بلسم
08-02-2012, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قرب من عباده فعرفوه وبعد عنهم فهابوه والصلاة والسلام على من دنى فتدلى ولا سواه كان قاب قوسين او ادنى وعلى أله الذين اصطفى فكانوا نجوماً وهداة لمن استهدى
السفر الرابع:
من الخلق الى الخلق بالحق
في هذا السفر يشرف على (التلسكوبات)فيشاهد الخلائق واثارها ولوازمها , ولابد من ارتقاء مرقاته التي هي حجب النور بتخطي الحجب الظلمانية بما هو عليه من تقوى ونزع الإن والأنانية التي هي محور الحجب الظلمانية ولتوضيح الحجب الظلمانية أقول مستعينا بالله سبحانه:ان الانسان عبارة عن مجموعة فضائل ورذائل وبتكثير الأخيرة تتكون الحجب الظلمانية والأصل في الانسان هي الفضائل لأن الكامل لا يصدر منه إلا الكامل لكماله , والله سبحانه لم يخلق الشيء الفلاني فضيلة وذالك رذيلة حاشاه جل في علاه وإنما الفضيلة بما هي هي لها ضد في مفهومها وضدها ناتج عن عدمها , وصدر النهي إنما هو عن هذا الضد لا أن الله خلقه ثم نهى عنه قال تعالى :
(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) (اية 79 النساء) ولو لم يكن كذلك لجاز عليه سبحانه صدور الحسن والقبح منه , وكيف يكون ذلك وأنا الحفير أقبح القبيح وببساطة ذهني أرى أن النساج عندما ينسج الثوب ابيضا ناصعا لم ينسج معه الوساخة ولو كان كذلك فلا يمكن أن يكون ابيضا وإنما فيه قابلية الاتساخ لو تعرض لها .
اذا عرفنا هذا فلرب قائل يقول لماذا لا يكون الذكر للفضائل فقط وبإدراكها يدرك الضد ؟ أقول انك لا تتحاش جمرات النار في المجمر وإنما أكثر تحاشيك من تتطاير شرارها وأراك تهتم لشظايا القنابل أكثر من اهتمامك بمكان سقوط القنبلة نفسها , فإن اهتمامك محيط بالجمرة وأنت حاذر منها لكن الشرر لا تدري أين يقع وماذا يصيب , ونظرك متجه نحو مكان سقوط القنبلة وخطرها انتهى بسقوطها لكن شظاياها عمياء صماء تدب بصمت نحو مجهول عن ذهنك وبصرك ! وهكذا الظلمات فالأنانية معلومة للكل أنها حب الذات وهي ضد الفناء في الجماعة وضد الإيثار وضد تقديم الصالح العام , وهكذا غيرها من الأضداد , والأدهى من هذا هو خفايا الأضداد المعبر عنه بالأثر الوضعي نتيجة تفرع إنية الإنسان الذي يظن أنه أصح من الصحيح وأن الخير لا يصدر إلا منه مثلا وان الناس باطل وهو الحق فيهم وهو يأكل مال الناس دولا سواء أكان بالسرقة الظاهرية أم الباطنية كالربا مثلا أو البخس في الميزان أو بالغش أو غيره كالنوايا الخبيثة في التعامل .
وعلى العموم فإن هناك ظواهر مستحسنة وفي بواطنها قبيح مستهجن , فعليه أن يحضر جوابا لما يسأل عنه يوم القيامة أو يهيأ ردا يكون فيه معذريته لما ارتكبه في حق نفسه التي صار سببا لعذابها , وفي حق المجتمع الذي اضفى عليه سماته فاتصف بها وفي حق الاخرين لأنه أغواهم وخادعهم فأوردهم المهالك .
وإبازالة هذا الحاجب ينكشف للقلب نورانية العقل حتى يرى الأشياء على ما هي عليه .
نعم التحلي بالفضائل يورث إزالة الحجب الظلمانية فهي قادحات في الظلمات (أكثروا من الطرق فإن من أكثر الطرق يوشك أن يفتح له ) وان الطرق على صخور القلب بدل العوم في الظلمات وركوب الموبقات يورث ظلمات فوق ظلمات حتى تكون رينا على القلب وهو اشد الحجب ظلمة وصلابة .
ولا نريد ان نطنب في الكلام اكثر من هذا والا دخلنا بما يصعب على العقل ادراكه ولتكلمنا بأسرار العصمة المكتسبة (الثانوية) لاكننا سوف نشرح البداية لولوج هذا الطريق في الموضوع القادم .
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي قرب من عباده فعرفوه وبعد عنهم فهابوه والصلاة والسلام على من دنى فتدلى ولا سواه كان قاب قوسين او ادنى وعلى أله الذين اصطفى فكانوا نجوماً وهداة لمن استهدى
السفر الرابع:
من الخلق الى الخلق بالحق
في هذا السفر يشرف على (التلسكوبات)فيشاهد الخلائق واثارها ولوازمها , ولابد من ارتقاء مرقاته التي هي حجب النور بتخطي الحجب الظلمانية بما هو عليه من تقوى ونزع الإن والأنانية التي هي محور الحجب الظلمانية ولتوضيح الحجب الظلمانية أقول مستعينا بالله سبحانه:ان الانسان عبارة عن مجموعة فضائل ورذائل وبتكثير الأخيرة تتكون الحجب الظلمانية والأصل في الانسان هي الفضائل لأن الكامل لا يصدر منه إلا الكامل لكماله , والله سبحانه لم يخلق الشيء الفلاني فضيلة وذالك رذيلة حاشاه جل في علاه وإنما الفضيلة بما هي هي لها ضد في مفهومها وضدها ناتج عن عدمها , وصدر النهي إنما هو عن هذا الضد لا أن الله خلقه ثم نهى عنه قال تعالى :
(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) (اية 79 النساء) ولو لم يكن كذلك لجاز عليه سبحانه صدور الحسن والقبح منه , وكيف يكون ذلك وأنا الحفير أقبح القبيح وببساطة ذهني أرى أن النساج عندما ينسج الثوب ابيضا ناصعا لم ينسج معه الوساخة ولو كان كذلك فلا يمكن أن يكون ابيضا وإنما فيه قابلية الاتساخ لو تعرض لها .
اذا عرفنا هذا فلرب قائل يقول لماذا لا يكون الذكر للفضائل فقط وبإدراكها يدرك الضد ؟ أقول انك لا تتحاش جمرات النار في المجمر وإنما أكثر تحاشيك من تتطاير شرارها وأراك تهتم لشظايا القنابل أكثر من اهتمامك بمكان سقوط القنبلة نفسها , فإن اهتمامك محيط بالجمرة وأنت حاذر منها لكن الشرر لا تدري أين يقع وماذا يصيب , ونظرك متجه نحو مكان سقوط القنبلة وخطرها انتهى بسقوطها لكن شظاياها عمياء صماء تدب بصمت نحو مجهول عن ذهنك وبصرك ! وهكذا الظلمات فالأنانية معلومة للكل أنها حب الذات وهي ضد الفناء في الجماعة وضد الإيثار وضد تقديم الصالح العام , وهكذا غيرها من الأضداد , والأدهى من هذا هو خفايا الأضداد المعبر عنه بالأثر الوضعي نتيجة تفرع إنية الإنسان الذي يظن أنه أصح من الصحيح وأن الخير لا يصدر إلا منه مثلا وان الناس باطل وهو الحق فيهم وهو يأكل مال الناس دولا سواء أكان بالسرقة الظاهرية أم الباطنية كالربا مثلا أو البخس في الميزان أو بالغش أو غيره كالنوايا الخبيثة في التعامل .
وعلى العموم فإن هناك ظواهر مستحسنة وفي بواطنها قبيح مستهجن , فعليه أن يحضر جوابا لما يسأل عنه يوم القيامة أو يهيأ ردا يكون فيه معذريته لما ارتكبه في حق نفسه التي صار سببا لعذابها , وفي حق المجتمع الذي اضفى عليه سماته فاتصف بها وفي حق الاخرين لأنه أغواهم وخادعهم فأوردهم المهالك .
وإبازالة هذا الحاجب ينكشف للقلب نورانية العقل حتى يرى الأشياء على ما هي عليه .
نعم التحلي بالفضائل يورث إزالة الحجب الظلمانية فهي قادحات في الظلمات (أكثروا من الطرق فإن من أكثر الطرق يوشك أن يفتح له ) وان الطرق على صخور القلب بدل العوم في الظلمات وركوب الموبقات يورث ظلمات فوق ظلمات حتى تكون رينا على القلب وهو اشد الحجب ظلمة وصلابة .
ولا نريد ان نطنب في الكلام اكثر من هذا والا دخلنا بما يصعب على العقل ادراكه ولتكلمنا بأسرار العصمة المكتسبة (الثانوية) لاكننا سوف نشرح البداية لولوج هذا الطريق في الموضوع القادم .
والحمد لله رب العالمين