الجهل البسيط لا اقل وإنما أقليته تظهر بأنه من أسفل أقسام الجهل وليس من العلم مطلقا وتوضح بان المراد من العلم دائما وابدأ أن يكون مطابقا للواقع ويدل على ذلك تشبيه القران العلم بالنور والجهل بالظلام وهو يصف الظلام دائما بالظلمات ليظهر إن العلم حتى يصدق عليه العلم لابد أن يكون مطابقا للواقع حتى يسمى نور إما الباقي فهو جهل لاشك فيه وليس من العلم
ولذلك نجد القران الكريم وأقوال أئمة أهل البيت يشنون أشنع العبارات في الجهل المركب لأنه يريدون تأكيد هذه الحقيقة
الثاني : وهو إن العلم ألحصولي ينقسم إلى بديهي ونظري ويحتاج البديهي إلى توجه أسباب النفس الخمسة فمن لم تتوجه نفسه لهذه الأسباب هل يكون قد حصل له العلم البديهي أم لا بالتأكيد لم يحصل وبالتالي فلا يتحقق العلم ألحصولي فان الشبهة في قبال البديهية هي عين الجهل المركب
الثالث : إن وظيفة المنطق هو أن يعصمنا من الخطأ في الفكر فكيف له وهو هذه وظيفته أن يشرع لنا الخطأ وهو الجهل المركب ويقول هو من العلم هو يريد أن يعصمنا فلابد له أن يقول لنا إن الجهل المركب هو شبهة هو جهل وليس علما لأنه لو قال لنا هو علما لناقض العقل السليم ومهمته في أن يعصمنا من الخطأ في الفكر
الرابع: ودليلنا الرابع وقبل الدخول فيه بودي الإشارة إلى تعريف الجهل بودي الاستعانة بقولكم في كتابكم (دروس في شرح منطق المظفر ) في ص 80 (انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع )
فلو لاحظنا تعريف الجهل البسيط: هو إن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) وهو ملتفت أو غافل عن جهله
ولو لاحظنا تعريف الجهل المركب: هو أن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) ولكنه يعتقد انه من أهل العلم (وهو الجهل بالمعنى الثاني وهو الاعتقاد غير المطابق للواقع )
إذن فالجهل المركب يتضمن معنيي الجهل الأول عدم العلم والثاني الاعتقاد غير المطابق للواقع وبذلك نفهم لماذا الجهل المركب أقبح وأهجن من سابقه إلا وهو الجهل البسيط وذلك لأنه يتضمن معنيي الجهل معا ودليلنا على هذا التفسير إنكم قلتم إن للجهل معنيين وان الجهل المركب يتكون من جهلين ولا يعقل أن يكونا اثنيهما جهل من معنى واحد لأصبحا جهل واحد فالجهل في الجهل البسيط هو نفس الجهل وعينه في الجهل الأول من الجهل المركب والتعريفان لقسمي الجهل يدلل على ذلك .
الخامس : ومن قال إن الجاهل بمعنى ( عدم العلم ) لا تحضر عنده الصورة مطلق الصورة نعم هو لا تحضر له الصورة المطابقة للواقع ولذلك يسمى جهل ولكن في الحقيقة قد تحضر عنده مطلق الصورة
مثال ذلك
لو سئل أحدنا هل تعرف شكل الجن فسيقول لا اعلم ولكن في الحقيقة ستحضر صورة في ذهنه ولا يكون ذهنه خال من أي صورة فقد تحضر عنده صورة لحيوان له يد ورجل إنسان له قرون وقبيح وله أنياب إلى أخره ولكنه يعلم بان هذه ليست صورة الجن إنما صورة أخرى
وربما يأتي إنسان ويعتقد بان هذه الصورة التي يتخيلها هي حقيقة الجن فهل هنا سيتحول بمجرد اعتقاده من مجرد تخيل إلى علم هذا محال وهذا هو الجهل المركب فأساس الجهل المركب أن لم يكن دائما فغالبا هو قوة المتخيلة وهو ليس بعلم
مثال أخر قد يرى شخصا شبحا من بعيد ويتخيله إنسان أو حيوان أو غير ذلك ولكن لا يجزم بتخيله هذا وعندما تسأله ما هذا يقول لا اعلم ( وهو الجهل البسيط) وقد يعتقد في نفس الموضع أو في مواضع أخرى بان تخيله هو مطابق للواقع
فنلاحظ إن في الحالتين يوجد تصور وعلى ذلك نصحح معنى عدم العلم وهو المعنى الأول للجهل فهو ليس عدم حضور الصورة مطلقا فقط ونشطب على هذه فقط ونقول عدم العلم هو عدم حضور الصورة مطلقا أو حضور صورة غير مطابقة للواقع .
وبذلك فان المعنى الأول من معاني الجهل وهو عدم العلم يشمل معنيين أيضا الأول هو عدم حضور الصورة مطلقا والثاني وهو حضور صورة ولكنها من التخيل وليست مطابقة للواقع .
وهنا أشير إلى كل القراء الأعزاء إلى تدبر هذه الأمثلة والأدلة جيدا وانأ اطلب منهم إن يتدبروا الدليل الأخير خاصة ويلاحظوا ويختبروا أنفسهم في ذلك وسيجدون انه في بعض الحالات عند جهلهم بشيء واعترافهم بهذا الجهل ولكن قد تحضر لهم صورة وتنطبق هذه الصورة على المعلوم في الذهن أو المجهول رغم الالتفات إلى جهلهم فالقول بمجرد حضور الصورة للعلم ليس دقيقا ولا يصمد إمام الحجة
ويذهب الرأي الثاني – وهو الشيخ محمد رضا المظفر منفردا – إلى إن الجهل من أقسام الجهل (منطق المظفر ص16)
ولكن بودي الإشارة إلى أهم أدلة الرأي الثاني وهو يهمني في الاستدلال وهو لان معنى حضور صورة الشيء عند العقل إن تحضر صورة نفس ذلك الشيء إما إذا حضرت صورة غيره فلم يحضر الشيء بل صورة شيء أخر وهذا هو حال الجهل المركب
وقد رد استاذنا العلامة السيد كمال الحيدري ( ادام الله ظله الشريف )على الاتجاه الثاني في كتابه (دروس في شرح منطق المظفر ) وسنحاول الرد على ردود السيد الأستاذ كمال الحيدري (حفظه الله) وهذا لايعني التطاول او التجاوز أو التقليل من مقام استأذنا العلامة السيد كمال الحيدري – حفظه الله – ولكن هو وجهة نظر وتأمل في أدلة الفريقين ومحاولة استجلاب الحقيقة
قال السيد الحيدري في رده على الرأي الثاني إن للعلم معاني خمسة
المعنى الأول / هو مطلق الانكشاف الشامل للحضوري والحصولي
المعنى الثاني / هو مطلق انكشاف صورة الشيء عند العالم ويراد به ألحصولي
المعنى الثالث / وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض
المعنى الرابع / وهو الاعتقاد الجازم المانع من النقيض
المعنى الخامس / وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد
ويقول السيد الأستاذ الجهل المركب لايدخل في العلم بالمعنى الخامس ولكنه يدخل في العلم بالمعنى الرابع فضلا عن المعاني الأخرى
ويقول السيد الحيدري في ص80 من كتابه ( انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع وهو علم )
فان كان الجهل المركب احد معاني الجهل المطلق فهو قسم من أقسامه وليس من أقسام مقابله ومثال ذلك عندما نقول احد معاني العلم وهو الاعتقاد الجازم غير المانع من النقيض ويراد به الظن بمعنى إن الظن قسم من أقسام العلم ولايعقل إن نقول على هذا التعريف للعلم انه يراد به الظن وهو جهل أو هو قسم من أقسام الجهل هذا محال .
ويقول السيد الأستاذ في ص82 اتضح إن الجهل المركب علم بالمعنى الرابع وليس علما بالمعنى الخامس والذي هو حضور صورة الشيء عند العقل.
وبودي الالتفات إلى هذا القول للسيد الأستاذ في ص43 لقد بينا إن المراد من تعريف المصنف للعلم العلم ألحصولي لا مطلق العلم
هنا هذا التعريف هو للعلم ألحصولي وسماحتكم تورده ضمن المعنى الثاني من معاني العلم وبهذه المقولة تكون قد أيدت دليل الرأي الثاني ولم تنقضه لأنكم بأنه لابد إن تكون الصورة مطابقة للواقع في تعريف العلم ألحصولي بمعنى إن المعنى الثاني للعلم يطابق المعنى الخامس للعلم
وعلى هذا الأساس إن بودي أن أصحح التعارف الخمسة التي ذكرتموها للعلم وربما يقول قائل كيف تجرى على تعديل كلمات الإعلام أقول من احترامنا لعلمائنا الإعلام من المتقدمين والمتأخرين ولكن بعد التصحيح سيتضح الانسجام بينها بشكل واضح أكثر من سابقتها
الأول هو مطلق الانكشاف الشامل للحصولي والحضوري فهو يشمل الحضوري والحصولي
الثاني وهو حضور صورة الشيء عند العقل وهو يشمل ألحصولي ويشمل اليقين والظن والوهم والشك والتقليد
لابد في التعريف هذا المطابقة للواقع لا غير حسب الرأي الثاني وكذلك قولكم في ص82
المعنى الثالث هو الاعتقاد الجازم ولابد أن نضيف قيد (المطابق للوااليقين فقطمانع من النقيض ويراد به اليقين والظن والتقليد وهذا تعريف للتصديق ولذلك ينبغي إخراج الوهم والشك
المعنى الرابع هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع المانع من النقيض عن تقليد ويشمل اليقين والتقليد
المعنى الخامس هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع لا عن تقليد وهو اليقين فقط
فلابد أن تكون جميعها مطابقة للواقع وبذلك نجد انسجاما أكثر من التعارف السابقة
إما أدلتنا فهي:
الأول : إن العلم ممدوح كل علم وأي علم ليس هذا أو ذاك في حين الجهل المركب مذموم فان كان من العلم لم يكون مذموما بل إن جميع الفلاسفة يقولون انه أهجن واسوا من الجهل البسيط فان كان من العلم كيف يكون مذموما أكثر من الجهل نفسه فلا بد لو كان من العلم أن يكون في مرتبة اعلي من الجهل البسيط لا اقل وإنما أقليته تظهر بأنه من أسفل أقسام الجهل وليس من العلم مطلقا وتوضح بان المراد من العلم دائما وابدأ أن يكون مطابقا للواقع ويدل على ذلك تشبيه القران العلم بالنور والجهل بالظلام وهو يصف الظلام دائما بالظلمات ليظهر إن العلم حتى يصدق عليه العلم لابد أن يكون مطابقا للواقع حتى يسمى نور إما الباقي فهو جهل لاشك فيه وليس من العلم
ولذلك نجد القران الكريم وأقوال أئمة أهل البيت يشنون أشنع العبارات في الجهل المركب لأنه يريدون تأكيد هذه الحقيقة
الثاني : وهو إن العلم ألحصولي ينقسم إلى بديهي ونظري ويحتاج البديهي إلى توجه أسباب النفس الخمسة فمن لم تتوجه نفسه لهذه الأسباب هل يكون قد حصل له العلم البديهي أم لا بالتأكيد لم يحصل وبالتالي فلا يتحقق العلم ألحصولي فان الشبهة في قبال البديهية هي عين الجهل المركب
الثالث : إن وظيفة المنطق هو أن يعصمنا من الخطأ في الفكر فكيف له وهو هذه وظيفته أن يشرع لنا الخطأ وهو الجهل المركب ويقول هو من العلم هو يريد أن يعصمنا فلابد له أن يقول لنا إن الجهل المركب هو شبهة هو جهل وليس علما لأنه لو قال لنا هو علما لناقض العقل السليم ومهمته في أن يعصمنا من الخطأ في الفكر
الرابع: ودليلنا الرابع وقبل الدخول فيه بودي الإشارة إلى تعريف الجهل بودي الاستعانة بقولكم في كتابكم (دروس في شرح منطق المظفر ) في ص 80 (انه إي الجهل يطلق على معنيين عدم العلم والاعتقاد غير المطابق للواقع )
فلو لاحظنا تعريف الجهل البسيط: هو إن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) وهو ملتفت أو غافل عن جهله
ولو لاحظنا تعريف الجهل المركب: هو أن يجهل الإنسان شيئا ( وهو الجهل بالمعنى الأول إي عدم العلم ) ولكنه يعتقد انه من أهل العلم (وهو الجهل بالمعنى الثاني وهو الاعتقاد غير المطابق للواقع )
إذن فالجهل المركب يتضمن معنيي الجهل الأول عدم العلم والثاني الاعتقاد غير المطابق للواقع وبذلك نفهم لماذا الجهل المركب أقبح وأهجن من سابقه إلا وهو الجهل البسيط وذلك لأنه يتضمن معنيي الجهل معا ودليلنا على هذا التفسير إنكم قلتم إن للجهل معنيين وان الجهل المركب يتكون من جهلين ولا يعقل أن يكونا اثنيهما جهل من معنى واحد لأصبحا جهل واحد فالجهل في الجهل البسيط هو نفس الجهل وعينه في الجهل الأول من الجهل المركب والتعريفان لقسمي الجهل يدلل على ذلك .
الخامس : ومن قال إن الجاهل بمعنى ( عدم العلم ) لا تحضر عنده الصورة مطلق الصورة نعم هو لا تحضر له الصورة المطابقة للواقع ولذلك يسمى جهل ولكن في الحقيقة قد تحضر عنده مطلق الصورة
مثال ذلك
لو سئل أحدنا هل تعرف شكل الجن فسيقول لا اعلم ولكن في الحقيقة ستحضر صورة في ذهنه ولا يكون ذهنه خال من أي صورة فقد تحضر عنده صورة لحيوان له يد ورجل إنسان له قرون وقبيح وله أنياب إلى أخره ولكنه يعلم بان هذه ليست صورة الجن إنما صورة أخرى
وربما يأتي إنسان ويعتقد بان هذه الصورة التي يتخيلها هي حقيقة الجن فهل هنا سيتحول بمجرد اعتقاده من مجرد تخيل إلى علم هذا محال وهذا هو الجهل المركب فأساس الجهل المركب أن لم يكن دائما فغالبا هو قوة المتخيلة وهو ليس بعلم
مثال أخر قد يرى شخصا شبحا من بعيد ويتخيله إنسان أو حيوان أو غير ذلك ولكن لا يجزم بتخيله هذا وعندما تسأله ما هذا يقول لا اعلم ( وهو الجهل البسيط) وقد يعتقد في نفس الموضع أو في مواضع أخرى بان تخيله هو مطابق للواقع
فنلاحظ إن في الحالتين يوجد تصور وعلى ذلك نصحح معنى عدم العلم وهو المعنى الأول للجهل فهو ليس عدم حضور الصورة مطلقا فقط ونشطب على هذه فقط ونقول عدم العلم هو عدم حضور الصورة مطلقا أو حضور صورة غير مطابقة للواقع .
وبذلك فان المعنى الأول من معاني الجهل وهو عدم العلم يشمل معنيين أيضا الأول هو عدم حضور الصورة مطلقا والثاني وهو حضور صورة ولكنها من التخيل وليست مطابقة للواقع .
وهنا أشير إلى كل القراء الأعزاء إلى تدبر هذه الأمثلة والأدلة جيدا وانأ اطلب منهم إن يتدبروا الدليل الأخير خاصة ويلاحظوا ويختبروا أنفسهم في ذلك وسيجدون انه في بعض الحالات عند جهلهم بشيء واعترافهم بهذا الجهل ولكن قد تحضر لهم صورة وتنطبق هذه الصورة على المعلوم في الذهن أو المجهول رغم الالتفات إلى جهلهم فالقول بمجرد حضور الصورة للعلم ليس دقيقا ولا يصمد إمام الحجة