نرجس*
09-02-2012, 05:01 PM
السيدة الزهراء (عليها السلام) توقظ الأمة لمعرفة قادتها
لم تكن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حين خرجت من مسجد أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) راغبة في أن تخرج من دارها؛ لأنها القائلة حين سأل أبوها (صلى الله عليه وآله وسلم) عما هو خير للنساء فأجابت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل، وحينما تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتقلت من دار أبيها رسول الله إلى دار زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، قسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العمل بينهما فجعل على علي (عليه السلام) ما خلف باب الدار وعلى فاطمة (عليها السلام) ما دون الباب، فقالت فاطمة (عليها السلام): (فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمل رقاب الرجال).
لكنها خرجت مرغمة لأداء واجبها في إيقاظ أمة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) من الغفلة التي اعترتهم والتفريط في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرادت أن ترفع عنهم حجاب الغفلة وتذكرهم بلزوم طاعة الإمام الحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت كلماتها (عليها السلام) تقع كالصاعقة عليهم كقولها (عليها السلام): (معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها؟ كلا بل رانَ على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم، وشرٌّ ما منه اعتضتم (اغتصبتم)، لتجدنَّ –والله- محمله ثقيلاً وغبَّه وبيلاً إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراءه الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون).
وبيّنت (عليها السلام) للأمة من خلال نساء الأنصار اللواتي زرنها صفات المستحق لإمامة الأمة وقيادتها (ويحهم، أنّى زحزحوها! عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط الروح الأمين، والطبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا منه –والله- نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمّره في ذات الله عز وجل. والله لو تكافّوا عن زمام نبذه رسول الله إليه لاعتقله ولسار بهم سيراً سُجُحاً لا يكلم خِشاشُه ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولا يترنّق جانباه. ولأصدرهم بِطاناً ونصح لهم سراً وإعلاناً، ولم يكن يحلى من الغنى بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل، غير ريِّ الناهل وشبعة الكافل. ولَبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ]).
وحذّرتهم (سلام الله عليها) من عاقبة فعلتهم حينما صرفوا الأمر إلى غير أهله فقالت: (أما لعمري لقد لقحت فنَظِرةٌ ريثما تُنتج، ثم احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً، وذعافاً مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غبّ ما أسسه الأولون، ثم طِيبوا عن دنياكم أنفساً، واطمئنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيفٍ صارم وسطوة معتدٍ غاشم، وهرْجٍ شامل، واستبداد من الظالمين يدعُ فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً. فيا حسرةً لكم، وأنّى بكم؟ وقد عميت عليكم، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟).
وهذا ما سار عليه أولادها المعصومون (عليهم السلام) فقد كانوا يوقظون الأمة وينبهونها إلى الإمام الحق، ومما ورد في كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة يعْلمهم بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل: (فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله)
وحذّرهم (عليه السلام) يوم كربلاء من مغبة اتباع القادة الضالين المنحرفين وترك أئمة الحق والهدى الذين تجب على الجميع نصرتهم ومن أقواله (عليه السلام): (تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيوفاً لنا في أيمانكم وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا –لكم الويلات- تركتمومنا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستحصف... ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون، أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يُركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله)
وهذا ما حصل ويحصل في كل زمان حتى يومنا الحاضر حيث لم تحصد الأجيال من تسلط وزعامة غير المؤهلين لقيادة الأمة إلا الفتن والضلال وتمزيق الشمل، والصراعات التي أهلكت الحرث والنسل، وتشويه صورة الإسلام، وضعف الوازع الديني بحيث لا يبقى من المتدينين إلا النزر اليسير، وتلكؤ حركة الإسلام لهداية البشرية، وحرمان الناس من ثروته المعنوية الهائلة، واستعباد الناس والاستئثار بثروات الأمة وهدرها على نزوات وأطماع المتسلطين وفسادهم، وغيرها من الكوارث العظيمة.
آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي
لم تكن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حين خرجت من مسجد أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) راغبة في أن تخرج من دارها؛ لأنها القائلة حين سأل أبوها (صلى الله عليه وآله وسلم) عما هو خير للنساء فأجابت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل، وحينما تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتقلت من دار أبيها رسول الله إلى دار زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، قسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العمل بينهما فجعل على علي (عليه السلام) ما خلف باب الدار وعلى فاطمة (عليها السلام) ما دون الباب، فقالت فاطمة (عليها السلام): (فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمل رقاب الرجال).
لكنها خرجت مرغمة لأداء واجبها في إيقاظ أمة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) من الغفلة التي اعترتهم والتفريط في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرادت أن ترفع عنهم حجاب الغفلة وتذكرهم بلزوم طاعة الإمام الحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت كلماتها (عليها السلام) تقع كالصاعقة عليهم كقولها (عليها السلام): (معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها؟ كلا بل رانَ على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم، وشرٌّ ما منه اعتضتم (اغتصبتم)، لتجدنَّ –والله- محمله ثقيلاً وغبَّه وبيلاً إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراءه الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون).
وبيّنت (عليها السلام) للأمة من خلال نساء الأنصار اللواتي زرنها صفات المستحق لإمامة الأمة وقيادتها (ويحهم، أنّى زحزحوها! عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط الروح الأمين، والطبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا منه –والله- نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمّره في ذات الله عز وجل. والله لو تكافّوا عن زمام نبذه رسول الله إليه لاعتقله ولسار بهم سيراً سُجُحاً لا يكلم خِشاشُه ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولا يترنّق جانباه. ولأصدرهم بِطاناً ونصح لهم سراً وإعلاناً، ولم يكن يحلى من الغنى بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل، غير ريِّ الناهل وشبعة الكافل. ولَبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ]).
وحذّرتهم (سلام الله عليها) من عاقبة فعلتهم حينما صرفوا الأمر إلى غير أهله فقالت: (أما لعمري لقد لقحت فنَظِرةٌ ريثما تُنتج، ثم احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً، وذعافاً مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غبّ ما أسسه الأولون، ثم طِيبوا عن دنياكم أنفساً، واطمئنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيفٍ صارم وسطوة معتدٍ غاشم، وهرْجٍ شامل، واستبداد من الظالمين يدعُ فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً. فيا حسرةً لكم، وأنّى بكم؟ وقد عميت عليكم، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟).
وهذا ما سار عليه أولادها المعصومون (عليهم السلام) فقد كانوا يوقظون الأمة وينبهونها إلى الإمام الحق، ومما ورد في كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة يعْلمهم بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل: (فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله)
وحذّرهم (عليه السلام) يوم كربلاء من مغبة اتباع القادة الضالين المنحرفين وترك أئمة الحق والهدى الذين تجب على الجميع نصرتهم ومن أقواله (عليه السلام): (تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيوفاً لنا في أيمانكم وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا –لكم الويلات- تركتمومنا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستحصف... ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون، أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما يُركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله)
وهذا ما حصل ويحصل في كل زمان حتى يومنا الحاضر حيث لم تحصد الأجيال من تسلط وزعامة غير المؤهلين لقيادة الأمة إلا الفتن والضلال وتمزيق الشمل، والصراعات التي أهلكت الحرث والنسل، وتشويه صورة الإسلام، وضعف الوازع الديني بحيث لا يبقى من المتدينين إلا النزر اليسير، وتلكؤ حركة الإسلام لهداية البشرية، وحرمان الناس من ثروته المعنوية الهائلة، واستعباد الناس والاستئثار بثروات الأمة وهدرها على نزوات وأطماع المتسلطين وفسادهم، وغيرها من الكوارث العظيمة.
آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي