المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فـِــدآء ً لـِثغرك َ سيدي


huseinalsadi
06-12-2011, 10:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم إلى يوم الدين

 
فداء ثغرك سيدي
==========

 
أيا شهرا ً بين الشــــــــهور لازلت متألقا ً
أجتمعت فيك خــِصال ٌ كــُفر ٌ وأيـــــــمانا

 
 
أيا شهرا ً بين الشهور لازلت مــــــنذ نيفا ً
وألفا ً وأربعمائة من السنين كعبة الأحزانا

 
 
مــُنذ ُ تــِلك َ الدهور الــــــــــــطويلة ولازال
آل َ محمد ٍ ملاحقين ومشردين بين الأوطانا

 
 
فمـِن بعد ِ عـِزهم ومجدهم وعظيم شأنهـــم
جــِئت َ ياشهر محرم ٍ فمكنت َ منهم الجـُرذانا

 
 
فلطالما كان َ فخر َ وسيـــد َ الكائنـــات ِ محمـدا ً
يجثوا ويــَعلوا ظــَهــرَه ُ ســِبطاه ُ الحسنانــــا

 
 
وكان َ يفتـَخـِر فــَرحـــا ً بذلك ويقـــــــــــــول
نـِعم َ الجـَد ِ جــَدِهم ونـِعم َ الركبان سيدا الشبانا

 
 
أمــِن ْ بـَعد َ ذلـِك َ العـِز ياعاشــــورا جــَعلـــــت َ
إبن َ الـِزنا يـَضـِرب َ ثــَغـر َ الحسين بالقضبانا

 
 
أمــِن بعد ِ ماكان َ النبي ُ المـــــــعظـَم يناديــــــــه
حبيبي حـُسينا ً صـَيـّرتـَه ُ بجانـِب ْ الفرات ِ عطشانا

 
 
أولـَيس َ النبي الـــــــمفدى قد قال َ عــَنـهما هــذان ِ
ولداي إمامان طاعتهم فرض ٌ على الإنس ِ والجانا

 
 
أولـَم يكن يــــــنادي في النــــــاس ِ دائمــــــــــــــــــا
الله الله في أهل ِ بيتي فــــــــهم لكم حـِصنا ً وأمــــانا

 
 
أوَ هـَكذا تـُجازي ياشهـــر َ عاشـــورا جـــــــَدَهــُـــم
فتــَفني ذريــَتــَه ُ وتــُسـَلـِط علــــــيهم آل َ ســُفيــــانا

 
 
فما أنجــب َ الزمان عــِبر َ العــــــــصور خــــــــــيرا ً
من آل ِ محمد ٍ أولادِ علي ٍ وفاطـــمةٍ خيرة النسوانا

 
 
وما أنجـَب َ الزمـــــان عــِبر َ العــصور شرا ً من آل ِ
ســُفيان معاوية ويـــــــزيد وكل خسيس ومــُهانــــا

 
 
فعجــَبا ً ياشـــــــــــهر َ عاشورا وألــــف َ عــَجـــَــب
لــِم َ صـِرت َ ظـَهيـــرا ً لـِمـَن أضـــحى حطبا ً للنيرانا

 
أتـُعادي آل َ المصــــــطفى أزهارا ً وكواكب وأقمــــارا
شموس ٌ بين الناس ِ وكـَهـــــــف ٌ لكل ِ جآئع ٍ وظمئآنا

 
 
وَتـُعاضـِد ُ كـُل َّ عــُتـــــــــــُل ٍ زنــيم مــُعــْتــَد ٍ أثـــــــيم
ظالـِم ٍ فاجر ٍ زان ٍ لايقــــــــــــيم الصلاة إلا سكــــــــرانا

 
 
فأين هذا من ذالك أجبــــــــــــني ياشــهر َ عاشــــــــورا
أجبني واروي غلـــــــــــيلي ولاتجعلنـــــي هكذا حيـــرانا

 
 
مالك َناصـــــــــــــرت َ أولات ِ الخــِســـَة ِ والغــــَـــــــــدر
وغـــــــــــــــَدرت َ بآل ِ الحـــُســَين وتجدد لنا الأحـــــــزانا

 
 
 
ناصرت َ يزيد َ اللـــــــــــــعين صاحــِب َ النـَرد ِ والقــــرود
سليل النصـــــــــــــــارى الذي كان َ للخـِســَة ِ عــِنوانــــــــا

 
 
وغـَدَرت َ بالحسين الشــــــــــــهيد أبي الأحرارريحانة جده
الذي كـــــــــــــــان َ للأحرار مجدا ً وكــَعبــَة ً وقــُرآنـــــــــــا

 
 
ناصـــــــرت َ من كان للكــــــــــــعبة هادما وحارقهــــــــــــــا
يُقبل الصــــــليب وبالحـــــــــــــــسان ِ مـُغرَم ٌ ولهانــــــــــــــا

 
 
وغـَدرت َ بكـــــــــعبة ِ المـــــــــــــــجد ِ والإبآء ِ مولاي حسينــا
فـَنـَحرت َمـــــنه ُ الرأس َ الــــــــــــشريف وقـَطَعت َمنه الشريانا

 
 
ناصــَرت َ يزيــــــــــــدا ً ســــــــــــيد الفــُجار ِ وجعلتــَـــــــــــــه ُ
للمسلمين إمــــــامــــــا ً والحسين مضــــــــرَج ٌ بدمه ِ عـُريانا

 
 
فــَعـَجـَب ٌ منـــــــك َ كـــــــــيف َ حــَكـــــــمت َ بينــَهــُم هكــــذا
فـــــــيزيد الزاني بعمته ِ كيف َ لايكــــــــــــون للمسلمين خوانا

 
 
إن َّ الذي يُصـــــــــــبرنا علــــــــــــــــــــيك ياشهر محـــــر َم ٍ
إنك َ أمســــــــــــيت َ لبــــــــــطولات ِ أبي الأحرار ِ عنــــــــوانا

 
 
 
وأمســــــــــــيت َ تـُضرب بــــــــــــك َ الأمثال ُ والأقــــــــــــوال ُ
فــــــــــصار َ أسمــُك َ بالحسين مقــــــــــــــرونا ً منور الأزمانا

 
 
 
فـَـــــــعـِزُك َ صار َ من بــــــــــــــعد ِ ما أعارَك َ الحسين ُ شـَرفا
وعـِزا ً فـــــــــبات َ الناس تزحـــــــــــــــَف ُ أليك أفواجا ً وركبانا

 
 
 
ملايين مـــــــــــــن البــــــــــــشر تأتيك في كــُل َ عــــــــــــــــــام
مشيــــا ً على الأقـــــــــــــدام وتسارع بهــــــــــــجر الأوطانـــــــا

 
 
 
لا لأجــــلك تأتــــــــيك الأفواج ياشــــــــــــــــــهر عاشـــــــــــــورا
بل لأجــــــــل الحسيـــــــن أسرعنا وأرخصــــــــــــــــنا له دِمــــانا

 
 
وبالحسين الــــــــشهيد تـــــــــــــــَجدد َفيك َ ديـــــن َ محمــــــــــــد ٍ
فأستــــــــقام َ بدم ِ الحسين من بــــــــــــــــعد المهانة والخذلانــــا

 
 
وعادة فــــــــيك َ للرجولة ِ عــِزها ومــــــــــــــجدها ومعنــــــاها
بعــــــــــد َ ما باعــَت ْ الرجـــــال رجولتهم بأبخــَس ِ الأثـــــــمانا

 
 
وبـــــــــــِك َ عــــــــــــُرِف َ وبان َ الحــَـــق َ والبــــــــــــــــاطـــِل
ففــــــــي الطـــــــــــفوف أ ُخـــزي َ يــــزيد خاســـِئا ً ومـــُهانــــــا

 
 
وانتـــــصــَر َ الدم ُ الشــــــــريف عــــــــــلى حــَد ِ السيـــــــــوف
فــَقـــــــــَتــَل َ الحــُســَين بدمــــــــــــــه ِ الطاهـِر كـــُل َّ حقير جبانا

 
 
فلــــــــطالما كانـــــــــت الدِمـــــاء ُ علـــــى مـــَر ِّ العصـــــــــــــور
أمضـــــــى بوقــــــــــــــــعتها من حد سيوف الصبـــــــــــــــيانـــــا

 
 
ففــــــــي أرض ِ الطـــــــــــــــــفوف كانـــــت ملحمــــــــــــــــــــــــة ً
ســـــــــطرها أبـــــــــــي الشهداء فــــــــــكانت لها في التاريخ شانـا

 
 
ومــــــــنذ ُ ذلــــــــــــــــك التاريـــــــخ والـــــــــد َم ُ يعلـــــــــــــــــو
علــــــــــــــــــــى الســــيوف ويــــَــــدُك َ معــــــاقــِل َ الأوثــــــــانا

 
 
ولكــــــنــِك َ تبــــــــــــقى ياشــــهر َ عاشــــــــــــــــــــــــــــــــــورا
جــــــُرحا ً في القلــــــــــــــــــــوب يتجدد آنا ً بـــَعد َ آنــــــــــــــــــا

 
 
جــــــــــُرحا ً يـــــــــنزف ُ فــــــــــــي قلوبنا منذ ُ الطفــــــــــــــوف
تناقــــــــــلناه ُ فـــــــــــــــي الصــــــــدور عن أجدادِنا وآبانــــــــــا

 
 
كأن َّ سيــــــــــــــــف الــــــــغدر لم ينـــَحر مولاي الحســـــــــــين
بــــــــــــــل نـــــــَحــَر َ مــِنا كـــــــــــــُل َّ عــــِـــرق ٍ وشــــــريــــانا

 
 
مالـــــــك َ ياشــــــــــــــــــهر َ عاشــــــــــــــــــورا وآل ِ مـــُحـَمــَـــد ٍ
تـــُــــــــــجــَدِد لـــَهـــُم فــــــــــــــــــــي كــــُل ِ عام ِ الآهآت والأحزانـــا

 
 
أما كــــــــــــفاك َ مانــــــِلت َ مــــــــــــــِن قـــَلــــب ِ مـــُحــــَمــَــــــد ٍ
وبضــــــــــــــــعـَته ِ البــــــــــــتول وَتــَرَكت َ حـُسـَينا ً مـُرملا ً بالتربانا

 
 
أهــــــــكذا أخلفــــــــــتم يا أُمـــَة َ الســـــــــــوء ِ نبيـــَكــُم وتـُجـَدِدون
لهــــــــم الآلآم ً والأحزان بـــــــــــدل مـــــــــــجازاتهم بالأحــــــــسـانا

 
 
فالويـــــــــل ُ كــُل َّ الويـــــــــــــــــل يا معاشــــِر َ الأنــــــــــــــــــذالا
فلا زالــــــــــــــت وحوش ُ آل ِ أ ُمية لم ترتـــــــــــــوي من دِمانـــا

 
 
نــَواصــب ٌ أراذِل ٌ يتــــــــــــــــقربون إلى شـــــــياطينـــَهـــُـــــــم
بدمــــــــــــــــــــــــاء شيعة ِ آل ِ مــُحــَمــَد ٍ ظـــُلما ً وعدوانـــــــــا

 
 
ويَدَّعــــــــــون َ أنهـــُم يتـــــــــــقربون َ إلى الله تعالى بفعلــِهـــم
فيالهـــــا من كـــــــذبة ٍ قد كـــَفــَر َ بها كـــُل َّ مارد ٍ وشيـــــــطانا

 
 
ألا فـَبـُـــــــــعدا ً وتــَعسا ً لكــُــم ياشــــــــيعة آل ِ أبي سفيــــــــان
سيــــــــبقى الحـــُســـَين رَغــــــــــــــم َ أنوفـــَكـــُم مــشـعـــَلا ً ومنارا ً

 
 
وسنـــــــبقى علــــــــى مـَر الدهـــــور والعصور نـــَرخـــُـــــــــص
للحـــُســـَيــــن الأرواح َ والأجــــــــــــــــساد َ لآخر قطرة ٍ في دِمانا

 
 
 
عظم الله تعالى أجوركم

نسألكم الدعاء

 
أخوكم

حسين السعدي