بو هاشم الموسوي
11-01-2012, 02:25 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم وأوليائهم ومن مال إليهم
- قال العلّامة عبد الحسين الأميني النجفي (رضي الله عنه) في موسوعته الخالدة [الغدير: ج2، ص425-428] في شرح وبيان قصيدة أبو محمّد سفيان بن مُصعب العبدي الكوفيّ، ما نصّه:
"*(ولا يتم لامرء صلاته * إلا بذكراهم ولا يزكو الدعا)*
أشار إلى كون الصلاة عليهم مأمورا بها في الصلاة، وفي المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث. ذكر ابن حجر في الصواعق(1) قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه ثم قال : وهذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد منه هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال : اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم وقضية استجابة هذا الدعاء: إن الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه. ويروى: لا تصلوا علي الصلاة البتراء . فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. ثم نقل الإمام الشافعي قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له
فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
وقال من الصواعق(2) : أخرج الدارقطني والبيهقي حديث من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه: إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. والأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
وقال الرازي في تفسيره(3) : إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله: اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقال: أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة.
وقال النيسابوري في تفسيره(4) عند قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخرا ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة .
وروى [محبُّ الدين الطبري في الذخائر ص19] عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول: لو صلّيت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تُقبل.
وأخرج القاضي عياض في الشفا(5) عن ابن مسعود مرفوعا: "من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه". وللقاضي [الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3/ 500-505] فوائد جمة حول المسألة وذكر مختصر ما صنفه الإمام الخيصري في المسألة سماه "زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض". وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في شفاء السقام لتقيِّ الدين السبكي(6)، وأورد جملة منها [الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 163] وأوّل لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآله محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
*(قوله: ولا يزكو الدعا )*
إشارة إلى ما أخرجه الديلمي(7) أنه صلى الله عليه وآله قال: "الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته. اللهم صلي على محمد وآله". ورواه عنه ابن حجر في الصواعق(8). وأخرجه الطبراني في الأوسط(9) عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام: "كلّ دعاء محجوبٌ حتّى يُصلّى على محمّد وآل محمّد". وذكره [الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج10 ص160 وقال: رجاله ثقات].
وأخرجه البيهقي(10) وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شئ حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد. [شرح الشفا للخفاجي ج3 ص506]". اهـ.
ــــــــ
(1) الصواعق المحرقة: ص146.
(2) الصواعق المحرقة: ص233-234.
(3) التفسير الكبير: 27/ 166.
(4) غرائب القرآن: مج11/ ج25/ 35.
(5) الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 2/ 147.
(6) شفاء السقام: ص241-247.
(7) الفردوس بمأثور الخطاب: 3/ 255، ح4754.
(8) الصواعق المحرقة: ص148.
(9) المعجم الأوسط: 1/ 408، ح725.
(10) شعب الإيمان: 2/ 216، ح1575، 1576.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم وأوليائهم ومن مال إليهم
- قال العلّامة عبد الحسين الأميني النجفي (رضي الله عنه) في موسوعته الخالدة [الغدير: ج2، ص425-428] في شرح وبيان قصيدة أبو محمّد سفيان بن مُصعب العبدي الكوفيّ، ما نصّه:
"*(ولا يتم لامرء صلاته * إلا بذكراهم ولا يزكو الدعا)*
أشار إلى كون الصلاة عليهم مأمورا بها في الصلاة، وفي المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث. ذكر ابن حجر في الصواعق(1) قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه ثم قال : وهذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد منه هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال : اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم وقضية استجابة هذا الدعاء: إن الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه. ويروى: لا تصلوا علي الصلاة البتراء . فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. ثم نقل الإمام الشافعي قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له
فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
وقال من الصواعق(2) : أخرج الدارقطني والبيهقي حديث من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه: إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. والأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
وقال الرازي في تفسيره(3) : إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله: اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقال: أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة.
وقال النيسابوري في تفسيره(4) عند قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخرا ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة .
وروى [محبُّ الدين الطبري في الذخائر ص19] عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول: لو صلّيت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تُقبل.
وأخرج القاضي عياض في الشفا(5) عن ابن مسعود مرفوعا: "من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه". وللقاضي [الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3/ 500-505] فوائد جمة حول المسألة وذكر مختصر ما صنفه الإمام الخيصري في المسألة سماه "زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض". وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في شفاء السقام لتقيِّ الدين السبكي(6)، وأورد جملة منها [الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 163] وأوّل لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآله محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
*(قوله: ولا يزكو الدعا )*
إشارة إلى ما أخرجه الديلمي(7) أنه صلى الله عليه وآله قال: "الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته. اللهم صلي على محمد وآله". ورواه عنه ابن حجر في الصواعق(8). وأخرجه الطبراني في الأوسط(9) عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام: "كلّ دعاء محجوبٌ حتّى يُصلّى على محمّد وآل محمّد". وذكره [الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج10 ص160 وقال: رجاله ثقات].
وأخرجه البيهقي(10) وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شئ حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد. [شرح الشفا للخفاجي ج3 ص506]". اهـ.
ــــــــ
(1) الصواعق المحرقة: ص146.
(2) الصواعق المحرقة: ص233-234.
(3) التفسير الكبير: 27/ 166.
(4) غرائب القرآن: مج11/ ج25/ 35.
(5) الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 2/ 147.
(6) شفاء السقام: ص241-247.
(7) الفردوس بمأثور الخطاب: 3/ 255، ح4754.
(8) الصواعق المحرقة: ص148.
(9) المعجم الأوسط: 1/ 408، ح725.
(10) شعب الإيمان: 2/ 216، ح1575، 1576.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،