مشاهدة النسخة كاملة : أشكالية الجذر الاصم في علم المنطق
السيد الكربلائي
16-01-2012, 11:21 PM
http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s320x320/402232_235966349811130_100001932991004_541074_5299 23882_n.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة عويصة في علم المنطق (الجذر الأصم)
هناك مسألة مهمة جداً في علم المنطق لها مساس بعلم الدين، أثارها المحقق الكبير والمتكلم البارع الشيخ سعد الدين التفتازاني الشافعي الأشعري المتوفى سنة 722هـ، وبقيت الى يومنا هذا عالقة في الأذهان، ولما كان دأبي هو البحث عن ألغاز العالمين من علماء الاسلام وغيرهم بما يتعلق بعلوم الدين وايجاد الحل الشافي لها، فقد تصفحت فوجدتها وبحثت عن جواب لها عند رواد العلم، ولا سيما عند اولئك الذي يظنون انهم أعلم من مشى على هذه الأرض ماعدا الأنبياء والأوصياء فلم أجد سوى الغبار الغليظ، الا من بعض الأعلام الذي يظهر منه أنه حام حول الحمى ومنهم من اجاد قليلا، ومنهم من اضطرب
وكيف ما كان: فقد قال العلامة التفتازاني ما لفظه:
(وهذه مغالطة تحيّر في حلها عقول العقلاء وفحول الاذكياء، ولهذا سميتها مغالطة الجذر الاصم، ولقد تصفحت الاقاويل، فلم اظفر بما يروي الغليل، وتأملت كثيراً فلم يظهر إلا اقل من القليل) ثم قال: (لكن الصواب عندي في هذه القضية ترك الجواب والاعتراف بالعجز عن حل الاشكال)انتهى.
وانا ايضا بدوري أحب أن أعرضها في السوق العلمي تنشيطا للحركة العلمية، لأسأل عنها رواد العلم هذه الأسئلة:
1- ما هي هذه الشبهة؟
2- ما هي علاقتها بالدين؟
3- ما هو الحل المناسب لها؟
وعلى كل حال: فهذه الشبهة التي تحير فيها مثل التفتازاني البارع، فنحن بحمد الله لم نتحير فيها، وحللنا عقدتها، وظهر لنا انها مغالطة، واشكال ساقط من الأساس، فاذا اعترف هو بالعجز عن حلها، فنحن لا توقفنا الحدود ولا تحدنا الموانع
وسأترك بعض المجال لأرى هل هناك استقبال لحلها وتقبلها أم لا؟
فان وجدت ذلك ذكرت حلها، والا أرجئتها الى محلها
والحمد لله أولا وآخراً.
(فاضل البديري 22 صفر 1433هـ).
علي الفاروق
18-01-2012, 05:17 AM
من المتابعين بشوق
السيد الكربلائي
18-01-2012, 09:29 AM
المسألة وهي فيما وجدت قضية يكون مضمونها الاخبار عن نفسها بعدم الصدق، فيتلازم فيها الصدق والكذب، كما تقول (هذا الكلام الذي اتكلم به الان ليس بصادق) فان صدقها يستلزم عدم صدقها وبالعكس، وهي كما ترى مغالطة واضحة، وهي في كلام واحد، فما هو الحل لترتفع هذه المغالطة،
عهدالروح
18-01-2012, 03:56 PM
هل هي السالبه بنتفاء الموضوع ؟؟
علي الفاروق
19-01-2012, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بينما كنت ابحث عن الاجابة وجدت أن هذه الشبهة كانت قد طرحت على الامام الرضا عليه السلام وقد اجاب عنها بجوابين، ولكن للأسف لم تصلنا الرواية.
هل مثل هذه الكلمات تفيد المقام
جاء في حاشية العطار على شرح الخبيصي(ص 141)
ويذكرون في هذا المقام مغالطة مشهورة بالجذر الأصم وهي أنه لو قال :
كل كلامي في هذا اليوم كاذب ولم يقل في هذا اليوم غير هذا الكلام
لزم أن يكون ذلك الكلام صادقاً وكاذباً معاً لأنه
إن كان صادقاً في نفس الأمر لزم أن يكون المحمول وهو كاذب صادقاً على موضوعه وهو كلامي فيلزم أن يكون كلامه كاذباً وليس كلامه إلا كلامي كاذب فيلزم أن يكون كاذبا وقد فرض أنه صادق.
وإن كان كاذبا في نفس الأمر لزم أن لا يصدق في هذا المحمول على موضوعه وهو كلامي فيلزم أن يكون هذا الكلام صادقا لوجوب اتصاف الكلام الخبري بالصدق أو الكذب وامتناع خلوه عنهما مع أنه فرض كونه كاذبا.
وأجاب الناس عنها بأجوبة كثيرة منها ما أجاب به العلامة الدواني في رسالة له منوطة بهذه المغالطة وهو أن حقيقة الخبر الحكاية عن النسبة الواقعية إما على الوجه المطابق فيكون صادقاً أو على الوجه الغير المطابق فيكون كاذباًَ فلا يمكن أن يكون حكاية عن النسبة التي هي مضمونه.
وتوضيحه أن مرجع احتمال الصدق والكذب إلى إمكان اجتماع النسبة الذهنية مع ثبوتها أو لا ثبوتها ولا شك أنه إذا كانت حكاية عن نفسها باعتبار وجودها في الذهن كما في قولك هذا الكلام صادق أو كاذب مشيرا إلى نفس هذا الكلام وكانت هي بعينها الواقع المحكي عنه فلا يمكن اجتماعها مع انتفائها ضرورة امتناع اجتماع الشيء مع عدمه ، ولهذا لو قال لو أخذ هذا الكلام صادق مشيراً إلى نفس هذا الكلام لا يكون خبراً بل لا يكون له محصل، فإن النسبة التي هي مضمونة لا تنتهي إلى المحاكاة عنها في الواقع بل تدور على نفسها .
ولعل السر في ذلك أن التدقيق هو الصورة الذهنية التي يقصد بها المحاكاة عنها في الواقع فلا تكون حكاية عن نفسها إذ محاكاة الشيء عن نفسه غير معقول ولأجل ذلك صار احتمال المطابقة واللامطابقة من خواص التصديقات فإن الصورة ما لم يقصد بها المحاكاة عن أمر واقع لا تجري فيها التخطئة والتغليط (قاله الخلخالي)
وقال مير زاهد المحكى عنه هو مصداق القضية ومصداقها يلزم أن يتقدم عليها فلا يتصور أن يكون نفسها وأيضاً لا يمكن أن يحكم في هذا القول على نفسه لأن المحكوم عليه يجب أن يكون مستقلاً بالمفهومية ومتحققاً قبل الحكم وهذا القول لاشتماله على النسبة غير مستقل بالمفهومية وليس له تحقق إلا بعد الحكم ، فهذا القول على ذلك التعقل لا يكون له معنى محصل فلا يكون خبراً ولا إنشاء ، ولو كان على فرض المحال كلاماً تاما لكان إنشاء في صورة الخبر.
وأجاب مير صدر عصرى الجلال الدواني بأن هذا القول في قوة كلامي كاذب كاذب فهناك كلامان أحدهما جزء والآخر كل ولا استحالة في كون أحد الكلامين صادقاً والآخر كاذباً وقد وقع بين الجلال الدواني وبينه مناظرات في صحة جوابيهما ومجادلات فيهما.
وقد جاء في كتاب إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز لبديع الزمان سعيد النوراسي تحقيق احسان قاسم الصالحي ما يلي:-
مغلطة الجذر الاصم هى هذه: قيل ان اجتماع النقيضين واقع، لانه لو قال قائل كل كلامي في هذه الساعة كاذب والحال انه لم يقل في تلك الساعة غير هذا الكلام، فلا يخلو من ان يكون هذا الكلام، صادقاً أو كاذباً. وعلى التقديرين يلزم اجتماع النقيضين. اما اذا كان صادقاً فيلزم كذب كلامه في تلك الساعة، وهذا الكلام مما تكلم به في تلك الساعة ولم يتكلم بغيره؛ فيزم كذب كلامه. والتقدير انه صادق فيلزم اجتماع النقيضين وان كان كاذباً يلزم ايضاً اجتماع النقيضين لانه يلزم ان يكون بعض افراد كلامه صادقاً في تلك الساعة لكن ما وجد عنه في تلك الساعة سوى هذا الكلام فيلزم صدقه، والمفروض كذبه فيلزم اجتماع النقيضين. وهذه المغلطة مشهورة تحير جميع العلماء في حلّها.
وقد وجدت كلاما مطوّلا للآلوسي في كتابه " غرائب الاغتراب " يناقش الاجوبة، ويقول اخيراً أنه وصلت اجوبة المتقدمين والمتاخرين اكثر من 25 جواباً !! .
علي الفاروق,
النجف الاشرف
29-01-2012, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لا أرى أن هناك أشكال يعجز العقل عن حله ,أنما هو مجرد مغالطة تحاول أيهام العاقل في التفكير في حلها ...
فالجدر الاصم على حد تعبيرهم هو
(هذا الكلام الذي اتكلم به الان ليس بصادق)
فالخبر صادق لان المعتبر في الاخبار مطابقتها الواقع مطلقا , وأجتماع النقضين بشرط ان يكون في الوقت ذاته اي صدق وكذب في وقت واحده في آن واحده بينما هذه المغالطه لا تشتمل على ذلك لانه نقل خبر في وقت ثم لحقها بقوله بان خبره كذاب
وأنتظر ما تفيضون به علينا
والسلام عليكم
السيد الكربلائي
31-01-2012, 07:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله...لو كانت هذه القضية تشمل نفسها لكان في الكلام الواحد صدق وكذب في آن احد ، فكيف تكون صادقة؟؟
النجف الاشرف
31-01-2012, 11:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
فكيف تكون صادقة؟؟
صـادقة لانها طابقت الواقع والذي هو بان الخبر الذي أخبر به المخبـر كذب لا واقع له والواقع خلاف خبره
والسلام عليكم
السيد الكربلائي
02-02-2012, 09:41 AM
ولكنه من جهة ثانية كاذبة، لأنه يقول هذاالشيء الذي اتحدث به كاذب
فما هو الواقع هل هو الصدق ام الكذب التى تطابقه هذه القضية؟؟
فان قلت الصدق، قلت: ولكنه يقول حديثي هذا كذب، فالقضية مشمولة بالكذب
وان قلت: الكذب ، قلت: ولكنه صادق بها، فحصلت الحيرة
ونفس الأخ يقول انها صادقة ثم يقول الواقع على خلاف خبره، فاذن هو بنفسه قد تحير فيه.
النجف الاشرف
02-02-2012, 05:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أسعد الله أيامكم بتويج الامام المهدي صلوات الله عليه وفرحة الزهراء بهلاك عدو الله لعنه الله ...
ولكنه من جهة ثانية كاذبة، لأنه يقول هذاالشيء الذي اتحدث به كاذب
ومن هنا نشات المغالطه القائله بان هناك أجتماع نقيضين , فان قوله انه يتكلم خلاف الواقع صدر في آن آخر
فما هو الواقع هل هو الصدق ام الكذب التى تطابقه هذه القضية؟؟
صدق القضية او عدمها يتوقف على مطابقه الواقع مطلقا , والرجل أعترف بان القضية كذابه وهذا يعني الواقع صادق بان هذه القضية لم تقع
فان قلت الصدق، قلت: ولكنه يقول حديثي هذا كذب، فالقضية مشمولة بالكذب
وان قلت: الكذب ، قلت: ولكنه صادق بها، فحصلت الحيرة
عدم علمي بمطابقة القضية يبطل أستدلالك هنا , لانك تعلم بان المتكلم الذي هو في مقام البيان يشترط فيه ان لا يكون هازلا وان يكون جادا شاعرا بما يقول فاذا تحققت مقدمات الحكمة أخذه قوله على انها دعوى صادقه فاذا ظهر بانه يكذب يكذب زعمه
ونفس الأخ يقول انها صادقة ثم يقول الواقع على خلاف خبره، فاذن هو بنفسه قد تحير فيه.
قلنا صادقه بلحاظ انه يعترف بانها خلاف الواقع الصادق , والا لا اعتقد بان هناك من يقول بان أصاله الاخبار مخالفه الواقع
والسلام عليكم
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024