عبدالله الجنيد
08-12-2011, 11:11 PM
http://im19.gulfup.com/2011-12-16/1324045956581.gif
قصة هدايتي في بدايتي
حضرة محبوبي : ها أنا أقص عليك بداية سلوكي إلى مطلوبي :
في ريعان شبابي لبست أحسن ثيابي ، وأخليت من حب الدنيا جرابي ، وتوجهت منفرداً عن أصحابي إلى ربع ( ليلى ) فلما أقتربت من دارها ، ودنوت من فنائها ، فإذا بها خرجت إليَّ مع أنصارها ، فاستقبلتني بثنائها ، وأسقتني من رحيق إنائها .
فلو نظر الندمان ختم إنائها لأسكرهم من دونها ذلك الختمُ
ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها وفي الغرب مزكومٌ لعاد له الشمُ
فقلت لها وأنا بها متولها : هل تسكنيني في دارك ، أو تجعليني أحد أنصارك ، لأتشرف بالمكوث في جوارك .
فقالت – بعد أن دموعها سالت – يا هذا ما استقبلتك بثنائي وأسقيتك من رحيق إنائي إلا لأنك من المقربين من بائي ، فاخذ ما شئت فالأرض أرضي والسماء سمائي .
عند ذلك قلت لها أنا المملوك السالك ، وأنتي المالك ، أنا الرمس وأنتي الشمس ، أنا السراب وأنتي الشراب .
فبقيت عندها ردحاً من الزمن ، أعيش معها في جبال اليمن .
رفعتني من التخوم إلى أعالي النجوم ، وأخرجتني من دائرة الرعاع إلى سماء الشعاع .
لله كم أسقتني من رضابها ، وكم علمتني في محرابها . لقد جعلتني ليث الرجال بعد أن كنت من الأشبال ، وأعطتني راية النصر في الحال بعد أن كانت الحرب مع نفسي سجال .
لقد كتبت أسمي على لوحة الزمان بأني من سيكسر شوكة النواصب وأدلته على المنكرين حاصب .
( المهم ) بعد أن انتهيت من المكوث عندها قمت فودعتها بعد أن عانقتها ، فارتسمت صورتها في صورتي ، ورشح سرٌ منها على علانيتي ، فكدت أقول متوهماً بأنها أنا كما قالها من قبلي حلاج الفنا نحن روحانٍ حللنا بدنا .
لقد أصبح طعامي حبها ، وشرابي عشقها ، وذكري اسمها
أنا في مؤلفاتي لا أتكلم إلا عنها ، وعيني لا تنظر إلا إليها ، وأي كلام لا أسمعه إلا منها .
الباحث عن الحقيقة الغائبة
قصة هدايتي في بدايتي
حضرة محبوبي : ها أنا أقص عليك بداية سلوكي إلى مطلوبي :
في ريعان شبابي لبست أحسن ثيابي ، وأخليت من حب الدنيا جرابي ، وتوجهت منفرداً عن أصحابي إلى ربع ( ليلى ) فلما أقتربت من دارها ، ودنوت من فنائها ، فإذا بها خرجت إليَّ مع أنصارها ، فاستقبلتني بثنائها ، وأسقتني من رحيق إنائها .
فلو نظر الندمان ختم إنائها لأسكرهم من دونها ذلك الختمُ
ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها وفي الغرب مزكومٌ لعاد له الشمُ
فقلت لها وأنا بها متولها : هل تسكنيني في دارك ، أو تجعليني أحد أنصارك ، لأتشرف بالمكوث في جوارك .
فقالت – بعد أن دموعها سالت – يا هذا ما استقبلتك بثنائي وأسقيتك من رحيق إنائي إلا لأنك من المقربين من بائي ، فاخذ ما شئت فالأرض أرضي والسماء سمائي .
عند ذلك قلت لها أنا المملوك السالك ، وأنتي المالك ، أنا الرمس وأنتي الشمس ، أنا السراب وأنتي الشراب .
فبقيت عندها ردحاً من الزمن ، أعيش معها في جبال اليمن .
رفعتني من التخوم إلى أعالي النجوم ، وأخرجتني من دائرة الرعاع إلى سماء الشعاع .
لله كم أسقتني من رضابها ، وكم علمتني في محرابها . لقد جعلتني ليث الرجال بعد أن كنت من الأشبال ، وأعطتني راية النصر في الحال بعد أن كانت الحرب مع نفسي سجال .
لقد كتبت أسمي على لوحة الزمان بأني من سيكسر شوكة النواصب وأدلته على المنكرين حاصب .
( المهم ) بعد أن انتهيت من المكوث عندها قمت فودعتها بعد أن عانقتها ، فارتسمت صورتها في صورتي ، ورشح سرٌ منها على علانيتي ، فكدت أقول متوهماً بأنها أنا كما قالها من قبلي حلاج الفنا نحن روحانٍ حللنا بدنا .
لقد أصبح طعامي حبها ، وشرابي عشقها ، وذكري اسمها
أنا في مؤلفاتي لا أتكلم إلا عنها ، وعيني لا تنظر إلا إليها ، وأي كلام لا أسمعه إلا منها .
الباحث عن الحقيقة الغائبة