سيد جلال الحسيني
11-12-2011, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (23)(الانفال)
الحمد لله وصلى الله على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
ان هذه القصة التي ساكتبها لكم ان شاء الله حدثت معي لشخص ؛ اول ما شاهدته في بيت سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمه الله تعالى وقد تحدث لسماحة السيد قصة استبصاره وانا اسمع ؛ وشاءت الاقدار ان يكون هذا المستبصر من اعز اصدقائي ثم بعد حين حدث ما ستقرؤونه باذن الله تعالى وانا مهتم بالقصة لانها حدثت معي والحمد لله رب العالمين .
ان سماحة الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس الله روحه كان عادة يجلس قبل اذان الظهر بساعة في غرفته المطلة على الشارع حيث يستقبل الضيوف؛ وكان الناس بدون اي قيد وشرط بسمة او بمقام يحضرون للزيارة او السؤال وغيره ؛
وانا كنت استثمر هذه الفرصة مهما امكنني ولا ادع الحضور في تلك الساعة تذهب من يدي ؛ ولذلك فان لي بعض الذكريات و اللطائف التي وفقت لها من هذه الجلسات المباركة؛ وسانقل لكم هذه القصة التي عشتها بنفسي ان شاء الله تعالى ..
ففي يوم من الايام كنت جالسا في تلك الساعة واذا بشيخ معمم يدخل الى المجلس ومعه رجل باكستاني يعلوه الوقار الحزين وكأنه جبل شامخ ؛ فالفت وقاره الحزين نظر الجالسين .
فقال الشيخ لسماحة السيد:
سيدنا هذا الرجل ماجستير و استاذ في جامعة باكستان وهو حافظ للقرآن الكريم وربع من ديوان ابو تمام!!!!!!
فقاطع الاستاذ الباكستاني كلام الشيخ بكمال الادب معتذرا منه ومصوبا كلامه نحو السيد ...
قال : اتاذن لي ان اتكلم بنفسي مع سماحة السيد؟؟ فقال له الشيخ: تفضل .
قال الاستاذ : سيدنا انا من عائلة وهابية وكنت انا وهابي ايضا فقرأت كتابكم فدك في التاريخ واقتنعت بما فيه وتشيعت وحينها كتبت كتابا باسم "كشف الغطاء"
كشفت فيه مثالب الشيخين فلما فهم والدي بذلك هددني بانواع التهديدات ان لم ارجع للوهابية .
فقلت له:
فقلت له: لايمكن ذلك ابدا ؛ لاني اعتنقت هذا المذهب باقتناع وعلم وفهم .
فقال والدي: اذن احرمك من العيش مع اولادك وزوجتك.
وبالفعل عزلوا كل شيئ عني؛ الاواني والملابس وغيرها وابعدوني عنهم .
ولكن اعمال والدي هذه لم يهدم عزمي وانما تابعت جهادي في بيان الحق وكتبت كتابي الاخر واسمه "علي واعداؤه السياسيون"
وتُرجم الكتاب الى عدة لغات فسبب غضب والدي كثيرا لذلك سرق اولادي وزوجتي وحرمني من النظر اليهم ؛ فحزنت حزنا سرمدا؛
وكأن الشفرات المسمومة تغرز في قلبي من الشوق الى رؤية عائلتي؛ ولكن والدي اصر في عدائه لي.... واخيرا قدم شكوى مزوّرة الى الدولة فحكمت الدولة عليّ بالاعدام .
فجزاهم الله خيرا الاصدقاء الشيعة في باكستان حيث اخرجوا لي جواز مزوّراً وهربوني للهند وبقيت هناك مشغول بالتاليف والترجمة
والحمد لله رب العالمين
واخيرا وفقت لامنيتي الكبرى في زيارة أئمتي سلام الله عليهم في العراق وكانت من امنياتي ان اوفق لمشاهدة السيد المؤلف لهذا الكتاب ؛ والحمد لله ان وفقت لرؤيتكم سيدنا.
فلما اتم الاستاذالمستبصر كلامه رحب به سماحة السيد المرحوم الصدر ثم رن الجرس وكان زره قريبا من يده رحمة الله عليه فجاء الشيخ محمد رضا النعماني وهوموجود الان؛ فجاء له بمجموعة من الكتب قدمها له كهدية وخرج الباكستاني مع الشيخ ؛
ولكن اَخرج قلبي معه وبقيت متحيرا لانها بقيت القضية لي مبهمة حيث لم اعرف مصيره واين ذهب وكم وددت ان اخذه لبيتي
واحتضنه بين جفون عيني واحرسه بنياط قلبي.... اين ذهب.... وكيف لي ان اراه و بقيت ذكراه في قلبي لا انسى حزنه؛
لا... لا.. ابدا لا انسى وقاره؛ وكلما شاهدت طائرا حزينا تذكرته ؛ وكلما وجدت حمامة ترفرف بجناحها على فراخها اتذكر اولاده .. آه يا زمن ماذا فعل هذا الرجل لكي يعادوه بهذا العداء!!!! ويسرق منه اهله !!!
واهل الانسان هم كهفه الذي يبث فيه همومه؛
وهكذا وانا افكر به واذا بسياط البعث الغاشم الحجّاجي اللجوج تتلوى على متني واُخذ اخي المسكين للاعدام بحبل الحقد البعثي فهربنا من العراق مع من فر بدينه ودنياه ؛ وقد قراتم في" كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي " عن حياتي مفصلا ؛
وكنت جالسا في دكاني بعد سنين من هروبي واذا بي ارى امامي ذلك الجبل الشامخ وهو يمر مر السحاب ؛ ففركت عيني لارى هل انني ارى امنيتي ام انني ثمل بهموم زماني ؛ سبحان الله انه هو ومعه شاب بَدِين في حدود الثامن عشر من عمره يسايره وكانه يريد يريد ان يدخله بين اضلاعه؛ او انه يريد ان يجعله بمكان قلبه
وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (23)(الانفال)
الحمد لله وصلى الله على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
ان هذه القصة التي ساكتبها لكم ان شاء الله حدثت معي لشخص ؛ اول ما شاهدته في بيت سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمه الله تعالى وقد تحدث لسماحة السيد قصة استبصاره وانا اسمع ؛ وشاءت الاقدار ان يكون هذا المستبصر من اعز اصدقائي ثم بعد حين حدث ما ستقرؤونه باذن الله تعالى وانا مهتم بالقصة لانها حدثت معي والحمد لله رب العالمين .
ان سماحة الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس الله روحه كان عادة يجلس قبل اذان الظهر بساعة في غرفته المطلة على الشارع حيث يستقبل الضيوف؛ وكان الناس بدون اي قيد وشرط بسمة او بمقام يحضرون للزيارة او السؤال وغيره ؛
وانا كنت استثمر هذه الفرصة مهما امكنني ولا ادع الحضور في تلك الساعة تذهب من يدي ؛ ولذلك فان لي بعض الذكريات و اللطائف التي وفقت لها من هذه الجلسات المباركة؛ وسانقل لكم هذه القصة التي عشتها بنفسي ان شاء الله تعالى ..
ففي يوم من الايام كنت جالسا في تلك الساعة واذا بشيخ معمم يدخل الى المجلس ومعه رجل باكستاني يعلوه الوقار الحزين وكأنه جبل شامخ ؛ فالفت وقاره الحزين نظر الجالسين .
فقال الشيخ لسماحة السيد:
سيدنا هذا الرجل ماجستير و استاذ في جامعة باكستان وهو حافظ للقرآن الكريم وربع من ديوان ابو تمام!!!!!!
فقاطع الاستاذ الباكستاني كلام الشيخ بكمال الادب معتذرا منه ومصوبا كلامه نحو السيد ...
قال : اتاذن لي ان اتكلم بنفسي مع سماحة السيد؟؟ فقال له الشيخ: تفضل .
قال الاستاذ : سيدنا انا من عائلة وهابية وكنت انا وهابي ايضا فقرأت كتابكم فدك في التاريخ واقتنعت بما فيه وتشيعت وحينها كتبت كتابا باسم "كشف الغطاء"
كشفت فيه مثالب الشيخين فلما فهم والدي بذلك هددني بانواع التهديدات ان لم ارجع للوهابية .
فقلت له:
فقلت له: لايمكن ذلك ابدا ؛ لاني اعتنقت هذا المذهب باقتناع وعلم وفهم .
فقال والدي: اذن احرمك من العيش مع اولادك وزوجتك.
وبالفعل عزلوا كل شيئ عني؛ الاواني والملابس وغيرها وابعدوني عنهم .
ولكن اعمال والدي هذه لم يهدم عزمي وانما تابعت جهادي في بيان الحق وكتبت كتابي الاخر واسمه "علي واعداؤه السياسيون"
وتُرجم الكتاب الى عدة لغات فسبب غضب والدي كثيرا لذلك سرق اولادي وزوجتي وحرمني من النظر اليهم ؛ فحزنت حزنا سرمدا؛
وكأن الشفرات المسمومة تغرز في قلبي من الشوق الى رؤية عائلتي؛ ولكن والدي اصر في عدائه لي.... واخيرا قدم شكوى مزوّرة الى الدولة فحكمت الدولة عليّ بالاعدام .
فجزاهم الله خيرا الاصدقاء الشيعة في باكستان حيث اخرجوا لي جواز مزوّراً وهربوني للهند وبقيت هناك مشغول بالتاليف والترجمة
والحمد لله رب العالمين
واخيرا وفقت لامنيتي الكبرى في زيارة أئمتي سلام الله عليهم في العراق وكانت من امنياتي ان اوفق لمشاهدة السيد المؤلف لهذا الكتاب ؛ والحمد لله ان وفقت لرؤيتكم سيدنا.
فلما اتم الاستاذالمستبصر كلامه رحب به سماحة السيد المرحوم الصدر ثم رن الجرس وكان زره قريبا من يده رحمة الله عليه فجاء الشيخ محمد رضا النعماني وهوموجود الان؛ فجاء له بمجموعة من الكتب قدمها له كهدية وخرج الباكستاني مع الشيخ ؛
ولكن اَخرج قلبي معه وبقيت متحيرا لانها بقيت القضية لي مبهمة حيث لم اعرف مصيره واين ذهب وكم وددت ان اخذه لبيتي
واحتضنه بين جفون عيني واحرسه بنياط قلبي.... اين ذهب.... وكيف لي ان اراه و بقيت ذكراه في قلبي لا انسى حزنه؛
لا... لا.. ابدا لا انسى وقاره؛ وكلما شاهدت طائرا حزينا تذكرته ؛ وكلما وجدت حمامة ترفرف بجناحها على فراخها اتذكر اولاده .. آه يا زمن ماذا فعل هذا الرجل لكي يعادوه بهذا العداء!!!! ويسرق منه اهله !!!
واهل الانسان هم كهفه الذي يبث فيه همومه؛
وهكذا وانا افكر به واذا بسياط البعث الغاشم الحجّاجي اللجوج تتلوى على متني واُخذ اخي المسكين للاعدام بحبل الحقد البعثي فهربنا من العراق مع من فر بدينه ودنياه ؛ وقد قراتم في" كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي " عن حياتي مفصلا ؛
وكنت جالسا في دكاني بعد سنين من هروبي واذا بي ارى امامي ذلك الجبل الشامخ وهو يمر مر السحاب ؛ ففركت عيني لارى هل انني ارى امنيتي ام انني ثمل بهموم زماني ؛ سبحان الله انه هو ومعه شاب بَدِين في حدود الثامن عشر من عمره يسايره وكانه يريد يريد ان يدخله بين اضلاعه؛ او انه يريد ان يجعله بمكان قلبه