لنتبين...وليس كل ما يعرف يقال

[م.حيدر رحيم]

ورد عن النبي -صلى الله عليه وآله أنه قال: ((وليس كل ما يسمع يقال ))
قالها -ص- في حادثة معينة لكني وددت ان اعطي للحديث حجماً أكبر وذلك بتغير المعطيات الموجودة في زماننا :فأقول :ما كل ما تسمع به تعتقده ..
قد تتعجب وللوهلة من صياغة العبارة بهذه الكيفية ..ولم الاعتقاد ..فلكل انسان حريته في الاعتقاد أياً شاء ...اقول ان في ذلك اموراً مهمة :
منها : أن القول يختلف جذرياً عن الأعتقاد فأعتقادك يؤثر بكل مفاصل حياتك اما القول فأنت غير ملزم بتطبيقه..
وأسأل : ما سبب ذلك الاعتقاد ..؟؟
.أقول : ان سبب ذلك يعود لأهمية القائل _عند بعض الأناس_ ولمنزلته الرفيعة بأعتقادهم ,لذلك فأنهم يوجبون على انفسهم أخذ رأيه بأي صورة كانت ....
لعلكم لم تتصوروا بعد الهدف من وراء قصدي ..اذن سأدخل الى صلب الموضوع بعد هذه المقدمة البسيطة ..
نرى ونسمع من هنا وهناك بعض الكلام من خطبائنا الحسينيين -وقد يكونوا من المشهورين- يتكلم بكلام كان الأولى به أن يراجعه ويتأكد منه أيما تأكد ففي الحديث ((من أفتى بغير علم أكبه الله على منخرية يوم القيامة )) من هنا يتبين لنا عظمة وشدة ذلك العمل الخطير والمجزي في نفس الوقت -أن أحسن المرء عمله وأن وظفه لخير الأمة وصلاحها-..أقول نسمع منهم أشياء غريبة قد يعتقد بها بعض الناس ومع شديد الاسف- تارة لجهلهم وتارة لأعتقادهم الكبير والزائد عن حده -في نظري - أردت في ذلك الى مسألة خطيرة للمثال لا للحصر
فحين تسمع احدهم -الخطباء- ينادي ويصيح وبأعلى صوته : (أذا أرادت المرأة أن تذهب الى كربلاء لزيارة الاربعين مشياً على الأقدام ومنعها زوجها فينبغي عليها عدم الالتفات الى زوجها ولتذهب الى كربلا وان منعها وان هددها ....)
اي كلام هذا بربكم ومع ذلك سيقوم ذلك الشيخ بتبرير قوله وبحجج لا يرضى بها اي عاقل ..
فاين تلك الآيات والرويات التي توصي بوجوب اطاعة الزوج الا في ترك الواجبات او الوقوع في المحرمات حتى وصل بعلمائنا انهم اوجبوا ترك الصيام المستحب مع رفض الزوج له فضلاً عن الزيارة التي لا بد من مؤدها بعض اللوازم الأخلاقية التي ان علم بها المعصوم(ع) سيسر لا أن نرتكب كهذه الأفعال التي لا يرضون بها (سلام الله عليهم)
..لا اود ان أطيل بكلامي فالحديث ذو شجون واني استشهدت بهذا الكلام للمثال لا للحصر ففي هذا الموضوع مصاديق كثيرة وعديدة ..ولعلي اوصلت الفكرة بهذه السطيرات القليلة ...فينبغي لنا ايها الاخوة يامن نحسب انفسنا من اولئك المثقفين الذين وجب علينا ان نهد تلك الحجب وماهي الا حجب الجاهلية المقيتة التي تسورت لنا من هنا وهناك ..وقانا الله شرها
دعوة أتمنى أن أكون صادقاً بها ..علينا ان نوقف تلك الأقوال ونجهز عليها وذلك بنشر الثقافة الرصينة وأظهار معنى الأسلام المحمدي الأصيل .. الذي نادى به اهل بيتنا الأطهار سلام الله عليهم أجمعين وأن نأخذ الأحكام من مصادرها الحقة وأن نحكّم عقلنا في ذلك ...وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح واخر دعواي ان الحمد لله رب العالمين ..
وأسألكم الدعاء ..
بقلمي المتواضع