حميد الخزاعي
10-02-2012, 11:15 PM
سرية أسامة!
لقد أثرت واقعة مؤتة (في بلاد الشام)في نفس رسول الله (ص)أثرا بالغا ،إذ استشهد في تلك المعركة خيرة الصحابة منهم جعفر بن أبي طالب(الطيار) (ع) وزيد بن حارثة والد أسامة وغيرهم ولم تحقق تلك الحملة الشيء المرجو منها .لذا أراد النبي (ص) إن يعيد الكرة عليهم . فأرسل في طلب أسامة بن زيد وهو شاب يافع لم يتجاوز السابعة عشر من عمره فقال له : سرالى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش ،فاغز صباحا على أبنى وحرق عليهم).والظاهر من النص ،أن الرسول (ص)لم يمهل أسامة التريث إلى المساء فالأمر على عجل ولأهميته القصوى التي يراها النبي(ص) إن ينفذ دون إبطاء. كذلك طلب من جميع المسلمين الانضواء في هذا الجيش تحت قيادة أسامة،ولم يستثني احد من ذلك لا من المهاجرين ولا من الأنصار .وقد اهتم النبي (ص)اهتماما كبيرا بها ،فوقف بين الرجال يشحذ هممهم ويستعجلهم بالخروج.وبينما هو كذلك إذ داهمه المرض فطرحه الفراش لكنه(ص)ماانفك إن يدعوهم بالتعجيل بالذهاب مع أسامة إلى مؤتة ،وفي هذه الأثناء ورد عليه تثاقل الصحابة بالخروج مع أسامة !مما اضطر عليه الصلاة والسلام بالخروج إليهم معصوب الرأس غاضبا عليهم ،فبعد إن حمد الله وأثنى عليه قال :(إن كنتم تطعنون في إمرته .فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل !!وأيم الله إن كان لخليقا" للإمارة)
ويتضح من هذا إن بعض الصحابة كان في أنفسهم شيء من تزعم أسامة عليهم ،كذلك ذكَرهم النبي (ص)بعصيانهم لأوامره للمرة الثانية ومعنى ذلك إن في قلوبهم مرض ووساوس وطمع بالزعامة وهم يرون النبي (ص)في حالة شديدة من المرض و سوف يَفوت عليهم سفرهم إلى بلاد الشام هذه الزعامة في حالة موت النبي (ص)!!وهم يعرفون قبل غيرهم بأنها ستذهب إلى الإمام علي بن أبي طالب الذي أجاز الرسول(ص)البقاء معه لرعايته وقضاء شؤونه وهو يعلم (ص)بدنو اجله فبقاء وصيه حتمي لتغسيله وتكفينه والصلاة عليه وإمرة المسلمين من بعده.
أصبح واضحا للجميع إن هؤلاء العصاة قد اجمعوا على التمرد وعدم الامتثال لأمر النبي(ص)،مما حدا به إن يشدد عليهم الخروج مع أسامة مهما كانت الأسباب وتوعدهم باللعن قائلا لهم: جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه). لكن لا حياة لمن تنادي .وليس غريبا عليهم هذا الموقف ،فقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى ووصف حالهم في معركة اٌحد عندما هتف بهم هاتف إن محمدا قتل في المعركة انقلبوا على اعقابهم .قال تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الشاكرين)آل عمران /144.(وهذه الآية الكريمة ليست إخبارا عن الانقلاب ،وإنما هي إنكار وتوبيخ لهذه الحادثة ،لان البعض منهم انقلب على عقبه بما يؤمن به من الرسالة وأصبح لدية موقف مختلف بعد هذه الحادثة). وقد ذكر ابن أبي الحديد ألمعتزلي في المجلد الثاني ص21/شرح نهج البلاغة مانصه: إن رسول الله في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جل الأنصار منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير ،وأمره إن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد ،وجعل رسول الله (ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث(الحملة)حتى قال له أسامة بأبي أنت وأمي :أتأذن لي أن امكث أياما حتى يشفيك الله تعالى .قال (ص): أخرج وسر على بركة الله .فقال أسامة :يارسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة.فقال (ص):سر على النصر والعافية.فقال أسامة :يارسول الله إني اكره أن أسائل عنك الركبان ،فقال (ص) :أنفذ لما أمرتك به،ثم أغمي على رسول الله (ص) .وقام أسامة فتجهز للخروج .فلما أفاق رسول الله (ص) سأل عن أسامة والبعث،فأخبر أنهم يتجهزون ،فجعل يقول :أنفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك).
فلما أشتد المرض برسول الله (ص) وعطلوا أكابر ألصحابه من لهم الرأي والتأثير مسير جيش أسامة وأصروا على الدخول عليه فتدافعوا عند الباب وعلا صوتهم والرسول (ص)مسجى فنظر لهم وقال :هلم أكتب لكم كتابا" لا تضلوا بعده.قال عمر بن الخطاب:إن النبي ليهجر (يهذي من شدة السخونة والوجع) وعندكم القران فحسبنا كتاب الله.فدب الاختلاف بين الحضور فمنهم من قال قربوا يكتب لكم رسول الله (ص)كتابا"لن تضلوا بعده،ومنهم من قال القول ما قاله عمر!!فلما أكثروا اللغو والاختلاف وأحدثوا ضجة آذوا بها رسول الله(ص) .قال لهم النبي (ص) :قوموا عني.
ومن نتيجة ذلك العصيان وعدم إطاعة أوامر النبي(ص) ،أفشلوا مسير جيش أسامة ومن ثم دخولهم على النبي (ص) عنوة وهو يحتضر واختلافهم عنده وتلك الرزية التي نطقها عمر، ومن ثم ذهبوا الى سقيفتهم المشئومة والنبي (ص) لم يدفن بعد وانقلابهم على خليفته الشرعي علي بن أبي طالب عليه السلام ،وما جرت تلك السقيفة من مصائب وويلات على الإسلام والمسلمين والى يومنا هذا.
لقد أثرت واقعة مؤتة (في بلاد الشام)في نفس رسول الله (ص)أثرا بالغا ،إذ استشهد في تلك المعركة خيرة الصحابة منهم جعفر بن أبي طالب(الطيار) (ع) وزيد بن حارثة والد أسامة وغيرهم ولم تحقق تلك الحملة الشيء المرجو منها .لذا أراد النبي (ص) إن يعيد الكرة عليهم . فأرسل في طلب أسامة بن زيد وهو شاب يافع لم يتجاوز السابعة عشر من عمره فقال له : سرالى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش ،فاغز صباحا على أبنى وحرق عليهم).والظاهر من النص ،أن الرسول (ص)لم يمهل أسامة التريث إلى المساء فالأمر على عجل ولأهميته القصوى التي يراها النبي(ص) إن ينفذ دون إبطاء. كذلك طلب من جميع المسلمين الانضواء في هذا الجيش تحت قيادة أسامة،ولم يستثني احد من ذلك لا من المهاجرين ولا من الأنصار .وقد اهتم النبي (ص)اهتماما كبيرا بها ،فوقف بين الرجال يشحذ هممهم ويستعجلهم بالخروج.وبينما هو كذلك إذ داهمه المرض فطرحه الفراش لكنه(ص)ماانفك إن يدعوهم بالتعجيل بالذهاب مع أسامة إلى مؤتة ،وفي هذه الأثناء ورد عليه تثاقل الصحابة بالخروج مع أسامة !مما اضطر عليه الصلاة والسلام بالخروج إليهم معصوب الرأس غاضبا عليهم ،فبعد إن حمد الله وأثنى عليه قال :(إن كنتم تطعنون في إمرته .فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل !!وأيم الله إن كان لخليقا" للإمارة)
ويتضح من هذا إن بعض الصحابة كان في أنفسهم شيء من تزعم أسامة عليهم ،كذلك ذكَرهم النبي (ص)بعصيانهم لأوامره للمرة الثانية ومعنى ذلك إن في قلوبهم مرض ووساوس وطمع بالزعامة وهم يرون النبي (ص)في حالة شديدة من المرض و سوف يَفوت عليهم سفرهم إلى بلاد الشام هذه الزعامة في حالة موت النبي (ص)!!وهم يعرفون قبل غيرهم بأنها ستذهب إلى الإمام علي بن أبي طالب الذي أجاز الرسول(ص)البقاء معه لرعايته وقضاء شؤونه وهو يعلم (ص)بدنو اجله فبقاء وصيه حتمي لتغسيله وتكفينه والصلاة عليه وإمرة المسلمين من بعده.
أصبح واضحا للجميع إن هؤلاء العصاة قد اجمعوا على التمرد وعدم الامتثال لأمر النبي(ص)،مما حدا به إن يشدد عليهم الخروج مع أسامة مهما كانت الأسباب وتوعدهم باللعن قائلا لهم: جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه). لكن لا حياة لمن تنادي .وليس غريبا عليهم هذا الموقف ،فقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى ووصف حالهم في معركة اٌحد عندما هتف بهم هاتف إن محمدا قتل في المعركة انقلبوا على اعقابهم .قال تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الشاكرين)آل عمران /144.(وهذه الآية الكريمة ليست إخبارا عن الانقلاب ،وإنما هي إنكار وتوبيخ لهذه الحادثة ،لان البعض منهم انقلب على عقبه بما يؤمن به من الرسالة وأصبح لدية موقف مختلف بعد هذه الحادثة). وقد ذكر ابن أبي الحديد ألمعتزلي في المجلد الثاني ص21/شرح نهج البلاغة مانصه: إن رسول الله في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جل الأنصار منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير ،وأمره إن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد ،وجعل رسول الله (ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث(الحملة)حتى قال له أسامة بأبي أنت وأمي :أتأذن لي أن امكث أياما حتى يشفيك الله تعالى .قال (ص): أخرج وسر على بركة الله .فقال أسامة :يارسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة.فقال (ص):سر على النصر والعافية.فقال أسامة :يارسول الله إني اكره أن أسائل عنك الركبان ،فقال (ص) :أنفذ لما أمرتك به،ثم أغمي على رسول الله (ص) .وقام أسامة فتجهز للخروج .فلما أفاق رسول الله (ص) سأل عن أسامة والبعث،فأخبر أنهم يتجهزون ،فجعل يقول :أنفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك).
فلما أشتد المرض برسول الله (ص) وعطلوا أكابر ألصحابه من لهم الرأي والتأثير مسير جيش أسامة وأصروا على الدخول عليه فتدافعوا عند الباب وعلا صوتهم والرسول (ص)مسجى فنظر لهم وقال :هلم أكتب لكم كتابا" لا تضلوا بعده.قال عمر بن الخطاب:إن النبي ليهجر (يهذي من شدة السخونة والوجع) وعندكم القران فحسبنا كتاب الله.فدب الاختلاف بين الحضور فمنهم من قال قربوا يكتب لكم رسول الله (ص)كتابا"لن تضلوا بعده،ومنهم من قال القول ما قاله عمر!!فلما أكثروا اللغو والاختلاف وأحدثوا ضجة آذوا بها رسول الله(ص) .قال لهم النبي (ص) :قوموا عني.
ومن نتيجة ذلك العصيان وعدم إطاعة أوامر النبي(ص) ،أفشلوا مسير جيش أسامة ومن ثم دخولهم على النبي (ص) عنوة وهو يحتضر واختلافهم عنده وتلك الرزية التي نطقها عمر، ومن ثم ذهبوا الى سقيفتهم المشئومة والنبي (ص) لم يدفن بعد وانقلابهم على خليفته الشرعي علي بن أبي طالب عليه السلام ،وما جرت تلك السقيفة من مصائب وويلات على الإسلام والمسلمين والى يومنا هذا.