المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وصايا الإمام الحسين لزينب (عليهم السلام)


م_علي
02-01-2012, 12:39 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ

• الإمام الحسين (عليه السلام) يعالج سيفه ويوصي لاُخته زينب (عليها السلام) :
روي عن عليّ بن الحسينِ بن عليّ (عليه السلام) قال: إني جالسٌ في تلكَ العشيّةِ التي قُتل أبي صَبيحتَها، وَعمتي زينبُ عندِي تُمرضُني، إذ اعتزلَ أبي بأصحابِه في خَباءٍ له، وَعندَه حُوّى مَولى أبي ذر الغُفاري (1) وَهو يُعالجُ سَيفَه (2) ويُصلِحُهُ، وأبي يقولُ:
يَا دهرُ أفٍّ لكَ مِنْ خَلـيلِ * كَمْ لكَ بالأشراقِ وَالأصيـلِ
مِنْ صَاحبٍ أو طالبٍ قَتـيلِ * وَالدهرُ لا يَقـنعُ بـالبديـلِ
وإنَّمَا الأمـرُ إلى الـجليـلِ * وَكـلُّ حيٍّ سَالـكُ السبيـلِ
قال: فأعادها مرتين أو ثلاثاً حتّى فَهِمتُها، فَعرَفتُ مَا أرادَ، فَخنقَتني عَبرتي، فرددتُ دَمعي ولزمتُ السكون، فَعلمتُ أنّ البلاءَ قد نزلَ، فأمّا عمَّتي فإنها سَمِعت ما سمعتُ، وهي امرأةٌ وَفي النساء الرقَّةُ والجزعُ، فَلم تملك نفسَها أن وَثبت تَجرُّ ثوبَها وَإنها لحاسرةٌ، حتّى انتهت إليه فقالت: واثكلاه، لَيتَ الموتَ أعدمني الحياة، اليومَ ماتتْ فاطمةُ أمّي وعليٌّ أبي وحسنٌ أخي، يا خليفةَ الماضي وثمال (3) الباقي (4) .
قال: فَنظَر إليها الحسين (عليه السلام)، فقال: «يا أُخيّة، لا يُذهبنَّ حلمَكِ الشيطانُ»، قالت: بأبي أنتَ وأمي يا أبا عبد الله، استقتلتَ نَفسي فداكَ.
فَردَّ غُصّتَهُ وَترقرقتْ عَيناهُ، وَقالَ: «لو تُركَ القطا (5) ليلاً لنام (6)»، قالت: يَا ويلتي، أفتَغصِبُ نفسَكَ اغتصاباً؟! فذلكَ أقرحُ لِقلبي وأشدُّ على نَفسي. وَلطمَتْ وَجهَهَا، وأهوتْ إلى جَيبِها وشقّتهُ، وَخرّت مَغشياً عليها.
فقام إليها الحسين (عليه السلام)، فصبَّ على وَجهِهِا الماءَ، وقال لها: «يا أُخيَّة، اتقّي اللهَ وَتعزَّي بعزاءِ اللهِ، واعلمي أنَّ أهل الأرضِ يَموتون، وأنَّ أهل السماءِ لا يبقونَ، وأنَّ كلَّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهَ اللهِ، خَلقَ الأرضَ بقُدرتهِ، وَيبعث الخلقَ فيعودونَ وَهو فردٌ وحدَه، أبي خيرٌ مني، وأمي خيرٌ مني، وأخي خيرٌ مني، وَلي وَلَهم ولكلِ مُسلمٍ برسولِ اللهِ أسوةٌ».
قال: فعزّاها بهذا وَنحوهِ، وقال لها: « يا أُخيّة، إني اُقسمُ عليكِ فأبرِّي قَسمي؛ لا تشُقي عليَّ جَيباً، وَلا تخمشي عليَّ وَجهاً، وَلا تدعي عليَّ بالويلِ والثبورِ إذا أنا هلكت».
وفي رواية (7): ثمّ قال (عليه السلام): « يا اُختاه يا اُمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قُتلت فلا تشققنَ عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً».
قال: ثمّ جاء بها حتّى أجلسَها عندي، وَخرجَ إلى أصحابهِ فأمرَهم أن يُقرِّبوا بعض بيوتهم مِن بعض، وأن يُدخِلوا الأطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هُم بين البُيوت، إلا الوجه الذي يأتيهم منهُ عدوّهُم (8) .
• من وصايا الإمام الحسين (عليهالسلام) :
قيل: ومن جملة وصاياه (عليه السلام) والتي استأثرت باهتمام بالغ عنده، وتدل على مدى حرصه الشديد في نشر أحكام الدين والشرع المبين مع ما هو فيه، هو وصيته (عليه السلام) لأُخته زينب (عليها السلام) بأخذ الأحكام من الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وإلقائها إلى الشيعة، ستراً عليه.
فقد جاء عن علي بن أحمد بن مهزيار، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن أحمد بن إبراهيم، قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن عليّ الرضا، أُخت أبي الحسن العسكري (عليهم السلام)، في سنة اثنتين وثمانين (ومائتين) بالمدينة، فكلمتها من وراء الحجاب وسألتها عن دينها، فَسمّت لي من تأتمّ به، ثمَّ قالت: فلان بن الحسن (عليه السلام)، فَسمتهُ.
فقلت لها: جعلني الله فداكِ، معاينةً أو خبراً؟ فقالت: خبراً عن أبي محمّد (عليه السلام) كتب به إلى أمه، فقلت لها: فأين المولود؟ فقالت: مستور، فقلت: فإلى مَنْ تفزع الشيعة؟ فقالت: إلى الجدَّة أم أبي محمّد (عليه السلام) .
فقلت لها: أقتدي بمَنْ وصيتُهُ إلى المرأة؟! فقالت: إقتداءً بالحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام)، إنَّ الحسين بن عليّ (عليه السلام) أوصى إلى أُخته زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج عن عليّ بن الحسين من علم يُنسب إلى زينب بنت عليّ تَستّراً على عليّ بن الحسين (عليهما السلام) (9) .
وفي هذا المعنى يقول الفرطوسي (عليه الرحمة) :
وهْو أوصـى إلى العقيلة جهراً * ولـزيـن العـباد تحت الخفاءِ
فهْي تعطي الأحكام للناس فتوىً * بعد أخذٍ من زيـنـة الأولـياءِ
كـلُّ هـذا ستراً عليه وحفظاً * لعليٍّ من أعيُـنِ الـرُقباءِ (10)
ولهذا قيل: إنه كان لزينب (عليها السلام) نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام)، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتى برئ زين العابدين (عليه السلام) من مرضه (11).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هو جون بن حوى مولى أبي ذر الغفاري، كما في الزيارة الرجبية وزيارة الناحية، وكذا في مقاتل الطالبيين، وذكره الخوارزمي والطبري باسم حَوى، وذكره الشيخ المفيد في الإرشاد وابن شهرآشوب في المناقب باسم جوين، وكان جون منضمَّاً إلى أهل البيت (عليهم السلام) بعد أبي ذر، فكان مع الحسن (عليه السلام) ثمّ مع الحسين (عليه السلام)، وصحبَه في سفره من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى العراق، وفي كامل بهائي أنه كان بصيراً بمعالجة آلات الحرب واصلاح السلاح، وقُتل بين يدي الحسين (عليه السلام) ووقف عليه وقال: «اللهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمّد»، وروي عن الباقر عن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)؛ أنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جوناً بعد أيّام تفوح منه رائحة المسك.
راجع: مقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 237، تاريخ الطبري: 4 / 318، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 103، كامل بهائي: 2 / 280، إبصار العين: 105، أنصار الحسين لشمس الدين: 80 - 81.
(2) وفي مقاتل الطالبيين: 113: وهو يعالج سهاماً له، وبين يديه جون..
(3) جاء في حديث أبي طالب (عليه السلام) يمدح ابن أخيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله( :
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه * ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ
الثمال، ككتاب: الغياث والذي يقوم بأمر قومه، يقال: فلانٌ ثِمالُ قومه، أي غِياثٌ لهم.
مجمع البحرين للطريحي: 5 / 332.
(4) وفي الارشاد: يا خليفةَ الماضين، وثمالَ الباقين.
(5) القَطَا: ضرب من الحمام ذوات أطواق يُشبه الفاختة والقُماري، وفي المَثل: أهدى من القطا، قيل أنه يطلب الماءَ مسيرة عشرة أيّام وأكثر من فراخها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فترجع، ولا تُخطئ صادرة ولا واردة.
مجمع البحرين للطريحي: 1 / 347.
(6) لو تُرك القطا ليلاً لنام، جاء في قصة هذا المَثل: إنه نزل عمرو بن مامة على قوم مُراد، فطرقوه ليلاً، فأثاروا القطا من أماكنها، فرأتها امرأته طائرة فنبّهت المرأةُ زوجها، فقال: إنما هي القطا، فقالت: لو تُرك القطا ليلاً لنام. يُضرب لمن حُمل على مكروه من غير إرادته، وقيل: أول من قال: لو ترك القطا ليلاً لنام؛ حذام بنت الريان، وذلك لما سار عاطس بن خلاج لقتال أبيها ليلاً، فلما كانوا قريباً منه أثاروا القطا، فمرت بأصحاب الريان، فخرجت حذام إلى قومها فقالت:
الا يا قومنا ارتحلوا وسيروا * فلو تُرك القطا ليلاً لناما
أي أن القطا لو تُرك ما طار هذه الساعة، وقد أتاكم القوم، فلم يلتفتوا إلى قولها وأخلدوا إلى المضاجع لما نالهم من التعب، فقام دَيسم بن طارق وقال بصوت عال:
إذا قالت حذامِ فصدّقوها * فإنَّ القولَ ما قالتْ حذامِ
اُنظر: مجمع الامثال للميداني: 3 / 82.
(7) الملهوف: 36، مقتل الحسين للخوارزمي: 238.
(8) تاريخ الطبري: 4 / 318، نهاية الإرب للنويري: 20 / 436، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 4 / 58 – 59، مقتل الحسين للخوارزمي: 237 – 238، الإرشاد للمفيد: 232، إعلام الورى للطبرسي: 239 – 240، بحار الأنوار: 45 / 1 – 3، أسرار الشهادة للدربندي: 2 / 224.
(9) كمال الدين وإتمام النعمة للصدوق: 501، بحار الأنوار: 46 / 19.
(10) ملحمة أهل البيت (عليهم السلام) للفرطوسي: 3 / 295.
(11) زينب الكبرى للنقدي: 53.

نسألكم الدعــاء

فاطميه حيدريه
02-01-2012, 04:19 AM
اللهم صل على محمد وال محمد

السلام عليكي مولاتي زينب

شكرا موفقين باذن الله

melika
02-01-2012, 01:08 PM
اللهم صل علی محمد وآل محمد
السلام علیک یا سیدتی ومولاتی

جزاکم الله الف خیر
بورکتم..

خادم الأميرة
02-01-2012, 01:17 PM
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ماجورين

م_علي
02-01-2012, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء .. لهذا الحضور الكريم
نسألكم الدعـاء

نصرا من الله
03-01-2012, 12:23 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

موضوع راقي موفقين أخي الكريم

م_علي
31-12-2012, 12:36 AM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

وحضوركم كان حضور موالي
دمتم ان شاء الله من الموالين المخلصين

نسألكم الدعــاء