فنون الليل
15-01-2012, 03:07 AM
( قصة واقعية تساق بأسلوب درامي من الكاتب )
-----------------------------------------
البداية :
قنوعا انا دوما ..
بسيطا في حياتي ولذلك انا محسود وسعيد ..
لم يهبني وطني وظيفة فقررت انا انسى وطني واسعى لمحاولة العيش ..
فكرت ثم قدرت ..
ثم توكلت واعلنت افتتاح محلي الخاص لبيع الجوالات او بالاصح الهواتف حتى اصبح اكثر جزالة ..
محلي لم يكن يتعد الـ 4 امتار طولا ومثلها عرضا ..
كنت اتعيش من البيع والشراء على طبقة الكادحين ( الملحطين ) مثلي ..
من بين كل هؤلاء كان يتردد علي الموظف بجمعية الهلال الاحمر ( سامي ) مرارا ..
كم هو حقير هذا ال سامي ..
يستغل عمله كسائق في اسعاف المصابين لسرقة مايجد في موقع الحادث ..
يقسم انه احيانا حين يصل لموقع الحادث يتفرغ للبحث عن محفظة او هاتف جوال ملقى قبل وصول احد لانه يرى ان لم يسرق هذه الاشياء هو فسيظفر بها لص اخر ...
كنت العنه كثيرا لطريقته هذه ..
ولكني اعود واقول الله يرزقك ياسامي الحرامي خصوصا حينما اشتري منه جوالا سرقه وابيعه بفائدة كبيرة ..
نعم هكذا هي الحياة ..
متضادات ..
في ليلة الثلاثاء تلك اشتريت منه هاتفا جوالا كالعادة ..
الفرق انه هذه المرة قال انه لسيدة وجدوها ميتة في موقع الحادث ..
وابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول ووجدت بجانب الجوال شنطة يد كانت تحوي مبلغا كبيرا وورقة مزقت من تقويم سنوي وكانت تحمل تاريخ يوم الثلاثاء قبل 14 عاما تماما ..
والمدهش انه اقسم ان تلك الورقة كانت كالجديدة رغم مرور كل تلك الاعوام ..
وصارحني بأن عبارة صغيرة كانت مكتوبة اسفل تلك الورقة ..
كانت حكمة عادية كالتي تملأ أوراق التقويم حاليا ..
وكانت تقول " راس الحكمة مخافة الله "
قاطع حديثنا دخول احد الزبائن للمحل ..
مما جعل اللص سامي ( يسارعني ) بطلب المبلغ وانصرف بعدها ..
وصار جوال تلك الميتة في طاولة العرض الخاصة بمحلي ..
الساعة 11 مساء ..
اقفلت محلي ..
وكعادتي كلما اشتريت جوالا جديدا اصطحبه معي للمنزل ..
استمتع على فراشي بقراءة الرسائل النصية التي يتركها عادة اصحابها عند البيع او الرغبة بتبديل جوالاتهم القديمة ...
فأنا أستمتع بقراءة مايتناقله الناس بينهم ..
نكات ..
رسائل حب ..
طرائف ..
انتهيت من تناول عشائي تلك الليلة ..
تمددت على فراشي ..
تذكرت ذلك الجوال ..
جوال الميتة ...
ترى ؟؟
قبل موتها ماذا ارسلت ؟؟
ماذا استقبلت ؟؟
اسئلة كثير عصفت بي ..
انتزعت الهاتف وضغطت زر التشغيل ..
وفتحت صندوق الرسائل الواردة ..
كان خاليا الا من رسالة واحدة غريبة ..
كانت رسالة تحوي عبارة واحدة ..
لن تصلي للبيت ..
ورقم المرسل كان موجودا ..
حقيقة اصابني الرعب ..
توقيت هذه الرسالة يوم موت هذه المرأة ..
هل الامر فيه شبهة جنائية ؟؟
هل اغتيلت ؟؟
ظللت افكر كثيرا ..
اعدت التقليب كثيرا في ذلك الهاتف ..
وبينما انا ابحث وجدت رسالة في صندوق الحفظ الخاص بالرسائل ..
كانت من ذات الرقم ..
ولكنها كانت قديمة قليلا ..
وكانت عبارة عن دعوة لحضور مراسم زواج ووضح مكان القاعة وموقعها في المدينة ..
الحقيقة كان الموقع الموضح بالرسالة بعيدا قليلا وكان خارج المدينة ..
وبالتحديد في احدى ضواحي مدينة الخرج جنوب الرياض ..
قررت في اليوم التالي ان استشير شخصا اثق كثيرا برأيه ..
لكبر سنه وحكمته ..
قال لي لاتحاول المغامرة بأخطار الجهات الامنية فربما لفقت لك تهم منها سرقة محتويات المرأة الميتة ..
وربما أيضا جعلوا منك قاتلها ..
نعم صحيح ..
كيف فاتتني هذه ..
ربما اتهموني انا ..
لماذا اذن لاابحث انا عن حل لهذا اللغز ..
وفعلا انطلقت انا واحد الاصدقاء ..
ولم اخبره بالحقيقة ..
فقط قلت له سأذهب للتحقق من موقع احد الاستراحات التي سيقام فيها مناسبة قريبا لاحد الاقارب ..
كان ذلك الصديق عاطلا ..
ورافقني بدون تردد ..
فقط كان يريد مني ان اشتري له علبة سجاير ..
كثمن لمرافقتي ولو حتى لولاية تكساس ..
وصلت الى مدينة الخرج ..
تجاوزت اطراف المدينة ..
ثم بدأ الرعب يدب فيني ..
المنطقة المرادة عبارة عن مزاره واحراش قديمة ..
لااثر لحياة هنا ..
تقدمنا كثيرا ..
احسست ان صديقي بدأ يدب فيه الخوف كثيرا ..
ثم بدأ يمازحني بخوف قائلا : من المجنون الذي سيقيم زواجا هنا ..
هل العروسة جنية ؟؟
لم يكد ينهي تلك العبارة الا ودوى صوت تكسر الزجاج الخلفي لتك السيارة التي كنا نستقلها ..
توقفت تلقائيا ..
اصابنا الرعب ..
كانت هناك شجرة قد وقعت على السيارة بشكل غامض ..
ازحناها وواصلنا السير ..
وجدت لافتة كتب عليها بحروف ممسوحة الاسم الذي ورد على تلك الرسالة ..
لكن ..
كانت تلك المزرعة خاوية ..
مهجورة ..
لاحياة فيها ..
وماهي الا ثواني الا وصديقي يشدني للنظر الى موقع بعيد داخل تلك المزرعة ..
كانت هناك نار تشتعل في مجموعة من النخل ..
ثم تنطفي وتعود للاشتعال في مجموعة اخرى وتنطفي وهكذا ..
ذكرنا الله كثيرا ..
خرجنا بسرعة من الموقع ..
وصادفنا بعد مسافة مجموعة من العمال يجلسون داخل احدى المزارع نزلت اليهم تاركا صديقي سألتهم عن تلك المزرعة قالوا كل مايعرفونه عنها انها فيها بيت من الطين كبير يقال انه مسكون ..
وانها مهجورة منذ 14 عاما ..
وصاحبها اختفى في ظروف غامضة ..
لم اصدق هذه الحكايات ..
فالناس تتناقل كل ماهو مثير ..
ومخيف ..
ولكن ..
الغريب انهم قالوا انها مهجورة منذ 14 عاما ..
الا يتوافق الزمن هذا مع قصاصة التقويم التي ذكر ذلك ( اللص سامي ) انه وجدها تحمل تاريخا قديما منذ 14 عاما ايضا ؟؟
هل هي مجرد مصادفة ؟؟
عدت لسيارتي وانا اضحك كثيرا ..
متذكرا تلك الحلقة من ذلك المسلس المحلي طاش ماطاش ..
و ...................
صاعقة هوت علي فجأة ..
صديقي لم يعد موجودا في السيارة !!
يتبع .....................
-----------------------------------------
البداية :
قنوعا انا دوما ..
بسيطا في حياتي ولذلك انا محسود وسعيد ..
لم يهبني وطني وظيفة فقررت انا انسى وطني واسعى لمحاولة العيش ..
فكرت ثم قدرت ..
ثم توكلت واعلنت افتتاح محلي الخاص لبيع الجوالات او بالاصح الهواتف حتى اصبح اكثر جزالة ..
محلي لم يكن يتعد الـ 4 امتار طولا ومثلها عرضا ..
كنت اتعيش من البيع والشراء على طبقة الكادحين ( الملحطين ) مثلي ..
من بين كل هؤلاء كان يتردد علي الموظف بجمعية الهلال الاحمر ( سامي ) مرارا ..
كم هو حقير هذا ال سامي ..
يستغل عمله كسائق في اسعاف المصابين لسرقة مايجد في موقع الحادث ..
يقسم انه احيانا حين يصل لموقع الحادث يتفرغ للبحث عن محفظة او هاتف جوال ملقى قبل وصول احد لانه يرى ان لم يسرق هذه الاشياء هو فسيظفر بها لص اخر ...
كنت العنه كثيرا لطريقته هذه ..
ولكني اعود واقول الله يرزقك ياسامي الحرامي خصوصا حينما اشتري منه جوالا سرقه وابيعه بفائدة كبيرة ..
نعم هكذا هي الحياة ..
متضادات ..
في ليلة الثلاثاء تلك اشتريت منه هاتفا جوالا كالعادة ..
الفرق انه هذه المرة قال انه لسيدة وجدوها ميتة في موقع الحادث ..
وابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول ووجدت بجانب الجوال شنطة يد كانت تحوي مبلغا كبيرا وورقة مزقت من تقويم سنوي وكانت تحمل تاريخ يوم الثلاثاء قبل 14 عاما تماما ..
والمدهش انه اقسم ان تلك الورقة كانت كالجديدة رغم مرور كل تلك الاعوام ..
وصارحني بأن عبارة صغيرة كانت مكتوبة اسفل تلك الورقة ..
كانت حكمة عادية كالتي تملأ أوراق التقويم حاليا ..
وكانت تقول " راس الحكمة مخافة الله "
قاطع حديثنا دخول احد الزبائن للمحل ..
مما جعل اللص سامي ( يسارعني ) بطلب المبلغ وانصرف بعدها ..
وصار جوال تلك الميتة في طاولة العرض الخاصة بمحلي ..
الساعة 11 مساء ..
اقفلت محلي ..
وكعادتي كلما اشتريت جوالا جديدا اصطحبه معي للمنزل ..
استمتع على فراشي بقراءة الرسائل النصية التي يتركها عادة اصحابها عند البيع او الرغبة بتبديل جوالاتهم القديمة ...
فأنا أستمتع بقراءة مايتناقله الناس بينهم ..
نكات ..
رسائل حب ..
طرائف ..
انتهيت من تناول عشائي تلك الليلة ..
تمددت على فراشي ..
تذكرت ذلك الجوال ..
جوال الميتة ...
ترى ؟؟
قبل موتها ماذا ارسلت ؟؟
ماذا استقبلت ؟؟
اسئلة كثير عصفت بي ..
انتزعت الهاتف وضغطت زر التشغيل ..
وفتحت صندوق الرسائل الواردة ..
كان خاليا الا من رسالة واحدة غريبة ..
كانت رسالة تحوي عبارة واحدة ..
لن تصلي للبيت ..
ورقم المرسل كان موجودا ..
حقيقة اصابني الرعب ..
توقيت هذه الرسالة يوم موت هذه المرأة ..
هل الامر فيه شبهة جنائية ؟؟
هل اغتيلت ؟؟
ظللت افكر كثيرا ..
اعدت التقليب كثيرا في ذلك الهاتف ..
وبينما انا ابحث وجدت رسالة في صندوق الحفظ الخاص بالرسائل ..
كانت من ذات الرقم ..
ولكنها كانت قديمة قليلا ..
وكانت عبارة عن دعوة لحضور مراسم زواج ووضح مكان القاعة وموقعها في المدينة ..
الحقيقة كان الموقع الموضح بالرسالة بعيدا قليلا وكان خارج المدينة ..
وبالتحديد في احدى ضواحي مدينة الخرج جنوب الرياض ..
قررت في اليوم التالي ان استشير شخصا اثق كثيرا برأيه ..
لكبر سنه وحكمته ..
قال لي لاتحاول المغامرة بأخطار الجهات الامنية فربما لفقت لك تهم منها سرقة محتويات المرأة الميتة ..
وربما أيضا جعلوا منك قاتلها ..
نعم صحيح ..
كيف فاتتني هذه ..
ربما اتهموني انا ..
لماذا اذن لاابحث انا عن حل لهذا اللغز ..
وفعلا انطلقت انا واحد الاصدقاء ..
ولم اخبره بالحقيقة ..
فقط قلت له سأذهب للتحقق من موقع احد الاستراحات التي سيقام فيها مناسبة قريبا لاحد الاقارب ..
كان ذلك الصديق عاطلا ..
ورافقني بدون تردد ..
فقط كان يريد مني ان اشتري له علبة سجاير ..
كثمن لمرافقتي ولو حتى لولاية تكساس ..
وصلت الى مدينة الخرج ..
تجاوزت اطراف المدينة ..
ثم بدأ الرعب يدب فيني ..
المنطقة المرادة عبارة عن مزاره واحراش قديمة ..
لااثر لحياة هنا ..
تقدمنا كثيرا ..
احسست ان صديقي بدأ يدب فيه الخوف كثيرا ..
ثم بدأ يمازحني بخوف قائلا : من المجنون الذي سيقيم زواجا هنا ..
هل العروسة جنية ؟؟
لم يكد ينهي تلك العبارة الا ودوى صوت تكسر الزجاج الخلفي لتك السيارة التي كنا نستقلها ..
توقفت تلقائيا ..
اصابنا الرعب ..
كانت هناك شجرة قد وقعت على السيارة بشكل غامض ..
ازحناها وواصلنا السير ..
وجدت لافتة كتب عليها بحروف ممسوحة الاسم الذي ورد على تلك الرسالة ..
لكن ..
كانت تلك المزرعة خاوية ..
مهجورة ..
لاحياة فيها ..
وماهي الا ثواني الا وصديقي يشدني للنظر الى موقع بعيد داخل تلك المزرعة ..
كانت هناك نار تشتعل في مجموعة من النخل ..
ثم تنطفي وتعود للاشتعال في مجموعة اخرى وتنطفي وهكذا ..
ذكرنا الله كثيرا ..
خرجنا بسرعة من الموقع ..
وصادفنا بعد مسافة مجموعة من العمال يجلسون داخل احدى المزارع نزلت اليهم تاركا صديقي سألتهم عن تلك المزرعة قالوا كل مايعرفونه عنها انها فيها بيت من الطين كبير يقال انه مسكون ..
وانها مهجورة منذ 14 عاما ..
وصاحبها اختفى في ظروف غامضة ..
لم اصدق هذه الحكايات ..
فالناس تتناقل كل ماهو مثير ..
ومخيف ..
ولكن ..
الغريب انهم قالوا انها مهجورة منذ 14 عاما ..
الا يتوافق الزمن هذا مع قصاصة التقويم التي ذكر ذلك ( اللص سامي ) انه وجدها تحمل تاريخا قديما منذ 14 عاما ايضا ؟؟
هل هي مجرد مصادفة ؟؟
عدت لسيارتي وانا اضحك كثيرا ..
متذكرا تلك الحلقة من ذلك المسلس المحلي طاش ماطاش ..
و ...................
صاعقة هوت علي فجأة ..
صديقي لم يعد موجودا في السيارة !!
يتبع .....................