رضا البطاوى
11-02-2012, 07:30 PM
الكائنات فى القرآن :
إن الكائنات المذكورة فى القرآن معظمها يوجد فى الأرض وسوف نقوم بإيراد كل كائن ورد ذكره فى القرآن وما ورد عنه من معلومات .
البعوضة :هى أصغر جزء فى الوجود فليس هناك ما هو أصغر منها وكلمة البعوضة مأخوذة من كلمة بعض أى جزء وقد بين الله لنا أنه لا يخاف أن يقول مثلا ما بعوضة فما أعظم منها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ".
الذرة :هى الخلية الأساسية فى تكوين الكائنات وهى تتكون من عدة بعوضات أو بواعيض أو أبعاض بدليل أن الله ذكر أن هناك ما هو أصغر منها بقوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "والذرة لها وزن أى ثقل مصداق لقوله مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
الماء :بغض النظر عن أن الماء هو أصل المادة الكونية التى خلق الله منها السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "فإننا نتحدث هنا عن ماء الأرض الذى أخرجه الله منها بعد أن دحاها أى كورها مصداق لقوله بسورة النازعات "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها "والله ينزل الماء من السحاب أى السماء بقدر والمراد بمقدار معين وبعد إنزاله يسكنه فى الأرض والمراد يجعله يجرى فى الأرض فى شكل ينابيع أى مجارى وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض "والله قادر على الذهاب بالماء والمراد قادر على إفناء الماء مصداق لقوله بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون "ومن طرق الإفناء إبعاد الماء لمسافات بعيدة فى عمق الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا "والماء كما يأتى من السحاب يأتى من الحجارة أى الجبال التى يحدث فيها تشققات وتفتحات يخرج منها الماء وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر من الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "والماء على نوعين ماء فرات أى مقبول الطعم عند الشراب وفيه قال تعالى بسورة المرسلات "وأسقيناكم ماء فراتا "وماء أجاج أى غير مقبول الطعم عند الشرب والله لو أراد لحول الماء الفرات لماء أجاج لفعل وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموهم من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ".
وقد بين الله لنا وظائف الماء فى الأرض وهى إحياء البلاد الميتة أى إعادة القدرة على إنبات المزروعات بكافة أشكالها إلى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها "وبالإضافة إلى الإحياء يسقى الماء الأنعام وهى من الحيوانات والناس وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحى به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا "وأيضا يتوضأ به الناس مصداق لقوله بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "وأيضا الإغتسال والطهارة من الجنابة والغائط وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "والماء إذا نزل فى صورة سيل يكون له زبد رابى أى خبيث زائد عليه يفنى ولا يبقى وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا "والماء ينزل من السماء أى المعصرات أى السحب فى صورة ثجاج أى تتابع أى صب متوالى وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا"وقال بسورة عبس "أنا صببنا الماء صبا "والماء كما يفيد يضر الإنسان عندما يطغى ليهلك الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "إنا لما طغا الماء حملناكم فى الجارية "وفيه تسير السفن كما فى هذه الآية أى الجارية .
البحر :
هو مجارى الماء فى الأرض وهو ينقسم لنوعين :
بحر عذب فرات سائغ شرابه وبحر ملح أجاج غير مقبول شرابه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج "وفوائد البحر للناس هى :
-شرب الماء العذب مصداق لقوله بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه "
-استخراج اللحم الطرى وهو صيد البحر منه وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا "
-استخراج الحلى وهى المعادن الثمينة كاللؤلؤ والمرجان والياقوت والذهب المستعمل كزينة للناس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ".
-إجراء السفن فيه لتحمل الناس ومتاعهم وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ".
-استخراج الأملاح لقوله تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ".
وقد وضع الله للبحار قوانين هى :
-جعل الله بين الماء العذب والماء المالح أى البحرين حاجزا يفصل بينهما فلا يطغى أحدهما على الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وجعل بين البحرين حاجزا" وقال بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ".
-وجود موجين للبحر أحدهما سطحى ظاهر لنا والأخر خفى فى عمق البحر يكاد لا يرى الإنسان يده فيه لو نزل عنده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه سحاب ".
-انتشار الظلام فى البحر حتى أن الإنسان لو كان فى عمق البحر يكاد لا يرى يده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى "وقوله "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ".
-أن للبحر أضرار يصيب بها الله من يشاء وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا مسكم الضر فى البحر "ومن ذلك أن تكون أمواج البحر كالظلل وهى المرتفعات العظيمة وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله ".
-أن السير فى البحر يتم الإهتداء فيه بنجوم السماء مصداق لقوله بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر ".
النهر :
كلمة تطلق على مجرى الماء العذب وقد خلق الله فى خلال الأرض أنهارا والمراد أنه وضع فى ثنايا القارات مجارى للمياه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا "وقال بسورة الرعد "وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهارا "والأنهار تتفجر والمراد تخرج من بين الحجارة أى الجبال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار "ومجارى الأنهار دائما تحت الأرض يمشى عليها الناس والمراد أنها أسفل الأرض التى يسيرون عليها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم "والأرض الزراعية لابد أن يكون فيها أنهارا صغيرة لتروى الأرض كما فى جنتى الرجل التى قال عنهما الله بسورة الإسراء "كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ".
الموج :
هو بروز بعض الماء فى البحر أو النهر ثم اندفاعه حسب اتجاه الرياح أو اتجاه المد والموج موجان سطحى هو ما نراه بأعيننا على سطح البحر وخفى يوجد فى بطن البحر فى الأعماق وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج "والموج يجعله الله يهتاج فيصبح كالظلل وهى المرتفعات الكبيرة وفى هذا قال بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين "والموج قد يأتى من كل اتجاه فى وقت واحد مصداق لقوله بسورة يونس "وجاءهم الموج من كل مكان "وقد يصبح كالجبال مصداق لقوله بسورة هود "وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ".
الرياح :
الريح هى هواء يدفع الأشياء للإهتزاز أو إلى الإنتقال من مكان لأخر وهى على نوعين
1-رياح البشرى وهى الرياح التى تسبق نزول الغيث المفيد وفيها قال تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته ".
2-الرياح العاصفة القاصفة المصفرة العقيمة وهى رياح تصيب بالضرر والأذى وفيها قال تعالى بسورة الإسراء "أم أمنتم أن يعيدكم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم "ووظائف الرياح هى :
-إجراء أى تسيير الفلك فى البحر بالريح الطيبة وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة ".
-تلقيح السحاب والمراد تكوين السحب عن طريق دفع ذرات البخار لتتحد فى الأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا ".
-قذف الأشياء مثل دفع الإنسان لهوة سحيقة كما بقوله بسورة الحج "أو تهوى به الريح فى مكان سحيق "ومثل إذراء الهشيم فى كل مكان كما بقوله بسورة الكهف "فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح "ومثل بعثرة الرماد فى كل اتجاه كما بقوله بسورة إبراهيم "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فىة يوم عاصف ".
-إضرار الأشياء مثل زرع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ".
-تبشير الناس بالرحمة الممثلة فى الغيث وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته "
والله هو المتصرف أى الموجه لاتجاه الريح فهو يوجهها إلى جهة يريد وهذا من آيات قدرته مصداق لقوله بسورة الجاثية "وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون "والله هو القادر على تسيير الرياح والقادر على إسكانها أى إيقافها مصداق لقوله بسورة الشورى "إن يشأ يسكن الريح ".
السحاب :
هو الماء المجمد المعلق بين السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والسحاب المسخر بين السماء والأرض "والله ينشىء أى يخلق السحاب الثقال مصداق لقوله بسورة الرعد "وينشىء السحاب الثقال "بالطريقة التالية :
-يجعل الله الرياح تلقح أى تزجى أى تدفع ذرات بخار الماء لأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة النور "ألم تر أن الله يزجى سحابا ".
-بعد صعود الذرات البخارية لأعلى يؤلف الله بينها أى يزوجها لبعضها لتتحد ببعضها فيجعلها مبسوطة ممتدة فى الجو وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يؤلف بينه "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ".
-بعد اتحاد ذرات بخار الماء يجعلها الله تتراكم أى تتراص فوق بعضها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يجعله ركاما "وأما بعد ذلك فتأتى مرحلة إنزال السحابة حيث يعصرها الله أى يجعلها تنضغط فيسقط الماء أى البرد من خلالها أى خرومها التى فى أسفلها وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "وقال بسورة النور"فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ويسمى الله السحاب السماء كثيرا وهو يمر أى يسير فى الجو مصداق لقوله بسورة النمل "وهى تمر مر السحاب "وللسحب أشكال فمنها ما يكون على شكل الجبال مصداق لقوله تعالى بسورة النور "وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ووظيفة السحاب هى إنزال الماء فى صورة مطر أو برد مدرار أى متتابع وفى هذا قال تعالى بسورة نوح "ويرسل السماء عليكم مدرارا "وأيضا إنزال الماء المنهمر لإغراق الأشياء مصداق لقوله بسورة القمر "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "وأبواب السماء هى الخلال هى الخروم التى ينزل منها الماء .
الغيث :
هو الماء الساقط من السحاب وهو ينزل على صورتين :
الودق وهو قطرات الماء،والبرد وهو قطع ثلج صغيرة تصبح ماء بعد سقوطها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "والله هو الذى ينزل المطر على من يريد ويمنعه عن من يريد ومن ثم فلا دورة للسحاب والمطر فى مكان محدد وفى هذا قال بنفس الآية "فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء "والله ينزل الغيث ليحيى به الأرض بعد موتها وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وهو الذى ينزل الغيث "وكما أن المطر يفيد فقد يؤذى مصداق لقوله بسورة النساء "ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر ".
البرق :
هو نار تنشأ من نزول المطر من السحاب والمراد أنها تحدث والمطر يتساقط نتيجة احتكاك بين القطرات أو بين السحب أو بين قطع السحابة الواحدة مصداق لقوله بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "وسبب حدوث البرق هو إخافة الناس منه حيث يهلك من يسقط عليه وفى هذا قال بسورة الرعد "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء "وإطماع الناس فى الخير النازل وهو الغيث مصداق لقوله بسورة الرعد "هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا "والبرق يكاد يعمى أبصار الذين ينظرون إليه ولكنه لا يصيبها بالعمى المستمر وهو يضىء للناس الطريق لحظات قصيرة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ".
الرعد:
هو صوت ضخم ينشأ نتيجة تساقط المطر فهو ناتج من احتكاك قطرات الماء أو قطع السحابة أو بين السحب وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "ومهمة الرعد التسبيح بحمد الله أى العمل بأمر الله وهو إخافة الناس وإطماعهم فى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "ويسبح الرعد بحمده"
سراب بقيعة :
هو ظاهرة تجعل الإنسان يرى بقعة ما بها ماء ولكنها فى الحقيقة ليس بها ماء والسبب فى ظهور السراب هو عكس بعض أنواع التربة لأشعة الشمس بطريقة معينة وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".
الهواء :
هو مخلوق غير مرئى متواجد فى الأرض فإذا صعد الإنسان للسماء لا يجد منه شىء فيتضايق صدره ويتأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء ".
الظل :
هو عكس الحرور أى المنطقة التى ليس فيها ضوء ساطع وإنما تعكس خيال الأشياء والله هو الذى مد أى بسط الظل ولو أراد لجعله ساكنا أى واقفا لا يتحرك والدليل على وجوده هو ضوء الشمس حيث يظهر وجوده والله بعد أن يظهره يقبضه أى يخفيه قبضا يسيرا أى إخفاء متدرج وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "والظل لا يتساوى مع الحرور مصداق لقوله بسورة فاطر "ولا الظل ولا الحرور "والظلال أى خيالات الأشياء تنقسم لنوعين أحدهما مرئى نراه والأخر خفى لا نراه وهى تأتى من ناحية اليمين أو من جهة الشمال سجودا لله أى طاعة لأمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله "وقد بين الله لنا أن الظلال أى الخيالات التى نتخفى تحتها من الشمس هى للمخلوقات الأخرى فقال بسورة النحل "والله جعل لكم مما خلق ظلالا "
العلامات :
هى التضاريس التى تميز مكان عن مكان فقد جعلها الله تختلف حتى يهتدى بها البشر فى سيرهم فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وعلامات وبالنجم هم يهتدون "والعلامات منها المرتفعات كالجبال والتلال والهضاب والكثبان والمبانى والمخفضات كالوديان والسواحل والبحار .
الجبال :
هى صخور ضخمة متماسكة متجمعة فى مكان ما وهى تتكون من جزء فى باطن الأرض مختفى عن أعيننا وجزء فوق الأرض هو الذى نراه وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "والجبال أوتادا "والوتد كما هو معلوم فيه جزء فى داخل الأرض وجزء فوق الأرض والهدف منه تثبيت الأرض فلا تتحرك فالجبال راسية أى منصوبة ورسوها أى ثباتها أى استقرارها هو الذى يثبت الأرض فى مكانها وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "والجبال أرساها "وقال بسورة الغاشية "وإلى الجبال كيف نصبت "والجبال موجودة فى الطبقة الأولى من الأرض فقط لقوله بسورة فصلت "وجعل فيها رواسى من فوقها"وفوق الطبقات السبع هو الطبقة الأولى وسبب وضع الجبال الراسيات هو ألا تميد بالناس أى ألا تهتز بالمخلوقات مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم "وصخور الجبال مختلفة الألوان لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "ووظائف الجبال تتمثل فى أن الناس يتخذون من نحت أى قطع أحجارها بيوتا يبنونها من هذه الحجارة وفى هذا قال بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا أمنين " والناس يستخرجون من الجبال المعادن ذات الألوان البيضاء والحمراء والسوداء بدرجاتها المختلفة مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما أن الله جعل للناس أكنان أى أماكن تحميهم من الأضرار وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم من الجبال أكنانا"والله كون الأنهار من تشقق أحجار الجبال وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "كما أن الجبال تسبح فى الليل والنهار كما فعلت مع داود(ص)وفى هذا قال بسورة ص"إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "ومن الجبال من يهبط أى يسقط من خشية الله كما حدث فى جبل الميقات وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن منها لما يهبط من خشية الله " .
المعادن :
لم يرد ذكر لكلمة المعادن وأخواتها فى القرآن وقد ذكر الله أنواع من المعادن هى :
1-الحديد :أنزل أى خلق الله الحديد فيه البأس وهو الأذى الشديد وفيه منافع أى فوائد للناس فقال بسورة الحديد"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "وهو لا يستعمل إلا فى حالة الليونة فى الصناعة لقوله بسورة سبأ "وألنا له الحديد "ومن طرق تليين الحديد نفخ النار عليه مصداق لقوله بسورة الكهف "أتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا "وقد استعمله داود(ص) فى صناعة السابغات لقوله بسورة سبأ "أن اعمل سابغات "واستعمله ذو القرنين (ص)فى بناء سد يأجوج ومأجوج .
2-القطر :هو النحاس وهو يستعمل فى حالة السيولة أى الليونة وقد جعل الله له فى الأرض عيون أى مصادر يأتى منها فقال بسورة سبأ "وأسلنا له عين القطر "وقد استعمله ذو القرنين (ص)مع الحديد فى بناء السد حيث قال بسورة الكهف "أتونى أفرغ عليه قطرا "كما استعمله الجن الذين عملوا مع سليمان (ص)فى بناء المحاريب والتماثيل وهى الفنارات والجفان والقدور وفى هذا قال بسورة سبأ "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات "والنحاس يتواجد فى السماء فى الشهب التى تخرج من النجوم لحرق من يريد النفاذ من أقطار السموات والأرض وفى هذا قال بسورة الرحمن "يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"
3-الذهب 4-الفضة:معادن محببة لقلوب الناس وقد عبر الله بهما عن كنز المال بقوله بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة "والقناطير المقنطرة تعنى المثاقيل الموزونة والناس يعملون على كنزهما مصداق لقوله بسورة التوبة "والذين يكنزون الذهب والفضة "والشكل الجامع للذهب هو الأسورة وهو يحيط إما إحاطة كاملة أو ناقصة بشىء فى الجسم وقد ذكر بقوله بسورة الزخرف "فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب "ويستعملان كنقود هى الدينار والفضة وتسمى الفضة الورق كما بقوله بسورة الكهف "فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ".
5-اللؤلؤ 6-المرجان :يستخرجان من البحار العذبة والمالحة مصداق لقوله بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "واللؤلؤ يوجد فى شىء يسمى الكن أى المحار ويدل على هذا قال تعالى بسورة الواقعة "كأمثال اللؤلؤ المكنون "وللمرجان ألوان جذابة تسر الناس كما تسر الحور العين المسلمين فى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان ".
7-الياقوت :له أشكال جذابة تسر الناظرين مصداق لقوله بسورة الرحمن "كأنهن الياقوت والمرجان ".
وقد بين الله لنا أن معادن الجبال مختلفة الألوان بيضاء وحمراء وسوداء متعددة درجات اللون وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال مختلفة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما بين لنا أن المعدن لابد من إيقاد النار عليه من أجل عمل الحلية وهى الزينة التى يتجمل بها الناس ومن أجل المتاع وهو صناعة الأدوات منه وفى هذا قال بسورة الرعد " وما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ".
الألوان :
مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله بسورة فاطر "فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها "والأخضر بقوله بسورة يس "الشجر الأخضر "والأبيض والأحمر والأسود بقوله بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".
إن الكائنات المذكورة فى القرآن معظمها يوجد فى الأرض وسوف نقوم بإيراد كل كائن ورد ذكره فى القرآن وما ورد عنه من معلومات .
البعوضة :هى أصغر جزء فى الوجود فليس هناك ما هو أصغر منها وكلمة البعوضة مأخوذة من كلمة بعض أى جزء وقد بين الله لنا أنه لا يخاف أن يقول مثلا ما بعوضة فما أعظم منها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ".
الذرة :هى الخلية الأساسية فى تكوين الكائنات وهى تتكون من عدة بعوضات أو بواعيض أو أبعاض بدليل أن الله ذكر أن هناك ما هو أصغر منها بقوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "والذرة لها وزن أى ثقل مصداق لقوله مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
الماء :بغض النظر عن أن الماء هو أصل المادة الكونية التى خلق الله منها السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "فإننا نتحدث هنا عن ماء الأرض الذى أخرجه الله منها بعد أن دحاها أى كورها مصداق لقوله بسورة النازعات "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها "والله ينزل الماء من السحاب أى السماء بقدر والمراد بمقدار معين وبعد إنزاله يسكنه فى الأرض والمراد يجعله يجرى فى الأرض فى شكل ينابيع أى مجارى وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض "والله قادر على الذهاب بالماء والمراد قادر على إفناء الماء مصداق لقوله بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون "ومن طرق الإفناء إبعاد الماء لمسافات بعيدة فى عمق الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا "والماء كما يأتى من السحاب يأتى من الحجارة أى الجبال التى يحدث فيها تشققات وتفتحات يخرج منها الماء وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر من الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "والماء على نوعين ماء فرات أى مقبول الطعم عند الشراب وفيه قال تعالى بسورة المرسلات "وأسقيناكم ماء فراتا "وماء أجاج أى غير مقبول الطعم عند الشرب والله لو أراد لحول الماء الفرات لماء أجاج لفعل وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموهم من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ".
وقد بين الله لنا وظائف الماء فى الأرض وهى إحياء البلاد الميتة أى إعادة القدرة على إنبات المزروعات بكافة أشكالها إلى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها "وبالإضافة إلى الإحياء يسقى الماء الأنعام وهى من الحيوانات والناس وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحى به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا "وأيضا يتوضأ به الناس مصداق لقوله بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "وأيضا الإغتسال والطهارة من الجنابة والغائط وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "والماء إذا نزل فى صورة سيل يكون له زبد رابى أى خبيث زائد عليه يفنى ولا يبقى وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا "والماء ينزل من السماء أى المعصرات أى السحب فى صورة ثجاج أى تتابع أى صب متوالى وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا"وقال بسورة عبس "أنا صببنا الماء صبا "والماء كما يفيد يضر الإنسان عندما يطغى ليهلك الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "إنا لما طغا الماء حملناكم فى الجارية "وفيه تسير السفن كما فى هذه الآية أى الجارية .
البحر :
هو مجارى الماء فى الأرض وهو ينقسم لنوعين :
بحر عذب فرات سائغ شرابه وبحر ملح أجاج غير مقبول شرابه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج "وفوائد البحر للناس هى :
-شرب الماء العذب مصداق لقوله بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه "
-استخراج اللحم الطرى وهو صيد البحر منه وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا "
-استخراج الحلى وهى المعادن الثمينة كاللؤلؤ والمرجان والياقوت والذهب المستعمل كزينة للناس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ".
-إجراء السفن فيه لتحمل الناس ومتاعهم وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ".
-استخراج الأملاح لقوله تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ".
وقد وضع الله للبحار قوانين هى :
-جعل الله بين الماء العذب والماء المالح أى البحرين حاجزا يفصل بينهما فلا يطغى أحدهما على الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وجعل بين البحرين حاجزا" وقال بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ".
-وجود موجين للبحر أحدهما سطحى ظاهر لنا والأخر خفى فى عمق البحر يكاد لا يرى الإنسان يده فيه لو نزل عنده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه سحاب ".
-انتشار الظلام فى البحر حتى أن الإنسان لو كان فى عمق البحر يكاد لا يرى يده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى "وقوله "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ".
-أن للبحر أضرار يصيب بها الله من يشاء وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا مسكم الضر فى البحر "ومن ذلك أن تكون أمواج البحر كالظلل وهى المرتفعات العظيمة وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله ".
-أن السير فى البحر يتم الإهتداء فيه بنجوم السماء مصداق لقوله بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر ".
النهر :
كلمة تطلق على مجرى الماء العذب وقد خلق الله فى خلال الأرض أنهارا والمراد أنه وضع فى ثنايا القارات مجارى للمياه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا "وقال بسورة الرعد "وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهارا "والأنهار تتفجر والمراد تخرج من بين الحجارة أى الجبال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار "ومجارى الأنهار دائما تحت الأرض يمشى عليها الناس والمراد أنها أسفل الأرض التى يسيرون عليها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم "والأرض الزراعية لابد أن يكون فيها أنهارا صغيرة لتروى الأرض كما فى جنتى الرجل التى قال عنهما الله بسورة الإسراء "كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ".
الموج :
هو بروز بعض الماء فى البحر أو النهر ثم اندفاعه حسب اتجاه الرياح أو اتجاه المد والموج موجان سطحى هو ما نراه بأعيننا على سطح البحر وخفى يوجد فى بطن البحر فى الأعماق وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج "والموج يجعله الله يهتاج فيصبح كالظلل وهى المرتفعات الكبيرة وفى هذا قال بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين "والموج قد يأتى من كل اتجاه فى وقت واحد مصداق لقوله بسورة يونس "وجاءهم الموج من كل مكان "وقد يصبح كالجبال مصداق لقوله بسورة هود "وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ".
الرياح :
الريح هى هواء يدفع الأشياء للإهتزاز أو إلى الإنتقال من مكان لأخر وهى على نوعين
1-رياح البشرى وهى الرياح التى تسبق نزول الغيث المفيد وفيها قال تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته ".
2-الرياح العاصفة القاصفة المصفرة العقيمة وهى رياح تصيب بالضرر والأذى وفيها قال تعالى بسورة الإسراء "أم أمنتم أن يعيدكم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم "ووظائف الرياح هى :
-إجراء أى تسيير الفلك فى البحر بالريح الطيبة وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة ".
-تلقيح السحاب والمراد تكوين السحب عن طريق دفع ذرات البخار لتتحد فى الأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا ".
-قذف الأشياء مثل دفع الإنسان لهوة سحيقة كما بقوله بسورة الحج "أو تهوى به الريح فى مكان سحيق "ومثل إذراء الهشيم فى كل مكان كما بقوله بسورة الكهف "فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح "ومثل بعثرة الرماد فى كل اتجاه كما بقوله بسورة إبراهيم "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فىة يوم عاصف ".
-إضرار الأشياء مثل زرع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ".
-تبشير الناس بالرحمة الممثلة فى الغيث وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته "
والله هو المتصرف أى الموجه لاتجاه الريح فهو يوجهها إلى جهة يريد وهذا من آيات قدرته مصداق لقوله بسورة الجاثية "وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون "والله هو القادر على تسيير الرياح والقادر على إسكانها أى إيقافها مصداق لقوله بسورة الشورى "إن يشأ يسكن الريح ".
السحاب :
هو الماء المجمد المعلق بين السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والسحاب المسخر بين السماء والأرض "والله ينشىء أى يخلق السحاب الثقال مصداق لقوله بسورة الرعد "وينشىء السحاب الثقال "بالطريقة التالية :
-يجعل الله الرياح تلقح أى تزجى أى تدفع ذرات بخار الماء لأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة النور "ألم تر أن الله يزجى سحابا ".
-بعد صعود الذرات البخارية لأعلى يؤلف الله بينها أى يزوجها لبعضها لتتحد ببعضها فيجعلها مبسوطة ممتدة فى الجو وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يؤلف بينه "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ".
-بعد اتحاد ذرات بخار الماء يجعلها الله تتراكم أى تتراص فوق بعضها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يجعله ركاما "وأما بعد ذلك فتأتى مرحلة إنزال السحابة حيث يعصرها الله أى يجعلها تنضغط فيسقط الماء أى البرد من خلالها أى خرومها التى فى أسفلها وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "وقال بسورة النور"فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ويسمى الله السحاب السماء كثيرا وهو يمر أى يسير فى الجو مصداق لقوله بسورة النمل "وهى تمر مر السحاب "وللسحب أشكال فمنها ما يكون على شكل الجبال مصداق لقوله تعالى بسورة النور "وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ووظيفة السحاب هى إنزال الماء فى صورة مطر أو برد مدرار أى متتابع وفى هذا قال تعالى بسورة نوح "ويرسل السماء عليكم مدرارا "وأيضا إنزال الماء المنهمر لإغراق الأشياء مصداق لقوله بسورة القمر "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "وأبواب السماء هى الخلال هى الخروم التى ينزل منها الماء .
الغيث :
هو الماء الساقط من السحاب وهو ينزل على صورتين :
الودق وهو قطرات الماء،والبرد وهو قطع ثلج صغيرة تصبح ماء بعد سقوطها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "والله هو الذى ينزل المطر على من يريد ويمنعه عن من يريد ومن ثم فلا دورة للسحاب والمطر فى مكان محدد وفى هذا قال بنفس الآية "فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء "والله ينزل الغيث ليحيى به الأرض بعد موتها وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وهو الذى ينزل الغيث "وكما أن المطر يفيد فقد يؤذى مصداق لقوله بسورة النساء "ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر ".
البرق :
هو نار تنشأ من نزول المطر من السحاب والمراد أنها تحدث والمطر يتساقط نتيجة احتكاك بين القطرات أو بين السحب أو بين قطع السحابة الواحدة مصداق لقوله بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "وسبب حدوث البرق هو إخافة الناس منه حيث يهلك من يسقط عليه وفى هذا قال بسورة الرعد "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء "وإطماع الناس فى الخير النازل وهو الغيث مصداق لقوله بسورة الرعد "هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا "والبرق يكاد يعمى أبصار الذين ينظرون إليه ولكنه لا يصيبها بالعمى المستمر وهو يضىء للناس الطريق لحظات قصيرة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ".
الرعد:
هو صوت ضخم ينشأ نتيجة تساقط المطر فهو ناتج من احتكاك قطرات الماء أو قطع السحابة أو بين السحب وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "ومهمة الرعد التسبيح بحمد الله أى العمل بأمر الله وهو إخافة الناس وإطماعهم فى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "ويسبح الرعد بحمده"
سراب بقيعة :
هو ظاهرة تجعل الإنسان يرى بقعة ما بها ماء ولكنها فى الحقيقة ليس بها ماء والسبب فى ظهور السراب هو عكس بعض أنواع التربة لأشعة الشمس بطريقة معينة وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".
الهواء :
هو مخلوق غير مرئى متواجد فى الأرض فإذا صعد الإنسان للسماء لا يجد منه شىء فيتضايق صدره ويتأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء ".
الظل :
هو عكس الحرور أى المنطقة التى ليس فيها ضوء ساطع وإنما تعكس خيال الأشياء والله هو الذى مد أى بسط الظل ولو أراد لجعله ساكنا أى واقفا لا يتحرك والدليل على وجوده هو ضوء الشمس حيث يظهر وجوده والله بعد أن يظهره يقبضه أى يخفيه قبضا يسيرا أى إخفاء متدرج وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "والظل لا يتساوى مع الحرور مصداق لقوله بسورة فاطر "ولا الظل ولا الحرور "والظلال أى خيالات الأشياء تنقسم لنوعين أحدهما مرئى نراه والأخر خفى لا نراه وهى تأتى من ناحية اليمين أو من جهة الشمال سجودا لله أى طاعة لأمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله "وقد بين الله لنا أن الظلال أى الخيالات التى نتخفى تحتها من الشمس هى للمخلوقات الأخرى فقال بسورة النحل "والله جعل لكم مما خلق ظلالا "
العلامات :
هى التضاريس التى تميز مكان عن مكان فقد جعلها الله تختلف حتى يهتدى بها البشر فى سيرهم فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وعلامات وبالنجم هم يهتدون "والعلامات منها المرتفعات كالجبال والتلال والهضاب والكثبان والمبانى والمخفضات كالوديان والسواحل والبحار .
الجبال :
هى صخور ضخمة متماسكة متجمعة فى مكان ما وهى تتكون من جزء فى باطن الأرض مختفى عن أعيننا وجزء فوق الأرض هو الذى نراه وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "والجبال أوتادا "والوتد كما هو معلوم فيه جزء فى داخل الأرض وجزء فوق الأرض والهدف منه تثبيت الأرض فلا تتحرك فالجبال راسية أى منصوبة ورسوها أى ثباتها أى استقرارها هو الذى يثبت الأرض فى مكانها وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "والجبال أرساها "وقال بسورة الغاشية "وإلى الجبال كيف نصبت "والجبال موجودة فى الطبقة الأولى من الأرض فقط لقوله بسورة فصلت "وجعل فيها رواسى من فوقها"وفوق الطبقات السبع هو الطبقة الأولى وسبب وضع الجبال الراسيات هو ألا تميد بالناس أى ألا تهتز بالمخلوقات مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم "وصخور الجبال مختلفة الألوان لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "ووظائف الجبال تتمثل فى أن الناس يتخذون من نحت أى قطع أحجارها بيوتا يبنونها من هذه الحجارة وفى هذا قال بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا أمنين " والناس يستخرجون من الجبال المعادن ذات الألوان البيضاء والحمراء والسوداء بدرجاتها المختلفة مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما أن الله جعل للناس أكنان أى أماكن تحميهم من الأضرار وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم من الجبال أكنانا"والله كون الأنهار من تشقق أحجار الجبال وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "كما أن الجبال تسبح فى الليل والنهار كما فعلت مع داود(ص)وفى هذا قال بسورة ص"إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "ومن الجبال من يهبط أى يسقط من خشية الله كما حدث فى جبل الميقات وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن منها لما يهبط من خشية الله " .
المعادن :
لم يرد ذكر لكلمة المعادن وأخواتها فى القرآن وقد ذكر الله أنواع من المعادن هى :
1-الحديد :أنزل أى خلق الله الحديد فيه البأس وهو الأذى الشديد وفيه منافع أى فوائد للناس فقال بسورة الحديد"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "وهو لا يستعمل إلا فى حالة الليونة فى الصناعة لقوله بسورة سبأ "وألنا له الحديد "ومن طرق تليين الحديد نفخ النار عليه مصداق لقوله بسورة الكهف "أتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا "وقد استعمله داود(ص) فى صناعة السابغات لقوله بسورة سبأ "أن اعمل سابغات "واستعمله ذو القرنين (ص)فى بناء سد يأجوج ومأجوج .
2-القطر :هو النحاس وهو يستعمل فى حالة السيولة أى الليونة وقد جعل الله له فى الأرض عيون أى مصادر يأتى منها فقال بسورة سبأ "وأسلنا له عين القطر "وقد استعمله ذو القرنين (ص)مع الحديد فى بناء السد حيث قال بسورة الكهف "أتونى أفرغ عليه قطرا "كما استعمله الجن الذين عملوا مع سليمان (ص)فى بناء المحاريب والتماثيل وهى الفنارات والجفان والقدور وفى هذا قال بسورة سبأ "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات "والنحاس يتواجد فى السماء فى الشهب التى تخرج من النجوم لحرق من يريد النفاذ من أقطار السموات والأرض وفى هذا قال بسورة الرحمن "يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"
3-الذهب 4-الفضة:معادن محببة لقلوب الناس وقد عبر الله بهما عن كنز المال بقوله بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة "والقناطير المقنطرة تعنى المثاقيل الموزونة والناس يعملون على كنزهما مصداق لقوله بسورة التوبة "والذين يكنزون الذهب والفضة "والشكل الجامع للذهب هو الأسورة وهو يحيط إما إحاطة كاملة أو ناقصة بشىء فى الجسم وقد ذكر بقوله بسورة الزخرف "فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب "ويستعملان كنقود هى الدينار والفضة وتسمى الفضة الورق كما بقوله بسورة الكهف "فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ".
5-اللؤلؤ 6-المرجان :يستخرجان من البحار العذبة والمالحة مصداق لقوله بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "واللؤلؤ يوجد فى شىء يسمى الكن أى المحار ويدل على هذا قال تعالى بسورة الواقعة "كأمثال اللؤلؤ المكنون "وللمرجان ألوان جذابة تسر الناس كما تسر الحور العين المسلمين فى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان ".
7-الياقوت :له أشكال جذابة تسر الناظرين مصداق لقوله بسورة الرحمن "كأنهن الياقوت والمرجان ".
وقد بين الله لنا أن معادن الجبال مختلفة الألوان بيضاء وحمراء وسوداء متعددة درجات اللون وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال مختلفة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما بين لنا أن المعدن لابد من إيقاد النار عليه من أجل عمل الحلية وهى الزينة التى يتجمل بها الناس ومن أجل المتاع وهو صناعة الأدوات منه وفى هذا قال بسورة الرعد " وما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ".
الألوان :
مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله بسورة فاطر "فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها "والأخضر بقوله بسورة يس "الشجر الأخضر "والأبيض والأحمر والأسود بقوله بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".