مرتضى علي الحلي
05-12-2011, 03:40 PM
(( الوداعُ الأخيرُ بين الإمام الحُسَين (عليه السلام)
وأخته السيدة زينب (عليها السلام))
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال أبو مخنف - حدثني الحارث بن كعب وأبو الضحاك
عن الإمام علي بن الحسين بن علي/ع/
قال /ع/:
إني جالسٌ في تلك العشية التي قُتِلَ أبي صبيحتها
وعمتي زينب عندي تمرضني
إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وعنده حوى مولى أبي ذر الغفاري
وهو يعالج سيفه ويصلحه
وأبي يقول/ع/ :
يا دهرُ أفٍ لك من خليل * كم لك بالاشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال /ع/:
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها
فعرفتُ ما أراد فخنقتني عبرتي فرددتُ دمعي ولزمتُ السكون
فعلمتُ أنّ البلاء قد نزل
فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع
، فلم تملك نفسها إن وثبت تجر ثوبها وانها لحاسرة حتى انتهت إليه(أي إلى الإمام الحسين/ع/)
فقالت /ع/:
وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة أمي ، وعلي أبي ، وحسن أخي
، يا خليفة الماضي وثمال الباقي
قال الإمام زين العابدين/ع/ :
فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال :
يا أُخيّة لا يذهبن بحلمكِ الشيطان ،
قالت/ع/ :
بأبي أنتَ وأمي يا أبا عبد الله استقتلتْ
نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه
وقال /ع/:
لو ترك القطا (طائر) ليلا لنام
قالت السيدة زينب/ع/ :
يا ويلتي أفتغصبُ نفسكَ اغتصابا
فذلك اقرح لقلبي وأشد على نفسي
و لطمت وجهها و خرّتْ مغشياً عليها .
فقام إليها الحسين فصبّ على وجهها الماء
وقال لها : يا أخية اتقي الله ، وتعزي بعزاء الله
و إعلمي إنّ أهل الأرض يموتون
، و إنّ أهل السماء لا يبقون ،
وإنّ كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ،
ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده
أبي خير مني ، وأمي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة .
قال /ع/:
فعزّاها بهذا ونحوه وقال لها :
يا أخية اني أقسم عليك فأبرّي قسمي ولا تشقى علي جيبا
، ولا تخمشي علي وجها
، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت .
قال الإمام زين العابدين/ع/:
ثم جاء بها حتى أجلسها عندي ، وخرج إلى أصحابه ،
فأمرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض
، وأن يكونوا هم بين البيوت إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم
إنظر/مقتل الحسين/أبو مخنف الأزدي/ص112.
فسلام ٌ على الحسين في العالمين
وسلامٌ على السيدة زينب بطلة كربلاء ورامزة النساء في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:: النجف الأشرف::
وأخته السيدة زينب (عليها السلام))
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال أبو مخنف - حدثني الحارث بن كعب وأبو الضحاك
عن الإمام علي بن الحسين بن علي/ع/
قال /ع/:
إني جالسٌ في تلك العشية التي قُتِلَ أبي صبيحتها
وعمتي زينب عندي تمرضني
إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وعنده حوى مولى أبي ذر الغفاري
وهو يعالج سيفه ويصلحه
وأبي يقول/ع/ :
يا دهرُ أفٍ لك من خليل * كم لك بالاشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال /ع/:
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها
فعرفتُ ما أراد فخنقتني عبرتي فرددتُ دمعي ولزمتُ السكون
فعلمتُ أنّ البلاء قد نزل
فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع
، فلم تملك نفسها إن وثبت تجر ثوبها وانها لحاسرة حتى انتهت إليه(أي إلى الإمام الحسين/ع/)
فقالت /ع/:
وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة أمي ، وعلي أبي ، وحسن أخي
، يا خليفة الماضي وثمال الباقي
قال الإمام زين العابدين/ع/ :
فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال :
يا أُخيّة لا يذهبن بحلمكِ الشيطان ،
قالت/ع/ :
بأبي أنتَ وأمي يا أبا عبد الله استقتلتْ
نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه
وقال /ع/:
لو ترك القطا (طائر) ليلا لنام
قالت السيدة زينب/ع/ :
يا ويلتي أفتغصبُ نفسكَ اغتصابا
فذلك اقرح لقلبي وأشد على نفسي
و لطمت وجهها و خرّتْ مغشياً عليها .
فقام إليها الحسين فصبّ على وجهها الماء
وقال لها : يا أخية اتقي الله ، وتعزي بعزاء الله
و إعلمي إنّ أهل الأرض يموتون
، و إنّ أهل السماء لا يبقون ،
وإنّ كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ،
ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده
أبي خير مني ، وأمي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة .
قال /ع/:
فعزّاها بهذا ونحوه وقال لها :
يا أخية اني أقسم عليك فأبرّي قسمي ولا تشقى علي جيبا
، ولا تخمشي علي وجها
، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت .
قال الإمام زين العابدين/ع/:
ثم جاء بها حتى أجلسها عندي ، وخرج إلى أصحابه ،
فأمرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض
، وأن يكونوا هم بين البيوت إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم
إنظر/مقتل الحسين/أبو مخنف الأزدي/ص112.
فسلام ٌ على الحسين في العالمين
وسلامٌ على السيدة زينب بطلة كربلاء ورامزة النساء في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:: النجف الأشرف::