حيدر عراق
11-12-2011, 01:51 PM
البحرين بين زواج الأمير وقائد الشرطة الأمريكي
حيدر محمد الوائلي
نص الخبر كما أوردته وكالات الأنباء: (البحرين تستعين بقائد شرطة أمريكي سابق للمساعدة بتنفيذ إصلاحات في جهاز الشرطة).
هذا كان نص الخبر قبل أيام قليلة وعساه ما كان ولم يكن، فهو يزيد الأمة العربية ذلاً وظلماً وخذلاناً فوق ما فيها من ذلة وظلم وخذلان...
ولا أعرف لماذا لا يأتينا من أخبارنا السياسية العربية خيراً؟!
ولماذا لا نسمع منها إلا الظلم والمكر والخبث والقتل والحيلة والمؤامرات والطائفية؟!
هكذا فهمت الخبر، فللأخبار ظواهر مليحة وبواطن قبيحة، ففهمته هكذا: (حكام البحرين يتملقون لأمريكا بجلب قائد شرطة أمريكي لترضى عنهم أمريكا وحتى لو غضب الله عليهم وكل حر وواعي)...
كان هذا الخبر قبل أيام قلائل، لا مبشراً بخلاص البحرينيين من الظلم والدكتاتورية التي عششت بكرسي الحكم بقصور بنيت على جماجم الأحرار، ولم يأتي بأمل يلوح في أفق المظلومين بالخلاص من الظلم...
كان هذا الخبر قبل أيام، بخطوة تصورتها السلطات في البحرين أنها ذكية، بالتملق لأمريكا بأن تستعين بقائد شرطة أمريكي سابق بحجة تنفيذ إصلاحات في جهاز القمع البحريني القاتل ليعلمهم (هذا الأمريكي) ويصلح حالهم ويعلمهم كيفية التعامل الإنساني مع المتظاهرين...!!
لعنت زماناً خصى العقل فيه تقود فحول العقول...
نست أو تناست السلطات البحرينية أن أمريكا تسير حيث مصلحتها، ومن قبلها كان صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي من أكبر مناصريها ومن أصدقاء أمريكا في المنطقة، فانقلبت عليهم جميعاً وتركتهم يسقطون الواحد تلو الآخر، فالسياسة كسيارة الأجرة يركبها البعض حيناً لينزل منها تارة ليركبها شخص آخر تارة أخرى فيتخلص منها لو أراد آخر لم يركبها معهم...
وهنالك مثال آخر حول السياسة لا يصح ذكره هنا... فسأذكره في نهاية المقالة!!
تصورت السلطات البحرينية أن الشعب البحريني غبي مثلها، ولم تعلم أنه فاهم ولبيب، وكل لبيب بالإشارة يفهمُ، فكيف لو لم تكن إشارة بل تصريح صريح...
وتصورت أن المحيط الشعبي الإقليمي يعاني من البلادة في التفكير كالبلادة الفكرية في السلطة البحرينية وممن ناصرها من سلطات الخليج...
هم لم يستعينوا بتعاليم الإسلام وسنة الرسول والعلماء الواعين والمصلحين والمثقفين، بل استعانوا بقائد شرطة أمريكي سابق لا يفقه من لغتنا العربية كلمة، ولا من ديننا الإسلامي تعاليم، ولا من عادتنا وتقاليدنا أمراً، ليعلم قوات القمع البحرينية (المسلمة جداً) أن يتمسكوا بتعاليم الإسلام وحقوق الإنسان...
يذكرهم هذا القائد الأمريكي بأحاديث الرسول محمد (ص) حيث لسان حال قائد الشرطة الأمريكي قائلاً: (أنا مسيحي علماني لا أؤمن بدينكم أصلاً ولكني أأخذ قول نبيكم كنص تاريخي لا أكثر حيث يقول نبيكم محمد (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، وأن من أذى إنساناً فسيعاقبه الله وفق الدين الإسلامي بقدر إيذاءه، وأن في القصاص حياة لأولي الألباب ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد بالأرض كقتل متظاهر سلمي مثلاً أو تصفية حساب طائفي على حساب الشعب أو قتل من وقف بوجه الحكم الظالم فجزاءه جهنم خالداً فيها، فهو قد قتل الناس جميعاً وفق نص صريح في الـ(Holy Quran)...!!
لا أعرف من أشار على السلطات البحرينية أن يتغابوا بتجاوز كل معايير الوطنية والسلامة العقلية والعدالة وحق تقرير المصير والكرامة والحرية لشعب البحرين ليقفزوا عابرين نصف الكرة الأرضية ليأتوا بقائد شرطة أمريكي؟!!
أما يكفيكم ظلماً يا ظالمي البحرين لتتملقوا وتستنجدوا بكل من هب ودب من أمريكا وإسرائيل وأوربا وحكام الخليج لينجدوكم من شعبكم الذي سوف لن يكل أو يمل حتى يتنصر...
حتى متى تبقى السلطة في البحرين في غيها وإستهتارها بأرواح الناس...؟!
زوّج ملك البحرين قبل فترة أبنه الأمير لبنت ملك السعودية فسالت الدماء من على فراش الزوجية...!!
لم تكن دماء فض بكارة بل سيل دماء شباب الشعب البحريني الحر الذين قضوا تحت نيران قوات درع الجزيرة الخليجي وبمباركة مأذون الزواج من مفتي المملكتين ورجال دين المملكتين وسياسيي المملكتين...
كان المهر من خيرات شعب البحرين التي هدرها الملك وأهل الملك وحاشية الملك...
لم يكن ابن ملك البحرين (روميو) بن خليفة ذاهباً في رحلة للملكة العربية السعودية فصادف (جولييت) بنت الملك عبد الله بن عبد العزيز، فسحرته بقوامها الممشوق، وسحر عيونها كعيون المها بين الرصافة والجسر، وشعرها الأسود الطويل الناعم كالحرير...
ربما لم ير (روميو) بن خليفة (جولييت) بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أصلاً، وربما راءاها فقط في ليلة الدخلة، وربما أنصدم (فلا قوام ممشوق ولا عيون ولا.....)!!
كان زواجاً سياسياً، لكي يرتبط مصير البحرين بمصير السعودية فالشعب والأرض ومقدرات البلاد ملكاً لهم، فحتى لو نجح أحرار البحرين وثواره السلميين، بأسقاط نظام قمع آل خليفة، فسيخشى الملك عبد الله على ابنته، فسيحميها وزوجها وعائلته وحماها وأخوال حماها وأعمام حماها وحاشية حماها وسلطات حماها بقوات درع الجزيرة الذين زفوهما بالدبابات والمدرعات بعد أن داسوا على شعب البحرين ليوصلوهم لعش الزوجية من عظام شعب البحرين...
تتصور السلطات البحرينية أن صلة الرحم هذه ستنسي الأحرار صلات أرحامهم التي قطعت برصاص ونيران وهراوات قوات القمع...
وتتصور أنهم ماكرين ودهاة في السياسة بينما هم مجرمين، وسينالهم بقدر ظلمهم عدلاً من قصاص الشعب المظلوم بهم...
هذه السياسة العاهر التي يركبها كائناً من كان ليأخذ حاجته ويلقي بقذارته فيها فيلقيها حاملاً بنكرة سيلتصق به ذكره ليمضوا سوية لمزبلة التاريخ...
الدنيا يومان، يومٌ لك، ويومٌ عليك...
فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فأصبر...
وهي لكم اليوم يا سلطات البحرين، وهي على الشعب الأعزل المسكين ولكن للصبر حدود وبالصبر يُنال الظفر...
ربما حقق درع الجزيرة بقتله وقمعه المتظاهرين العُزّل والمسالمين بعض النتائج، بتأخير الثورة في البحرين وقمعها...
وربما حقق تكميم أفواه وسائل الأعلام ومنعها من تغطية المظاهرات السلمية للشعب البحريني بعض النتائج لسلطات البحرين رغم أن المظاهرات مستمرة منذ أول أيام ثورة الشعب المصري فأنتصر شعب مصر وتبعه شعب ليبيا فأنتصر وتبعه شعب اليمن وسوريا، ولا يزال ثوار شعب البحرين محافظين على سلميتهم وانضباطهم رغم القمع والتعتيم الإعلامي عليهم...
وربما حقق الضغط السياسي الخليجي والرشاوى المقدمة والتنازلات على إخراس الجامعة العربية بإهمال القضية البحرينية، وأشغالها الجامعة ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة بالقضية السورية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين مقابل السلطات السورية) والثورة الليبية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين والناتو مقابل سلطات العقيد المباد) والثورة اليمنية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين مقابل قوات السلطات) كلها ثورات دموية باركتها الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة، ولكن الثورة السلمية في البحرين لا يباركها أحد ما عدا الله والواعين والأحرار...
وربما رضت أمريكا وبريطانيا وفرنسا عن ملك البحرين لاستضافته لأكبر أسطول بحري أمريكي في المنطقة، ولمواقفه المؤيدة لهم والمتملقة لهم...
هي حرب غير متكافئة بين آلة حرب سلطات البحرين ودرع الجزيرة الخليجي مقابل صبر الشعب البحريني الأعزل والحرب كرٌ وفر...
درع الجزيرة الخليجي الطائفي بقيادة سعودية وتمويل سحت وصمت إعلامي خليجي ومباركة سياسية أمريكية وحصانة أوربية... كل ذلك بمواجهة شعب بحريني صابر وصامد وأعزل وليس معه أحداً غير الله والواعين والأحرار...
مع الشعب البحريني درع الله بوجه درع الجزيرة...
وقيادة تتبع نهج رسول الله مقابل قيادة السعودية التي تنتهج الطائفية والقمع نهجاً...
وتمويل من أموال الحلال تواجه أموال السحت الخليجية...
وعقول متفكرة وحرة تقابل الصمت الإعلامي الخليجي والعربي وتكتمه على الثورة في البحرين دون بقية الثورات العربية...
ومباركة من الواعين والأحرار تقابل المباركة الأمريكية لسلطات البحرين...
وحصانة ثورية من دماء الشهداء وجراح الأحرار وصراخ الحرية في زنازين القمع الخليفية البحرينية تقابل الحصانة الأوربية...
وستخبركم الأيام لمن سيؤول النصر وحسن الذكر، فالتاريخ أخبرنا كثيراً عن مثل تلك القصص...
بسم الله الرحمن الرحيم
(و لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا منكم ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) آل عمران الآية 139-140 .
صدق الله العظيم
حيدر محمد الوائلي
نص الخبر كما أوردته وكالات الأنباء: (البحرين تستعين بقائد شرطة أمريكي سابق للمساعدة بتنفيذ إصلاحات في جهاز الشرطة).
هذا كان نص الخبر قبل أيام قليلة وعساه ما كان ولم يكن، فهو يزيد الأمة العربية ذلاً وظلماً وخذلاناً فوق ما فيها من ذلة وظلم وخذلان...
ولا أعرف لماذا لا يأتينا من أخبارنا السياسية العربية خيراً؟!
ولماذا لا نسمع منها إلا الظلم والمكر والخبث والقتل والحيلة والمؤامرات والطائفية؟!
هكذا فهمت الخبر، فللأخبار ظواهر مليحة وبواطن قبيحة، ففهمته هكذا: (حكام البحرين يتملقون لأمريكا بجلب قائد شرطة أمريكي لترضى عنهم أمريكا وحتى لو غضب الله عليهم وكل حر وواعي)...
كان هذا الخبر قبل أيام قلائل، لا مبشراً بخلاص البحرينيين من الظلم والدكتاتورية التي عششت بكرسي الحكم بقصور بنيت على جماجم الأحرار، ولم يأتي بأمل يلوح في أفق المظلومين بالخلاص من الظلم...
كان هذا الخبر قبل أيام، بخطوة تصورتها السلطات في البحرين أنها ذكية، بالتملق لأمريكا بأن تستعين بقائد شرطة أمريكي سابق بحجة تنفيذ إصلاحات في جهاز القمع البحريني القاتل ليعلمهم (هذا الأمريكي) ويصلح حالهم ويعلمهم كيفية التعامل الإنساني مع المتظاهرين...!!
لعنت زماناً خصى العقل فيه تقود فحول العقول...
نست أو تناست السلطات البحرينية أن أمريكا تسير حيث مصلحتها، ومن قبلها كان صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي من أكبر مناصريها ومن أصدقاء أمريكا في المنطقة، فانقلبت عليهم جميعاً وتركتهم يسقطون الواحد تلو الآخر، فالسياسة كسيارة الأجرة يركبها البعض حيناً لينزل منها تارة ليركبها شخص آخر تارة أخرى فيتخلص منها لو أراد آخر لم يركبها معهم...
وهنالك مثال آخر حول السياسة لا يصح ذكره هنا... فسأذكره في نهاية المقالة!!
تصورت السلطات البحرينية أن الشعب البحريني غبي مثلها، ولم تعلم أنه فاهم ولبيب، وكل لبيب بالإشارة يفهمُ، فكيف لو لم تكن إشارة بل تصريح صريح...
وتصورت أن المحيط الشعبي الإقليمي يعاني من البلادة في التفكير كالبلادة الفكرية في السلطة البحرينية وممن ناصرها من سلطات الخليج...
هم لم يستعينوا بتعاليم الإسلام وسنة الرسول والعلماء الواعين والمصلحين والمثقفين، بل استعانوا بقائد شرطة أمريكي سابق لا يفقه من لغتنا العربية كلمة، ولا من ديننا الإسلامي تعاليم، ولا من عادتنا وتقاليدنا أمراً، ليعلم قوات القمع البحرينية (المسلمة جداً) أن يتمسكوا بتعاليم الإسلام وحقوق الإنسان...
يذكرهم هذا القائد الأمريكي بأحاديث الرسول محمد (ص) حيث لسان حال قائد الشرطة الأمريكي قائلاً: (أنا مسيحي علماني لا أؤمن بدينكم أصلاً ولكني أأخذ قول نبيكم كنص تاريخي لا أكثر حيث يقول نبيكم محمد (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، وأن من أذى إنساناً فسيعاقبه الله وفق الدين الإسلامي بقدر إيذاءه، وأن في القصاص حياة لأولي الألباب ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد بالأرض كقتل متظاهر سلمي مثلاً أو تصفية حساب طائفي على حساب الشعب أو قتل من وقف بوجه الحكم الظالم فجزاءه جهنم خالداً فيها، فهو قد قتل الناس جميعاً وفق نص صريح في الـ(Holy Quran)...!!
لا أعرف من أشار على السلطات البحرينية أن يتغابوا بتجاوز كل معايير الوطنية والسلامة العقلية والعدالة وحق تقرير المصير والكرامة والحرية لشعب البحرين ليقفزوا عابرين نصف الكرة الأرضية ليأتوا بقائد شرطة أمريكي؟!!
أما يكفيكم ظلماً يا ظالمي البحرين لتتملقوا وتستنجدوا بكل من هب ودب من أمريكا وإسرائيل وأوربا وحكام الخليج لينجدوكم من شعبكم الذي سوف لن يكل أو يمل حتى يتنصر...
حتى متى تبقى السلطة في البحرين في غيها وإستهتارها بأرواح الناس...؟!
زوّج ملك البحرين قبل فترة أبنه الأمير لبنت ملك السعودية فسالت الدماء من على فراش الزوجية...!!
لم تكن دماء فض بكارة بل سيل دماء شباب الشعب البحريني الحر الذين قضوا تحت نيران قوات درع الجزيرة الخليجي وبمباركة مأذون الزواج من مفتي المملكتين ورجال دين المملكتين وسياسيي المملكتين...
كان المهر من خيرات شعب البحرين التي هدرها الملك وأهل الملك وحاشية الملك...
لم يكن ابن ملك البحرين (روميو) بن خليفة ذاهباً في رحلة للملكة العربية السعودية فصادف (جولييت) بنت الملك عبد الله بن عبد العزيز، فسحرته بقوامها الممشوق، وسحر عيونها كعيون المها بين الرصافة والجسر، وشعرها الأسود الطويل الناعم كالحرير...
ربما لم ير (روميو) بن خليفة (جولييت) بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أصلاً، وربما راءاها فقط في ليلة الدخلة، وربما أنصدم (فلا قوام ممشوق ولا عيون ولا.....)!!
كان زواجاً سياسياً، لكي يرتبط مصير البحرين بمصير السعودية فالشعب والأرض ومقدرات البلاد ملكاً لهم، فحتى لو نجح أحرار البحرين وثواره السلميين، بأسقاط نظام قمع آل خليفة، فسيخشى الملك عبد الله على ابنته، فسيحميها وزوجها وعائلته وحماها وأخوال حماها وأعمام حماها وحاشية حماها وسلطات حماها بقوات درع الجزيرة الذين زفوهما بالدبابات والمدرعات بعد أن داسوا على شعب البحرين ليوصلوهم لعش الزوجية من عظام شعب البحرين...
تتصور السلطات البحرينية أن صلة الرحم هذه ستنسي الأحرار صلات أرحامهم التي قطعت برصاص ونيران وهراوات قوات القمع...
وتتصور أنهم ماكرين ودهاة في السياسة بينما هم مجرمين، وسينالهم بقدر ظلمهم عدلاً من قصاص الشعب المظلوم بهم...
هذه السياسة العاهر التي يركبها كائناً من كان ليأخذ حاجته ويلقي بقذارته فيها فيلقيها حاملاً بنكرة سيلتصق به ذكره ليمضوا سوية لمزبلة التاريخ...
الدنيا يومان، يومٌ لك، ويومٌ عليك...
فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فأصبر...
وهي لكم اليوم يا سلطات البحرين، وهي على الشعب الأعزل المسكين ولكن للصبر حدود وبالصبر يُنال الظفر...
ربما حقق درع الجزيرة بقتله وقمعه المتظاهرين العُزّل والمسالمين بعض النتائج، بتأخير الثورة في البحرين وقمعها...
وربما حقق تكميم أفواه وسائل الأعلام ومنعها من تغطية المظاهرات السلمية للشعب البحريني بعض النتائج لسلطات البحرين رغم أن المظاهرات مستمرة منذ أول أيام ثورة الشعب المصري فأنتصر شعب مصر وتبعه شعب ليبيا فأنتصر وتبعه شعب اليمن وسوريا، ولا يزال ثوار شعب البحرين محافظين على سلميتهم وانضباطهم رغم القمع والتعتيم الإعلامي عليهم...
وربما حقق الضغط السياسي الخليجي والرشاوى المقدمة والتنازلات على إخراس الجامعة العربية بإهمال القضية البحرينية، وأشغالها الجامعة ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة بالقضية السورية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين مقابل السلطات السورية) والثورة الليبية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين والناتو مقابل سلطات العقيد المباد) والثورة اليمنية رغم دموية الطرفين (الثوار والمسلحين مقابل قوات السلطات) كلها ثورات دموية باركتها الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة، ولكن الثورة السلمية في البحرين لا يباركها أحد ما عدا الله والواعين والأحرار...
وربما رضت أمريكا وبريطانيا وفرنسا عن ملك البحرين لاستضافته لأكبر أسطول بحري أمريكي في المنطقة، ولمواقفه المؤيدة لهم والمتملقة لهم...
هي حرب غير متكافئة بين آلة حرب سلطات البحرين ودرع الجزيرة الخليجي مقابل صبر الشعب البحريني الأعزل والحرب كرٌ وفر...
درع الجزيرة الخليجي الطائفي بقيادة سعودية وتمويل سحت وصمت إعلامي خليجي ومباركة سياسية أمريكية وحصانة أوربية... كل ذلك بمواجهة شعب بحريني صابر وصامد وأعزل وليس معه أحداً غير الله والواعين والأحرار...
مع الشعب البحريني درع الله بوجه درع الجزيرة...
وقيادة تتبع نهج رسول الله مقابل قيادة السعودية التي تنتهج الطائفية والقمع نهجاً...
وتمويل من أموال الحلال تواجه أموال السحت الخليجية...
وعقول متفكرة وحرة تقابل الصمت الإعلامي الخليجي والعربي وتكتمه على الثورة في البحرين دون بقية الثورات العربية...
ومباركة من الواعين والأحرار تقابل المباركة الأمريكية لسلطات البحرين...
وحصانة ثورية من دماء الشهداء وجراح الأحرار وصراخ الحرية في زنازين القمع الخليفية البحرينية تقابل الحصانة الأوربية...
وستخبركم الأيام لمن سيؤول النصر وحسن الذكر، فالتاريخ أخبرنا كثيراً عن مثل تلك القصص...
بسم الله الرحمن الرحيم
(و لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا منكم ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) آل عمران الآية 139-140 .
صدق الله العظيم