المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وراء التفجيرات في لبنان وسوريا والعراق ؟


ابو سجاد~نجف
02-01-2012, 10:26 PM
http://www.imshiaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=1415&stc=1&d=1325528718
إذا نظرنا إلى الوضع الأقليمي العام.. بعد الانسحاب الأميركي وهي تجر أذيال الهزيمة التي منيت بها قواتها ومشروعها الاستعماري.. واتساع حركة الربيع العربي وتساقط أوراق خريف أنظمتها الديكتاتورية.. وإمكانية استبدالها بأنظمة دينية وعلمانية أكثر عدلا وحرية وديمقراطية..
وبعد فشل تسخير أموال النفط وأنظمة العشائر الخليجية في إسقاط الأنظمة الناهضة التقدمية وضرب منظومة المقاومة والممانعة في المنطقة.. وبعد فشل الثورات المضادة.. وعودة الحرب الباردة بين روسيا وأميركا.. ظهرت مؤشرات جديدة وتداعيات كبرى تركت آثارها على الإصطفافات السياسية بين أحلاف الدول والاحزاب السياسية والعسكرية والقوى الاقتصادية.. بدت ملامحها تطفو على السطح الاقليمي والدولي في شكل خارطة طريق جديدة للعالم تمثلت في محورين أساسيين:

أولا - محور الشرق: وهو قوى الردع والمقاومة والممانعة.. ويضم كل من ايران، العراق، سوريا، لبنان، الجزائر، مصر.. الحركات المقاومة الفلسطينية والأحزاب العربية القومية.. بدعم من روسيا والصين وحلفائهما..

ثانيا - محور الغرب: وهو قوى الهيمنة والسيطرة.. ويضم كل من السعودية، قطر، البحرين، دول الخليج الفارسي، الاردن، ليبيا، تركيا.. الحركات المسلحة الإرهابية (القاعدة) والجماعات السلفية والوهابية.. برعاية أميركا وإسرائيل وحلف الناتو..

فالصراع بين الشرق والغرب هو صراع تاريخي.. احد الاوجه صراع بين حق وجود الشعوب المقاومة وقيمهم واستقلاليتهم ومصالح ومنافع دول القوى الاستعمارية الغربية الذي انفتح على مصرعيه بنشاطات وممارسات وتصريحات في شكل حرب سياسية إعلامية أمنية إستخباراتية الكترونية فضائية عسكرية اقتصادية ثقافية.. بين دول المحورين، مما ينذر بشؤم حدوث حرب كونية ثالثة لا تبقي ولا تذر.

ففي بريطانيا اعتبرت صحيفة "الغارديان" بان الثورات العربية المتصاعدة تشكل تهديدا فعليًا للنظام الإستراتيجي العالمي، مؤكدة ”ان الغرب يسعى للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات“، مما حدا باميركا وعملائها (الذين أرغموا على الانسحاب قسرا) الى اللجوء بعمليات انتقامية وتصعيد مسلسل التفجيرات والاغتيالات في العراق وسوريا ولبنان الذين كان لهم مواقف واضحة من الاحتلال الأميركي وداعمة لمقاومته بشتى الوسائل المتاحة.. فهم يراهنون على تلك العمليات الإرهابية المتنقلة.. ظنا منهم أنها قد تولد تداعيات ومتغيرات وإرباكات تسعّر نيران العنف الطائفي والمذهبي، وتشحن مسلحي المعارضة المتآمرة الطامعة بالسلطة، والداعمة لأجندات الغرب ولمخططات الهيمنة والسيطرة على دولها وشعوبها.

بدأ هذا الصراع الدولي تتكشّف فصوله بعد دخول روسيا والصين على خط المواجهة، وتحجيمهما لدور مجلس الأمن بالتلويح باستخدام حق الفيتو، وتنسيقهما مع القوى المقاومة في المنطقة.. مما ساعد في لجم التهديدات الغربية وجعل ضرب المفاعل النووي الإيراني مستبعدا، وابعد معها شبح الحرب بين حزب الله وإسرائيل إلى أجل بعيد، وإفشل مؤامرة إسقاط النظام السوري وتقسيم سوريا (وعدم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي يترأسه برهان غليون عميل المخابرات الاميركية)، ومنع تقسيم مصر (بعد نجاح التجربة الديمقراطية بإجراء الانتخابات البرلمانية الشرعية)، وعجّل الانسحاب الأميركي من العراق، وزاد من خسائر حلف الناتو في أفغانستان)، وقضم مخالب الجامعة العربية (وكشف دورها المشبوه)، وإبطل مفعول كل خطط تركيا وقطر والسعودية لجرّ المنطقة إلى حرب طائفية مذهبية (من قتل وتهجير الأقليات والأثنيات، وتقسيم المنطقة)، وبعد نجاح قوى المقاومة في إكتشاف شبكات التجسس الاميركية (سي آي ايه) في لبنان وإيران، وإسقاط طائرة التجسس الاميركية في إيران..

كل هذه الانتكاسات والانكفاءات دفع جبرا بأميركا وحلفائهم إلى تغيير إستراتيجيتهم الهجومية والانتقال إلى خطط بديلة.. أولاها اللجوء إلى حرب خفية بتمويل وتدريب للجماعات المسلحة الإرهابية (وبالخصوص عناصر القاعدة المتبقية في ليبيا) لضرب الامن والاستقرار وزرع الخوف والقلق في المنطقة، ثم اللجوء الى اعتماد أساليب العمليات الانتحارية والتفجيرات الإرهابية من أجل أحداث أكبر قدر من التدمير والتخريب والقتل والتشويه.. ظنا منهم انها تضعف القوى الرادعة والمقاومة وتستنفد طاقاتهم وتخفض إمكانية المواجهة والصمود.. لحين تقرر الانتقال من الحرب الفاترة الى الحرب الساخنة..

وما شعارات الحرية والديمقراطية والإصلاحات التي تنادي بها أميركا إلا فزاعة تستخدمها لتمرير مصالحها على حساب الشعوب المغرر بهم.. في حين هذه الشعارات هي حقوق طبيعية للشعوب يجب تطبيقها بأنفسهم مع أولوية استقرار الأمن القومي وحفظ وجودهم وثقافتهم، ضمن إستراتيجية دفاعية واستقلالية القرار السياسي، ووحدة الشعوب وتماسكهم في وجه أعدائهم التاريخيين الجشعين اميركا وإسرائيل.

* لندن - د. أحمد الزين
منقول من قناة العالم