آمال يوسف
02-01-2012, 07:05 AM
جناحان من مؤتة إلى كربلاء..
كيف السبيل إلى الحزن على شهيد لم يدركه الموت حتى رفع إلى السماء وأنبأ النبي الأكرم (ص) بأن الله عز وجل قد عوضه عن يديه بجناحين مخضوبين بالدماء يطير بهما في الجنة فيتبؤا منها حيث يشاء..
جعفر بن أبي طالب ولقبه (جعفر الطيار) وهو ابن عم رسول الله (ص) ولد من أبوين هاشميين
أبوه: أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم
أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
في ذلك البيت النابه الشمائل الذي عاش فيه رسول الله (ص) منذ كان عمره ٨ سنوات حتى بلغ سن الخامسة والعشرين من عمره المبارك نشأ جعفر وفيه تغذى نبيل الفضائل وعنه ورث جوهر المحامد..
كان جعفر (ع) من السابقين للإسلام..
أسلم قبل أن يدخل النبي (ص) دار الأرقم ويدعو فيها،
حيث رأى ابن عمه (ص) يدعو للإسلام فاستجاب له عن حب وصدق ويقين..
ومضى على الوفاء لما أقبل عليه من هذا الدين الجديد والإيمان الهادئ المطمئن على كل شيء..
كما أن جعفر كان أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله (ص) مضى كالسائر فيوضح النهار يسلك النهج الممهد الذي ينتهي به إلى مقصده..
ونبي الله محمد (ص) نوركما وصفه الذكر الحكيم وصحبته المباركة تجعل الصحابي المؤمن يمضي على جادة الهدى الوضيئة.. فكيف إن كان ذلك الصحابي جعفر بن أبي طالب أحد فروع شجرة الرسولالكريم؟
كيف به إذا كان جعفر الذي أكد الرسول أنه من سادات أهل الجنة؟
في مثل هذه الحالة ينبل قلب الصحابي وتشف نفسه حتى يصبح كوكبا دريا يستمد توقده من حقيقةالذات المحمدية..
في هذه الفترة الزمنية كان النبي (ص) قد أرسل كتبا إلى أسيادالعالم يدعوهم فيها للدخول في الإسلام.. وقد عاد جميع الرسل سالمين إلا (الحارث بنعمير الأزدي) الذي أرسله النبي (ص) إلى ملك بصرى العربي الغساني فلما علم الملك أنه رسول النبي (ص) أمر بشد وثاقه وضرب عنقه..
تألم النبي كثيرا أن يقتل عربي رسول نبي عربي
وماذا على صاحب الرسالة أن يفعل بعد هذا الاعتداء الفاجر؟
فيجهزالنبي (ص) جيشا ليثبت به وجود الدولة الاسلامية ويرد الاعتداء
ويوصي بقيادةالجيش لزيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، فإنقتل فليرتضي المسلمون منهم رجلا فيكون عليهم..
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا..
اغزوا باسم الله وفي سبيل الله.. قاتلوا من كفر بالله ولاتغدروا ولاتغلوا ولاتقتلوا وليدا ولا امرأةولاصغيرا ضرعا ولاكبيرا فانيا ولاتقطعن نخلا ولاشجرا ولاتهدمن بناء..
ثم عقداللواء الأبيض ودفعه لقائد الجيش
وبهذه الأثناء انضم جيش كبير من الروم مؤلف من مئتي ألف محارب لمحاربة المسلمين يزحفون إليهم كطوفان جارف..
وبدأ الهجوم وكانت الرماح تنوش زيد من كل جانب حتى سقط شهيدا فأخذ جعفر الراية امتثال الوصية النبي (ص) وتقدم بأرض المعركة التي تفور بالحميم فكان يهوي بسيفه فيبتر الأيدي ويشرخ الرؤوس ويبصر قادة الجيش الروماني أفاعيل جعفر فيختارون من شجعانهم المعروفين كتيبةويقذفون بها إلى جعفر فيلقاهم ببسالة المشتاق للشهادة وهو يردد:
ياحبذا الجنةواقترابها
طيبة وباردا شرابها
نزل عن فرسه
رفع سيفه بيمينه وراية رسولالله بشماله وأهوى على الجموع لايبالي..
جعفر لايبالي بالعدو وكثرةعددهم..
أوقع على الموت؟ أم الموت وقع عليه؟
ويأتيه فارس رومي ويضرب يده التي تحمل الراية فيقطعها فيسرع جعفر يلتقطها بيده اليمنى وهو ينشد للشهادة.. فيضرب الرومي اللعين يمناه فيقطعها.
هل تأوه البطل؟
هل سقط؟
لقد أسند الراية إلى صدره واحتضنها بعضديه وهو يهتف بالجنة.. ويسارع المسلمون لما حل بقائدهم يهتفون
الله أكبر..
وقبل أن ينقذوا جعفر بن أبي طالب كان قد سبقهم وظفر بوسام الشهادة.. فياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عباديوادخلي جنتي.
ورثاه أحد الشعراء قائلا:
تأوبني ليل بيثرب معسر،
وهم إذامانوم الناس مسهر،
لذكرى حبيب هيجت لي عبرة،
سفوحا وأسباب البكاءالتذكر،
بلى إن فقدان الحبيب بلية،
وكم من كريم يبتلى ثم يصبر،
فلا يبعدنالله قتلى تتابعوا،
بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر،
وزيد وعبدالله حين تتابعوا،
جميعا وأسباب المنية تخطر،
رأيت خيار المؤمنين تواردوا،
شعوب وخلقا بعدهم يتأخر.
حزن النبي الأكرم (ص) حزنا كبيرا لمصابه بجعفر وقال: الله مإن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ماخلفت أحدا من عبادكفي ذريته.
وامتدت جناحان من مؤتة تمد أطياف الشهادة حتى الفرات ليتوسم بهما سليل الشهادة أبي الفضل العباس عليه السلام..
سلام من الله الرحمن الرحيم على جعفر بنأبي طالب فارس النضال وشهيد العقيدة والفرع الكريم
للكاتبه نور السراج
من جوار السيده زينب عليها السلام
منقول
كيف السبيل إلى الحزن على شهيد لم يدركه الموت حتى رفع إلى السماء وأنبأ النبي الأكرم (ص) بأن الله عز وجل قد عوضه عن يديه بجناحين مخضوبين بالدماء يطير بهما في الجنة فيتبؤا منها حيث يشاء..
جعفر بن أبي طالب ولقبه (جعفر الطيار) وهو ابن عم رسول الله (ص) ولد من أبوين هاشميين
أبوه: أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم
أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
في ذلك البيت النابه الشمائل الذي عاش فيه رسول الله (ص) منذ كان عمره ٨ سنوات حتى بلغ سن الخامسة والعشرين من عمره المبارك نشأ جعفر وفيه تغذى نبيل الفضائل وعنه ورث جوهر المحامد..
كان جعفر (ع) من السابقين للإسلام..
أسلم قبل أن يدخل النبي (ص) دار الأرقم ويدعو فيها،
حيث رأى ابن عمه (ص) يدعو للإسلام فاستجاب له عن حب وصدق ويقين..
ومضى على الوفاء لما أقبل عليه من هذا الدين الجديد والإيمان الهادئ المطمئن على كل شيء..
كما أن جعفر كان أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله (ص) مضى كالسائر فيوضح النهار يسلك النهج الممهد الذي ينتهي به إلى مقصده..
ونبي الله محمد (ص) نوركما وصفه الذكر الحكيم وصحبته المباركة تجعل الصحابي المؤمن يمضي على جادة الهدى الوضيئة.. فكيف إن كان ذلك الصحابي جعفر بن أبي طالب أحد فروع شجرة الرسولالكريم؟
كيف به إذا كان جعفر الذي أكد الرسول أنه من سادات أهل الجنة؟
في مثل هذه الحالة ينبل قلب الصحابي وتشف نفسه حتى يصبح كوكبا دريا يستمد توقده من حقيقةالذات المحمدية..
في هذه الفترة الزمنية كان النبي (ص) قد أرسل كتبا إلى أسيادالعالم يدعوهم فيها للدخول في الإسلام.. وقد عاد جميع الرسل سالمين إلا (الحارث بنعمير الأزدي) الذي أرسله النبي (ص) إلى ملك بصرى العربي الغساني فلما علم الملك أنه رسول النبي (ص) أمر بشد وثاقه وضرب عنقه..
تألم النبي كثيرا أن يقتل عربي رسول نبي عربي
وماذا على صاحب الرسالة أن يفعل بعد هذا الاعتداء الفاجر؟
فيجهزالنبي (ص) جيشا ليثبت به وجود الدولة الاسلامية ويرد الاعتداء
ويوصي بقيادةالجيش لزيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، فإنقتل فليرتضي المسلمون منهم رجلا فيكون عليهم..
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا..
اغزوا باسم الله وفي سبيل الله.. قاتلوا من كفر بالله ولاتغدروا ولاتغلوا ولاتقتلوا وليدا ولا امرأةولاصغيرا ضرعا ولاكبيرا فانيا ولاتقطعن نخلا ولاشجرا ولاتهدمن بناء..
ثم عقداللواء الأبيض ودفعه لقائد الجيش
وبهذه الأثناء انضم جيش كبير من الروم مؤلف من مئتي ألف محارب لمحاربة المسلمين يزحفون إليهم كطوفان جارف..
وبدأ الهجوم وكانت الرماح تنوش زيد من كل جانب حتى سقط شهيدا فأخذ جعفر الراية امتثال الوصية النبي (ص) وتقدم بأرض المعركة التي تفور بالحميم فكان يهوي بسيفه فيبتر الأيدي ويشرخ الرؤوس ويبصر قادة الجيش الروماني أفاعيل جعفر فيختارون من شجعانهم المعروفين كتيبةويقذفون بها إلى جعفر فيلقاهم ببسالة المشتاق للشهادة وهو يردد:
ياحبذا الجنةواقترابها
طيبة وباردا شرابها
نزل عن فرسه
رفع سيفه بيمينه وراية رسولالله بشماله وأهوى على الجموع لايبالي..
جعفر لايبالي بالعدو وكثرةعددهم..
أوقع على الموت؟ أم الموت وقع عليه؟
ويأتيه فارس رومي ويضرب يده التي تحمل الراية فيقطعها فيسرع جعفر يلتقطها بيده اليمنى وهو ينشد للشهادة.. فيضرب الرومي اللعين يمناه فيقطعها.
هل تأوه البطل؟
هل سقط؟
لقد أسند الراية إلى صدره واحتضنها بعضديه وهو يهتف بالجنة.. ويسارع المسلمون لما حل بقائدهم يهتفون
الله أكبر..
وقبل أن ينقذوا جعفر بن أبي طالب كان قد سبقهم وظفر بوسام الشهادة.. فياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عباديوادخلي جنتي.
ورثاه أحد الشعراء قائلا:
تأوبني ليل بيثرب معسر،
وهم إذامانوم الناس مسهر،
لذكرى حبيب هيجت لي عبرة،
سفوحا وأسباب البكاءالتذكر،
بلى إن فقدان الحبيب بلية،
وكم من كريم يبتلى ثم يصبر،
فلا يبعدنالله قتلى تتابعوا،
بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر،
وزيد وعبدالله حين تتابعوا،
جميعا وأسباب المنية تخطر،
رأيت خيار المؤمنين تواردوا،
شعوب وخلقا بعدهم يتأخر.
حزن النبي الأكرم (ص) حزنا كبيرا لمصابه بجعفر وقال: الله مإن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ماخلفت أحدا من عبادكفي ذريته.
وامتدت جناحان من مؤتة تمد أطياف الشهادة حتى الفرات ليتوسم بهما سليل الشهادة أبي الفضل العباس عليه السلام..
سلام من الله الرحمن الرحيم على جعفر بنأبي طالب فارس النضال وشهيد العقيدة والفرع الكريم
للكاتبه نور السراج
من جوار السيده زينب عليها السلام
منقول