حيدر القرشي
04-12-2011, 07:35 PM
هل يكفي للإنسان أن يصل إلى الإمام في الظاهر، وأن يدّعي اتّباعه فيقول له: أنا لك شيعةً؟ وهل ينتهي هوى النفس ووسوسة الشيطان، وتزيين الدنيا وغرورها للإنسان بمجرّد كونه يصلّي ويصوم، أم أنّ المسألة تحتاج إلى سعي وجهد آخر يبذله الإنسان على مستوى جهاد النفس، يبذله الإنسان طيلة حياته مستعيناً بالإمام المعصوم عليه السلام كخبير ومرشد في طيّ مراحل النفس وعقباتها المهولة؟ إنّ قصّة حبيب بن جمار من القصص التي تهزّ أعماق النفس بشدّة، فما هو موقفه يوم عاشوراء، خاصّةً أنّه كان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام؟
قال الشيخ المفيد: وممّا رواه الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سويد بن غفلة أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين! إنّي مررت بوادي القُرَى فرأيتُ خالد بن عُرفُطَة قد مات بها.[1] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn1) فاستغفر له. فقال عليه السلام: «إنّه لم يمت، ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جمار».[2] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn2)
فقام إليه رجل من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، والله إنّي لك شيعة، وإنّي لك محبّ. قال الإمام: ومَنْ أنْتَ؟ قال: أنَا حَبِيبُ بْنُ جمار. قال: «إيَّاكَ أنْ تَحْمِلَهَا، ولَتَحْمِلَنَّهَا فَتَدْخُلَ بِهَا مِنْ هَذَا البَابِ- وأوْ مَأ بِيَدِهِ إلَى بَابِ الفِيلِ» (أحد أبواب مسجد الكوفة)-.
فلمّا مضى أمير المؤمنين عليه السلام، ومضى [الإمام] الحسن عليه السلام بعده، وكان من أمر [الإمام] الحسين عليهالسلام ومن ظهوره ما كان، بعث ابن زياد بعمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام، وجعل خالد بن عُرفطة على مقدّمته، وحبيب بن جمار صاحب رايته. فسار بها [خالد] حتى دخل المسجد من باب الفيل.
وهذا أيضاً خبر مستفيض لا يتناكره أهل العلم والرواة للآثار. وهو منتشر في أهل الكوفة، ظاهر في جماعتهم لا يتناكره منهم اثنان. وهو من المعجز الذي ذكرناه.[3] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn3)
ورواه بهذا المضمون ابن شهر آشوب في مناقبه عن أبي الفرج الإصفهاني في «أخبار الحسن»،[4] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn4) وأيضاً رواه المجلسيّ في «بحار الأنوار» عن الأعمش، وابن محبوب عن الثمالي والسبيعي، وكلّهم عن سويد بن غفلة، وكذلك رواه أبو الفرج الإصفهانيّ في «أخبار الحسن».[5] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn5)
و رواه المجلسيّ أيضاً في «بحار الأنوار» بمضمون آخر عن «الاختصاص» للشيخ المفيد، و«بصائر الدرجات» للصفّار، فقد روى عن هذين العالمين الجليلين، عن عبدالله بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن سويد بن غفلة أنّه قال:
أنا عند أمير المؤمنين عليهالسلام إذ أتاه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين! جئتك من وادي القرى، وقد مات خالد بن عرفطة.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّه لم يمت». فأعادها عليه. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لم يمت، والذي نفسي بيده لا يموت». فأعادها عليه الثالثة. وأجابه الإمام نفس الجواب.
فقال الرجل: سبحان الله! أخبرك أنّه مات وتقول: لم يمت. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «والذي نفسي بيده لا يموت حتّى يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جمار». فسمع بذلك حبيب، فأتاه، فقال له: أناشدك فيّ وإنّي لك شيعة، وقد ذكرتني بأمر، لا والله ما أعرفه من نفسي. فقال له: «إنْ كُنْتَ حَبِيبَ بْنَ جَمارٍ لَتَحْمِلَنَّهَا». فولّى حبيب. وقال الإمام مرّة أخرى: «إنْ كُنْتَ حَبِيبَ بْنَ جمارٍ لَتَحْمِلَنَّهَا».
قال أبو حمزة الثماليّ راوي هذا الخبر عن سويد بن غفلة: والله ما مات حتّى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن عليّ عليه السلام، وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيب صاحب رايته.
و قال المجلسي بعد بيان هذا الخبر: رواه ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن كتاب «الغارات» لابن هلال الثقفيّ، عن ابن محبوب، عن الثماليّ، عن سويد بن غفلة.[6] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn6)
و من هنا نفهم ما ورد في السِيَر والتواريخ والأحاديث من أنّ قاتلي سيّد الشهداء عليهالسلام كانوا من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام الكوفيّين كحجّار بن أبجُر، وشَبَث بن رِبعي، ومحمّد بن الأشعث، وغيرهم. وكان كلّ منهم يقود أربعة آلاف جندي. وتحرّكوا بجيشهم البالغ ثلاثين ألفاً لحرب الحسين صلوات الله عليه، وعبّأوا أنفسهم من أجل حطام الدنيا، وجوائز يزيد، وابن زياد، ورئاسة مؤقّتة زائلة في مصر من الأمصار، وأمثال ذلك. وأراقوا دم بضعة المصطفى في صحراء كربلاء ظالمين له، وناهضين بوجه الحقّ والتوحيد والعدالة. وأعمتهم زخارف الدنيا الخدّاعة وطبعت على سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم حتّى نسوا جميع الخطب التي خطبها إمام المتّقين وسيّد الأوّلين والآخرين أمير المؤمنين عليه السلام، وإخباره بالغائبات، وجهاده للّه ودينه. حقّاً حُبُّ الشَّيءِ يُعْمِي ويُصِمُّ. فمن أحبّ شيئاً، فإنّ عينه تعمى عن رؤية غيره، وأذُنَه تصمّ عن سماع سواه، ولا يعد يدرك إلاّ مطلوبه ومقصوده، ويختم بيده على قلبه وبصيرته، ويحبس نفسه في غار الشيطان المظلم الدامس، ومطمورة الجنّ، وهوى النفس الأمّارة.
و لعلّ حبيب بن جمار الذي جاء عند أمير المؤمنين عليهالسلام كان يومئذٍ صادقاً فيما ادّعاه من تشيّعه، ولم يَدُر في خلده، ولم يَجُل في ظنّه أنّه سيحمل يوماً على كتفه راية يزيد وعمر بن سعد. بَيدَ أنّ الربّ الحكيم يفتن الناس ويبتليهم حتى تظهر بواطنهم، وتنكشف خفيّاتهم وما يخبّئون في سويداء قلوبهم، ممّا قد يعزب عنهم أنفسهم. وعندئذٍ يُساق إلى الجنّة من كان أهلاً لها، ويساق إلى جهنّم من كان أهلاً لها.
و كان البراء بن عازب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أنصار أمير المؤمنين عليه السلام، وكان حيّاً يوم استشهد أبو عبد الله الحسين عليهالسلام بَيدَ أنّه لم يرفده ولم ينصره، فعاش متحسّراً حتّى مماته، ولكن هل يغني التحسّر شيئاً! وما على المؤمن إلاّ أن يكون بصيراً واعياً مغتنماً للفرصة في المواقف المطلوبة.
روى الشيخ المفيد، وابن شهر آشوب عن إسماعيل بن صبيح، عن يحيى بن المساور العابد، عن إسماعيل بن زياد أنّ عليّاً عليه السلام قال للبراء بن عازب يوماً: «يَا بَرَاءُ! يُقْتَلُ ابْنِيَ الحُسَيْنُ وأنْتَ حَيّ لا تَنْصُرُهُ».
فلمّا قُتِل الحسين عليه السلام، كان البراء بن عازب يقول: صدق والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. قُتل الحسين، ولم أنصره. ثمّ يظهر الحسرة على ذلك والندم.
معرفة الامام ج12ص93
قال الشيخ المفيد: وممّا رواه الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سويد بن غفلة أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين! إنّي مررت بوادي القُرَى فرأيتُ خالد بن عُرفُطَة قد مات بها.[1] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn1) فاستغفر له. فقال عليه السلام: «إنّه لم يمت، ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جمار».[2] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn2)
فقام إليه رجل من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، والله إنّي لك شيعة، وإنّي لك محبّ. قال الإمام: ومَنْ أنْتَ؟ قال: أنَا حَبِيبُ بْنُ جمار. قال: «إيَّاكَ أنْ تَحْمِلَهَا، ولَتَحْمِلَنَّهَا فَتَدْخُلَ بِهَا مِنْ هَذَا البَابِ- وأوْ مَأ بِيَدِهِ إلَى بَابِ الفِيلِ» (أحد أبواب مسجد الكوفة)-.
فلمّا مضى أمير المؤمنين عليه السلام، ومضى [الإمام] الحسن عليه السلام بعده، وكان من أمر [الإمام] الحسين عليهالسلام ومن ظهوره ما كان، بعث ابن زياد بعمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام، وجعل خالد بن عُرفطة على مقدّمته، وحبيب بن جمار صاحب رايته. فسار بها [خالد] حتى دخل المسجد من باب الفيل.
وهذا أيضاً خبر مستفيض لا يتناكره أهل العلم والرواة للآثار. وهو منتشر في أهل الكوفة، ظاهر في جماعتهم لا يتناكره منهم اثنان. وهو من المعجز الذي ذكرناه.[3] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn3)
ورواه بهذا المضمون ابن شهر آشوب في مناقبه عن أبي الفرج الإصفهاني في «أخبار الحسن»،[4] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn4) وأيضاً رواه المجلسيّ في «بحار الأنوار» عن الأعمش، وابن محبوب عن الثمالي والسبيعي، وكلّهم عن سويد بن غفلة، وكذلك رواه أبو الفرج الإصفهانيّ في «أخبار الحسن».[5] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn5)
و رواه المجلسيّ أيضاً في «بحار الأنوار» بمضمون آخر عن «الاختصاص» للشيخ المفيد، و«بصائر الدرجات» للصفّار، فقد روى عن هذين العالمين الجليلين، عن عبدالله بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن سويد بن غفلة أنّه قال:
أنا عند أمير المؤمنين عليهالسلام إذ أتاه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين! جئتك من وادي القرى، وقد مات خالد بن عرفطة.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّه لم يمت». فأعادها عليه. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لم يمت، والذي نفسي بيده لا يموت». فأعادها عليه الثالثة. وأجابه الإمام نفس الجواب.
فقال الرجل: سبحان الله! أخبرك أنّه مات وتقول: لم يمت. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «والذي نفسي بيده لا يموت حتّى يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جمار». فسمع بذلك حبيب، فأتاه، فقال له: أناشدك فيّ وإنّي لك شيعة، وقد ذكرتني بأمر، لا والله ما أعرفه من نفسي. فقال له: «إنْ كُنْتَ حَبِيبَ بْنَ جَمارٍ لَتَحْمِلَنَّهَا». فولّى حبيب. وقال الإمام مرّة أخرى: «إنْ كُنْتَ حَبِيبَ بْنَ جمارٍ لَتَحْمِلَنَّهَا».
قال أبو حمزة الثماليّ راوي هذا الخبر عن سويد بن غفلة: والله ما مات حتّى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن عليّ عليه السلام، وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيب صاحب رايته.
و قال المجلسي بعد بيان هذا الخبر: رواه ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن كتاب «الغارات» لابن هلال الثقفيّ، عن ابن محبوب، عن الثماليّ، عن سويد بن غفلة.[6] (http://motaghin.com/A_*******_*******s_Add_Edit_Delete.asp?*******ID=1 14&operation=add&R=3899287&LL=Ar&C=6D89103161BFA8991251DC4E90724E1236C65651&d=25.6#_edn6)
و من هنا نفهم ما ورد في السِيَر والتواريخ والأحاديث من أنّ قاتلي سيّد الشهداء عليهالسلام كانوا من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام الكوفيّين كحجّار بن أبجُر، وشَبَث بن رِبعي، ومحمّد بن الأشعث، وغيرهم. وكان كلّ منهم يقود أربعة آلاف جندي. وتحرّكوا بجيشهم البالغ ثلاثين ألفاً لحرب الحسين صلوات الله عليه، وعبّأوا أنفسهم من أجل حطام الدنيا، وجوائز يزيد، وابن زياد، ورئاسة مؤقّتة زائلة في مصر من الأمصار، وأمثال ذلك. وأراقوا دم بضعة المصطفى في صحراء كربلاء ظالمين له، وناهضين بوجه الحقّ والتوحيد والعدالة. وأعمتهم زخارف الدنيا الخدّاعة وطبعت على سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم حتّى نسوا جميع الخطب التي خطبها إمام المتّقين وسيّد الأوّلين والآخرين أمير المؤمنين عليه السلام، وإخباره بالغائبات، وجهاده للّه ودينه. حقّاً حُبُّ الشَّيءِ يُعْمِي ويُصِمُّ. فمن أحبّ شيئاً، فإنّ عينه تعمى عن رؤية غيره، وأذُنَه تصمّ عن سماع سواه، ولا يعد يدرك إلاّ مطلوبه ومقصوده، ويختم بيده على قلبه وبصيرته، ويحبس نفسه في غار الشيطان المظلم الدامس، ومطمورة الجنّ، وهوى النفس الأمّارة.
و لعلّ حبيب بن جمار الذي جاء عند أمير المؤمنين عليهالسلام كان يومئذٍ صادقاً فيما ادّعاه من تشيّعه، ولم يَدُر في خلده، ولم يَجُل في ظنّه أنّه سيحمل يوماً على كتفه راية يزيد وعمر بن سعد. بَيدَ أنّ الربّ الحكيم يفتن الناس ويبتليهم حتى تظهر بواطنهم، وتنكشف خفيّاتهم وما يخبّئون في سويداء قلوبهم، ممّا قد يعزب عنهم أنفسهم. وعندئذٍ يُساق إلى الجنّة من كان أهلاً لها، ويساق إلى جهنّم من كان أهلاً لها.
و كان البراء بن عازب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أنصار أمير المؤمنين عليه السلام، وكان حيّاً يوم استشهد أبو عبد الله الحسين عليهالسلام بَيدَ أنّه لم يرفده ولم ينصره، فعاش متحسّراً حتّى مماته، ولكن هل يغني التحسّر شيئاً! وما على المؤمن إلاّ أن يكون بصيراً واعياً مغتنماً للفرصة في المواقف المطلوبة.
روى الشيخ المفيد، وابن شهر آشوب عن إسماعيل بن صبيح، عن يحيى بن المساور العابد، عن إسماعيل بن زياد أنّ عليّاً عليه السلام قال للبراء بن عازب يوماً: «يَا بَرَاءُ! يُقْتَلُ ابْنِيَ الحُسَيْنُ وأنْتَ حَيّ لا تَنْصُرُهُ».
فلمّا قُتِل الحسين عليه السلام، كان البراء بن عازب يقول: صدق والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. قُتل الحسين، ولم أنصره. ثمّ يظهر الحسرة على ذلك والندم.
معرفة الامام ج12ص93