الرجل الحر
06-02-2012, 01:46 PM
كما هو معروف هنالك عدة مشاريع سياسية تتصارع في منطقة الشرق الاوسط وغير خاف على احد ان اهم تلكم المشاريع المتصارعة هي اربعة كما يلي:
1. المشروع الاسلامي الاممي الذي تقوده الجمهورية الاسلامية في ايران والذي فرض نفسه كقوة عالمية وله الدور الاكبر في تعديل مبدأ توازن القوى العالمي لصالح العنصر الاسلامي بصورة عامة والشيعي بصورة خاصة حيث انتقل الوجود الشيعي بفضل هذا المشروع من دور الضحية الى مقام الند فأصبح جزءا اساسيا من خارطة العالم وعنصرا فاعلا في عملية فرض الارادات الاقليمية والعالمية خصوصا و مشروع الجمهورية الاسلامية راح يتغلغل في العمق الاسلامي والاقليمي متمثلا بحركات التحرر والمقاومة المتمثلة بحزب الله الذي اصبح جزءا استراتيجيا من الموازنة السياسية والعسكرية والسوقية والاعلامية والاستخباراتية في المنطقة فأصبح بكل جدارة عامل الموازنة في معادلة الرعب التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة العربية ناهيك عن باقي حركات التحرر والمقاومة العادلة للشعوب الاسلامية لاسيما الشعب الفلسطيني والشعب العراقي الذي تشهد ساحته مؤخراً ظهور قوىً شيعية صاعدة كان لها الدور الابرز في مقارعة المحتل الاميركي وضرب آلته العسكرية الاقوى في العالم واختراق منظوماته الاستخبارية وكشف نقاط ضعف جيش الولايات المتحدة الذي خسر ما يقارب الستة الاف مقاتل اميركي قضوا معظمهم على يد القوى المسلحة الشيعية في العراق بالاضافة الى استنزاف كبير للاقتصاد الاميركي كانت ابرز نتائجه انهيار سلسة المصارف الكبرى الاميركية و الكثير من الشركات الصناعية العملاقة ,, كل ذلك نتيجة الجهد الفريد والمتميز الذي قاده المشروع الاسلامي الاممي بقيادة الجمهورية الاسلامية في ايران في مقارعة القوى الاستكبارية المعادية للإسلام المحمدي الاصيل .
2.المشروع الاميركي الصهيوني الغربي المتمثل باحتلال عسكري لبلدان اسلامية كالعراق (سابقا ) وافغانستان وتواجد مكثف وغير مسبوق للقوات العسكرية الاميركية في الاراضي والمياه والاجواء على شكل اساطيل حربية وحاملات طائرات وقواعد جوية وصاروخية باتت تحيط بالجمهورية الاسلامية المباركة من جميع الجهات بالإضافة الى تغطية استخبارية شاملة لخارطة المنطقة من خلال الرادارات والاقمار الصناعية وشبكات التجسس كذلك ظهرت اسرائيل كقوة عسكرية واستخبارية ومعلوماتية وصناعية وتكنولوجية وسياسية باعتبارها اهم عامل في دعم وتوجيه هذا المشروع بعد الولايات المتحدة مباشرة ,, والمشروع بصورة عامة في حالة تأهب واعادة ترتيب للأوراق ورسم معادلات جديدة بعدما انسحب الجيش الاميركي بصورة مخزية من العراق نتيجة قوة واقتدار وارادة المشروع الاسلامي الاممي الكبير الذي فرض اجندة الصمود والتحدي والمقاومة للمحتل الغاصب ,, دون ان يحقق سادة البيت الابيض اي هدف في جعل العراق جزءاً من المنظومة الاميركية الصهيونية الرامية الى قولبة شرق اوسطية و عالمية جديدة وفق المعايير التي تفرضها واشنطن وتل ابيب تجعل من العراق قلب التبعية والانقياد للقرار الصهيو- اميركي
3. المشروع العروبي السني المؤتلف قوميا وطائفيا والمتمثل بدول الخليج التي تتصدرها قطر والسعودية والاردن بعد دخول الموقف المصري في ضبابية اثر سقوط نظام حسني مبارك الذي كان يشكل قاعدة اساسية ودعامة رئيسة في جسد المشروع العروبي وهذا المشروع مرتبط براكماتيا ولوجستيا وسياسيا بالمشروع الاميركي الصهيوني باستسلام وانبطاح وقبول لكل المقررات التي يصدرها البيت الابيض. وتقود اليوم قطر ذلك المشروع بتورم هلامي غير مسبوق في الامكانات الواقعية وكأن اسيادها في واشنطن قد قرروا صناعة نموذج صهيوني بجنسية عربية وديانة اسلاموية سنية يحاكي الكيان الصهيوني اللقيط مع الحفاظ على هشاشته الداخلية وخوائه وقشريته.
4. المشروع التركي وهو مشروع قائم على اسس براكماتية مع محيطه الاقليمي والعالمي يحاول الدمج ما بين الثقافة التركية الحديثة المبنية على اساس قومي وما بين الموروث الاسلامي الكبير للإمبراطورية العثمانية التي آل امرها الى الهلاك بعدما ضعفت فتقاسم خصومها ميراثها فأزالها مصطفى كمال اتاتورك من خارطة الوجود بداية القرن العشرين واكتفى بحدود تركيا الحديثة في حين يحاول قادتها الجدد العودة الى امجاد الماضي بطرق ابواب مستعمراتها القديمة من اجل بناء مجد جديد لتركيا ولو على اساس سياسي فترى المشروع التركي يناغم الشعور الاسلامي من جهة ومن جهة اخرى يحافظ على علاقة استراتيجية مع اسرائيل والولايات المتحدة ويحاول جمع ما يمكن جمعه من مكاسب اقتصادية من خلال علاقته بمحيطه الغير متجانس.
وكما يلاحظ فأن المشروع التركي هو بالحقيقة داعم رئيس للمشروع الغربي بقيادة الولايات المتحدة من خلال القواعد العسكرية وخصوصا الجوية وقواعد الدرع الصاروخية الاميركية الجاثمة فوق اراضي تركيا ومن خلال تدخله المعلن في الشأن السوري .بل هو في حالة سباق مع المشروع العروبي لدعم المشروع الاميركي من اجل الحصول على اكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية .
ويعتبر كلاً من المشروعين العروبي والتركي وفق المنظور السياسي الاميركي بمثابة حصاني طروادة للدخول الى الساحة الاسلامية لاسيما منطقة الشرق الاوسط.
ان المراقب لحركة السياسة الاميركية تأريخيا ليجد بكل وضوح ان التواجد الاميركي العسكري هو مرحلة تراجعية من مراحل القوة المهيمنة على العالم بعدما تدرجت الولايات المتحدة تسافليا في ادارتها لمصالحها من حالة تحريك العملاء في انظمة الحكم في كثير من البلدان الى تدخل سافر لسفاراتها في عمليات التجسس والعمل التخريبي المشبوه الى الاحتلال العسكري المباشر والانتشار اللوجستي الذي اسقط الاقتصاد الاميركي والعالمي بدوامة الانهيارات المصرفية في الولايات المتحدة الامر الذي انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي في جميع بلدان العالم ,,
ولما ادركت الولايات المتحدة حجم فشلها في تحقيق النتائج الكمبيوترية التي توصلت اليها في البنتاكون قبل احتلال العراق حيث لم تتخيل اجهزتها الاستخبارية والعسكرية اطلاقا ان المقاومة الاسلامية الشيعية سوف تلحق هذا الضرر البالغ في قطعاتها وانها سوف تكشف نقاط ضعف لم تكن بالحسبان في هياكل مدرعاتها العملاقة وطائراتها المخصصة للتجسس بل وحتى في منظوماتها المعلوماتية والاستخباراتية عندما تمكنت المقاومة الشيعية من زرع شبكات استخبارية في داخل القواعد الاميركية في العراق من اجل جمع المعلومات وتحديد الاماكن الحساسة في تلكم القواعد لضربها بدقة نجد ان الولايات المتحدة قد قررت الانسحاب من العراق والاكتفاء بتواجد عسكري مكثف في دول الخليج ومياهه الاقليمية وفي تركيا وبعض الدول القريبة من منطقة الشرق الاوسط ..
غير انها لم تكن لتنسحب دون ان تستبدل الاحتلال العسكري بآخر مدني و مخابراتي متمثل بالسفارة الاميركية التي ترتبط بها العشرات من الشركات الامنية المتواجد بحجج وذرائع تختصر في حماية بعض الشخصيات والمؤسسات التابعة للسفارة الاميركية وكذلك الالاف من الموظفين العراقيين والاجانب العاملين في السفارة والذين من الممكن الاستفادة منهم بصورة مباشرة وغير مباشرة بل وتجنيدهم لمهام تجسسية سواء بمحض ارادتهم ام بدونها بالإضافة الى اهم الركائز التي يعتمد عليها العمل الاستخباري الاميركي في مستقبل العراق على المدى القريب والبعيد الا وهي المنظمات المدنية الاميركية الدولية. وهي نفس المنظمات الاميركية التي طردتها الحكومة المصرية من على اراضيها نتيجة لنشاطاتها التجسسية والتحريضية المشبوهة .
ابو الحسن 6- شباط - 2012
1. المشروع الاسلامي الاممي الذي تقوده الجمهورية الاسلامية في ايران والذي فرض نفسه كقوة عالمية وله الدور الاكبر في تعديل مبدأ توازن القوى العالمي لصالح العنصر الاسلامي بصورة عامة والشيعي بصورة خاصة حيث انتقل الوجود الشيعي بفضل هذا المشروع من دور الضحية الى مقام الند فأصبح جزءا اساسيا من خارطة العالم وعنصرا فاعلا في عملية فرض الارادات الاقليمية والعالمية خصوصا و مشروع الجمهورية الاسلامية راح يتغلغل في العمق الاسلامي والاقليمي متمثلا بحركات التحرر والمقاومة المتمثلة بحزب الله الذي اصبح جزءا استراتيجيا من الموازنة السياسية والعسكرية والسوقية والاعلامية والاستخباراتية في المنطقة فأصبح بكل جدارة عامل الموازنة في معادلة الرعب التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة العربية ناهيك عن باقي حركات التحرر والمقاومة العادلة للشعوب الاسلامية لاسيما الشعب الفلسطيني والشعب العراقي الذي تشهد ساحته مؤخراً ظهور قوىً شيعية صاعدة كان لها الدور الابرز في مقارعة المحتل الاميركي وضرب آلته العسكرية الاقوى في العالم واختراق منظوماته الاستخبارية وكشف نقاط ضعف جيش الولايات المتحدة الذي خسر ما يقارب الستة الاف مقاتل اميركي قضوا معظمهم على يد القوى المسلحة الشيعية في العراق بالاضافة الى استنزاف كبير للاقتصاد الاميركي كانت ابرز نتائجه انهيار سلسة المصارف الكبرى الاميركية و الكثير من الشركات الصناعية العملاقة ,, كل ذلك نتيجة الجهد الفريد والمتميز الذي قاده المشروع الاسلامي الاممي بقيادة الجمهورية الاسلامية في ايران في مقارعة القوى الاستكبارية المعادية للإسلام المحمدي الاصيل .
2.المشروع الاميركي الصهيوني الغربي المتمثل باحتلال عسكري لبلدان اسلامية كالعراق (سابقا ) وافغانستان وتواجد مكثف وغير مسبوق للقوات العسكرية الاميركية في الاراضي والمياه والاجواء على شكل اساطيل حربية وحاملات طائرات وقواعد جوية وصاروخية باتت تحيط بالجمهورية الاسلامية المباركة من جميع الجهات بالإضافة الى تغطية استخبارية شاملة لخارطة المنطقة من خلال الرادارات والاقمار الصناعية وشبكات التجسس كذلك ظهرت اسرائيل كقوة عسكرية واستخبارية ومعلوماتية وصناعية وتكنولوجية وسياسية باعتبارها اهم عامل في دعم وتوجيه هذا المشروع بعد الولايات المتحدة مباشرة ,, والمشروع بصورة عامة في حالة تأهب واعادة ترتيب للأوراق ورسم معادلات جديدة بعدما انسحب الجيش الاميركي بصورة مخزية من العراق نتيجة قوة واقتدار وارادة المشروع الاسلامي الاممي الكبير الذي فرض اجندة الصمود والتحدي والمقاومة للمحتل الغاصب ,, دون ان يحقق سادة البيت الابيض اي هدف في جعل العراق جزءاً من المنظومة الاميركية الصهيونية الرامية الى قولبة شرق اوسطية و عالمية جديدة وفق المعايير التي تفرضها واشنطن وتل ابيب تجعل من العراق قلب التبعية والانقياد للقرار الصهيو- اميركي
3. المشروع العروبي السني المؤتلف قوميا وطائفيا والمتمثل بدول الخليج التي تتصدرها قطر والسعودية والاردن بعد دخول الموقف المصري في ضبابية اثر سقوط نظام حسني مبارك الذي كان يشكل قاعدة اساسية ودعامة رئيسة في جسد المشروع العروبي وهذا المشروع مرتبط براكماتيا ولوجستيا وسياسيا بالمشروع الاميركي الصهيوني باستسلام وانبطاح وقبول لكل المقررات التي يصدرها البيت الابيض. وتقود اليوم قطر ذلك المشروع بتورم هلامي غير مسبوق في الامكانات الواقعية وكأن اسيادها في واشنطن قد قرروا صناعة نموذج صهيوني بجنسية عربية وديانة اسلاموية سنية يحاكي الكيان الصهيوني اللقيط مع الحفاظ على هشاشته الداخلية وخوائه وقشريته.
4. المشروع التركي وهو مشروع قائم على اسس براكماتية مع محيطه الاقليمي والعالمي يحاول الدمج ما بين الثقافة التركية الحديثة المبنية على اساس قومي وما بين الموروث الاسلامي الكبير للإمبراطورية العثمانية التي آل امرها الى الهلاك بعدما ضعفت فتقاسم خصومها ميراثها فأزالها مصطفى كمال اتاتورك من خارطة الوجود بداية القرن العشرين واكتفى بحدود تركيا الحديثة في حين يحاول قادتها الجدد العودة الى امجاد الماضي بطرق ابواب مستعمراتها القديمة من اجل بناء مجد جديد لتركيا ولو على اساس سياسي فترى المشروع التركي يناغم الشعور الاسلامي من جهة ومن جهة اخرى يحافظ على علاقة استراتيجية مع اسرائيل والولايات المتحدة ويحاول جمع ما يمكن جمعه من مكاسب اقتصادية من خلال علاقته بمحيطه الغير متجانس.
وكما يلاحظ فأن المشروع التركي هو بالحقيقة داعم رئيس للمشروع الغربي بقيادة الولايات المتحدة من خلال القواعد العسكرية وخصوصا الجوية وقواعد الدرع الصاروخية الاميركية الجاثمة فوق اراضي تركيا ومن خلال تدخله المعلن في الشأن السوري .بل هو في حالة سباق مع المشروع العروبي لدعم المشروع الاميركي من اجل الحصول على اكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية .
ويعتبر كلاً من المشروعين العروبي والتركي وفق المنظور السياسي الاميركي بمثابة حصاني طروادة للدخول الى الساحة الاسلامية لاسيما منطقة الشرق الاوسط.
ان المراقب لحركة السياسة الاميركية تأريخيا ليجد بكل وضوح ان التواجد الاميركي العسكري هو مرحلة تراجعية من مراحل القوة المهيمنة على العالم بعدما تدرجت الولايات المتحدة تسافليا في ادارتها لمصالحها من حالة تحريك العملاء في انظمة الحكم في كثير من البلدان الى تدخل سافر لسفاراتها في عمليات التجسس والعمل التخريبي المشبوه الى الاحتلال العسكري المباشر والانتشار اللوجستي الذي اسقط الاقتصاد الاميركي والعالمي بدوامة الانهيارات المصرفية في الولايات المتحدة الامر الذي انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي في جميع بلدان العالم ,,
ولما ادركت الولايات المتحدة حجم فشلها في تحقيق النتائج الكمبيوترية التي توصلت اليها في البنتاكون قبل احتلال العراق حيث لم تتخيل اجهزتها الاستخبارية والعسكرية اطلاقا ان المقاومة الاسلامية الشيعية سوف تلحق هذا الضرر البالغ في قطعاتها وانها سوف تكشف نقاط ضعف لم تكن بالحسبان في هياكل مدرعاتها العملاقة وطائراتها المخصصة للتجسس بل وحتى في منظوماتها المعلوماتية والاستخباراتية عندما تمكنت المقاومة الشيعية من زرع شبكات استخبارية في داخل القواعد الاميركية في العراق من اجل جمع المعلومات وتحديد الاماكن الحساسة في تلكم القواعد لضربها بدقة نجد ان الولايات المتحدة قد قررت الانسحاب من العراق والاكتفاء بتواجد عسكري مكثف في دول الخليج ومياهه الاقليمية وفي تركيا وبعض الدول القريبة من منطقة الشرق الاوسط ..
غير انها لم تكن لتنسحب دون ان تستبدل الاحتلال العسكري بآخر مدني و مخابراتي متمثل بالسفارة الاميركية التي ترتبط بها العشرات من الشركات الامنية المتواجد بحجج وذرائع تختصر في حماية بعض الشخصيات والمؤسسات التابعة للسفارة الاميركية وكذلك الالاف من الموظفين العراقيين والاجانب العاملين في السفارة والذين من الممكن الاستفادة منهم بصورة مباشرة وغير مباشرة بل وتجنيدهم لمهام تجسسية سواء بمحض ارادتهم ام بدونها بالإضافة الى اهم الركائز التي يعتمد عليها العمل الاستخباري الاميركي في مستقبل العراق على المدى القريب والبعيد الا وهي المنظمات المدنية الاميركية الدولية. وهي نفس المنظمات الاميركية التي طردتها الحكومة المصرية من على اراضيها نتيجة لنشاطاتها التجسسية والتحريضية المشبوهة .
ابو الحسن 6- شباط - 2012