د. حامد العطية
16-01-2012, 08:40 PM
الطعم المر لوعود قادة العراق الجوفاء: قضية معسكر أشرف مثالاً
د. حامد العطية
وعود قادة العراق، مثل العواصف الترابية، في كثرتها، وذرها الرمال في العيون، وهي غير قابلة للتصديق، كما هي حال شهاداتهم، غير المصدقة، وعودهم بالأمن فجرها الإرهاب، وتحسين خدمات الكهرباء كلام نهار يمحوه الليل، وعدوا بتطوير أنفسهم في مئة يوم، وكل يوم عندهم خمسون ألف سنة مما تعدون، ومن توعدوه بالإجتثاث فأخلفوا يتآمر اليوم لاجتثاثهم.
توخياً للايجاز لنقصر اهتمامنا على آخر الوعود وهو المتعلق بمعسكر أشرف ونحتكم للوقائع.
نقرأ في عدد جريدة الدستور العراقية الصادر في الخامس من كانون الأول 2011م بأن "الحكومة العراقية أكدت في الثالث من تشرين الثاني الماضي انها لن تتراجع عن القرار الذي اتخذته بشأن اخلاء معسكر [أشرف] نهاية العام الحالي [اي 2011م]" وجاء ذلك ضمن خبر بعنوان" التحالف الوطني يدعو الحكومة إلى الالتزام بقرار اغلاق معسكر أشرف نهاية العام الحالي" تضمن ملخصاً لقرارات جلسة التحالف الوطني، كما وردت في بيان صادر عن مكتب زعيم التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري، ومن بين هذه القرارات "ضرورة التزام الحكومة بقرار مجلس الوزراء القاضي بإغلاق معسكر العراق الجديد [ معسكر أشرف بمسمى مغاير]".
وبتاريخ 16 كانون الأول لعام 2011م جدد رئيس الوزراء المالكي وعده بطرد المنظمة المعروفة بـ"مجاهدي خلق" من الأراضي العراقية، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، مؤكداً أن قرار الابعاد لا رجعة فيه وواصفاً المنظمة الإيرانية بـ"العصابة الاجرامية".
نستخلص من هذه الأنباء أن مجلس الوزراء والحكومة العراقية ورئيس الوزراء المالكي والتحالف الوطني قرروا وصمموا وعقدوا العزم على طرد منظمة مجاهدي خلق واغلاق معسكر أشرف بنهاية العام الماضي، وتعهدوا أمام العراقيين بأن هذا القرار أو الوعد لا رجعة فيه لأن المنظمة هي عصابة مجرمة وأن وجودها على الأرض العراقية مخالف للدستور، على حد قولهم.
فهل وفى القادة بالوعد؟
أنتم تعرفون الجواب، إذ بعد صدور وتكرار هذه الوعود بأيام أعلن رئيس الوزراء المالكي في الثاني والعشرين من كانون الأول من العام الماضي بانه مدد مهلة اخلاء مخيم أشرف حتى الشهر الرابع من هذا العام، وهكذا تراجع مجلس الوزراء ورئيسه عن وعده بإخلاء المعسكر نهاية العام الماضي.
يقول المثل الأنجليزي: لتكن كلماتك رقيقة وحلوة فقد تضطر لابتلاعها، وكان الأجدر برئيس الوزراء العراقي وبقية القادة الامتناع عن اطلاق الوعود الصريحة ذات المواعيد الزمنية المحددة فقد لا يستطيعون الوفاء بها فيصيرون هدفاً للسخرية والاستهزاء ولا يصدق الناس كلامهم بعد ذلك، كما أنها تعكس صورة مهزوزة لمن يمثلونهم، وتكرار هذا السلوك من قبل القادة السياسيين دليل على استهانتهم بالرأي العام، ولعلهم ضمنوا – بطريقة ما - كراسي الحكم "لست سنين أخرى وأكثر".
لتلقين الساسة درساً لن ينسوه أقترح تدوين وعودهم التي فشلوا في الوفاء بها أو أخلفوها على ورق كرتوني سميك وبالبنط العريض ثم اجبارهم على تناولها آخر كل عام، وهنيئاً مقدماً.
16 كانون الثاني 2012م
د. حامد العطية
وعود قادة العراق، مثل العواصف الترابية، في كثرتها، وذرها الرمال في العيون، وهي غير قابلة للتصديق، كما هي حال شهاداتهم، غير المصدقة، وعودهم بالأمن فجرها الإرهاب، وتحسين خدمات الكهرباء كلام نهار يمحوه الليل، وعدوا بتطوير أنفسهم في مئة يوم، وكل يوم عندهم خمسون ألف سنة مما تعدون، ومن توعدوه بالإجتثاث فأخلفوا يتآمر اليوم لاجتثاثهم.
توخياً للايجاز لنقصر اهتمامنا على آخر الوعود وهو المتعلق بمعسكر أشرف ونحتكم للوقائع.
نقرأ في عدد جريدة الدستور العراقية الصادر في الخامس من كانون الأول 2011م بأن "الحكومة العراقية أكدت في الثالث من تشرين الثاني الماضي انها لن تتراجع عن القرار الذي اتخذته بشأن اخلاء معسكر [أشرف] نهاية العام الحالي [اي 2011م]" وجاء ذلك ضمن خبر بعنوان" التحالف الوطني يدعو الحكومة إلى الالتزام بقرار اغلاق معسكر أشرف نهاية العام الحالي" تضمن ملخصاً لقرارات جلسة التحالف الوطني، كما وردت في بيان صادر عن مكتب زعيم التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري، ومن بين هذه القرارات "ضرورة التزام الحكومة بقرار مجلس الوزراء القاضي بإغلاق معسكر العراق الجديد [ معسكر أشرف بمسمى مغاير]".
وبتاريخ 16 كانون الأول لعام 2011م جدد رئيس الوزراء المالكي وعده بطرد المنظمة المعروفة بـ"مجاهدي خلق" من الأراضي العراقية، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، مؤكداً أن قرار الابعاد لا رجعة فيه وواصفاً المنظمة الإيرانية بـ"العصابة الاجرامية".
نستخلص من هذه الأنباء أن مجلس الوزراء والحكومة العراقية ورئيس الوزراء المالكي والتحالف الوطني قرروا وصمموا وعقدوا العزم على طرد منظمة مجاهدي خلق واغلاق معسكر أشرف بنهاية العام الماضي، وتعهدوا أمام العراقيين بأن هذا القرار أو الوعد لا رجعة فيه لأن المنظمة هي عصابة مجرمة وأن وجودها على الأرض العراقية مخالف للدستور، على حد قولهم.
فهل وفى القادة بالوعد؟
أنتم تعرفون الجواب، إذ بعد صدور وتكرار هذه الوعود بأيام أعلن رئيس الوزراء المالكي في الثاني والعشرين من كانون الأول من العام الماضي بانه مدد مهلة اخلاء مخيم أشرف حتى الشهر الرابع من هذا العام، وهكذا تراجع مجلس الوزراء ورئيسه عن وعده بإخلاء المعسكر نهاية العام الماضي.
يقول المثل الأنجليزي: لتكن كلماتك رقيقة وحلوة فقد تضطر لابتلاعها، وكان الأجدر برئيس الوزراء العراقي وبقية القادة الامتناع عن اطلاق الوعود الصريحة ذات المواعيد الزمنية المحددة فقد لا يستطيعون الوفاء بها فيصيرون هدفاً للسخرية والاستهزاء ولا يصدق الناس كلامهم بعد ذلك، كما أنها تعكس صورة مهزوزة لمن يمثلونهم، وتكرار هذا السلوك من قبل القادة السياسيين دليل على استهانتهم بالرأي العام، ولعلهم ضمنوا – بطريقة ما - كراسي الحكم "لست سنين أخرى وأكثر".
لتلقين الساسة درساً لن ينسوه أقترح تدوين وعودهم التي فشلوا في الوفاء بها أو أخلفوها على ورق كرتوني سميك وبالبنط العريض ثم اجبارهم على تناولها آخر كل عام، وهنيئاً مقدماً.
16 كانون الثاني 2012م