د. حامد العطية
21-12-2011, 11:37 PM
في العراق ثلاث فدراليات لا واحدة
د. حامد العطية
لو تحرينا تاريخ كل الفدراليات في العالم، مثل أمريكا وكندا والهند، لوجدنا بأنها كلها تقريباً خطوة نحوة الوحدة لا التقسيم، لأن الدول الفدرالية كانت ما قبل ذلك دويلات أو ولايات اختارت التوحد تحت مظلة دولة فدرالية موحدة، والشذوذ الصارخ على ذلك هو العراق، فقد كان موحداً، وأصبح فدرالياً، وهو الآن يخطو بخطى حثيثة نحو التقسيم.
في كل الدول الفدرالية توجد فدرالية واحدة إلا في العراق حيث استحدثت ثلاث فدراليات هي كما يلي:
فدرالية الإثنيات العرقية
فدرالية المذاهب الدينية
وفدرالية المناطق الجغرافية
تتمثل فدرالية الإثنيات في إقليم كردستان، وبالتالي تكون المناطق العراقية من غير كردستان بالنتيجة إقليماً ثانياً – وإن لم يكن ذلك قائماً بالفعل - هو للعرب وبقية الفئات السكانية من غير الأكراد، والجماعتان العرقيتان ممثلتان في الحكومة الفدرالية بمناصب محددة وفي البرلمان بمقاعد خاصة لكل منهما.
الدليل على وجود فدرالية الطوائف المذهبية قاعدة المحاصصة الطائفية، والتي أقرت توزيعاً للمناصب بين السنة والشيعة العرب، بحيث يكون للشيعة رئاسة الوزراء وللسنة رئاسة مجلس النواب ولكل منهما نائب من الطائفة الآخرى، كما اصبح تقليداً ثابتاً تخصيص عدد من المناصب الوزارية لكل من الطائفتين، فلا مجال لاستثناء أي منهما من التشكيلة الوزارية، كما أن من المحتم توزع المناصب الحكومية المدنية والعسكرية وفقاً لتوزيع إثني وطائفي يراعي فدرالية الإثنيات والطوائف.
فدرالية المناطق الجغرافية مطلب لجمهرة من العراقيين، البعض منهم يدعوا لإقليم للوسط والجنوب، وهنالك من ينادي بإقليم لمحافظة البصرة فقط، لتمكين سكانها من الاستفادة من مواردها وموقعها الجغرافي، وبالأمس القريب قرأنا عن مشاريع لإنشاء إقليم في محافظة صلاح الدين واخر في الأنبار وثالث في ديالى، واصحاب هذه الدعوات والمطالب يؤمنون بشرعيتها وتطابقها مع أحكام الدستور، لذا فإن فدرالية المناطق الجغرافية موجودة، وإن كانت على الورق وفي عقول الناس، وليس من المستبعد أن نشهد ولادتها في القريب العاجل.
فدرالية واحدة كافية لقصم ظهر العراق فما بالك بثلاث، والفضل في ذلك للإحتلال الأمريكي والعراقيين الذين يناصرون الفدرالية.
21 كانون الأول 2011م
د. حامد العطية
لو تحرينا تاريخ كل الفدراليات في العالم، مثل أمريكا وكندا والهند، لوجدنا بأنها كلها تقريباً خطوة نحوة الوحدة لا التقسيم، لأن الدول الفدرالية كانت ما قبل ذلك دويلات أو ولايات اختارت التوحد تحت مظلة دولة فدرالية موحدة، والشذوذ الصارخ على ذلك هو العراق، فقد كان موحداً، وأصبح فدرالياً، وهو الآن يخطو بخطى حثيثة نحو التقسيم.
في كل الدول الفدرالية توجد فدرالية واحدة إلا في العراق حيث استحدثت ثلاث فدراليات هي كما يلي:
فدرالية الإثنيات العرقية
فدرالية المذاهب الدينية
وفدرالية المناطق الجغرافية
تتمثل فدرالية الإثنيات في إقليم كردستان، وبالتالي تكون المناطق العراقية من غير كردستان بالنتيجة إقليماً ثانياً – وإن لم يكن ذلك قائماً بالفعل - هو للعرب وبقية الفئات السكانية من غير الأكراد، والجماعتان العرقيتان ممثلتان في الحكومة الفدرالية بمناصب محددة وفي البرلمان بمقاعد خاصة لكل منهما.
الدليل على وجود فدرالية الطوائف المذهبية قاعدة المحاصصة الطائفية، والتي أقرت توزيعاً للمناصب بين السنة والشيعة العرب، بحيث يكون للشيعة رئاسة الوزراء وللسنة رئاسة مجلس النواب ولكل منهما نائب من الطائفة الآخرى، كما اصبح تقليداً ثابتاً تخصيص عدد من المناصب الوزارية لكل من الطائفتين، فلا مجال لاستثناء أي منهما من التشكيلة الوزارية، كما أن من المحتم توزع المناصب الحكومية المدنية والعسكرية وفقاً لتوزيع إثني وطائفي يراعي فدرالية الإثنيات والطوائف.
فدرالية المناطق الجغرافية مطلب لجمهرة من العراقيين، البعض منهم يدعوا لإقليم للوسط والجنوب، وهنالك من ينادي بإقليم لمحافظة البصرة فقط، لتمكين سكانها من الاستفادة من مواردها وموقعها الجغرافي، وبالأمس القريب قرأنا عن مشاريع لإنشاء إقليم في محافظة صلاح الدين واخر في الأنبار وثالث في ديالى، واصحاب هذه الدعوات والمطالب يؤمنون بشرعيتها وتطابقها مع أحكام الدستور، لذا فإن فدرالية المناطق الجغرافية موجودة، وإن كانت على الورق وفي عقول الناس، وليس من المستبعد أن نشهد ولادتها في القريب العاجل.
فدرالية واحدة كافية لقصم ظهر العراق فما بالك بثلاث، والفضل في ذلك للإحتلال الأمريكي والعراقيين الذين يناصرون الفدرالية.
21 كانون الأول 2011م