melika
10-08-2007, 10:56 AM
نحو حملة دولية لحماية الآثار الإسلامية في الحجاز
ما سرّ هذه الحملة المستطيرة التي تصاعدت خلال العامين الماضين من قبل المتشددين لمحو ما تبقى من آثار الاسلام والمعالم التاريخية في المدينتين المقدّستين؟ بالرغم من مزاعم هيئة السياحة الوطنية بحفاظها على الاثار وصونها!
وما سرّ هذا الاغفال مع سبق الاصرار والترّصد من قبل السلطات السعودية في غض الطرف عن معاول المحو الشامل التي تهوي بلا توقف دون رادع من ضمير ديني ولا وازع أخلاقي يحول دون إستمرار هذا العبث الطائش في أقدس بقاع الأرض، تارة تحت ذريعة محاربة البدع وأخرى تحت ذريعة توسعة الحرمين، فهدمت مساجد وأزالت حجرات سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم وزوجاته رضي الله عنهن وبيوت أهل بيته رضوان الله عليهم وصحابته ,وخرّبت معالم الرسالة وكأن من إنبروا لهذه المهمة يفتّشون عن أتفه سبب لتحقيق مآرب خاصة وإفراغ نزوة منفلتة من عقالها فيعمدوا الى إجتثاث تاريخ الاسلام من فوق أرض المقدّسات.
وعجبنا من صمت رجال السلطة ممن أسبغوا على أنفسهم شرف خدمة الحرمين الشريفين، وهم يسمعون صرخات الاستنكار تنطلق من أرجاء العالم على ما يقوم به الأوصياء الجدد على الدين، ليهدموا معالمه بحجج جوفاء لم تقرّ الا في أذهانهم. وعجباً من ذلك العناد الذي لا يكترث لصرخات الاحتجاج التي عبّرت عنها أقلام كثيرين في الداخل، وكأن هناك في داخل الحكومة من يوفّر لهذه الطغمة المتعنجهة غطاءً قانونياً ويمنحها الاطمئنان لمواصلة منهجها التقويضي لكل أثر ديني ومعلم تاريخي عزيز على المسلمين.
لقد هانت على أهل الحكم عمليات الهدم المتواصلة لآثار المدينتين المقدّستين، فيما أفرطوا حد الاسفاف في رصد وصيانة كل أثر تركه آباؤهم وأجدادهم، حتى صارت زيارة قصر الملك عبد العزيز جزءا من بروتوكول الزائرين من رؤوساء الدول الى هذه البلاد، حيث تخبر مقتنيات القصر عن أن القائمين على تراث الآباء والأجداد قد أجهدوا أنفسهم في جمع وعرض ما صغر وما كبر من مختّصات الملك عبد العزيز بما في ذلك فنجان القهوة ودلالها وحتى السفرة والتنور والفرش والوسادة والخاتم والسيف والدرع، بل لا يكاد المرء يصدِّق كيف أتقن القائمون على هذا القصر مهمة جمع أدق التفاصيل المادية وأصغرها شأناً وكأن الزائر للمكان يشعر بأن عبد العزيز مازال حياً بفعل سطوة الحضور الرمزي لتلك الآثار.
يغمر المرء الحزن وهو يعقد مقارنة بين الاهتمام المفرط بآثار عبد العزيز، مصدر فخر العائلة المالكة واعتزازها بمجدها الخاص، والتفريط العابث بآثار سيدنا المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم وآثار الاسلام الخالدة، مصدر فخر الامة الاسلامية قاطبة. فبينما يبالغ آل سعود في تكريم آبائهم وأجدادهم ببناء المتاحف وترميم القصور القديمة وبناء القرى التراثية لتخليد ماضيهم، نجد تساهلاً يبلغ حد السفه في التعامل مع المعالم التاريخية والآثار الاسلامية والنبوية في مكة والمدينة، الى حد بات المتشددون يعلنونها صراحة وتعنّتاً بأنهم عازمون على هدم ما بقي من الآثار بما في ذلك غار حراء وقبور الصحابة رضوان الله عليهم وآخرها إصدار قرار بإزالة قبر سيدنا رافع بن رفاعة الزرقي t وهو من الانصار البدريين واستشهد في أحد كما سيزال مسجد الكاتبية الأثري بحجة تحسين المنطقة الأثرية بعد أن أزالوا كثيراً من الآثار عن الجدران الداخلية للكعبة المشرّفة وتمتد تلك الآثار والنقوشات الى ما قبل تاريخ الاسلام. وقد ذكرت مصادر مطّلعة بأن تلك الآثار المزالة وبعضها نقوشات مكتوبة بلغات قديمة تعود الى أيام نبي الله سيدنا ابراهيم u حملت على متن قارب في جدة ورميت في أعماق البحر بحضور أحد المشايخ السلفيين المتشددين.
دارة الملك عبد العزيز حظيت بإهتمام إستثنائي وكادت ـ إن لم يكن بالفعل ـ أن تصبح معلماً مضاهياً لمعلم ديني وتاريخي في المدينتين المقدّستين، وكنا نطمع لو أن أفق الاهتمام شمل المحافظة وصون الاثار الدينية والتاريخية في المدينة ومكة بنفس القدر من الاهتمام الفارط لدى من قام بجمع تراث عبد العزيز!
إن إيغال قوى التشدد المدعومة من قبل الجهات الرسمية في مواصلة هدم وإزالة الآثار الاسلامية والتاريخية يقدّم أكثر من سبب لاطلاق حملة دولية لحماية ما بقي من تلك الآثار، ووضع حد لسفه تلك القوى في إستمرار تصرفاتها المشينة، التي هي موضع إستنكار المسلمين في أرجاء العالم، كما هي موضع دهشة المجتمع الانساني بأسره.
لقد عبّرت أقلام صادقة في الداخل والخارج عن خطورة ذلك المخطط التدميري المتواصل من قبل قوى سلفية متشددة تمنح نفسها سلطة على الدين والتراث وتطلق العنان لنوازع الشر بداخلها تحت مسمى محاربة البدع لتزاول عملية دفن معالم الاسلام التي تربطنا بالماضي المجيد لهذا الدين ومشيديه، وتبقي على الرابطة الروحية حاضرة ونشطة بين أبناء الامة، الذين هم بحاجة الى ما يشد وثاقهم بدينهم وتاريخهم في زمن إجتياح منتجات العولمة والثقافات الحديثة.
إن صمت حكومات عربية وإسلامية إزاء ما يجري من تدمير وهدم للآثار الاسلامية والتاريخية في المدينتين المقدّستين يعدّ قبولاً ضمنياً، أو في أقل تقدير إغفالاً عن موضوع شديد الخطورة كالذي يجري في المدينة ومكة.. فلو كانت تلك الآثار تخصُّ ديانات أخرى لوجدت ذلك الاستنفار العالمي الذي يبتر كل الايدي الممتدة الى أقرب قطعة من تراثها. إن الحكومات والمؤسسات الاسلامية وعلماء الدين في أرجاء العالم مدعوون للتعبير عن إحتجاجهم بكافة أشكال الاحتجاج السلمي للوقف الفوري لعمليات الهدم والازالة للآثار الاسلامية والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة دفاعاً عن دينهم ونبيهم صلى الله عليه و آله و سلم واهل بيته وزوجاته وصحابته الكرام رضوان الله عليهم اجمعين ومن سار على دربهم من اللاحقين، بنفس الحماسة والزخم الاحتجاجي الذي ظهر بعد الاساءة الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم من قبل رسام الكاريكاتور الدنماركي. بل إن إساءة إزالة آثارسيدنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأهل بيته وزوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين أبلغ بأضعاف من الاساءة بكاريكاتور.
منقول
ما سرّ هذه الحملة المستطيرة التي تصاعدت خلال العامين الماضين من قبل المتشددين لمحو ما تبقى من آثار الاسلام والمعالم التاريخية في المدينتين المقدّستين؟ بالرغم من مزاعم هيئة السياحة الوطنية بحفاظها على الاثار وصونها!
وما سرّ هذا الاغفال مع سبق الاصرار والترّصد من قبل السلطات السعودية في غض الطرف عن معاول المحو الشامل التي تهوي بلا توقف دون رادع من ضمير ديني ولا وازع أخلاقي يحول دون إستمرار هذا العبث الطائش في أقدس بقاع الأرض، تارة تحت ذريعة محاربة البدع وأخرى تحت ذريعة توسعة الحرمين، فهدمت مساجد وأزالت حجرات سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم وزوجاته رضي الله عنهن وبيوت أهل بيته رضوان الله عليهم وصحابته ,وخرّبت معالم الرسالة وكأن من إنبروا لهذه المهمة يفتّشون عن أتفه سبب لتحقيق مآرب خاصة وإفراغ نزوة منفلتة من عقالها فيعمدوا الى إجتثاث تاريخ الاسلام من فوق أرض المقدّسات.
وعجبنا من صمت رجال السلطة ممن أسبغوا على أنفسهم شرف خدمة الحرمين الشريفين، وهم يسمعون صرخات الاستنكار تنطلق من أرجاء العالم على ما يقوم به الأوصياء الجدد على الدين، ليهدموا معالمه بحجج جوفاء لم تقرّ الا في أذهانهم. وعجباً من ذلك العناد الذي لا يكترث لصرخات الاحتجاج التي عبّرت عنها أقلام كثيرين في الداخل، وكأن هناك في داخل الحكومة من يوفّر لهذه الطغمة المتعنجهة غطاءً قانونياً ويمنحها الاطمئنان لمواصلة منهجها التقويضي لكل أثر ديني ومعلم تاريخي عزيز على المسلمين.
لقد هانت على أهل الحكم عمليات الهدم المتواصلة لآثار المدينتين المقدّستين، فيما أفرطوا حد الاسفاف في رصد وصيانة كل أثر تركه آباؤهم وأجدادهم، حتى صارت زيارة قصر الملك عبد العزيز جزءا من بروتوكول الزائرين من رؤوساء الدول الى هذه البلاد، حيث تخبر مقتنيات القصر عن أن القائمين على تراث الآباء والأجداد قد أجهدوا أنفسهم في جمع وعرض ما صغر وما كبر من مختّصات الملك عبد العزيز بما في ذلك فنجان القهوة ودلالها وحتى السفرة والتنور والفرش والوسادة والخاتم والسيف والدرع، بل لا يكاد المرء يصدِّق كيف أتقن القائمون على هذا القصر مهمة جمع أدق التفاصيل المادية وأصغرها شأناً وكأن الزائر للمكان يشعر بأن عبد العزيز مازال حياً بفعل سطوة الحضور الرمزي لتلك الآثار.
يغمر المرء الحزن وهو يعقد مقارنة بين الاهتمام المفرط بآثار عبد العزيز، مصدر فخر العائلة المالكة واعتزازها بمجدها الخاص، والتفريط العابث بآثار سيدنا المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم وآثار الاسلام الخالدة، مصدر فخر الامة الاسلامية قاطبة. فبينما يبالغ آل سعود في تكريم آبائهم وأجدادهم ببناء المتاحف وترميم القصور القديمة وبناء القرى التراثية لتخليد ماضيهم، نجد تساهلاً يبلغ حد السفه في التعامل مع المعالم التاريخية والآثار الاسلامية والنبوية في مكة والمدينة، الى حد بات المتشددون يعلنونها صراحة وتعنّتاً بأنهم عازمون على هدم ما بقي من الآثار بما في ذلك غار حراء وقبور الصحابة رضوان الله عليهم وآخرها إصدار قرار بإزالة قبر سيدنا رافع بن رفاعة الزرقي t وهو من الانصار البدريين واستشهد في أحد كما سيزال مسجد الكاتبية الأثري بحجة تحسين المنطقة الأثرية بعد أن أزالوا كثيراً من الآثار عن الجدران الداخلية للكعبة المشرّفة وتمتد تلك الآثار والنقوشات الى ما قبل تاريخ الاسلام. وقد ذكرت مصادر مطّلعة بأن تلك الآثار المزالة وبعضها نقوشات مكتوبة بلغات قديمة تعود الى أيام نبي الله سيدنا ابراهيم u حملت على متن قارب في جدة ورميت في أعماق البحر بحضور أحد المشايخ السلفيين المتشددين.
دارة الملك عبد العزيز حظيت بإهتمام إستثنائي وكادت ـ إن لم يكن بالفعل ـ أن تصبح معلماً مضاهياً لمعلم ديني وتاريخي في المدينتين المقدّستين، وكنا نطمع لو أن أفق الاهتمام شمل المحافظة وصون الاثار الدينية والتاريخية في المدينة ومكة بنفس القدر من الاهتمام الفارط لدى من قام بجمع تراث عبد العزيز!
إن إيغال قوى التشدد المدعومة من قبل الجهات الرسمية في مواصلة هدم وإزالة الآثار الاسلامية والتاريخية يقدّم أكثر من سبب لاطلاق حملة دولية لحماية ما بقي من تلك الآثار، ووضع حد لسفه تلك القوى في إستمرار تصرفاتها المشينة، التي هي موضع إستنكار المسلمين في أرجاء العالم، كما هي موضع دهشة المجتمع الانساني بأسره.
لقد عبّرت أقلام صادقة في الداخل والخارج عن خطورة ذلك المخطط التدميري المتواصل من قبل قوى سلفية متشددة تمنح نفسها سلطة على الدين والتراث وتطلق العنان لنوازع الشر بداخلها تحت مسمى محاربة البدع لتزاول عملية دفن معالم الاسلام التي تربطنا بالماضي المجيد لهذا الدين ومشيديه، وتبقي على الرابطة الروحية حاضرة ونشطة بين أبناء الامة، الذين هم بحاجة الى ما يشد وثاقهم بدينهم وتاريخهم في زمن إجتياح منتجات العولمة والثقافات الحديثة.
إن صمت حكومات عربية وإسلامية إزاء ما يجري من تدمير وهدم للآثار الاسلامية والتاريخية في المدينتين المقدّستين يعدّ قبولاً ضمنياً، أو في أقل تقدير إغفالاً عن موضوع شديد الخطورة كالذي يجري في المدينة ومكة.. فلو كانت تلك الآثار تخصُّ ديانات أخرى لوجدت ذلك الاستنفار العالمي الذي يبتر كل الايدي الممتدة الى أقرب قطعة من تراثها. إن الحكومات والمؤسسات الاسلامية وعلماء الدين في أرجاء العالم مدعوون للتعبير عن إحتجاجهم بكافة أشكال الاحتجاج السلمي للوقف الفوري لعمليات الهدم والازالة للآثار الاسلامية والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة دفاعاً عن دينهم ونبيهم صلى الله عليه و آله و سلم واهل بيته وزوجاته وصحابته الكرام رضوان الله عليهم اجمعين ومن سار على دربهم من اللاحقين، بنفس الحماسة والزخم الاحتجاجي الذي ظهر بعد الاساءة الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم من قبل رسام الكاريكاتور الدنماركي. بل إن إساءة إزالة آثارسيدنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأهل بيته وزوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين أبلغ بأضعاف من الاساءة بكاريكاتور.
منقول