المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الإمامُ علي بن الحسين (عليه السلام) يَستَكملُ النهضة الحسينية بعد شهادة أبيه /ع/))


مرتضى علي الحلي
09-12-2011, 07:12 PM
(( الإمامُ عليُ بن الحُسَين (عليه السلام) يَستكمِلُ النهضةََ الحُسَينية الشريفة بعد شهادة أبيه /ع/ ))
=========================
: قراءةٌ في الخطاب الرسالي والمنهج التغييري:
:القسم الأول :
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

إقتضت الحكمةُ الالهية البالغة أن يبقى الإمام علي بن الحسين /ع/ حيّاً بعد المجزرة الدموية الاموية التي حلّت بأهل بيت النبوة والإمامة الاطهار /ع/في كربلاء .

حيث إستُشهِدَ الإمام الحسين/ع/ وولدِه وأخوته وأصحابه وسُبيَت عياله ظلما وعدوانا.

ومن ذلك الوضع المأساوي نجا الإمام علي بن الحسين /ع/ بقدرة الله تعالى .

فقد كان المرض الذي حلّ به اثناء واقعة الطف هو المبرر الشرعي
لإسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه /ع/ .

وبعد احداث الطف مباشرة بدأ /ع / بالحركة الاصلاحية في المجتمع المسلم أنذاك وتلخصت حركته /ع / بمحاور متعددة من أهمها ؟

(المحور الاول):

وهو إكمال الشوط الرسالي الذي بدأه الامام الحسين /ع/ من قبل فعندها عمل الامام علي السجّاد /ع/ على فضح المخطط الاموي الظالم الذي استهدف الاسلام الاصيل .

وخاصة عندما أدخلوا السبايا إلى قصر إمارة ابن زياد في الكوفة.
وحينما دار سجال قوي بين السيدة زينب /ع/ وابن زياد

فإلتفتَ ابن زياد إلى علي بن الحسين /ع/
فقال : من هذا ؟
فقيل له : علي بن الحسين /ع/.

فقال (ابن زياد) :
أليس قد قتلَ اللهُ عليَ بن الحسين ؟

(وهنا يُحاول ابن زياد أن يُوهِم الناس أنذاك بنظرية الأمويين في جبر الله تعالى لعباده على أفعالهم
ويُحاول أن يُصور لهم بأنّ من قتل الحسين/ع/ هو مجبور على فعله ولهذا نسب الفعل (قتل) الى الله تعالى وحاشاه سبحانه من ذلك

وطبقاً لفهمهم الخاطىء للنص القرآني الشريف:
((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))الأنفال: 17


فقال :
الإمام علي بن الحسين/ع/:
قد كان لي أخ يُسمى علي بن الحسين(ويقصد أخاه علي الأكبر) قتله الناس
(وهنا صحح الإمام /ع/ وبقوة وعلنا الإنحراف الفكري الذي نشره الأمويين في أوساط المسلمين آنذاك )
وقال/ع/ :(قتله الناس)
وهذا هو الحق فالذي قتل الإمام الحسين/ع/ هم مجموعة من الناس الضالين والظالمين بل من الكافرين واقعا بلا شك.
والقرآن الكريم نسبَ القتل المُتعمّد الى صاحبه
(أي القاتل) لا إلى الهش سبحانه وتعالى عن ذلك:
فقال تعالى:
((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ))النساء93
بمعنى:
ومن يَعْتَدِ على مؤمن فيقتله عن عمد بغير حق
فعاقبته جهنم, خالدًا فيها مع سخط الله تعالى عليه وطَرْدِهِ من رحمته,
وأعدَّ الله له أشد العذاب بسبب ما ارتكبه من هذه الجناية العظيمة.

فقال ابن زياد : بل الله قتله
(وهذا إصرار من ابن زياد على الضلالة الفكرية )


فقال الإمام علي بن الحسين/ع/ :

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
بمعنى:
إنّ الله- سبحانه وتعالى- هو الذي يقبض الأنفس حين موتها, وهذه الوفاة الكبرى, وفاة الموت بانقضاء الأجل
ويقبض التي لم تمت في منامها, وهي الموتة الصغرى

فيحبس من هاتين النفسين النفس التي قضى عليها الموت, وهي نفس مَن مات
ويرسل النفس الأخرى إلى استكمال أجلها ورزقها

وذلك بإعادتها إلى جسم صاحبها
إن في قبض الله نفس الميت والنائم وإرساله نفس النائم, وحبسه نفس الميت لَدلائل واضحة على قدرة الله لمن تفكر وتدبر
.
وكان قصد الإمام علي بن الحسين/ع/ من ذكره لهذه الأية الشريفة هو وضع السامعين والحضور في الصورة الصحيحة لقبض الله تعالى لأنفس عباده.

وبحسب نظام الأسباب والمسببات في الحياة الدنيا.

فالله تعالى لايُجبر أحدا على فعلٍ ما ولا يفوض له الأمر
فلاجبر ولا تفويض بل أمرٌ بين أمرين

وهذا هو إعتقاد الأئمة المعصومين/ع/:

كما ورد ذلك عن الإمام جعفر الصادق/ع/:
حيث قال:
(( فلاجبر ولا تفويض بل أمرٌ بين أمرين)

وعنى /ع/ بذلك أنّ الله لم يجبر عباده على المعاصي
ولم يفوض إليهم أمر الدين حتى يقولوا فيه بآرائهم ومقائيسهم
فالله عز وجل قد حدَّ و وصفَ وشرعَ وفرضَ وسنَّ وأكمل لهم الدين فلا تفويض مع التحديد والتوصيف))
إنظر/عدّة الداعي/ابن فهد الحلي/305.


فقال ابن زياد :
ولكَ جرأة على جوابي ؟

اذهبوا به فاضربوا عنقه

فسمعت عمته زينب /ع/ فقالت :

يا ابن زياد إنك لم تبق منا أحدا فان عزمت على قتله فاقتلني معه

وقال المفيد وابن نما : فتعلقت به زينب عمته
وقالت/ع/ :

يا ابن زياد حسبك من دمائنا ،

واعتنقته (أي إعتنقت الإمام علي بن الحسين/ع/)
وقالت /ع/ :

والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه

فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة
ثم قال :
عجبا للرحم والله إني لأظنها ودّتْ أني قتلتها معه
دعوه فإني أراه لما به

فقال الإمام علي بن الحسين/ع/لعمته :

اسكتي يا عمه حتى أكلمه ، ثم أقبل عليه السلام فقال :
أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟

أما علمتَ أنّ القتلَ لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة
إنظر/بحار الأنوار/المجلسي/ج45/ص118.

وهذا المقطع الأخير:
من الإمام زين العابدين/ع/ وأمام الطاغية ابن زياد اللعين

( أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟

أما علمتَ أنّ القتلَ لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة )

لهو بحق وواقع يعكس مدى إستعداد الإمام علي بن الحسين/ع/ للقتل أو الشهادة في سبيل ا لله تعالى

وهذا النص يُبيّن للمتلقي آنذاك وفي يومنا هذا
أنّ الأئمة المعصومين/ع/ لا يخافون من تهديد الطغاة لهم بالموت


وفي أحلك الظروف .

فالقتل هو أمر إعتادوه من قبل /ع/
كما حصل مع أمير المؤمنين علي/ع/ الذي قُتِلَ غيلة وكذا مع الإمام الحسن/ع/ الذي سمّوه ظلما وعدوانا
وأخيرا ما حصل مع الإمام الحسين/ع/ في يوم عاشوراء
وقتله من قبل المجرمين .

ولذا قال/ع/ (القتل لنا عادة)

ثم قال/ع/ (وكرامتنا الشهادة)

وهذا مفهوم قيّم ختم به الإمام علي بن الحسين/ع/ خطابه مع الطاغية بن زياد .

فالشهادة في نظر المعصومين/ع/ هي كرامة وتكريم واقعي في تعاطيهم مع الله تعالى ودينه الحق.

والموت بعز وكرامة وثبات على المبدأ أكرم وأشرف من الحياة في ذل وهوان وقبول بالخنوع.

فسلام على علي بن الحسين في العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرتضى علي الحلي :: النجف الأشرف:: 

ابوتكتم الخير
10-12-2011, 10:18 AM
موضوع يستحق القراءة
بارك الله بك
تقبل مني
تعظيم إجرك
ابوتكتم الخير

مرتضى علي الحلي
10-12-2011, 10:18 PM
شكرا لكم ووفقكم الله تعالى لكل خير وصلاح