المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( المنهجُ العلمي للإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ومهمته التعليمية ))


مرتضى علي الحلي
21-12-2011, 11:57 AM
((المنهجُ العلمي للإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ومهمته التعليمية))
==============================

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين


إنّ مراجعةً دقيقةً الى سيرة الإمام علي بن الحسين/ع/ تُطلعنا على أنه/ع/ قد ورث العلم والمعرفة والأخلاق عن آبائه/ع/

ولاسيما ممَن عاصرهم مثل الإمام علي بن أبي طالب/ع/ وأبيه الحسين/ع/ وعمه الحسن/ع/


فبلا شك أنّ ولادة الإمام علي بن الحسين/ع/ كانت في سنة 38/للهجرة النبوية الشريفة

وهذا يعني أنه أدرك شخص جده علي /ع/ وهو طفل وحين ولدته أمه وزُفَت البشرى لعلي/ع/ سجدا لله شكرا وأسماه عليا

/إنظر/رجال تركوا بصمات على قسمات التأريخ/السيد لطيف القزويني/ص130.


وكذا عاش /ع/ ردحا كبيرا من الزمن مع عمه الحسن/ع/ وأبيه الحسين/ع/


ومن المعلوم أنّ أئمة أهل البيت المعصومين /ع/ يتوارثون العلمَ أباً عن جد وبمقدار واحد ومتساوي.



فعن معمر بن خلاد قال :

سمعتُ الرضا عليه السلام وذكر شيئا فقال :

ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني

وقال /ع/:
((إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة))

وهذا تعبير كنائي عن تساوي العلم المتوارث فيما بيننا نحن أهل البيت.

/الكافي /الكليني/ج1/ص 320.


فكان الإمام علي بن الحسين/ع/ كثير الرواية عن أبيه الحسين/ع/ وعن جده أمير المؤمنين علي/ع/


وهذا ما جعل المفسرون القدامى يعتمدون على روايته في تفسير النصوص القرآنية بإعتباره ثقة ومن أهل بيت النبوة المعصومين/ع/
/إنظر/ تفسير الثعلبي/ الثعلبي/ 7/ص135.



ولا يقول قائل كيف كان الأئمة المعصومون /ع/ يتوارثون العلم عن أكابرهم وهم صغار؟

فنقول كما قال القرآن الكريم
في قصة يحيى /ع/ وعيس بن مريم وهما نبيان/ع/


وبإعتقادنا نحن أتباع أئمة أهل البيت /ع/ أنّ الإمام هو نفس النبي بفارق النبوة



من حيث أهليته لتحمل علم الله تعالى وعلم رسوله /ص/
وقدرته على إدارة وتدبير أمر الناس في الهداية والنظام العام من بعد النبي.

لذا قال الله تعالى في حقيقة ذلك يوم المباهلة


{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61


معنى الآية هذه


(فمن حاجك) جادلك من النصارى (فيه من بعد ما جاءك من العلم)
بأمره (فقل) لهم يارسول الله محمد/ص/

(تعالَوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فنجمعهم
(ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء

(فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول:

اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وآله سلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به

فقالوا:

حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك

فقال ذو رأيهم:

لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا

فأتوا الرسول صلى الله عليه وآله سلم

وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي
وقال لهم: /ص/((إذا دعوت فأمِّنوا))

فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية ،

وعن ابن عباس قال:

لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ،




ولم يدع أحد انه ادخل النبي محمد ( ص ) تحت الكساء عند المباهلة للنصارى إلاّ علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين

فكان تأويل قوله تعالى ( أبنائنا ) الحسن والحسين ونساءنا فاطمة

وأنفسنا علي بن أبي طالب عليهم السلام

/إنظر/ عيون أخبار الرضا/الصدوق/ج2/ص 81.





فقال الله تعالى في خصوص هذه الحقيقة أيضا

{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12

وفي قصة عيسى/ع/
قال تعالى

{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً }مريم29


{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30



فالإمام علي بن الحسين/ع/ كان يُفسّر القرآن الكريم بوجهه الحق عن علمٍ أخذه/ع/ من أبيه وجده/ع/

وفي رواية أذكرها هنا يتضح لك مكانة الإمام/ع/ العلمية

فقد ورد
في تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام )

عند قوله تعالى في سورة البقرة


{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }البقرة65


قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) :

كان هؤلاء قوما يسكنون على شاطئ بحر فنهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت ،

فتوصلوا إلى حيلة ليحلّوا بها لأنفسهم ما حرم الله ،

فخدوا أخاديد وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ،

ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع ،

فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان لها فدخلت الأخاديد وحصلت في الحياض والغدران ،

فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج لتأمن من صائدها فرامت الرجوع فلم تقدر ،

وبقيت ليلتها في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع لمنع المكان لها ،

وكانوا يأخذون يوم الأحد ويقولون : ما اصطدنا في السبت وإنما اصطدنا في الأحد ،

وكذب أعداء الله بل كانوا آخذين بها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم

/إنظر/ الحدائق الناضرة/المحقق البحراني/ج25./ص377.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرتضى علي الحلي :: النجف الأشرف :

الشاعر333
22-12-2011, 08:39 PM
السلام عليك
يا ابا عبد الله
وفقكم الله لطرح هكذا مواضيع مفيدة ورائعة

حبيبة الحسين
28-12-2011, 11:53 PM
مشكورين لهذه الجهود القيمة
بارك الله بكم
جعلها الله في ميزان اعمالكم
لكم مني ارقى التحايا والاحترام

مرتضى علي الحلي
31-12-2011, 10:06 AM
وفقكم الله لكل خير وصلاح
وتقديري لكم