المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــي سبيل الحق ... ( مسابقة القصة الحسينية )


آمالٌ بددتها السنونْ
16-12-2011, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل طرح قصتي القصيرة اود ان اقول أنني لم اختر الكتابة عن تعرض
الشيعة للأضطهاد من قبل بعض الحكومات فهذه كثر الحديث عنها و
تناولها العديد من الكتاب ونرها بأم اعيننا في التلفاز وغيرها . ما اخترته
هو الظلم والأضطهاد الذي يتعرض له الشيعي على يد ابناء المجتمع
الذي يتنمي أليه وكيف انه يُهمش ويستحقر لا لشيء ألا لكونه " شيعي "
على بركة الله نبدأ:

http://comps.fotosearch.com/bigcomps/FCY/FCY307/42-19685612.jpg

فـــي سبيل الحق
بقلم/ وفــــاء نادر

كثيرة هي المعارك والثورات والنهضات، التي اندثر تأثيرهـا مع الزمن ألا
معركة وثورة الأمـام الحسين عليه السلام، حيث أن الزمن يزيد من
إشراقها وضيائها، ففي كل عام يجدد المؤمنون احياء هذه النهضة ويستلهم
الملايين منها العبر والدروس، والذي يتابع حرارة احياء هذه المناسبة
العظيمة يدرك ان الزمن وتداعياته لم يمنع الناس من مواصلة احيائها،
فكل المعارك تصغر مع الزمن ألا معركة الأمام الحسين عليه السلام.......
الجملة الأخيرة جعلتْ سالم يضع القلم على الورقة ويخلع نضارتهُ و يدفن
وجهه في كفيّه. نعم كل المعارك تصغُر وتغدو مجرد ذكرى بعكس الطف
وإستشهاد ريحانة رسول الله. رفع رأسه وارجع كرسيهُ المتحرك الى
الخلف مُبتعداً عن مكتبةِ ، وتوجه الى النافدة وتطلع ناحية السمـاء المتلبدة
بالغيوم السوداء التي تُنبأ بهطول الأمطـار فما كـان منه ألا أن تنهد بثقل.
الجـو كئيب ككآبة الذكرى التي تُغلف قلبه ُفي هذه اللحظة . أخد يُحدق فـي
عتمة السماء بعبوسٍ وتركيز وكأنه يريد ان يرى ابعد من تلك العتمة،
فكان له ما أراد، رأى يوماً مشمساً جميلا ًزحمة السير خانقة ولكن ذلك لم
يفسد مزاجة واحساسه بروعة ماحوله.
قاد سيارته بهدوء متأملاً ماحوله بقلب ٍ مُتفائل. وصل الى الجامعة في تمام
الساعة الثامنة وبخُطاً واثقة سار نحو مبنى قسم إدارة الأعمال لحضور أُولى
مُحاضراته لهذا اليوم. بعد المحاضرة جلس برفقة زميلة وصديقة
عبد الله في كافتيريا الجامعة لأحتساء القهوة. نظر سالم الى رفيقة ومن دون
مقدمات قال:
- لم ينشرو المقال هذا الشهر ايضاً
ابتسم عبدالله وقال:
- ألم تستسلم بعد؟!
رد سالم بإبتسامة عريضة والعزم يتلألأ في عينيه قائلا ً:
- كلا سأضل ارسله الى آخر يومٍ ليّ في هذه الجامعة اُريد أن
آراه بين مقالات صحيفة الجامعة كباقي كتاباتي يا عبد الله.
لم يتفوه عبد الله بأي كلمة ولم يُعلق بل اكتفى برفع فنجانة بهدوء ليرتشف
قهوته.سأله سالم مستفسراً بعد ان لاحظ صمته والنظرة الجاده في عينيه:
- مابك؟
تنهد عبدالله وقال:
- انا اخشى عليك ياسالم ربما من الأفضل ان تنسى فكرة نشر المقال، مدير
الجامعة معروفٌ بتعصبة وأن علم بنزول مقال كهذا في الصحيفة لا استبعد
ان يقوم بفصلك.
زمَّ سالم شفتيه ورد بحنق :
- وأين حرية التعبير التي ينادون بها؟!... أين احترام الرأي الآخر الذي
يتبجحون به في المحافل؟!
ان اكتب عن مذهبي واُعرف العالم عن كيف هو وماهيته ليست بالجريمة
هناك الكثير من الغلط بشأن الشيعة واريد أن اُريهم انهم مخطؤون بحقنا و
لن اعدل عن الموضوع . ابتسم سالم فجأة وكأنه لم يثر منذُ لحظات وقال:
- اتذكُر عندما تقابلنا اول مرة ياعبد الله وعلمت بأني شيعي؟
لوى عبد الله فمه بسخرية واجاب :
- أجل اتذكر كدتُ افر هرباً منك لولا أن الفضول ابقاني
قهقه سالم وقال :
- لقد امطرتني بالأسئلة وكأنك لم تصدق بأن شيعياً سقط بين يديك
انفجر الأثنان معاً وتعالت ضحكاتهما في المكان. كان الأنسجام بينهما مميزاً
منذ ُأن تعارفا ربما يعود سبب ذلك الى روحهما السمحة التي تتسم بالخلق
الرفيع وفطنة كلا ٌّ منهما الى (أن اختلاف مذهب صاحبي او زميلي او جاري
لا يعني أنه عدو ). عندما هدأت نوبة الضحك نظر سالم بود الى عبد الله و
قال:
- اتعلم لقد كانت بعض اسئلتك بمثابة الصدمة كسؤالك : لما تتخدون من عليّ
رسولاً وتفضلونه على النبي محمد؟!.
اومأ عبد الله برأسه ورد قائلاً :
- لقد كان ذلك واضحاً من انفعالك آثناء الأجابة والحق يُقال ان انفعالك كان
في محله فهكذا إتهام ُظُلمْ........ صمت لبرهة ثم تابع :
- يجب ان اعترف لقد أثرت اعجابي حينها بأسلوبك في الدفاع عن الأمام
علي عليه السلام وتوضيحك لمكانته ومكانة الرسول واهل البيت عليهم السلام
عند الله اولاً وفي قلب كل شيعي ثانياً....... مابك لم تبتسم هكذا؟!
كان السرور جلياً في نغمة صوته عندما رد على صديقة :
- لم تعُد تقول رضي الله عنه بل عليه السلام عند ذكرك للأمام عليّ !.
رفع عبدالله يدهُ ومرر اصابعه خلال شعر رأسه وقد استولى عليه الحرج و
قال:
- لا يسعني ألا ان اقول ذلك فبعد محاضرتك يا استاذ وكتاب " سالوني قبل
ان تفقدوني " لشيخ محمد رضا الحكيمي
والمصادر الآخرى التي زودتني بها ادركت انه لا يستحق مني ألا السلام و
الصلاة والأقرار بعظمته سلام الله عليه..
رن الهاتف المحمول لعبدالله مقاطعاً حديثهما ، واثناء انشغال عبدالله برد على
المكالمة انهمك سالم بأكل شطيرته بذهنٍّ شارد ولم ينتبه ألا على صوت
صديقة وهو يقول:
- تلك كانت والدتي وهي بالمناسبة تُسلم عليك وتدعوك لتناول الغذاء عندنا
اليوم.
اجاب سالم بإبتسامة عريضة :
- ما أروع خالتي أم فيصل فهي ليست كأبنها البخيل الذي لم يفكر يوماً أن
يدعوني بنفسه..
ضحك عبدالله بخفة ولكنه لم يعلق على الإغاضة المقصودة، عاد سالم
يقول :
- لقد وجدتها يا عبدالله
رفع عبدالله حاجبه مُستغرباً لتغير المُفاجأ في مسار الحديث وقال متسائلاً:
- ومن هي التي وجدتها؟!
صاح سالم :
- الفكرة والحل .. سأحول المقال الى منشورة اضع نُسخة ًمنها في حائط
الجامعة واترك نُسخاً في مكتبة الجامعة.. ما رأيك؟
هز عبدالله رأسه رافضاً الفكرة وحدق في ساعته وقال :
- ستبدأ المحاضرة بعد دقائق فلننصرف
صاح سالم من جديد وهو يرى عبد الله يجمع اشيائه ويقف :
- وماذا في ذلك؟!.. استمع ألي.....عبدالله انتظر قليلا ً
ارتشف ماتبقى من فنجانة على وجهِ السرعة وهرع خلف صديقة غير منتهبهٍ
للعين الحاقدة التي كانت تراقبة الى أن انتهى داخل المبنى. صاحب هذه العين
لم يعجبه ماتناهى الى مسمعه من حديث دار على الطاولة المجاورة له.
كانت نار الغضب تتأجج في صدرة عندما همس بصوت اشبه بفحيح الأفعى :
- تُريد التبشير لمذهبك يارافضي!.. الويل لك

يتبع...

آمالٌ بددتها السنونْ
16-12-2011, 04:21 PM
قطرة المطر الباردة التي سقطت على خد سالم عبر نافدة غرفتة جعلته يعود
لحاضرة. اغلق النافذة بسرعة قبل ان يشتد المطر وعاد الى مكتبهِ
وحدق الى ماكان يكتبة لبرهة ومن ثم الى الساعة في معصمة وقال مخاطباً
نفسه :
- لازال الوقت مبكراً لذهاب للفراش
كان يشعُر بالضيق وعدم الراحة وليس لديه آدنى فكرة كيف يتخلص من هذا
الشعور. تنهد بيأس وألقى برأسة على سطح المكتب. انتفض مرتعداً عندما
احس بيدٍ تمسح على شعره وتسعت عيناه بدهشة عندما رآى والدتهُ امامه و
قال:
- أمي لم اشعر بك وانتِ تدخلين؟!
كان الحنان يشع من عينيها عندما إبتسمتْ بهدوء وقالت :
- ويبدو انك لم تسمعني اطرق الباب ايضاً
هي تعلم بأن إبنها الغالي منزعج ٌمن شيءٍ ما فذلك جليٌّ على ملامحه ولكن
هذا الشعور سيزول عندما تخبره بما اتت من أجله لذلك لم تسأل . اكملت و
هي تتناول يده برقة وتضمها بين يديها:
- خطيبتك واخوها هنا
هتف سالم بفرح وقلبه ينبض بسرعه :
- حقاً يا أمي ؟ غادة وعبد الله هنا؟! لقد كلمت غادة هذا المساء وكذلك
صديقي المتكتم ولم يعلمني إيٌّ منهما عن نيته في القدوم!.
- ربما أرادا مفاجأتك
قالت ذلك وهي تدفع كرسية المتحرك وتسير به نحو غرفة الجلوس . نهض
عبدالله وغادة عندما أقبل سالم. تصافحو وتبدلو التحايا وعندما استقر الجميع
في مقاعدهم نظر سالم الى خطيبتة وبإبتسامة عاتبة قال:
- لم تنبسِّ بحرف عن قدومك الليلة أليس من المفترض أن لديك
اختبار وهذا النبيل يساعدك؟!
اصطبغتْ وجنتا غادة بحمرة الخجل واجابت برتباك:
- لدي امتحان بالفعل... ولكن.... انا...
نظر عبد الله الى اخته بأشفاق ومن ثم الى صاحبة وقال مُبتسماً :
- لقد كانت قلقه عليك ولم نحرز تقدمٌ اثناء المذاكرة فهي لم تنفك عن ترداد:
" سالم ليس على مايرام"، " سالم حزين"، " سالم ليس كعادتة" ... لقد
ارهقت أعصابي يا رجل لذلك حضرتها في هذا المطر لنعرف مما يشكو
جنابكم الكريم؟!
ساد الصمت لثواني تعالت بعدها ضحكة عبدالله الرجولية . كان مستمتعاً
برؤية اختة ورفيقة مرتبكين، فقد كانا متوقدين خجلاً ويتحاشا كلاُّ منهما النظر
للآخر. صوبت والدة سالم نظرة مؤنبة ناحية عبدالله ووفقت قائلة:
- بنيّ عبدالله لما لا تأتي معي قليلاً الى المطبخ
قال متصنعاً البرائة و عدم الفهم لمحاولتها اعطاء فرصة للخطيبين للأنفراد و
الحديث :
- خالتي انا لا اجيد الطهو ولا غسل الصحون ولا انفع في شيءٍ من امور
المطبخ لذلك.....
قاطعته وهي تأخد بيده مُبتعدة به عن المكان :
- ولكنك تُجيد البلع أليس كذلك؟
عاد عبدالله لضحك من جديد وهز رأسة وهو يفكر " لا مجال أن تهزم
امرأة اذا كانت مصممة ". بعد ان غاب الأثنان في الممر المؤدي الى المطبخ
نظر سالم الى غادة وقال مطئناً أيها :
- انا بخير لا تقلقي .. مُرهقٌ قليلاً ليس ألا وهذا كل مافي الأمر
ردت بهدوء :
- الألم في صوتك عندما كنت تكلمني يقول أنه ليس مجرد ارهاق
تنفس بعصبية واشاح بوجهه عنها :
- ليس من السهل عليه تذكر ماحدث له فما بالك بالحديث عنه
لن يعيش الألم مجدداً من خلال الذكرى.. مستحيل، صعب..
كان يردد ذلك في داخلة الى ان ألتقت عيناه بعينين خطيبتة ، مزيج القلق
والأهتمام في نظراتها جعله يشعر بالضعف فجأة ونهارت دفاعاته فشرع
يقول بصوتٍ اقرب للهمس:
- انتِ تعلمين لما انا مُقعد أليس كذلك؟
مُقطبة الجبين أجابت :
- نعم لقد اخبرني عبدالله انك تعرضت لضرب على يد طلابٍ في الجامعة
اثناء دراستك وقد تضرر عامودك الفقري نتيجة لأحدى الضربات..
سألها مُجدداً:
- وهل اخبرك السبب وراء الأعتداء الذي تعرضت له ؟
عندما هزت رأسها بالنفي تنهد بثقل وقال :
- أذن اسمعي ماحدث كُنت اكتب في صحيفة الجامعة ونتيجة لرفضهم نشر
احد مقالاتي التي تتناول الحديث عن المذهب الشيعي وأهل البيت عليهم
السلام قررت نشره بنفسي. غرضي كان تصحيح النظرة الخاطئة عنا نحن
الشيعة ولكنَّ مريضاً بالتعصب وببغض اهل البيت رآى ما اقوم به تبشيراً
لمذهبي..
اطلق سالم ضحكة ساخرة واكمل بصوتٍ بارد :
- لم اكن اعلم بأنه يتربص بيّ ألا عندما استوقفني في مواقف السيارات التابع
لطلبه في ذلك اليوم الذي تركتُ فيه المنشورة في مكتبة الجامعة هو وأعوانة.
كانوا ملثمين لا تظهر ألا اعينهم الحاقدة. صرخ في وجهي بعد ان امرهم
بتكبيلي :
- يارافضي مهمتك التبشيرية تنتهي هنا والآن بفضلٍ من الله الذي هدانا لكشف
مخططاتك.
بعدها اخرج النُسخ التي قمتُ بطباعتها واحرقها أمامي. لم اتمالك نفسي و
صحت فيه :
- انت مريض نار حقدك احرقت مجرد ورق ولن تطال مافي قلبي، فحب
عليّ واهل البيت يحيا في القلوب وليس الأوراق، واعلم أن الله متمٌ نوره
ولو كره المشركون.
توقف سالم قليلاً وتنفس بعمق ومن ثم تابع يقول:
- صفعني بعدها ونهال علي بالشتائم. لم يترك لي مجالاً لرد فقد اصدر
أوامره لرفاقه بتلقيني درساً ... غبت عن الوعي ولم اصحو ألا و انا بين
جدران المستشفى.
لم يكن سالم ينظر الى غادة اثناء حديثه وعندما حول بصره ناحيتها كانت
الدموع تغسل خديها. احس بطعنة في قلبه لرؤيتها تتألم من أجله ولم يدري
مايقول لجعلها تتوقف عن البكاء، فجأة نهضت من مكانها وركعت على ركبتيها
بجانب كرسية وقالت بصوتٍ متهدج :
- لم يخبرني كذلك بأنني سأكون زوجة بطل لا يخاف قول الحق ودفاع عن
ما يؤمن به..
ابتسمت من بين دموعها وهي ترا خدا سالم تتوردان قليلاً واكملت:
- كل ما قاله ليّ انك انسانٌ نادر ورجلٌ بكل ماليّ الكلمة من معنى ، قال
لا تنظري الى أعاقته فأن نظرتِ لها ستخسرين هديه قيمة .. انظري الى
قلبه الطيب الشجاع الكريم فهذا ماتحتاجه كل امرأة وانا وثقتُ بكلام اخي
الحكيم.
كان قلبه يرفر كطائرٍّ تحرر من قفصهِ وطار الى الفضاء الواسع. الألم الذي
لازمة طيلة اليوم تلاشى والراحة التي تغمره غريبة. راح يسأل نفسه هل هذا
بسبب الكلام عن ما يؤلمة؟ أم لأنها اجابت عن سؤالٍ لطالما ارهق تفكيرة ولم
يجرؤ على طرحه خوفاً. منذ ان تمت خطبتهما وهو راغب في معرفة لم قبلت به
وهو على هذه الحال؟. اهي الشفقة ام ان أخيها ووالدها مارسا نوعٍ من الضغط
عليها. إبتسمت عيناه لها وربت بلطف فوق يدها وهو يقول:
- ان كُنت هدية فأنتِ جوهرة سأحافظ عليها واصونها الى آخر العمر
دخلت والدة سالم على حين غرة يتبعها عبد الله وقالت :
- سالم هناك رجلٌ على الهاتف يود محادثتك، انا آسفة يابني لم اشأ المقاطعة
ولكنه قال أن الأمر ضروري
نظر سالم الى خطيبتة التي وقفت حال دخول أمه ومن ثم الى والدته رافعاً حاجبة
في حيرة ورد قائلاً:
- لا عليكِ يا أماه سأستقبل المكالمة في مكتب والدي عن أذنكم
عندما عاد لغرفة الجلوس بعد نصف ساعة كانت ملامحة هادئة جداً. كانت
جميع الأنظار مصوبةٌ نحوه وعلامات الأستفهام مرسومة فيها والدتهُ هي من
بادرت بسؤال :
- خيراً ياسالم من كان هذا الرجل؟!
اجابها بفتور:
- كان ذلك والد بكر
قطبتْ جبينها في حيرة وعادت تسأل:
- والد بكر؟! ومن بكر هذا وماذا يريد والده ُمنك؟!
رد عليها بنفس النبرة:
- الذي اعتدى عليّ منذ اربع سنوات
الصدمة كانت واضحة في وجه امه وخطيبته وصديقة لذلك اكمل يقول قبل أن
تنهمر عليه الأسئلة :
- لقد تعرض ولدهُ لحادث وتوفي منذ شهر، وهو يبحث عني من ساعتها
لينقل لي ما اوصاه به بكر
شعر بالغصة فجأة وسودة عيناه حزناً وصاح بألم :
- طوال هذه السنوات كنتُ اتمنى أن يقتص الله مِن منْ آذاني وكنتُ متأكداً
من أنني سأفرح اذا وقعوا في يد العدالة، ولكن عندما اخبرني الرجل بما نال
أبنه شعرت بالحزن وزالت نقمتي عليه!.
نهضت والدتهُ وجلستْ على ذراع كرسية وقبلت رأسة وضمته الى صدرها
وقالت:
- اهدأ يا بنيّ هي مشيئة الله لقد أذنب في حقك وموته بهذه الطريقة تكفيرٌ عن
ذنبه ثق بذلك لأن المولى عادل وحكيم في حكمة. أن كنت تشعر هكذا فهذا
من طيب قلبك وصفاء روحك.
خيمة الكآبة على الجميع وساد الصمت ، احس عبدالله بثقل الموقف فوقف
قائلا ً:
- من الأفضل أن نغادر ونتركك لترتاح هيا بنا ياغادة
اعترض كلاٌّ من سالم ووالدته على قوله ولكنه اصرعلى الذهاب. بعد رحيل
صديقة وخطيبتة توجه سالم الى غرفتة بعد أن قبل يد والدته وتمنى لها ليلة
سعيدة. في غرفته اخذ يفكر في هذه اليوم المشحون بالذكريات والمشاعر هز
رأسه وتنهد قائلاً:
- ياله من يوم!
امسك قلمة وراح يكمل ما كان يكتبه :
فثورة الأمام الحسين عليه السلام وعبر الحقب الزمنية هي أم الثورات ومنطلق
النهضات ونموذج المعارك الخالدة. ثورة الحسين مستودع القيم و
المباديء الأسلامية، كما انها اللحظة التاريخية التي اثبتت بشكل لا لبس فيه
أن الدم ينتصر على السيف وأن الظلم مهما تمادى واستفحل فهو الى زوال..
- انتهى -

الهادي@
19-12-2011, 07:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

بما إن القصة كتبت لغرض المشاركة في المسابقه القصصيه
لذا نترك التقييم لقرار اللجنه المشرفه

ولكن لنا كلمه نوردها بهذا الصدد
لتشجيع الأقلام المتميزه في الكتابه
دائما تعودنا من الكاتبه وفاء نادر
إنها تقدم لنا المتميز من الكتابات الرائعه
من خلال مشاركاتها الأدبيه بأسلوبها الجميل
التي تجعلها محط أنظار الأعضاء
الباحثين عن الأسلوب الجديد والعطاء المدرار
البعيد كل البعد عن المنقول
فهي لها عطاء ثر بأسلوبها الخاص وبقلمها اللامع
وهذا ديدنها منذ قرأنا لها
في أقسام ومنتديات أنا شيعي .

قصتها لهذا اليوم جميلة في التركيب والأحداث
لها مضمون رائع تريد أن توصل قضيه معينه يتعرض لها التشيع
وبنفس الوقت أمتعتنا بسرد الأحداث وإختيار الشخصيات
وأمتعتنا بأسلوبها الحر والجميل .

من الأعماق شكرا لهذا العطاء والتميز
وبارك الله بمجهودك
خالص الود والتحايا

الحاج ابو عباس

آمالٌ بددتها السنونْ
31-01-2012, 06:03 PM
ما قُلته سيدي الفاضل في حقنا اخجلني
وغمرني بأحاسيس جمّه
هذه قرأتِ الثانية للرد بعد انقطاع طويل
ولازلت غير قادرة على ترتيب حروفي
لكي اعبر عما بداخلي من امتنان كما في
أول مرة
فعذراً سيدي، عذراً ياعمي وسندي ومحفز
قلمي والداعم الأكبر ليّ ها هنا
سأكتفي بالأنحناء وتقبيل يدك الكريمة و
رأسك الغالي..
انرت الصفحة بتواجد ولك تحيه تعبق بـ
الياسمين الى الملتقى..

حميد م
25-03-2012, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
أولا أهنئكم بولادة السيدة العظيمة زينب الكبرى في الخامس من شهر جماد الأولى
وثانيا اشكركم على هذا الاسلوب بطرح القصة الراقية ، ذات المعاني السامية
تقبلوا مروري
تحياتي

زخات مطر
12-04-2012, 08:14 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
بوركتي اسلوب جميل في سرد القصة
اتمنى دوام عطاء قلمكِ

آمالٌ بددتها السنونْ
29-04-2012, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم



أولا أهنئكم بولادة السيدة العظيمة زينب الكبرى في الخامس من شهر جماد الأولى



وثانيا اشكركم على هذا الاسلوب بطرح القصة الراقية ، ذات المعاني السامية



تقبلوا مروري



تحياتي


اخي الفاضل تواجدك وابداء رأيك اسعدني
من القلب شكراً وتحيه طيبه لك مني..

آمالٌ بددتها السنونْ
29-04-2012, 03:43 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
بوركتي اسلوب جميل في سرد القصة
اتمنى دوام عطاء قلمكِ

شكراً لكلماتك اللطيفة والمشجعة عزيزتي
زخات مطر
تواجدك اسعدني لك تحيه تعبق بالياسمين