معراج
13-12-2011, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
" العرش " في اللغة هو ما له سقف، وقد يطلق العرش على نفس السقف، مثل
قوله تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها .
وربما يأتي بمعنى الأسرة الكبيرة المرتفعة، مثل أسرة الملوك والسلاطين،
كما جاء في قصة سليمان: أيكم يأتيني بعرشها .
وهكذا يطلق لفظ العرش على الأسقف التي يقيمها المزارعون لحفظ بعض
الأشجار، وبخاصة المتسلقة منها، كما نقرأ في القرآن الكريم وهو الذي أنشأ
جنات معروشات وغير معروشات .
ولكن عندما ينسب إلى الله سبحانه وتعالى ويقال: عرش الله، يراد منه
مجموعة عالم الوجود، الذي يعد في الحقيقة سرير حكومة الله تعالى.
وأساسا فإن عبارة استوى على العرش كناية عن سيطرة حاكم من
الحكام على أمور بلده، كما أن المراد من جملة " ثل عرشه " هو خروج زمام
الأمر من يده وفقدان السيطرة عليه، وقد استعملت هذه الكناية في اللغة بكثرة
يقال: إن جماعة من الناس ثارت في البلد الفلاني، وأنزلت حاكمه من سريره
وعرشه، في حين من الممكن أن لا يكون لذلك الزعيم والحاكم تخت أصلا.
أو يقال: إن جماعة من الناس أيدوا فلانا، وأجلسوه على العرش، فكل هذه
كناية عن امتلاك السلطة أو فقدانها.
وعلى هذا تكون عبارة استوى على العرش كناية عن الإحاطة الكاملة لله
تعالى وسيطرته على تدبير أمور الكون - سماءا وأرضا - بعد خلقها.
ومن هنا يتضح أن الذين أخذوا هذه الجملة دليلا على " جسمانية الله " كأنهم
لم يلتفتوا إلى موارد استعمال هذه الجملة العديدة في هذا المعنى الكنائي.
وهناك معنى آخر للعرش، وهو أنه قد ورد أحيانا في قبال " الكرسي " وفي
مثل هذه الموارد يمكن أن يكون الكرسي (الذي يطلق عادة على المقعد القصير
القوائم) كناية عن العالم المادي، والعرش كناية عن عالم ما فوق المادة (أي عالم
الأرواح والملائكة) كما جاء في تفسير آية وسع كرسيه السماوات والأرض
التي مرت في سورة البقرة.
ثم يقول بأنه تعالى هو الذي يلقي بالليل - كغشاء - على النهار، ويستر ضوء
النهار بالأستار المظلمة يغشي الليل النهار.
والملفت للنظر أن العبارة المذكورة ذكرت في مجال الليل فقط، ولم يقل
(ويغشي النهار الليل) لأن الغطاء والغشاء يناسب الظلمة فقط ولا يناسب النور
والضوء.
ثم يضيف بعد ذلك قائلا: إن الليل يطلب النهار طلبا حثيثا (يطلبه حثيثا).
إن هذا التعبير - نظرا لوضع الليل والنهار في الكرة الأرضية - تعبير في غاية
الروعة والجمال، لأنه لو نظر أحد إلى كيفية حركة الكرة الأرضية من الخارج،
وكيفية دورانها حول نفسها ووقوع ظلها المخروطي الشكل على نفسها، مع العلم
أن الكرة الأرضية تدور بسرعة فائقة حول نفسها (أي في حدود 30 كيلومترا في
الدقيقة) لأحس أن غول الظل المخروطي الأسود يجري بسرعة كبيرة على هذه
الكرة خلف ضوء النهار.
ولكن هذا الأمر غير صادق بالنسبة إلى ضوء النهار، لأن ضوء الشمس
منتشر في نصف الكرة الأرضية وفي جميع الفضاء المحيط بأطراف الأرض، ولا
يتخذ لنفسه شكلا خاصا، وإنما ظلمة الليل فقط هي التي تدور مثل شبح غامض
الأسرار حول الأرض.
ثم يضيف تعالى أنه هو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم، وهي خاضعة
لأمره بعد خلقها: والشمس والقمر والنجوم وهي مسخرات بأمره.
(وسوف نبحث حول تسخير الشمس والقمر والنجوم ومعاني ذلك في ذيل
الآيات المناسبة بإذن الله تعالى).
ثم بعد ذكر خلق العالم ونظام الليل والنهار، وخلق الشمس والقمر والنجوم،
قال مؤكدا: اعلموا أن خلق الكون وتدبير أموره كله بيده سبحانه دون سواه، ألا له الخلق والأمر.
ان رسول الله (ص) رمى خاتمه في الصحراء واشار ان السماوات والارض الى الكرسي كهذه الحلقة في هذه الفلاة والكرسي الى العرش كهذه الحلقة في هذه الفلاة .
والسماوات هنا واسعة جدا وتتوسع باستمرار مثل بالون ينفخ بصورة مستمرة وانها مليئة بالنجوم وان ما نراه من نجوم هي شموس بقدر شمسنا واكبر تحتوي عليها المجرة التي تقع
مجموعتنا الشمسية في طرفها . وأقرب المجرات الينا بروميدا التي تبعد مليون ونصف سنة ضوئية . ولوحظ ان المجرات تتشكل سوية وتميل الى التجمع على شكل عناقيد فنحن بمجرتنا و(17) مجرة أخرى تشكل العنقود المحلي .. والذي تتناثر في الكون مثله الالاف العناقيد . وتميل العناقيد الى التوزيع المتجانس ويشبهها ( بر تراند راسل ) في كتاب النسبية بقطرات المطر على صفيح الزجاج , وان عددها في كل مساحة متساو . اذن فالمجموعة الشمسية بكواكبها وأقمارها هي أصغر نسبة من الخاتم الذي في اصبعك الى الصحراء اذا رميته فيها وهذا ما اشارت اليه الرواية السابقة فاعلم حجم العرش المتسع اللا نهائي .
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
" العرش " في اللغة هو ما له سقف، وقد يطلق العرش على نفس السقف، مثل
قوله تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها .
وربما يأتي بمعنى الأسرة الكبيرة المرتفعة، مثل أسرة الملوك والسلاطين،
كما جاء في قصة سليمان: أيكم يأتيني بعرشها .
وهكذا يطلق لفظ العرش على الأسقف التي يقيمها المزارعون لحفظ بعض
الأشجار، وبخاصة المتسلقة منها، كما نقرأ في القرآن الكريم وهو الذي أنشأ
جنات معروشات وغير معروشات .
ولكن عندما ينسب إلى الله سبحانه وتعالى ويقال: عرش الله، يراد منه
مجموعة عالم الوجود، الذي يعد في الحقيقة سرير حكومة الله تعالى.
وأساسا فإن عبارة استوى على العرش كناية عن سيطرة حاكم من
الحكام على أمور بلده، كما أن المراد من جملة " ثل عرشه " هو خروج زمام
الأمر من يده وفقدان السيطرة عليه، وقد استعملت هذه الكناية في اللغة بكثرة
يقال: إن جماعة من الناس ثارت في البلد الفلاني، وأنزلت حاكمه من سريره
وعرشه، في حين من الممكن أن لا يكون لذلك الزعيم والحاكم تخت أصلا.
أو يقال: إن جماعة من الناس أيدوا فلانا، وأجلسوه على العرش، فكل هذه
كناية عن امتلاك السلطة أو فقدانها.
وعلى هذا تكون عبارة استوى على العرش كناية عن الإحاطة الكاملة لله
تعالى وسيطرته على تدبير أمور الكون - سماءا وأرضا - بعد خلقها.
ومن هنا يتضح أن الذين أخذوا هذه الجملة دليلا على " جسمانية الله " كأنهم
لم يلتفتوا إلى موارد استعمال هذه الجملة العديدة في هذا المعنى الكنائي.
وهناك معنى آخر للعرش، وهو أنه قد ورد أحيانا في قبال " الكرسي " وفي
مثل هذه الموارد يمكن أن يكون الكرسي (الذي يطلق عادة على المقعد القصير
القوائم) كناية عن العالم المادي، والعرش كناية عن عالم ما فوق المادة (أي عالم
الأرواح والملائكة) كما جاء في تفسير آية وسع كرسيه السماوات والأرض
التي مرت في سورة البقرة.
ثم يقول بأنه تعالى هو الذي يلقي بالليل - كغشاء - على النهار، ويستر ضوء
النهار بالأستار المظلمة يغشي الليل النهار.
والملفت للنظر أن العبارة المذكورة ذكرت في مجال الليل فقط، ولم يقل
(ويغشي النهار الليل) لأن الغطاء والغشاء يناسب الظلمة فقط ولا يناسب النور
والضوء.
ثم يضيف بعد ذلك قائلا: إن الليل يطلب النهار طلبا حثيثا (يطلبه حثيثا).
إن هذا التعبير - نظرا لوضع الليل والنهار في الكرة الأرضية - تعبير في غاية
الروعة والجمال، لأنه لو نظر أحد إلى كيفية حركة الكرة الأرضية من الخارج،
وكيفية دورانها حول نفسها ووقوع ظلها المخروطي الشكل على نفسها، مع العلم
أن الكرة الأرضية تدور بسرعة فائقة حول نفسها (أي في حدود 30 كيلومترا في
الدقيقة) لأحس أن غول الظل المخروطي الأسود يجري بسرعة كبيرة على هذه
الكرة خلف ضوء النهار.
ولكن هذا الأمر غير صادق بالنسبة إلى ضوء النهار، لأن ضوء الشمس
منتشر في نصف الكرة الأرضية وفي جميع الفضاء المحيط بأطراف الأرض، ولا
يتخذ لنفسه شكلا خاصا، وإنما ظلمة الليل فقط هي التي تدور مثل شبح غامض
الأسرار حول الأرض.
ثم يضيف تعالى أنه هو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم، وهي خاضعة
لأمره بعد خلقها: والشمس والقمر والنجوم وهي مسخرات بأمره.
(وسوف نبحث حول تسخير الشمس والقمر والنجوم ومعاني ذلك في ذيل
الآيات المناسبة بإذن الله تعالى).
ثم بعد ذكر خلق العالم ونظام الليل والنهار، وخلق الشمس والقمر والنجوم،
قال مؤكدا: اعلموا أن خلق الكون وتدبير أموره كله بيده سبحانه دون سواه، ألا له الخلق والأمر.
ان رسول الله (ص) رمى خاتمه في الصحراء واشار ان السماوات والارض الى الكرسي كهذه الحلقة في هذه الفلاة والكرسي الى العرش كهذه الحلقة في هذه الفلاة .
والسماوات هنا واسعة جدا وتتوسع باستمرار مثل بالون ينفخ بصورة مستمرة وانها مليئة بالنجوم وان ما نراه من نجوم هي شموس بقدر شمسنا واكبر تحتوي عليها المجرة التي تقع
مجموعتنا الشمسية في طرفها . وأقرب المجرات الينا بروميدا التي تبعد مليون ونصف سنة ضوئية . ولوحظ ان المجرات تتشكل سوية وتميل الى التجمع على شكل عناقيد فنحن بمجرتنا و(17) مجرة أخرى تشكل العنقود المحلي .. والذي تتناثر في الكون مثله الالاف العناقيد . وتميل العناقيد الى التوزيع المتجانس ويشبهها ( بر تراند راسل ) في كتاب النسبية بقطرات المطر على صفيح الزجاج , وان عددها في كل مساحة متساو . اذن فالمجموعة الشمسية بكواكبها وأقمارها هي أصغر نسبة من الخاتم الذي في اصبعك الى الصحراء اذا رميته فيها وهذا ما اشارت اليه الرواية السابقة فاعلم حجم العرش المتسع اللا نهائي .