Basij
08-01-2012, 09:23 AM
قائد الجيش الإيراني عطا الله صالحي، يحذّر حاملة الطائرات الأميركية التي غادرت مياه الخليج من العودة إليه. ويؤكد بأن إيران «لا تحذر سوى مرة واحدة». كلام المسؤول الإيراني ينطوي على أعلى درجات التحدي والتصعيد. إيران في هذا الموقف تضع منطق القوة الأميركية على محك الاختبار. الأمر أشبه بدعوة إيرانية لمبارزة واشنطن على مرأى من العالم ومسمعه. الرد الأميركي لم يكن بمستوى التصعيد الإيراني واكتفى بالحفاظ على الحد الأدنى من ماء الوجه. واشنطن التي أعلنت أنها ستواصل إرسال قطعاتها البحرية العسكرية إلى مياه الخليج، أكدت أيضاً أنها تريد تخفيض مستوى التشنج، وأنها لا تسعى إلى مواجهة عسكرية مع طهران.
بالأمس نجحت إيران عبر كمين الكتروني في إهباط طائرة rq170. أميركا طالبت باسترداد الطائرة الأسيرة فردت إيران بأنها ستعمل على استنساخها وتطويرها، ومن ثم لاذت الولايات المتحدة بالصمت. هل أصيبت الدولة «الأعظم» فجأة بفضيلة الصبر؟ المعطيات لا تحتمل التأويل وتفيد بأن الإيرانيين مستعدون للمواجهة والأميركيين يهربون منها.
طهران دخلت بالفعل مرحلة العمل على إخراج القوات الأميركية من مياه الخليج. البحرية الإيرانية تعلن أن مضيق هرمز منطقة عسكرية تحت سيطرتها وتتعهد بإخلاء محيطها المائي من التواجد الدخيل. مناورات الولاية 90 كانت استعراضاً لقوة إيران بمقدار ما كانت إظهاراً لضعف خصمها، وحملت من الرسائل العسكرية أكثر مما حملته من الرسائل السياسية.
القوات الإيرانية باشرت بهذه المناورات حرباً لم تندلع، لأن طرفها الآخر لا يريد التورط فيها. القطع البحرية الإيرانية لم تأت إلى مضيق هرمز لتناور ثم تغادر، بل لتعسكر وهي مستعدة للمواجهة. نيران المناورات أصابت الهيبة الأميركية في الإقليم إلى جانب الأهداف الوهمية والمفترضة. لم يأت وقت على إيران وهي بهذا القدر من القوة، كما لم يأت وقت على أميركا وهي بهذا المستوى من الضعف. لولا الأزمة السورية لكانت إيران في أحسن أحوالها الإقليمية. ولولا الأزمة عينها لكانت أميركا شبه مفلسة في سياساتها على مستوى الإقليم.
رفع العقوبات الأميركية والأوروبية ضد طهران إلى حدها الأقصى، يعكس ذروة الفشل الغربي في دفع الإيرانيين إلى أي خطوة تراجعية. استهلاك سياسة العقوبات المزدوجة (المال والنفط)، لن يبقي في الجعبة الغربية أوراق إضافية للتعامل مع المعضلة الإيرانية سوى الورقة العسكرية. يستطيع الغرب الامتناع عن شراء النفط الإيراني، لكن من يستطيع منع إيران من تصدير نفطها عبر موانئها إلى الأسواق العالمية؟ بإمكان أوروبا وضع شروط للعودة إلى طاولة التفاوض بشأن المسألة النووية الإيرانية، لكن من يمكنه منع طهران من مواصلة نشاطها النووي؟ وبمقدور أميركا وإسرائيل والغرب تهديد إيران عسكرياً، لكن مَن مِن هؤلاء يجرؤ على تحويل هذا التهديد إلى واقع؟
ستذهب طهران إلى تنفيذ استراتيجية جديدة في التعامل مع واشنطن بعد انسحاب قوات هذه الأخيرة من العراق..هي استراتيجية تقوم على مواجهة أميركا إقليمياً في موقعين، أحدهما مياه الخليج، ذروة القوة الأميركية. والثاني أفغانستان، منتهى الضعف الأميركي، حيث لا يـُستبعد هناك استنساخ نهاياته المريرة في العراق. وإذا كانت واشنطن في الموقع الأول قد أخرجت حاملة طائراتها إلى بحر عـُمان تفادياً لمواجهة، فهل تستطيع في الموقع الثاني إخراج حركة طالبان من مسار تقارب محتمل مع الإيراني، تفادياً لهزيمة، بعدما اعتبرت الإدارة الأميركية هذه الحركة غير معادية، تمهيداً للدخول معها في مفاوضات سلام، عبر مكتب تمثيلي تطوعت دولة قطر بتقديمه لطالبان في الدوحة؟
«إيران تـُحذر مرّة واحدة».. غادرت حاملة الطائرات الأميركية «جون سي ستينيز» مياه الخليج وعبرت مضيق هرمز. ماذا إذا عادت؟ وماذا إذا لم تعـُد؟
صحیفة السفیر
بالأمس نجحت إيران عبر كمين الكتروني في إهباط طائرة rq170. أميركا طالبت باسترداد الطائرة الأسيرة فردت إيران بأنها ستعمل على استنساخها وتطويرها، ومن ثم لاذت الولايات المتحدة بالصمت. هل أصيبت الدولة «الأعظم» فجأة بفضيلة الصبر؟ المعطيات لا تحتمل التأويل وتفيد بأن الإيرانيين مستعدون للمواجهة والأميركيين يهربون منها.
طهران دخلت بالفعل مرحلة العمل على إخراج القوات الأميركية من مياه الخليج. البحرية الإيرانية تعلن أن مضيق هرمز منطقة عسكرية تحت سيطرتها وتتعهد بإخلاء محيطها المائي من التواجد الدخيل. مناورات الولاية 90 كانت استعراضاً لقوة إيران بمقدار ما كانت إظهاراً لضعف خصمها، وحملت من الرسائل العسكرية أكثر مما حملته من الرسائل السياسية.
القوات الإيرانية باشرت بهذه المناورات حرباً لم تندلع، لأن طرفها الآخر لا يريد التورط فيها. القطع البحرية الإيرانية لم تأت إلى مضيق هرمز لتناور ثم تغادر، بل لتعسكر وهي مستعدة للمواجهة. نيران المناورات أصابت الهيبة الأميركية في الإقليم إلى جانب الأهداف الوهمية والمفترضة. لم يأت وقت على إيران وهي بهذا القدر من القوة، كما لم يأت وقت على أميركا وهي بهذا المستوى من الضعف. لولا الأزمة السورية لكانت إيران في أحسن أحوالها الإقليمية. ولولا الأزمة عينها لكانت أميركا شبه مفلسة في سياساتها على مستوى الإقليم.
رفع العقوبات الأميركية والأوروبية ضد طهران إلى حدها الأقصى، يعكس ذروة الفشل الغربي في دفع الإيرانيين إلى أي خطوة تراجعية. استهلاك سياسة العقوبات المزدوجة (المال والنفط)، لن يبقي في الجعبة الغربية أوراق إضافية للتعامل مع المعضلة الإيرانية سوى الورقة العسكرية. يستطيع الغرب الامتناع عن شراء النفط الإيراني، لكن من يستطيع منع إيران من تصدير نفطها عبر موانئها إلى الأسواق العالمية؟ بإمكان أوروبا وضع شروط للعودة إلى طاولة التفاوض بشأن المسألة النووية الإيرانية، لكن من يمكنه منع طهران من مواصلة نشاطها النووي؟ وبمقدور أميركا وإسرائيل والغرب تهديد إيران عسكرياً، لكن مَن مِن هؤلاء يجرؤ على تحويل هذا التهديد إلى واقع؟
ستذهب طهران إلى تنفيذ استراتيجية جديدة في التعامل مع واشنطن بعد انسحاب قوات هذه الأخيرة من العراق..هي استراتيجية تقوم على مواجهة أميركا إقليمياً في موقعين، أحدهما مياه الخليج، ذروة القوة الأميركية. والثاني أفغانستان، منتهى الضعف الأميركي، حيث لا يـُستبعد هناك استنساخ نهاياته المريرة في العراق. وإذا كانت واشنطن في الموقع الأول قد أخرجت حاملة طائراتها إلى بحر عـُمان تفادياً لمواجهة، فهل تستطيع في الموقع الثاني إخراج حركة طالبان من مسار تقارب محتمل مع الإيراني، تفادياً لهزيمة، بعدما اعتبرت الإدارة الأميركية هذه الحركة غير معادية، تمهيداً للدخول معها في مفاوضات سلام، عبر مكتب تمثيلي تطوعت دولة قطر بتقديمه لطالبان في الدوحة؟
«إيران تـُحذر مرّة واحدة».. غادرت حاملة الطائرات الأميركية «جون سي ستينيز» مياه الخليج وعبرت مضيق هرمز. ماذا إذا عادت؟ وماذا إذا لم تعـُد؟
صحیفة السفیر