مرتضى علي الحلي
19-12-2011, 11:54 AM
(( منهاجيّة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في تربية أصحابه))
============================== ============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد إتخذ الإمام علي بن الحسين/ع/ من المسجد النبوي الشريف وداره المباركة مجالا خصبا لنشر العلوم والمعارف الأسلامية
فشهدت فترة إمامته /ع/ وطوال خمسة وثلاثين سنة
نشاطا فكريا قيّما .
حتى إستطاع/ع/ أن يخلق نواة مدرسة فكرية
لها طابع المعصومين/ع/ ومعالمها المتميّزة وتخرج منها الأصحاب الأجلاّء والرواة والمحدثين والفقهاء.
ويمكن للذي يُريد التوسع مراجعة معاجم الحديث والسير والمجاميع الروائية الأربعة الشيعية وهي الكافي للكليني
ومن لايحضره الفقيه للصدوق
والتهذيب والإستبصار للطوسي
فسيجد جليا مارواه الإمام علي بن الحسين/ع/ في باب التوحيد والفقه والأخلاق والمجتمع والتأريخ.
ومن أشهر أصحاب الإمام /ع/ الذين تربوا على يديه وصبروا معه في محنته بعد واقعة الطف الأليمة
هو يحيى بن أم الطويل المطعمي وهومن أصحاب علي بن الحسين ( عليهما السلام )
وقال الفضل بن شاذان في حق هذا الصحابي:
(( لم يكن في زمن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في أول أمره إلا خمسة أنفس وذكر من جملتهم يحيى بن أم الطويل .))
ورويَ عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
((ارتد الناس بعد الحسين ( عليه السلام ) إلا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم ،))
وهولاء الثلاثة هم من الثقات والعدول وبتوثيق كتب الرجال.
/هامش الكافي /الكليني/ ج2/ص 380.
ومن خيرة أصحاب الإمام زين العابدين /ع/أيضا هما
حكيم بن جبير وسعيد بن جبيرو كلاهما من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام
/الأختصاص/المفيد/ ص8.
وسعيد بن جبير هذا معروف دوره الرسالي وصموده الإيماني بوجه الظالم الأموي الحجاج الثقفي والذي قتله ظلما وعدوانا
كونه من أتباع علي بن الحسين/ع/ إمام الوقت والإنسان آنذاك
/هامش /المسائل الصاغانية /المفيد/ص 37.
ومن الأصحاب الأجلاّء أيضا الذين رووا ما حفظوا عن الإمام علي بن الحسين/ع/ هو أبو حمزة الثمالي
(ثابت بن دينار)
الذي روى دعاء السحر وروايات كثيرة صحيحة عن الإمام/ع/
ومنها رسالة الإمام/ع/ في الحقوق
فقد قال أبو حمزة الثمالي راوياً عن الإمام علي بن الحسين/ع/
عن السجاد ( عليه السلام ) في حديث الحقوق قال :
(( وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فإن تعلم أن الله جعل عتقك له وسيلة له ، وحجابا لك من النار ، وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم ، مكافأة لما أنفقت من مالك ، وفي الآجل الجنة ))
/مستند الشيعة/المحقق النراقي/ج19/ص404.
والصحابي صالح بن كيسان المدني عده الشيخ الطوسي
من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام
انظر/رجال الطوسي/ص 93
و محمد بن شهاب الزهري ، من أصحاب علي بن الحسين/ع/
/خلاصة الأقوال/العلامة الحلي/ص392.
وروى الكثير عن الإمام علي بن الحسين/ع/
وأكتفي برواية واحدة صحيحة
فقد روي عن الزهري أنه قال :
دخلت على علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال :
يا زهري ، من أين جئت ؟
فقلت : من المسجد ، فقال ( عليه السلام ) ، فيم كنتم ؟
قلت : تذاكرنا أمر الصوم ، فاجتمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس شئ من الصوم واجب إلا صوم شهر رمضان .
فقال ( عليه السلام ) : يا زهري ، ليس كما قلتم ،
إن الصوم على أربعين وجها : فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان ،
وعشرة أوجه منها صيامهن حرام ،
وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها
( بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر ،)
وصوم الإذن على ثلاثة أوجه ،
وصوم ( التأديب )
وصوم الإباحة ، وصوم السفر ، وصوم المرض .
فقلتُ (أي ابن الزهري): فسّرهُنّ لي ،
فقال ( عليه السلام ) : أما الواجب :
فصيام شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا
وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق ،
قال الله تبارك وتعالى :
( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين )
وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار
( لمن لم يجد العتق واجب )
، قال الله تبارك وتعالى :
( فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا )
وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الإطعام ،
قال الله تبارك وتعالى :
( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم )
كل ذلك متتابع وليس بمتفرق .
( وصيام أذى الحلق ) - حلق الرأس - واجب ،
قال الله تعالى :
( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )
فصاحبها فيها بالخيار ، فإن صام صام ثلاثا .
وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي ،
قال الله عر وجل :
( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة )
وصوم جزاء الصيد واجب ،
قال الله تعالى :
( ومن قتله منكم معتمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما )
وأكتفي بهذا القدر فالرواية طويلة جدا ممكن مراجعتها في
كتاب/الهداية/الصدوق/ص 200.
وهي بحد ذاتها تكشف عن عمق علم الإمام/ع/ ودقته وضبطه ومنهجه في تربية أصحابه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف:
============================== ============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد إتخذ الإمام علي بن الحسين/ع/ من المسجد النبوي الشريف وداره المباركة مجالا خصبا لنشر العلوم والمعارف الأسلامية
فشهدت فترة إمامته /ع/ وطوال خمسة وثلاثين سنة
نشاطا فكريا قيّما .
حتى إستطاع/ع/ أن يخلق نواة مدرسة فكرية
لها طابع المعصومين/ع/ ومعالمها المتميّزة وتخرج منها الأصحاب الأجلاّء والرواة والمحدثين والفقهاء.
ويمكن للذي يُريد التوسع مراجعة معاجم الحديث والسير والمجاميع الروائية الأربعة الشيعية وهي الكافي للكليني
ومن لايحضره الفقيه للصدوق
والتهذيب والإستبصار للطوسي
فسيجد جليا مارواه الإمام علي بن الحسين/ع/ في باب التوحيد والفقه والأخلاق والمجتمع والتأريخ.
ومن أشهر أصحاب الإمام /ع/ الذين تربوا على يديه وصبروا معه في محنته بعد واقعة الطف الأليمة
هو يحيى بن أم الطويل المطعمي وهومن أصحاب علي بن الحسين ( عليهما السلام )
وقال الفضل بن شاذان في حق هذا الصحابي:
(( لم يكن في زمن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في أول أمره إلا خمسة أنفس وذكر من جملتهم يحيى بن أم الطويل .))
ورويَ عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
((ارتد الناس بعد الحسين ( عليه السلام ) إلا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم ،))
وهولاء الثلاثة هم من الثقات والعدول وبتوثيق كتب الرجال.
/هامش الكافي /الكليني/ ج2/ص 380.
ومن خيرة أصحاب الإمام زين العابدين /ع/أيضا هما
حكيم بن جبير وسعيد بن جبيرو كلاهما من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام
/الأختصاص/المفيد/ ص8.
وسعيد بن جبير هذا معروف دوره الرسالي وصموده الإيماني بوجه الظالم الأموي الحجاج الثقفي والذي قتله ظلما وعدوانا
كونه من أتباع علي بن الحسين/ع/ إمام الوقت والإنسان آنذاك
/هامش /المسائل الصاغانية /المفيد/ص 37.
ومن الأصحاب الأجلاّء أيضا الذين رووا ما حفظوا عن الإمام علي بن الحسين/ع/ هو أبو حمزة الثمالي
(ثابت بن دينار)
الذي روى دعاء السحر وروايات كثيرة صحيحة عن الإمام/ع/
ومنها رسالة الإمام/ع/ في الحقوق
فقد قال أبو حمزة الثمالي راوياً عن الإمام علي بن الحسين/ع/
عن السجاد ( عليه السلام ) في حديث الحقوق قال :
(( وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فإن تعلم أن الله جعل عتقك له وسيلة له ، وحجابا لك من النار ، وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم ، مكافأة لما أنفقت من مالك ، وفي الآجل الجنة ))
/مستند الشيعة/المحقق النراقي/ج19/ص404.
والصحابي صالح بن كيسان المدني عده الشيخ الطوسي
من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام
انظر/رجال الطوسي/ص 93
و محمد بن شهاب الزهري ، من أصحاب علي بن الحسين/ع/
/خلاصة الأقوال/العلامة الحلي/ص392.
وروى الكثير عن الإمام علي بن الحسين/ع/
وأكتفي برواية واحدة صحيحة
فقد روي عن الزهري أنه قال :
دخلت على علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال :
يا زهري ، من أين جئت ؟
فقلت : من المسجد ، فقال ( عليه السلام ) ، فيم كنتم ؟
قلت : تذاكرنا أمر الصوم ، فاجتمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس شئ من الصوم واجب إلا صوم شهر رمضان .
فقال ( عليه السلام ) : يا زهري ، ليس كما قلتم ،
إن الصوم على أربعين وجها : فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان ،
وعشرة أوجه منها صيامهن حرام ،
وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها
( بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر ،)
وصوم الإذن على ثلاثة أوجه ،
وصوم ( التأديب )
وصوم الإباحة ، وصوم السفر ، وصوم المرض .
فقلتُ (أي ابن الزهري): فسّرهُنّ لي ،
فقال ( عليه السلام ) : أما الواجب :
فصيام شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا
وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق ،
قال الله تبارك وتعالى :
( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين )
وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار
( لمن لم يجد العتق واجب )
، قال الله تبارك وتعالى :
( فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا )
وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الإطعام ،
قال الله تبارك وتعالى :
( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم )
كل ذلك متتابع وليس بمتفرق .
( وصيام أذى الحلق ) - حلق الرأس - واجب ،
قال الله تعالى :
( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )
فصاحبها فيها بالخيار ، فإن صام صام ثلاثا .
وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي ،
قال الله عر وجل :
( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة )
وصوم جزاء الصيد واجب ،
قال الله تعالى :
( ومن قتله منكم معتمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما )
وأكتفي بهذا القدر فالرواية طويلة جدا ممكن مراجعتها في
كتاب/الهداية/الصدوق/ص 200.
وهي بحد ذاتها تكشف عن عمق علم الإمام/ع/ ودقته وضبطه ومنهجه في تربية أصحابه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف: