حيدر عراق
23-12-2011, 10:07 AM
مظفر النواب والثورات العربية (فلسطين ومصر والسعودية 5/7)
حيدر محمد الوائلي
((الحلقة الخامسة))
ومن ثم يعرج مظفر النواب على فلسطين الجرح الغائر في شرف الأمة العربية، والكيان الصهيوني الذي أصبح من أقوى دول المنطقة بفضل خيانة الحكام العرب وتخاذل الشعوب تلك الأيام وحتى يومنا الحالي...
وبعد اللتيا والتي وبعد أن وقع الفأس بالرأس فقد أتت الثورات متأخرة جداً ضد تلك الأنظمة الفاسدة والمتخاذلة، ولكنها جاءت وهذا المهم في الأمر فمرحباً بالثورات ضد الظالمين ورحم الله شهداءها ممن نذروا النفوس قرابين على مذابح الحرية صارخين بـ(لا) للحاكمين الظالمين الفاسدين، وخوفي أن يرث دماء الشهداء الزكية تلك الجبناء والأنتهازيين، وخوفي من أن تأكل الثورة أبطالها ليحكم بأسمهم جبنائها ومن خذلها وتقاعس عنها.
يقول مظفر النواب (قصيدة طلقة ثم الحدث):
إني ذاهب للجرح...
للطلقة...
للعمق الفلسطيني...
لا تلتزم الطلقة...
لا يلتزم الإسعاف إلا بالمهمات وخط السير...
قد يرتبك العداد، قد تشتبك الأحداث والحارات والخندق...
أستهدي بطعم الألم الثوري...
أستهدي بنجم غامض لا يتلف البعد ولا تتلفه الأبعاد...
أستهدي بقلبي كلما ضعت...
هنا خارطة للوطن المحتل...
لا تقبل شبراً ناقصاً منه...
وقد أمنها عندي بقلبي، هاهنا الأجداد ...
ويسأم النواب كما الشعب من برقيات المواساة والحزن المزيف لضياع شرف فلسطين ولسكوت الحكام وشعوبها على مجازر ظلم النظام السابق بحق العراقيين وبغداد مسرح للقتل والدمار وحصار أهلها دون نظام الحكم السارق السلطة يومها، والعرب يتفرجون على العراقيين يموتون ويجوعون ويقتلون بعشرات الآلاف يومياً...
والشعوب العربية خانعة وترى العراق يثور ضد الحاكم الظالم سنة 1991 ولا يوجد له لا ناصر ولا معين ولا حتى برقية نصرة لهذا الشعب المظلوم لتصبح فجأة اليوم الثورات مباركة (دينياً وسياسياً) ويتسابقون على برقيات البركة وكأنهم كانوا موتى قبل ذلك فأحياهم تفجر ثورة الشباب العربي.
فأين كنتم قبل هذا، أيام كانت رؤوس العراقيين ترفع على الرماح العربية بالمشانق والسجون، وظالميه يقتلونه ليل نهار ولا يؤيد ثورة الشعب أحد فلا كلام، ومظفر النواب يريد ما يفعله الشعب العربي اليوم من ثورات تونس ومصر وليبيا والبحرين والسعودية واليمن وسوريا والحبل على الجرار فطلقة ثم الحدث حيث يقول:
ها أنا أعلن أن الجرح يمتد...
ولا يلقى سوى المستنقع القطري حتى العظم...
والحزن البريدي...
سئمت الحزن برقياً.. سئمت القتل تكراراً...
كفى مهزلة...
إني أحن الآن أن أقتل في بغداد...
أعطوني قرارا واضحاً...
أو أنني حربٌ على هذا تصديكم...
ولا أفهم ما معنى صمودٍ سالبٍ...
أو وحدة في الدرج...
قد تفنى وما زالت.. ويفنى بعدنا الأحفاد...
طلقة ثم الحدث...
ويعود النواب يستذكر وثبة (خالد الأسلامبولي) الذي إغتال حاكم مصر (أنور السادات) صاحب اتفاقية (كامب ديفيد) إتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويعده النواب ثائراً بأمتياز ثم يصف النواب ألم (خالد) وتعذيبه ولماذا فعل (خالد) ما فعل، يقول:
سمع الطلقة فأهتز...
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد...
شهق الكون.. من التنفيذ.. من شاحنة الأقدار...
واشتاقت برحم الغيب أجيالا...
ترى (خالد) طوداً يطلق النار...
وصوت الشعب في الطود...
وقد فرت حكومات الجراد...
يا لواءاً خامراً بالله والتنفيذ...
هذي كانت التكبيرة الأولى لأرتال صلاح الدين في أيامنا...
من أي تركيب من الأحزان.. والأعشاب.. والعزة...
مصر عجنت لحمك...؟!
من أي حنان حزن عينيك...؟!
وضحك الطلقة الأولى، وتلك الوقفة العملاقة النشوى...
أيا عملاق.. يا عملاق في التخطيط.. في القفزة.. في الإجهاز...
في تلخيصك الفوري للموقف...
تحيا مصر...
في فهمك للبعد الفلسطيني للنيل...
وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس...
رآك الناس رؤيا العين...
أطعمت حماماتٍ بلون العشق والفيروز في الأقصى...
ولما إجتمع الأطفال كنت الأب والحلوى...
وأعطيت يتيماً دامع الخدين ظرف الطلقة الأولى...
وقالوا ذهب الطفل إلى قبر أبيه...
أفعم الظرف تراباً، وأتى يركض...
فأستغفيت.. أو غبت عن الوعي على طاولة التعذيب...
وانهارت على صمتك آلاف العصي...
إنهارت الدولة.. أمريكا...
ومن أُخرِج كالقنفذ من تحت المقاعد !! –يقصد حسني مبارك–
يرفس التعذيب ذئباً تحت أقدامك...
فالترتيل باسم الله والجوع...
لقد صلّب كالصخرة هذا القلب...
لكني أرى عشق في قرار القلب...
ثم النار.. ثم البحر.. والتاريخ.. والوعي الرسالي لهذا الكون...
تلتف.. وتلتف.. غريب يمسك الجوع على الإيمان سكيناً...
غريب ليس يكفي الجوع...
غريب ليس يكفي الوعي...
وعي الجوع...
تلك الطلقة الخالقة الأولى...
ويعرج النواب مرة أخرى لدور السعودية المتخاذل والسلبي كما في ثورات اليوم حيث ناصرت ظالمين ضد اخرين وفق نفس طائفي مقيت فقد رحبت بدكتاتور تونس (زين العابدين) ودكتاتور اليمن (علي عبد الله صالح) ودعمت دكتاتور مصر (حسني مبارك) وقمعت ثورة البحرين بالسلاح والدبابات ودرع الجزيرة الذي تقوده السعودية بدعم من دول الخليج بالمال والجنود والسلاح...
ولا زالت دماء ثوار البحرين ندية، وآثارها باقية شاهدة لساعة كتابة هذه السطور على جرائم إقترفتها أنظمة الحكم الخليجية الظالمة الخائنة على أيدي قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية دعماً لدكتاتور البحرين ضد شعب البحرين لسبب طائفي بغيض وهو أن غالبية شعب البحرين يدينون بطائفة تخالف الطائفة التي بأسمها يحكم ملك السعودية وملوك وأمراء الخليج، فيقول النواب مخاطباً خالد الأسلامبولي ومن ثم يعرِّج على هذا الموضوع:
وكم جعت.. وجاعت مصر...
واستفردها النفط...
قد إستفردها النفط السعودي...
ولكن بصقت في وجه كل النفط...
لكن وضعت كل الأسى والدمع في مخزنك الناري...
لمّا تنتهي الأشياء...
تلك الطلقة الأولى وللحدس شواهد...
((يتبعها قريباً الحلقة السادسة))
حيدر محمد الوائلي
((الحلقة الخامسة))
ومن ثم يعرج مظفر النواب على فلسطين الجرح الغائر في شرف الأمة العربية، والكيان الصهيوني الذي أصبح من أقوى دول المنطقة بفضل خيانة الحكام العرب وتخاذل الشعوب تلك الأيام وحتى يومنا الحالي...
وبعد اللتيا والتي وبعد أن وقع الفأس بالرأس فقد أتت الثورات متأخرة جداً ضد تلك الأنظمة الفاسدة والمتخاذلة، ولكنها جاءت وهذا المهم في الأمر فمرحباً بالثورات ضد الظالمين ورحم الله شهداءها ممن نذروا النفوس قرابين على مذابح الحرية صارخين بـ(لا) للحاكمين الظالمين الفاسدين، وخوفي أن يرث دماء الشهداء الزكية تلك الجبناء والأنتهازيين، وخوفي من أن تأكل الثورة أبطالها ليحكم بأسمهم جبنائها ومن خذلها وتقاعس عنها.
يقول مظفر النواب (قصيدة طلقة ثم الحدث):
إني ذاهب للجرح...
للطلقة...
للعمق الفلسطيني...
لا تلتزم الطلقة...
لا يلتزم الإسعاف إلا بالمهمات وخط السير...
قد يرتبك العداد، قد تشتبك الأحداث والحارات والخندق...
أستهدي بطعم الألم الثوري...
أستهدي بنجم غامض لا يتلف البعد ولا تتلفه الأبعاد...
أستهدي بقلبي كلما ضعت...
هنا خارطة للوطن المحتل...
لا تقبل شبراً ناقصاً منه...
وقد أمنها عندي بقلبي، هاهنا الأجداد ...
ويسأم النواب كما الشعب من برقيات المواساة والحزن المزيف لضياع شرف فلسطين ولسكوت الحكام وشعوبها على مجازر ظلم النظام السابق بحق العراقيين وبغداد مسرح للقتل والدمار وحصار أهلها دون نظام الحكم السارق السلطة يومها، والعرب يتفرجون على العراقيين يموتون ويجوعون ويقتلون بعشرات الآلاف يومياً...
والشعوب العربية خانعة وترى العراق يثور ضد الحاكم الظالم سنة 1991 ولا يوجد له لا ناصر ولا معين ولا حتى برقية نصرة لهذا الشعب المظلوم لتصبح فجأة اليوم الثورات مباركة (دينياً وسياسياً) ويتسابقون على برقيات البركة وكأنهم كانوا موتى قبل ذلك فأحياهم تفجر ثورة الشباب العربي.
فأين كنتم قبل هذا، أيام كانت رؤوس العراقيين ترفع على الرماح العربية بالمشانق والسجون، وظالميه يقتلونه ليل نهار ولا يؤيد ثورة الشعب أحد فلا كلام، ومظفر النواب يريد ما يفعله الشعب العربي اليوم من ثورات تونس ومصر وليبيا والبحرين والسعودية واليمن وسوريا والحبل على الجرار فطلقة ثم الحدث حيث يقول:
ها أنا أعلن أن الجرح يمتد...
ولا يلقى سوى المستنقع القطري حتى العظم...
والحزن البريدي...
سئمت الحزن برقياً.. سئمت القتل تكراراً...
كفى مهزلة...
إني أحن الآن أن أقتل في بغداد...
أعطوني قرارا واضحاً...
أو أنني حربٌ على هذا تصديكم...
ولا أفهم ما معنى صمودٍ سالبٍ...
أو وحدة في الدرج...
قد تفنى وما زالت.. ويفنى بعدنا الأحفاد...
طلقة ثم الحدث...
ويعود النواب يستذكر وثبة (خالد الأسلامبولي) الذي إغتال حاكم مصر (أنور السادات) صاحب اتفاقية (كامب ديفيد) إتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويعده النواب ثائراً بأمتياز ثم يصف النواب ألم (خالد) وتعذيبه ولماذا فعل (خالد) ما فعل، يقول:
سمع الطلقة فأهتز...
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد...
شهق الكون.. من التنفيذ.. من شاحنة الأقدار...
واشتاقت برحم الغيب أجيالا...
ترى (خالد) طوداً يطلق النار...
وصوت الشعب في الطود...
وقد فرت حكومات الجراد...
يا لواءاً خامراً بالله والتنفيذ...
هذي كانت التكبيرة الأولى لأرتال صلاح الدين في أيامنا...
من أي تركيب من الأحزان.. والأعشاب.. والعزة...
مصر عجنت لحمك...؟!
من أي حنان حزن عينيك...؟!
وضحك الطلقة الأولى، وتلك الوقفة العملاقة النشوى...
أيا عملاق.. يا عملاق في التخطيط.. في القفزة.. في الإجهاز...
في تلخيصك الفوري للموقف...
تحيا مصر...
في فهمك للبعد الفلسطيني للنيل...
وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس...
رآك الناس رؤيا العين...
أطعمت حماماتٍ بلون العشق والفيروز في الأقصى...
ولما إجتمع الأطفال كنت الأب والحلوى...
وأعطيت يتيماً دامع الخدين ظرف الطلقة الأولى...
وقالوا ذهب الطفل إلى قبر أبيه...
أفعم الظرف تراباً، وأتى يركض...
فأستغفيت.. أو غبت عن الوعي على طاولة التعذيب...
وانهارت على صمتك آلاف العصي...
إنهارت الدولة.. أمريكا...
ومن أُخرِج كالقنفذ من تحت المقاعد !! –يقصد حسني مبارك–
يرفس التعذيب ذئباً تحت أقدامك...
فالترتيل باسم الله والجوع...
لقد صلّب كالصخرة هذا القلب...
لكني أرى عشق في قرار القلب...
ثم النار.. ثم البحر.. والتاريخ.. والوعي الرسالي لهذا الكون...
تلتف.. وتلتف.. غريب يمسك الجوع على الإيمان سكيناً...
غريب ليس يكفي الجوع...
غريب ليس يكفي الوعي...
وعي الجوع...
تلك الطلقة الخالقة الأولى...
ويعرج النواب مرة أخرى لدور السعودية المتخاذل والسلبي كما في ثورات اليوم حيث ناصرت ظالمين ضد اخرين وفق نفس طائفي مقيت فقد رحبت بدكتاتور تونس (زين العابدين) ودكتاتور اليمن (علي عبد الله صالح) ودعمت دكتاتور مصر (حسني مبارك) وقمعت ثورة البحرين بالسلاح والدبابات ودرع الجزيرة الذي تقوده السعودية بدعم من دول الخليج بالمال والجنود والسلاح...
ولا زالت دماء ثوار البحرين ندية، وآثارها باقية شاهدة لساعة كتابة هذه السطور على جرائم إقترفتها أنظمة الحكم الخليجية الظالمة الخائنة على أيدي قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية دعماً لدكتاتور البحرين ضد شعب البحرين لسبب طائفي بغيض وهو أن غالبية شعب البحرين يدينون بطائفة تخالف الطائفة التي بأسمها يحكم ملك السعودية وملوك وأمراء الخليج، فيقول النواب مخاطباً خالد الأسلامبولي ومن ثم يعرِّج على هذا الموضوع:
وكم جعت.. وجاعت مصر...
واستفردها النفط...
قد إستفردها النفط السعودي...
ولكن بصقت في وجه كل النفط...
لكن وضعت كل الأسى والدمع في مخزنك الناري...
لمّا تنتهي الأشياء...
تلك الطلقة الأولى وللحدس شواهد...
((يتبعها قريباً الحلقة السادسة))