المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة عبد الله بن سبأ


جابر عبد الله
27-12-2011, 06:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و له الحمد
اللهم صل على محمد و آل محمد

يقول الطبري في تاريخه :
كان بين الصحابة في عهد عثمان امور شنيعة لا تتحملها عقول العامة و امور كثيرة اعرضت عن ذكرها .
و قد وجد الطبري الحل لهذا الاشكال الذي تصوره و ليجد مخرجا لهذه الامور الشنيعة بين الصحابة التي لن تتحملها عقول العامة كما صرح و تصطدم مع مبدأ عدالة الصحابة ، وجد الحل في رواية لسيف بن عمر المعروف بالوضع و الزندقة استبدل بها بدلا عن الصحابة المعترضين على سياسة عثمان شخصية اخرى .
خلاصة رواية سيف ان يهوديا من اليمن اسلم و اسمه عبد الله ابن سبأ و يقال له ابن السوداء كان يحرض المسلمين و فيهم كبار الصحابة على عثمان و كان يراسل اهل الامصار في مصر و الكوفة و البصرة و انه رحل الى مصر و اجتمع بأهلها يحرضهم على عثمان فكانوا أكثر الناس دورا في الثورة و انه اول من ادعى أحقية علي بن ابي طالب بالخلافة و انه الوصي بعد رسول الله و افضل الخلق بعده ثم كان دوره البارز في حربي الجمل و صفين . و بعد ذلك لم يذكر سيف عن ابن سبأ شيئا لا في فتنة الخوارج او مقتل امير المؤمنين او الاحداث التي تلت ذلك .

سنحاول في بحثنا هذا ان نعرض رواية الطبري على الأحداث و الشخصيات المذكورة في أقدم كتب التاريخ الموثقة لنعرف حقيقة هذه الشخصية الخارقة التي جابت الامصار و أججت الثورة على عثمان بل و سار وراءها كبار الصحابة كما يصور لنا الطبري في تاريخه .
المراجع في هذا البحث هي :
- الامامة و السياسة لإبن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276
- تاريخ اليعقوبي لأحمد بن واضح المعروف باليعقوبي الكاتب العباسي المتوفى سنة 284
- تاريخ الأمم و الملوك لأبن جرير الطبري المتوفى سنة 310
- مروج الذهب لعلي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة 346

بداية نلاحظ ان الطبري هو الوحيد بين هؤلاء المؤرخين الذي تكلم عن شخصية ابن سبأ بالرغم من ان ابن قتيبة و اليعقوبي اقدم من الطبري و المسعودي معاصر له ، ثم جاء مؤرخون بعد الطبري فأعاد بعضهم نفس القصة نقلا عن الطبري كأبن كثير في البداية و النهاية و البعض الاخر تغاضى عن ذكرها و لم يعتمدها كالسيوطي في تاريخ الخلفاء .

السؤال الآن
من هو ابن سبأ ؟
هذا ما سنحاول ان نعرفه و نحن نقرأ معا ما بين السطور و الأحداث
***
السؤال الأول : من هؤلاء الذين كان رأيهم أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو أفضل الناس بعد رسول الله و الأحق بخلافته و أنه هو الوصي ؟ هل أتباع ابن سبأ كما يزعم الطبري ؟ تعالوا بنا نبحث في كتب التاريخ .

اليعقوبي

دخلت مسجد رسول الله، فرأيت رجلاً جاثياً على ركبتيه يتلهف تلهف من كان الدنيا كانت له فسلبها، وهو يقول:
واعجباً لقريش، ودفعهم هذا الأمر على أهل بيت نبيهم، وفيهم أول المؤمنين، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس وأفقههم في دين الله، وأعظمهم غناء في الإسلام، وأبصرهم بالطريق، وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحاً للأمة ولا صواباً في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة، فبعدا وسحقا للقوم الظالمين.
فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله، ومن هذا الرجل؟ فقال: أنا المقداد بن عمرو، وهذا الرجل علي بن أبي طالب.
فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي! إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل ولا الرجلان.
ثم خرجت، فلقيت أبا ذر، فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد،
ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فذكرت ذلك له فقال: لقد أخبرنا بذلك .

***

كان أبو ذر الغفاري يجمع الناس في المسجد و يقول : أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي،
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم، محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة، أو كالقبلة المنصوبة، أو كالشمس الضاحية، أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها، وبورك زبدها،
محمد وارث علم آدم وما فضل به النبيون، وعلي بن أبي طالب وصي محمد، ووارث علمه.
أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها! أما لو قدمتم من قدم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه،
فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

***

المسعودي

كان عمار بن ياسر يقف في مسجد النبي صلى الله عليه و آله و يخطب في الناس قائلا : يا معشر قريش، أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة وهنا مرة فما أنا بآمِنٍ من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله .
وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل ما أوذى به أهل هذا البيت بعد نبيهم، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو؟ فقال: إني واللّه لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم، وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد الرحمن أعجب من قريش - وإنما تطوُلُهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده من أيديهم أما ولايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر .

***

كان حذيفة بن اليمان عليلاً بالكوفة في سنة ست وثلاثين، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي فقال: أخرجوني وادعوا الصلاة جامعةً .
فوضع على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبي وعلى اله، ثم قَال:
أيها الناس، إن الناس قد بايعوا عليّاً فعليكم بتقوى اللّه وانصروا عليّاً ووازروه؛ فواللّه إنه لعلى الحق آخرا وأولاً، وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة، ثم أطبق يمينه على يساره ثم قال: اللهم أشهد، إني قد بايعت عليّاً، وقال: الحمد للهّ الذي أبقاني إلى هذا اليوم،
وقال لا بنيه صفوان وسعد، احملاني وكونا معه، فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس، فاجتهدا أن تستشهدا معه، فإنه واللّه عَلَى الحق، ومن خالفه عَلَى البَاطل .

إجابة السؤال الأول اذن واضحة و لا تحتاج الى بيان ! تعالوا الى السؤال الثاني
***
السؤال الثاني : هل كان اليهودي ابن سبأ او ابن السوداء هو الذي حرض المسلمين على الثورة على عثمان بذكره الأمور التي خالف فيها عثمان ؟

ابن قتيبة

اجتمع ناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه، وما كان من هبته خمس إفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله، ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين، وما كان من تطاوله في البنيان، حتى عدوا سبع دور بناها بالمدينة: دارا لنائلة، ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته، وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله، وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني أمية أحداث وغلمة لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور، وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال لهم: إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم، وتعطيله إقامة الحد عليه، وتأخيره ذلك عنه، وتركه المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شيء ولا يستشيرهم، واستغنى برأيه عن رأيهم، وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة، وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من النبي عليه الصلاة والسلام، ثم لا يغزون ولا يذبون، وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط، وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس، وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران .

ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان، وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود، وكانوا عشرة، فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار، جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده، فمضى حتى جاء دار عثمان، فاستأذن عليه، فأذن له في يوم شات، فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية، فدفع إليه الكتاب فقرأه،
فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم، قال: ومن كان معك؟ قال: كان معي نفر تفرقوا فرقا منك، قال: من هم؟ قال: لا أخبرك بهم. قال: فلم اجترأت علي من بينهم؟
فقال مروان: يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود (يعني عمارا) قد جرأ عليك الناس، وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه،
قال عثمان: اضربوه، فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه،
فغشي عليه، فجروه حتى طرحوه على باب الدار، فأمرت به أم سلمة زوج النبي عليه الصلاة والسلام، فأدخل منزلها.

***
حين اشتد اعتراض الصحابة على عثمان ارسل في طلب ولاته من الامصار ، فجاء معاوية من الشام و لقي عمار بن ياسر فقال له : يا عمار، إن بالشام مئة ألف فارس، كل يأخذ العطاء، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم، لا يعرفون عليا ولا قرابته، ولا عمارا ولا سابقته ،
فإياك يا عمار أن تقعد غدا في فتنة تنجلي، فيقال: هذا قاتل عثمان .
***
اليعقوبي

اعتل ابن مسعود، فأتاه عثمان يعوده، فقال له: ما كلام بلغني عنك؟
قال: ذكرت الذي فعلته بي، أنك أمرت بي فوطئ جوفي، فلم أعقل صلاة الظهر، ولا العصر، ومنعتني عطائي.
و أقام ابن مسعود مغاضباً لعثمان حتى توفي، وصلى عليه عمار بن ياسر، وكان عثمان غائباً فستر أمره. فلما انصرف رأى عثمان القبر، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبد الله بن مسعود. قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا: ولى أمره عمار بن ياسر، وذكر أنه أوصى ألا يخبر به،
ولم يلبث إلا يسيرا حتى مات المقداد، فصلى عليه عمار، وكان أوصى إليه، ولم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار، وقال: ويلي على ابن السوداء ! أما لقد كنت به عليماً.

وبلغ عثمان عن عمار كلام، فأراد أن يسيره أيضاً ( أي ينفيه كما فعل مع أبي ذر حيث نفاه الى الربذة )، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب، وسألوه إعانتهم، فقال علي: لا ندع عثمان ورأيه. فجلس عمار في بيته .
***
إجابة السؤال الثاني أيضا واضحة ، و قد ابتدأت بعض الأمور تتضح و الضوء يسلط على المواقف و الأسماء ، فالى السؤال الثالث ...
(يتبع)

جابر عبد الله
27-12-2011, 06:06 PM
من المعروف ان الثورة على عثمان بن عفان بدأت من الأمصار الثلاثة ، مصر و البصرة و الكوفة ، بالإضافة لأهل المدينة ، و قد كان للمصريين الدور الأكبر في تطور الأحداث حتى جاءت النهاية بمقتل الخليفة عندما غدر بأهل مصر و كانوا ستمائة رجل خرجوا من مصر قاصدين المدينة و على رأسهم محمد بن أبي بكر و ابن عديس البلوي ( من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة بيعة الرضوان ) و محمد بن ابي حذيفة مطالبين بعزل والي مصر عبد الله بن سعد بن ابي السرح و هو أخو عثمان من الرضاعة و كان قد ارتد و حرف القرآن فأهدر النبي دمه في فتح مكة و لو وجد متعلقا باستار الكعبة .
أصر المصريون على عزله و طلبوا تولية محمد بن ابي بكر فوافقهم عثمان مضطرا . فعادوا الى مصر و لكنهم وجدوا في الطريق رسول من عثمان و معه رسالة لوالي مصر ابن ابي السرح مختومة بخاتم عثمان يأمره بقتل محمد بن ابي بكر و من معه اذا قدموا عليه مصر . فرجع المصريون و عرضوا الأمر على الصحابة بالمدينة فاعتزلوا عثمان و تطورت الامور الى ان قتل عثمان .

يقول الطبري في روايته ان ابن سبأ هو من بدأ في اثارة المصريين و تحريضهم بأن سافر الى مصر و مكث فيها فترة يجتمع بهم ثم كان يراسل اهل مصر و يراسلونه .

السؤال الثالث : بالأضافة لمحمد بن ابي بكر و ابن ابي جذيفة ، من الذي سافر لمصر و كان محل ثقة المصريين و يراسلونه ؟ هل ابن سبأ كما يقول الطبري .

***

الطبري نفسه في تاريخه

أرسل عثمان عمار بن ياسر إلى مصر، وأرسل عبد الله بن عمر إلى الشأم، وفرّق رجالاً سواهم، فرجعوا جميعاً قبل عمّار، واستبطأ الناس عمّاراً حتى ظنوا أنه قد اغتيل، فلم يفجأهم إلاّ كتاب من عبد الله ابن سعد بن أبي سرح يخبرهم أنّ عماراً قد استماله قوم بمصر، وقد انقطعوا إليه .
و يقول في موضع آخر
وكان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن يساعدهم إلاّ في ثلاثة نفر؛ فإنهم كانوا يراسلونهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة، وعمَّار بن ياسر .

***

اتضح حتى الآن ان الاعتراض على سياسة عثمان كان من أكثر الصحابة و على رأسهم عمار و أبو ذر و المقداد و قد مات المقداد ثم ابو ذر منفيا في الربذة في اثناء خلافة عثمان و لم يبقى الا عمار بن ياسر و هو الذي كان يراسل المصريين و سافر الى مصر و كان اهلها يجتمعون اليه و يسمعون منه و كان عثمان و بنو امية من الحنق على عمار أن اطلقوا عليه ( ابن السوداء ) فقد كانت سمية ام عمار أمة أعتقت و تزوجت من ياسر ابو عمار و كان قد قدم مكة من اليمن و هما ، ياسر و سمية اول شهيدين في الاسلام بعد تعذيب المشركين لهما .
نحن الآن بعد مقتل عثمان و مبايعة الأمة علي بن أبي طالب عليه السلام و لكن الثورة المضادة و فلول النظام الفاسد لن تترك عليا يعيد الاسلام لأصوله المحمدية فماذا سيقول الطبري عن معركة الجمل
***
السؤال الرابع : يقول الطبري في روايته عن ابن سبأ انه الذي كان يحرض و يلهب حماس المتقاتلين في حربي الجمل و صفين .
حرب الجمل
المسعودي

ثم قام عمار بن ياسر بين الصفين فقال:
أيها الناس، ما أنصفتم نبيكم حين كففتم عقائلكم في الخدور وأبرزتم عقليته للسيوف،
وعائشة على جَمَل في هَوْدج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر، وجعلوا دونه اللبود، وقد غشي على ذلك بالدروع،
فدنا عمار من موضعها، فنادى: إلى ماذا تدعين؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان، فقال: قَاتَلَ اللّه في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحق،
ثم قال: أيها الناس، إنكم لتعلمون أينا الدم إلى في قتل عثمان. ثم أنشأ يقول وقد رَشَقُوه بالنبل:

فمنك البكاء، ومنك العويل ... ومنك الرياح، ومنك المَطَر
وأنت أمَرْتَ بقتل الإمام ... وقاتُله عندنا مَنْ أمر

وتواتر عليه الرمي واتصل، فحرك فرسه، وزال عن موضعه وأتى علياً فقال:
ماذا تنتظر يا أمير المؤمنين - وليس لك عند القوم إلا الحرب .

***
صفين
المسعودي

وقال عمار بن ياسر: إني لأرى وجوه قوم لا يزالون يقاتلون حتى يرتاب المبطلون، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَات هَجَر لكنا على الحق وكانوا على الباطل.
وتقدم عمار فقاتل ثم رجعٍ إلى موضعه فاستسقى، فأتته امرأة نساء بني شيبان من مصافهم بُعسّ فيه لبن، فدفعته إليه، فقال: الله أكبر اللّه أكبر، اليوم ألقى الأحبة تحت الأسنة، صدق الصادق، وبذلك أخبرني الناطق، وهو اليوم الذي وُعِدْتُ فيه .
ثم قال: أيها الناس، من رائح إلى اللهّ تحت العوالي؟
والذي نفسي بيده لنقاتلنهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله، وتقدم وهو يقول:

نحن ضربناكم على تنزيله ... قاليوم نضربْكُم على تأويله
ضرْباً يزيل الهام عن مَقِيلِه ... ويُذْهِلُ الخليلَ عن خليله
أو يرجعَ الحقُّ إلى سبيله

***
اليعقوبي

وقام عمار بن ياسر، فصاح في الناس، فاجتمع إليه خلق عظيم،
فقال: والله إنهم لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق، وانهم على الباطل.
ثم قال: ألا هل من رائح إلى الجنة؟ فتبعه خلق، فضرب حول سرادق معاوية، فقاتل القوم قتالاً
وقتل عمار بن ياسر، واشتدت الحرب في تلك العشية،
ونادى الناس: قتل صاحب رسول الله، وقد قال رسول الله:
تقتل عماراً الفئة الباغية.
***
ليس لدي ما أقوله إلا
رحم الله عمار بن ياسر .

جابر عبد الله
27-12-2011, 06:14 PM
بمقارنة رواية الطبري عن ابن سبأ و بين الاحداث و الشخصيات التي ذكرناها منذ بداية هذا الموضوع من الكتب التاريخية نلاحظ الآتي :


1 – ان الاعتراض على سياسة عثمان كان من أكثر الصحابة و كان أكثرهم اعتراضا عمار بن ياسر و المقداد و ابوذر و قد رحل الاخيران و بقي عمار لنهاية الاحداث
2 – ان ابا ذر و عمار و المقداد كانا دائما يصرحان بأحقية الامام علي في خلافة رسول الله و بأنه الوصي فقضية الخلافة و الوصية معروفة و مشهورة بين المسلمين
3 – ان عمار بن ياسر كان يراسل الثائرين في الامصار الناقمين على سياسة عثمان و خاصة اهل مصر
4 – ان عمار في رحلته الى مصر اطال البقاء فيها حتى اشتكى ابن ابي السرح الوالي من ان عمار استمال اهل مصر
5 – ان عثمان و بني أميه كانوا يقولون عن عمار ( ابن السوداء ) انتقاصا منه كما رأينا سابقا
6 - ان اختفاء ابن سبأ وتوقف الطبري وسيف بن عمر عن الحديث عنه بعد صفين لسبب بسيط هو استشهاد عمار في صفين
7 - ان عثمان و بني امية كانوا يشتدون على المعارضين لسياسة عثمان بالضرب و التنكيل و النفي و الحرمان من العطاء و فيهم صحابة من السابقين الى الاسلام فكيف تركوا اليهودي الذي اسلم حديثا دون التعرض له !!!
8– ان اصل عمار بن ياسر من اليمن و نسبه هو
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس المذحجي ثم العنسي
و بالبحث عن قبيلة مذحج و هي قبيلة ياسر ابو عمار نجد ان مذحج قبيلة من قبائل العرب القحطانية عرفت باسم جدها
مذحج بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ
***
و أخيراً ، قد يكون ابن سبأ اليهودي الذي اسلم في زمن الخليفة الثالث شخصية حقيقية كما يرى البعض او شخصية خيالية اخترعها خصوم الشيعة ليكيدوا للشيعة كما يرى البعض الآخر ، و لكن من المؤكد ان الطبري و سيف بن عمر قد استغلا هذا الاسم سواء كان حقيقي او خيالي ليحملوه كل الاحداث التي مرت بالمسلمين في عهد عثمان و ذلك للهروب من حرج الاقرار بالحقيقة التي يرى الطبري ان عقول العامة لا تتحملها
***
شكرا لمتابعتكم
و تمنياتي لكم بالتوفيق و في امان الله

تلميذ جعفري
27-12-2011, 10:31 PM
احسنتم بارك الله فيكم

تقبلوا مرورنا

وشكرا

أبواسد البغدادي
27-12-2011, 11:19 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
لوكان ابن سبا حقيقة لرايت القوم يالفون فيه الكتب وصححو طرق الحديث .. ولكن كما اسلفت فان الوحيد الذي انفرد هوالطبري عن الزنديق سيف ابن عمر ؟
بحث رائع اخي الطيب واستفدنا منه
ممنون منك

النجف الاشرف
28-12-2011, 10:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الاخ العزيز جابر أحسنتم كثيرا واجددتم .....
نعم كذبه الطبري روج لها أتباعه من الجهله ,, ولكن نسال سؤال لمن يعتقد بوجود خرافه عبد الله بن سبا ماهذا الرجل الذي حينما يقول كلمة يتبعه الالف من المسلمين ؟! رسول الله صلوات الله عليه 23 سنة ناضل اشد الناضل وتجد القران يشير الى كثره المنافقين واللوانهم ؟!!!!!
وقد يقول قائل بان أئمتكم يا أتباع اهل البيت يلعنون هذا الرجل فكيف تقولون بانه شخصيه وهميه نقول بان اهل البيت يعرفون بانه شخصيه وهميه ورغم ذلك يلعونه حتى لا يتركوا مجالا للمنافقين (= المسلمين بالظاهر وعبيد اليهود في الباطن ) اي مجال للطعن في الاسلام الاصيل اسلام الشيعة

والسلام عليكم

حيــــــــــدرة
28-12-2011, 03:40 PM
أحســــــــــــنت أيها الطيب الكريم

بحث رائع وتحقيق عميق في هذه الشخصية الأسطورة

والأعجب من ذلك كله ...
أن هناك من يُحسبون أنهم من الأنس
ويأكلون ويشربون وينامون
تماماً كبني البشر الطبيعيين
ولكنهم لا يريدون أن يعترفوا بحقيقة الكذبة الكبرى في قصة هذا المدعو أبن سبأ الى هذا اليوم ...!!!


وطال ما سألنا سؤالنا الشهير ومنذ أكثر من عشر سنوات :

هل من علمائكم ومشائخكم وحاخاماتكم
ومن أتاه الله تعالى علماً وفضلاً
من يجلب لنا دليل واحد صريح وصحيح ومعتبر
على أنا مذهبنا وعقيدتنا مأخوذة من هذا المدعو "عبدالله بن سبأ" حصرياً ؟




والحمدلله على نعمة ولاية الطيبين الطاهرين
والبرآءة من أبناء الطلقاء والعاهرات والظالمين

صفحة الحق
28-12-2011, 04:25 PM
بحث اكثر من ممتاز شكرا بارك الله فيك ووفقكم الى كل خير اخوانا العزيز جابر عبدالله

وانا ادعو اخواني واخواتي إلى قراءة هذا البحث فهو رائع جدا ...

أبو مسلم الخراساني
28-12-2011, 06:34 PM
هذا شخصية ابن سبأ كأنه شخص خارق وغامض وكان المسؤول كل الأحداث الفتنة في الدين الاسلام هو ابن سبأ
أمر مضحك جدا اصبح "سوبرمان او بادمان" مللنا اسطورة خارقة ابن سبأ ولا يوجد دليل قاطع بأن هو المسؤول عن كل الأحداث

اعرف شيءواحد وهم" صحابة" سببوا الفتنة والقتل وسب ليس ابن سبأ..

جابر عبد الله
28-12-2011, 06:56 PM
الأخوة الأفاضل الكرام
تلميذ جعفري
أبو أسد البغدادي
النجف الأشرف
حيدرة
صفحة الحق
ابو مسلم الخراساني
لشخصكم الكريم مني كل الشكر و التقدير
و قد شرفني و أسعدني أن أكون معكم في هذا المنتدى المبارك
دمتم جميعا في امان الله و حفظه