هشام11
04-01-2012, 09:59 AM
معنى قول الحسين (ع) في عشية عاشوراء: يا دهر أف لك من خليل
------------------------------------------------------------------------
قال الإمام زين لعابدين عليه السلام : إني لجالس في تلك العشية ومعي عمتي زينب تُمرَّضني، إذ اعتزل أبي في خباء له وهو يعالج سيفه ويصلحه ويقول: -
يا دهر أُفٍ لَكَ من خليلِ *** كَمْ لَكَ بالأشْراقِ والأصيلِ
من صَاحبٍ وطَالبٍ قَتيلِ *** والدَّهرُ لايقْنعُ بالبدَيــلِ
وإنمّا الأمرُ إلى الجليــلِ *** وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلـي
وأعادها ثلاثاً حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة، فردَّدتها ولزمتُ السكوت، وعلمتُ ان البلاء قد نزل)) الخبر.
دفع إشكال وتحقيق حال
إن قيل: انّه قد ورد في بعض الآثار: ((لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله)) فكيف يمكن الجمع بينه وبين ما قاله الحسين عليه السلام: ((يا دهر أُفٍ لك من خليل)) وما هو المقصود منها؟
الجواب: إن المقصود مما في خبر ((لا تسبوا الدهر..)) إن الذي ينسب اليه الناس القضاء والقدر والتكوين والإيجاد هو الله المبدع الموجد، فإذا نسبوا ذلك إلى الدهر وسبّوه فكأنهم قد سبّوا الله تعالى؛ لأن مجري القضاء والقدر ومكون الخلق ومبدع الأشياء ليس إلاّ الله سبحانه.
وأمّا في كلام سيد الشهداء (روحي له الفداء) من قوله: ((يا دهر أفٍ لك من خليل)) فليس المراد منه الزمان بل الدنيا؛ فتنفُّره عنها وتضجُّره منها إنما هو تضجّر وتنفّر عن الميل والركون إليها والاعتداد بها وبزخارفها، واختيار حياتها على القتل والشهادة في سبيل الله تعالى، وقد بيَّن الحسين عليه السلام وجه وجوب تفويض الأمور بأسرها إلى الله تعالى، والصبر عند نزول بلائه والشكر على نعمائه وآلائه.
------------------------------------------------------------------------
قال الإمام زين لعابدين عليه السلام : إني لجالس في تلك العشية ومعي عمتي زينب تُمرَّضني، إذ اعتزل أبي في خباء له وهو يعالج سيفه ويصلحه ويقول: -
يا دهر أُفٍ لَكَ من خليلِ *** كَمْ لَكَ بالأشْراقِ والأصيلِ
من صَاحبٍ وطَالبٍ قَتيلِ *** والدَّهرُ لايقْنعُ بالبدَيــلِ
وإنمّا الأمرُ إلى الجليــلِ *** وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلـي
وأعادها ثلاثاً حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة، فردَّدتها ولزمتُ السكوت، وعلمتُ ان البلاء قد نزل)) الخبر.
دفع إشكال وتحقيق حال
إن قيل: انّه قد ورد في بعض الآثار: ((لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله)) فكيف يمكن الجمع بينه وبين ما قاله الحسين عليه السلام: ((يا دهر أُفٍ لك من خليل)) وما هو المقصود منها؟
الجواب: إن المقصود مما في خبر ((لا تسبوا الدهر..)) إن الذي ينسب اليه الناس القضاء والقدر والتكوين والإيجاد هو الله المبدع الموجد، فإذا نسبوا ذلك إلى الدهر وسبّوه فكأنهم قد سبّوا الله تعالى؛ لأن مجري القضاء والقدر ومكون الخلق ومبدع الأشياء ليس إلاّ الله سبحانه.
وأمّا في كلام سيد الشهداء (روحي له الفداء) من قوله: ((يا دهر أفٍ لك من خليل)) فليس المراد منه الزمان بل الدنيا؛ فتنفُّره عنها وتضجُّره منها إنما هو تضجّر وتنفّر عن الميل والركون إليها والاعتداد بها وبزخارفها، واختيار حياتها على القتل والشهادة في سبيل الله تعالى، وقد بيَّن الحسين عليه السلام وجه وجوب تفويض الأمور بأسرها إلى الله تعالى، والصبر عند نزول بلائه والشكر على نعمائه وآلائه.