د. حامد العطية
08-01-2012, 05:31 AM
رسالة تخيلية من ضحايا التفجيرات الإرهابية: انصرونا بقصاصة قماش!
د. حامد العطية
لو أسعفتهم حناجرهم ليهمسوا بكلمات أخيرة، أو استطاعت أصابعهم خط بعض كلمات بمداد دمائهم فبماذا كانوا سيوصون؟ لكنهم رحلوا على عجل، ولم يتركوا لنا سوى الحسرة والفجيعة، ولا سبيل لاستنطاق أرواحهم فلم يبق سوى الخيال، سألته قبل الفجر إن كان يحمل رسالة منهم فأجابني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، [ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً] في الناصرية باغتتنا المنية قبل كربلاء، فأكملنا المسير، حملاً على الأكف لا مشياً على الأقدام، وأخواننا العمال باليومية من بغداد، عادوا إلى بيوتهم، وجيوبهم ملأى بالدماء لا النقود، فقد تعطلوا ذلك اليوم، وكل يوم تلاه، تركوا وراءهم عيالاً ملهوفة، ولكنهم مطمئنون، لوعد الله، فإن تأخر عن نجدتهم الأخوان وأهملهم أصحاب السلطة والنفوذ، فالله لا ينسى عباده، وسيؤتيهم من فضله.
لا نريد منكم مراسم عزاء، ولا نتوقع منكم رسائل غضب أو مسيرات استنكار، وننهاكم عن الثار أو الاقتصاص من غير الجناة.
ليس لديكم ما تقدمونه لنا سوى الترحم علينا، ورحمة الله أوسع، فقد باء قاتلونا بذنوبنا، فأصبحت نفوسنا أنقى من الثلج، لكننا وإن كنا موتى قادرون على العطاء، ونريد أن نهبكم دماءنا، لتجعلوها درعاً لكم، يقيكم مصيرنا المؤلم.
احفظوا ذكرانا لعام واحد، أو ما تبقى من هذا العام، ثلاثمائة وستون يوماً فقط، وأنتم قادرون على الوفاء، فقد حفظتم ذكر الحسين عليه السلام ما يناهز ألفاً واربعمائة عام، أو ما يزيد على خمسين ألف يوم عزاء ولباس سواد، وكل ما نطلبه منكم ثلاثمائة وستون يوماً، تذكروننا فيها لا تخليداً لذكرانا وإنما لتقوا أنفسكم وأهليكم الإرهاب.
اذكرونا بشريط أسود، عشرون في خمسة سنتمترات، تلبسونه على أذرعكم، أينما حللتم، الشيعة أولاً، لأن الضحايا منهم وبقيتهم مستهدفون، ثم ادعوا الآخرين ليتضامنوا معكم، ويرتدوا الأشرطة السوداء، وانظروا ما هم فاعلين.
الشريط الأسود هو أيضاً المهلة الأولى لأصحاب السلطة والقرار، ليوفوا بعهودهم في القضاء المبرم على الإرهاب وتجفيف منابعه، فإن استمر الإرهاب بعد انقضاء أربعة شهور، يكون الوقت قد حان لارتداء شريط ثان بجانب الأول، أصفر اللون، للدلالة على اقتراب نفاذ صبركم، ولو انتهت المهلة الثانية وامدها أربعة شهور اخرى، اضيفوا شريطاً ثالثاً أحمر اللون، هو إنذار اخير لمن يهمه الأمر، فأما الوفاء بالعهد أو مغادرة حلبة السياسة إلى الأبد، والمقصود به كل السياسيين في الرئاسة والحكومة ومجلس النواب والمحافظات، وهو أيضاُ عهد منكم مع الله بعدم التصويت لأي منهم أو لأحزابهم في الانتخابات القادمة.
اليوم تتردد التصريحات المحذرة من حرب طائفية، ولو حدثت لا سمح الله فسيكون للعراق النصيب الأوفر من نتائجها الدامية والمدمرة، لذا ننصح كافة أخواننا العراقيين بالحذر من الفتنة القادمة، ورص صفوفهم ضد الإرهاب، والاتقاء من الفتنة والإرهاب ولو بقصاصة قماش.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7 كانون الثاني 2012م
د. حامد العطية
لو أسعفتهم حناجرهم ليهمسوا بكلمات أخيرة، أو استطاعت أصابعهم خط بعض كلمات بمداد دمائهم فبماذا كانوا سيوصون؟ لكنهم رحلوا على عجل، ولم يتركوا لنا سوى الحسرة والفجيعة، ولا سبيل لاستنطاق أرواحهم فلم يبق سوى الخيال، سألته قبل الفجر إن كان يحمل رسالة منهم فأجابني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، [ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً] في الناصرية باغتتنا المنية قبل كربلاء، فأكملنا المسير، حملاً على الأكف لا مشياً على الأقدام، وأخواننا العمال باليومية من بغداد، عادوا إلى بيوتهم، وجيوبهم ملأى بالدماء لا النقود، فقد تعطلوا ذلك اليوم، وكل يوم تلاه، تركوا وراءهم عيالاً ملهوفة، ولكنهم مطمئنون، لوعد الله، فإن تأخر عن نجدتهم الأخوان وأهملهم أصحاب السلطة والنفوذ، فالله لا ينسى عباده، وسيؤتيهم من فضله.
لا نريد منكم مراسم عزاء، ولا نتوقع منكم رسائل غضب أو مسيرات استنكار، وننهاكم عن الثار أو الاقتصاص من غير الجناة.
ليس لديكم ما تقدمونه لنا سوى الترحم علينا، ورحمة الله أوسع، فقد باء قاتلونا بذنوبنا، فأصبحت نفوسنا أنقى من الثلج، لكننا وإن كنا موتى قادرون على العطاء، ونريد أن نهبكم دماءنا، لتجعلوها درعاً لكم، يقيكم مصيرنا المؤلم.
احفظوا ذكرانا لعام واحد، أو ما تبقى من هذا العام، ثلاثمائة وستون يوماً فقط، وأنتم قادرون على الوفاء، فقد حفظتم ذكر الحسين عليه السلام ما يناهز ألفاً واربعمائة عام، أو ما يزيد على خمسين ألف يوم عزاء ولباس سواد، وكل ما نطلبه منكم ثلاثمائة وستون يوماً، تذكروننا فيها لا تخليداً لذكرانا وإنما لتقوا أنفسكم وأهليكم الإرهاب.
اذكرونا بشريط أسود، عشرون في خمسة سنتمترات، تلبسونه على أذرعكم، أينما حللتم، الشيعة أولاً، لأن الضحايا منهم وبقيتهم مستهدفون، ثم ادعوا الآخرين ليتضامنوا معكم، ويرتدوا الأشرطة السوداء، وانظروا ما هم فاعلين.
الشريط الأسود هو أيضاً المهلة الأولى لأصحاب السلطة والقرار، ليوفوا بعهودهم في القضاء المبرم على الإرهاب وتجفيف منابعه، فإن استمر الإرهاب بعد انقضاء أربعة شهور، يكون الوقت قد حان لارتداء شريط ثان بجانب الأول، أصفر اللون، للدلالة على اقتراب نفاذ صبركم، ولو انتهت المهلة الثانية وامدها أربعة شهور اخرى، اضيفوا شريطاً ثالثاً أحمر اللون، هو إنذار اخير لمن يهمه الأمر، فأما الوفاء بالعهد أو مغادرة حلبة السياسة إلى الأبد، والمقصود به كل السياسيين في الرئاسة والحكومة ومجلس النواب والمحافظات، وهو أيضاُ عهد منكم مع الله بعدم التصويت لأي منهم أو لأحزابهم في الانتخابات القادمة.
اليوم تتردد التصريحات المحذرة من حرب طائفية، ولو حدثت لا سمح الله فسيكون للعراق النصيب الأوفر من نتائجها الدامية والمدمرة، لذا ننصح كافة أخواننا العراقيين بالحذر من الفتنة القادمة، ورص صفوفهم ضد الإرهاب، والاتقاء من الفتنة والإرهاب ولو بقصاصة قماش.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7 كانون الثاني 2012م