المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مما كتبة العلامة الشيخ المجاهد عبد الأمير الجمري رحمة الله


بحراني للموت
11-02-2012, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على مُحمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن اعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم

أنقل لكم احبتي من الكتاب الذي كان يريد كتابتة العلامة المجاهد الشيخ عبد الأمير الجمري رحمة الله وأسكنه فسيح جناته
في حق تاريخ البحرين والنسب ولكنه لم يضف إليه المصادر والتعديلات وأنا لكتاب لم يكمله حتى بسبب أصابتة بجلطة في عام2002م
والكتاب يتحدث من الأساس عن قرية بني جمرة ولكنه ذكر أولا البحرين وتاريخها وكل شيئ فيها .


المقدمة: بسم الله وله المنة والحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحاب المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد رأيت أن أجمع في كتاب خاص ما أطمئن بصحته مما أقرؤه أو أسمعه عن قريتي (بني جمرة)، محاولة لإعطاء صورة عنها في التاريخ العام لا أدعي أنها كاملة، وإنما من باب: «شيء خير من لا شيء»، ومن منطلق: «لا يسقط الميسور بالمعسور»، تلبية لطلب عدد من أبناء هذه القرية الذين تكررت اقتراحاتهم وطلباتهم أن أجمع ما أمكن جمعه مما يتعلق بها، وقياما ببعض حقوقها عليَِّ

باعتباري أحد أبنائها، وسميت هذا المجموع:
«ملامح تأريخية عن بني جمرة»
سائلا من الله تعالى التوفيق وتسديد الخطى وهو من وراء القصد.
بقلم: عبدالأمير منصور الجمري

ملاحظة من الناشر: هذا الكتاب من المكتبة الخاصة للمرحوم العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري، وكان قد كتب على فترات متقطعة، وكان الشيخ الجمري يأمل في إكماله ونشره قبل أن يصاب بجلطة في منتصف العام 2002، علما أن الأجزاء المختلفة للكتاب بدأها الشيخ الجمري في سنوات مختلفة ربما امتدت إلى أكثر من عشر سنوات. وعليه، فإن بعض الأجزاء أدخل عليها الشيخ الجمري تعديلات قبل وفاته، والبعض الآخر كان ينتظر تعديلاته عليها، ولكن إصابته بالمرض ووفاته لاحقا منعته من ذلك.
«الوسط»، ورغبة منها في نشر المعارف، تنشر الكتاب رغم أنه ليس مكتملا كما أراده الشيخ الجمري، إذ لعله أراد اضافة معلومات أو تعديل المسودة، أو إضافة وتوضيح المصادر والتواريخ الواردة في الكتاب.

فكرة عامة عن البحرين
قبل الحديث عن «بني جمرة» التي هي إحدى قرى البحرين لا بد من الحديث أولا وكمدخل لذلك عن القطر الكريم «البحرين»، وأخذ فكرة عامة – قدر الإمكان – عن الجهات التي ينبغي الحديث عنها، إشارة إلى ما للبحرين من موقع تاريخي، وديني وأصالة وفضيلة، مستمدا ما أكتبه من مصادر تأريخية وثيقة، وينابيع صافية روية، أداء لبعض حقوق هذا البلد العزيز عليَّ، وبعض واجباتي نحوه، وتعبيرا عن حبه المتمكن في نفسي تمكن الروح من الجسد، وإرضاء لضميري، وما أجدر بالمؤمن الذي يكتب عن بلده أن يكون الدافع له إرضاء الضمير، وحب الوطن، فحب الوطن من الإيمان، كما في الحديث، والوفاء لتربة هو بعض نبتها.

البحرين في اللغة
كلمة «البحرين» تعني مثنى بحر، وقد نطق العرب بها هكذا في الحالات الثلاث: الرفع، والنصب والجر، ولم يسمع من أحد منهم: «بحران» بالرفع، إلا أن الزمخشري من علماء النحو ذكر أن العرب يقولون: هذه البحران، وانتهينا إلى البحرين. وقد قال يا قوت الحموي في كتابة «معجم البلدان» عند ذكر قول الزمخشري: ولم يبلغني من جهة أخرى.

وجه تسميتها بالبحرين
ذكرت في وجه تسمتيها – حسب ما عثرت عليه – خمسة وجوه، هي:
-1 أن هذا الاسم مشتق ومأخوذ من قول العرب: بحرت الفاقة، إذا شققت أذنها، وتسمى الناقة بعد تشقيق أذنها: بحيرة، وهي نبت السائبة، ومعنى السائبة: أن الرجل في الجاهلية كان يسيِّب من ماله فيذهب به إلى سدنه الآلهة، فالناقة التي يعطيها للسدنة تسمى: السائبة. ويقال: إن السائبة هي الناقة إذا ولدت عشرة أبطن كلهم إناث مسيِّب، ويعني تسييبها: أن العرب يحرمون على أنفسهم ركوبها وجز وبرها، وتبحر أذن نبتها أي: تخرق، والبحيرة تجري عندهم مجرى أمها في التحريم، قال تعالى: «ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا هام».
-2 أن اسم البحرين مأخوذ في قول العرب: قد بحر البعير بحرا، إذا أولع بالماء فأصابه منه داء. وهو الوجه وسابقه لم يظهر معنى اشتقاق اسم البحرين منهما، لذلك اعتبرهما الحموي – بعد أن ذكرهما في المعجم – تعسفا، في حين اعتمد الوجه الآتي وهو:
-3 قال أبومنصور الأزهري: إنما سموا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الإحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، وقدرت هذه البحيرة بثلاثة أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق. والبحيرة المشار إليها هي البحيرة المعروفة الآن بالأصفر، في آخر قرى الإحساء الشرقية، معروفة مشهورة.
-4 قال أبومحمد الحسن بن أحمد بن يقعوب الهمداني في كتاب «صفة جزيرة العرب» ص 136 طبعة مصر 1373هـ(1953م) عن أبي مالك أحمد بن محمد بن سهل بن صباح اليشكري: «والبحرين إنما سميت البحرين من أجل نهرها علم ونهر عين الجريب».
-5 أن سبب تسميتها بالبحرين يرجع إلى وجود ينابيع طبيعية حلوة تنفجر في قاع الخليج فينبثق منها الماء العذب وسط ماء البحر المالح الأجاج. وهذا في نظري هو أرجح الوجوه.

موقعها الجغرافي
تقع البحرين الحديثة ضمن منطقة الخليج العربي، ما بين خطي طول 57,48 وخطي عرض 30,24، وتبعد عن الساحل الشرقي للجزيرة العربية بـ 24 كيلومترا، وعن الساحل الإيراني بـ 240 كيلو مترا، وعن شبة جزيرة قطر بـ 30 كيلومترا، وهي عبارة عن أرخبيل يضم مجموعة جزر، وتبلغ هذه الجزر في مجموعها أكثر من 33 جزيرة، ومساحتها الإجمالية أكثر من 700 كيلومتر مربع(ازدادت المساحة بسبب الدفن في السنوات الأخيرة)، وأكبرها جزيرة «أوال». وفي جزيرة أوال تقع المنامة (العاصمة)، التي توجد فيها المباني الحكومية والفنادق ومكاتب الشركات والبنوك، والأسواق العامة، وكبار المساجد والمآتم الحسينية. وبعد جزيرة أوال تأتي جزيرة المحرق، وهي المدينة الثانية بعد المنامة، ويربطها بالمنامة جسر الشيخ حمد وبها مطار البحرين الدولي، والحوض الجاف. ثم تأتي الجزيرة الثالثة «سترة»، وهي تضم سبع قرى، ويربطها بالمنامة جسر، ويوجد بها معمل التكرير، وميناء تصدير النفط، ومحطة تحلية المياه. ثم جزيرة النبيه صالح، ويربطها بالمنامة جسر. وبقربها جزيرة تدعى بـ «الجُزَيْرة» بالتصغير، وجزيرة «جدا» وتعرف تأريخيا في السابق بـ «قدا»، وجزيرة «أم النعسان»، ومجموعة جزر حوار.
قديما، كان اسم «إقليم البحرين» يطلق على المناطق الممتدة والواقعة على ساحل الخليج العربي بين البصرة وعمان، كاظمة (الكويت) أولها، وعمان آخرها، وعاصمتها الأولى كانت هجر، ثم الإحساد لاحقا، واستمرت التسمية لهذا الأقليم بشكل أو بآخر حتى عهد الإحتلال البرتغالي في 1521م.
وكان يشار فيما مضى من الزمان إلى مجموعة جزر البحرين باسم أوال، ثم أطلق على هذه المجموعة اسم البحرين، حيث صار علما بالغلبة عليها، كما صار اسم ابن عباس، واسم ابن الزبير علمين تغليبا على حبر الأمة عبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير،. كما أن البلدان على ساحل الخليج بين البصرة وعمان كان يطلق عليها اسم «هجر»، ثم صار الاسم علما بالغلبة للإحساء، ويطلق عليها اسم «الخط»، ثم صار علما بالغلبة على القطيف. قال الأستاذ محمد سعيد المسلم في كتابة (ساحل الذهب الأسود) ص 17: «ويطلق على هذه المنطقة التي تمتد من البصرة إلى عمان أسماء كثيرة، أشهرها: الخط، وهجر، والبحرين، وتشمل هذه الأسماء كلا من شقيقتها الإحساء وجزيرة أوال، لاشتراكهما معها في تاريخ سياسي واحد، وإن كانت هذه الأسماء تطلق الآن على منطقة معينة من تلك المناطق الثلاث، فتستأثر جزيرة أوال باسم البحرين، وتختص الإحساء باسم هجر، ويطلق اسم الخط على القطيف» .
وتشير الأبحاث الجيولوجية الحديثة التي قام بها بعض الخبراء إلى أن جزائر البحرين كانت جزءا من الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية أي: أنها كانت بمثابة رصيف قاري لها، وإنما انفصلت نتيجة لبعض حركات القشرة الأرضية في العصور الجيولوجية المختلفة، والجزر المتناثرة الملاصقة في قاع البحرين وفوق سطحه بين البحرين والساحل العربي المقابل خير دليل على ذلك.

مناخها
أما المناخ في البحرين «فالبحرين تمتاز بمناخ حار مشبع بالرطوبة صيفا ومعتدل قليل الأمطار شتاء، إذ إن المطر ينزل بقدر 75 سنتيمترا سنويا، على أنه يمكن تقسيم السنة إلى ثلاثة فصول: فصل الشتاء وهو أفضل الفصول، ويمتد من ديسمبر إلى مارس حيث يتميز برياحه الشمالية الغربية. أما الموسمان الآخران فيمكن أن نسميهما موسمي صيف في البحرين، فالصيف المعتدل الحرارة يكون عادة في شهور أبريل، مايو، أكتوبر، ونوفمبر. أما الصيف الشديد الحرارة فيكون في الفترة ما بين يونيو وسبتمبر، وهنا تهب رياح (الشرقي) وهي رياح حارة رطبة وخانقة».

أسماؤها
يظهر من تتبع تاريخ البحرين أنها قد تعاقبت عليها عدة أسماء، هي – حسب ما عثرت عليه -: (ندوكي) وهو أول أسم عرفت به في العهد القديم، وشوهد هذا الاسم في الرسوم والنقوش السومرية والأكدية. وأطلق عليها اليونانيون اسم: (أولوس). ثم جاء لها اسم آخر في بعض كتاباتهم وهو: (تيلوس). وبعد هذا الاسم أطلق عليها اسم: (دلمون) أو (تلمون)، حيث وجد هذا الاسم لها في الكتابة البابلية. وقد ورد في النصوص الأكدية والسومرية اسم موضع (دلمون) dilmun أو tilmun، وهو على رأي غالبية العلماء يقع في بلاد العرب وأنه جزيرة البحرين. وقد عرفت النصوص الآشورية أن دلمون جزيرة تحيط بها مياه البحر، وأن ملكها كان يعيش كالسمكة في وسط البحر. وبعد اسم (دلمون) عرفت البحرين باسم: (أوال)، وهو بضم الألف ويروى بفتحها. قال يا قوت الحموي في (مراصد الاطلاع في معرفة الأمكنة والبقاع) ص 50 : «أوال بالضم ويروى بالفتح، جزيرة بناحية البحرين بها نخل وبساتين» . وفي سبب تسميتها بأوال قولان، الأول: أن أوال اسم صنم، كانت تعبده بكر بن وائل مع قبائل عبدالقيس، وهي قبائل عربية سكنت هذه الجزر قبل الإسلام بزمن طويل، وقد سميت البلاد باسم الصنم. الثاني: أن أوال اسم رجل هو أول من سكنها ومدَّنها، وهو أخ أو ابن لعاد بن شداد، صاحب (إرم ذات العماد)، وقد سمي البلد باسمه. وبعد اسم أوال غلب عليها اسم: (البحرين).

النسبة إليها
يقال في النسبة إلى البحرين: بحراني على خلاف القياس – كذا نطق العرب، والسبب في ذلك أنهم كرهوا أن يقولوا: بحري، فتشبه النسبة إلى البحر، فخالفوا فيها القياس فلايقال: بحريني، بل يقال: «رجل بحراني، أي: منسوب إلى البحرين» . وقد نسب إليها بهذه النسبة بعض التابعين وهو نصر بن نضير البحراني، وهذا يروي عن أبيه عن جابر بن عبدالله الأنصاري (رض) عن رسول الله (ص). قال الشيخ المفيد قدس سره في كتاب (الأمالي) «عن محمد جابر بن الحسين البصير عن محمد بن إسماعيل الحاسب عن سليمان بن أحمد الواسطي عن احمد بن إدريس عن نصير بن نضير البحراني (رض) عن أبيه عن جابر بن عبدالله الأنصاري (رض) قال رسول الله (ص): «أيها الناس اتقوا الله واسمعوا…» إلى آخر الحديث. ونسب إليها بهذه النسبة بعض أصحاب الأئمة (ع)، وهو محمد بن سهيل البحراني، والظاهر أنه في عصر الكاظم (ع) – استشهد في 799 م – فإنه يروي عن الإمام الصادق (ع) بواسطة، وروى عنه الصدوق القمي في «العلل» هكذا: «حدثنا محمد بن علي ما خيلو (رض) قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن يحيى الأشعري قال حدثني العباس بن معروف عن محمد بن سهل البحراني عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله (ع) قال: «ينادي منادٍ يوم القيامة…» إلى آخر الحديث.

إسلامها
في السنة الثامنة من الهجرة (629م) أوفد النبي (ص) أحد صحابته وهو العلاء الحضرمي إلى البحرين، ليدعو أهلها إلى الدخول في دين الله، وكان يحكم البحرين في ذلك الوقت من قبل الفرس حاكم عربي هو المنذر بن ساوى بن عبدالله التميمي، فأسلم المنذر وأسلم معه معظم أهل البحرين العرب. وعاد العلاء إلى مكة يحمل إلى النبي (ص) بشرى فتح هذه البلاد.
وفي «عام الوفود » قدمت إلى الرسول (ص) الوفود المختلفة من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ليدخلوا في الإسلام، فخرج من البحرين في ذلك الوقت وفد عبدالقيس وعلى رأسه عبدالله بن عوف الأشج، قاصدا المدينة، فقابل النبي الذي دعاه إلى الإسلام، فدخل فيه، ولبث وفد البحرين في ضيافة الرسول عشرة أيام، كان عبدالله الأشج في خلالها يسأل النبي (ص) في الفقه والقرآن الكريم، وكان الرسول يدنيه منه إذا جلس. وهكذا تم إسلام جميع أهل البحرين ومعهم بعض الفرس، أما اليهود والنصارى والمجوس فقد صالحهم العلاء على أن يدفعوا الجزية على الرؤوس عن كل شاب قادر ونصف الحب والثمار على الأرض.

تشيعها
ذكر السيد محسن الأمين العاملي طاب ثراه في كتابه «أعيان الشيعة» الجزء الأول: أن تشيع أهل البحرين وصحابتها مثل القطيف والإحساء شائع منذ عهد الصحابة، والسر أن النبي (ص) بعث واليا عليها أبان بن سعيد بن العاص، وكان من الموالين لعلي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، ثم صار عاملا عليها: عمر بن أبي سلمة، وأمه أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي عهد أمير المؤمنين ولّى عليها معبد بن العباس بن عبدالمطلب، فغرس هؤلاء التشيع في أهل البحرين، وأول جمعة أقيمت في الإسلام بعد المدنية كانت في البحرين.

فضلها
للبحرين مكانة عالية على الصعيد العلمي، والتاريخي، والإيماني، ولا يمكن لأي شخص أن يتجاهلها. عرفت بدار العلم، حيث إن العلماء الذين أنجبتهم تربتها «ولم يدعوا بابا من أبواب العلم إلا ولجوه، ولا مدينة من مدنه إلا فتحوها وأخذوا من خزائنها، فأسسو المدارس ونوادي العلم، فلا ترى مدينة ولا قرية من قرى البحرين إلا وهي عامرة بمحافل العلم والأدب، ضمت هذه المدارس وهذه النوادي عددا كبيرا لا يستهان به من العلماء والأدباء، حتى قيل إنه اجتمع ثلاث مئة من العلماء أو يزيدون في مسجدها ذي المنارتين والمعروف اليوم بمسجد الخميس» .
قال الشيخ علي الشيخ حسن البلادي البحراني طاب ثراه (المولود في 1274 هـ ، 1858 م، والمتوفي 1340هـ ، 1922 م) في كتابه «أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين) ما نصه: «وحدثني بعض الصادقين من الإخوان عن جدي لأبي المرحوم الشيخ علي بن المقدس الشيخ سليمان: أن بيتنا في البلاد القديم اجتمع فيه عصر من الأعصار خمسة وأربعون عالما مجتهدا أو مشارفا للاجتهاد دون الطلبة من أولادهم…» .
وعرفت بدار الإيمان، لما كان عليه أبناؤها من رسوخ القدم في الدين، والحرص على تطبيق شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، وشدة التمسك بولاء أهل البيت عليهم السلام، وكثرة المحافظة على السنن والنوافل والأوراد والآداب والأخلاق الإسلامية، إلى جانب المحافظة التامة على القيام بالواجبات الشرعية، واجتناب المحرمات، حتى بلغ الأمر أن في الزمن القديم يكون عند الرجل منهم العبد الملموك فيراه ليلة من الليالي ربما غفل أو نام عن صلاة الليل، فيصبح ويأمر الدلال أن يبيعه، فيقول له جيرانه: لم تبيعه ولم ترَ منه إلا الصلاح والطاعة؟ فيقول لهم: إن البارحة لم يصل صلاة الليل وأخاف أن تكون له عادة فربما يقتدي به بعض العيال فلا يصلي صلاة الليل فيكون ذلك عيبا منه، ويأمر من عرف ذلك بإخراجه من البحرين وبيعه في غيرها من البلدان.
ثم إنه يسلط الضوء على ما للبحرين من رصيد ضخم من الفضيلة والقدسية في عدة أمور منها:
-1 أن أول جمعة – بعد الجمعة التي أقامها الرسول (ص) في المدنية المنورة – أقيمت في البحرين ، «وهذه فضيلة عظمية، وكرامة لأهلها جسمية، لامتثال أهلها بأعظم فرض من فروض الدين، وإمامته فيها قبل أكثر بلاد المسلمين».
-2 «أنها أسلمت للنبي (ص) طوعا بالمكاتبة كما ذكره جملة من أهل التواريخ والسير من الخاصة والعامة كما سيأتي، حتى أن الفقهاء صرحوا في كتبهم الفقهية في أحكام الموات بأن البحرين حكمها حكم المدنية، لأنهما أسلما طوعا لا عنوة».
-3 ترشيحها لأن تكون دار هجرة لسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
روى العلامة الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني طيب الله ثراه في كتابة (أنوار البدرين) عن العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ صالح البحراني قدس الله نفسه: أنه لما أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة من مكة بعد موت عمه وكافله أبي طالب رضي الله عنه، وبعد تظاهر المشركين عليه، نزل عليه جبرئيل (ع) عن الرب الجليل وخيَّره في الهجرة إلى البحرين، أو فلسطين، أو المدينة، فترك (ص) البحرين من أجل البحر، وترك فلسطين لبعدها، واختار المدنية لقربها من مكة.
وذكر – أي صاحب كتاب «أنوار البدرين»: – أنه قد وقف على نفس الخبر المذكور تفصيلا في المجلد الثاني من كتاب «أزهار الرياض» للعلامة الثاني الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني (توفي 1696 م)، والظاهر – كما يقول صاحب الأنوار- أن الخبر عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
-4 يلقي الظلال- أيضا – على ما للبحرين من قدسية، ومكانة عالية ما ذكره الشيخ يوسف آل عصفور (قدس سره) في كتابه «لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث» صفحة 26 ط 2 النجف، وهو يتحدث عن الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي (ولد في 918 هـ، 1512 م، وتوفي في 984 هـ 1576، م) قال: «وأخبرني والدي (قدس سره) أن الشيخ المزبور كان في مكة المشرفة قاصدا الجوارفيها إلى أن يموت، وأنه رأى في المنام أن القيامة قد قامت وجاء الأمر من الله سبحان وتعالى برفع أرض البحرين وما فيها إلى الجنة، فلما رأى هذه الرؤيا آثر الجوارفيها والموت في أرضها ورجع من مكة المشرفة وجاء البحرين…» .
-5 قال الشيخ علي الشيخ حسن البلادي البحراني في كتابه «أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين» صفحة 45 – بعد أن ذكر الرؤيا المذكورة -: قلت: وقد وقفت على هذه الرؤيا مسندة عن علماء ورعين ثقات إلى أن تنتهي إلى المرحوم الشيخ حسين صاحب الرؤيا.

حكامها
تسلسل حكام البحرين متوافر في عدد من الكتب التي تحدثت عن البحرين واستخدمت التواريخ الميلادية بدلا من الهجرية لاحتساب القديم منها، وهي جميعا تحتاج إلى مزيد من التدقيق والتمحيص.
3000 ق م – 600 ق م: حضارة دلمون.
600 ق م – 300 ق م: دلمون تحت حكم الآشوريين .
300 ق م – 100 م: البحرين تحت حكم اليونان (تايلوس)، وحكم متقطع لفارس.
100 م – 250 م: حكم محلي متقطع.
250 – 627 م: البحرين تحت نفوذ الدولة الفارسية الساسانية.
627 – 632 م: البحرين في ظل الدولة الاسلامية بقيادة الرسول الأعظم (ص).
632 – 661م: البحرين تحت حكم الخلفاء الراشدين.
661 – 750م: البحرين تحت حكم بني أمية ويتخلل الفترة انتفاضات متقطعة.
750 – 863م: البحرين تحت حكم بني العباس.
863 – 883 م: البحرين تحت حكم صاحب الزنج.
883 – 894م: عودة حكم بني العباس.
894 – 1006م: البحرين تحت حكم القرامطة.
1006 – 1076م: تحت حكم محلي بدأه «أبو البهلول» وهو العوام بن محمد بن يوسف الزجاج، وهو من البحارنة، وخطب في الجمعة للخليفة العباسي (آل بويه، وهم من الشيعة، سيطروا على الدولة العباسية في بغداد مابين 945 م الى 1055م).
1076 – 1239م: تحت حكم العيونيين، وهم من آل عبد القيس من أبرز قبائل البحارنة المنتمية إلى ربيعة بن نزار.
1239 – 1308م : البحرين تحت حكم الدولة الزنكية (الأتابكة /السلغرية) وربما فترات حكم متقطعة لآخرين.
1308 – 1388م: تحت حكم آل عصفور و أبناء عمومتهم آل جروان، وهم من البحارنة.
1388 – 1439م: وضع مضطرب للحكم المحلي وسيطرة حكام هرمز على البحرين.
1439 – 1521 م: تحت حكم الجبور والبعض يقول إنهم أبناء عمومة آل عصفور.
1521 – 1602 م: الاحتلال البرتغالي والحاكم الذي ينوب عن البرتغاليين كان من هرمز.
1602 – 1717 م: البحرين تحت حماية الدولة الصفوية، وتخلل ذلك انقطاع لفترة عندما حكم أحد أبناء الجبور، وهو الشيخ محمد الجبري، ربما بين 1629 و 1643م.
1717 – 1725 م: الاحتلال العماني .
1725 – 1737 م: حكم الشيخ جبارة الهولي، وهو من الهولة.
1737 – 1783 م: نادر شاه يحكم البحرين وينوب عنه آل مذكور.
1783 – 1800 م: حكم آل خليفة.
1800 – 1802م : الاحتلال العماني مرة أخرى.
1802م: عودة حكم آل خليفة.
1820م: البحرين تدخل في الاتفاقية البريطانية مع مشايخ الخليج من أجل الحماية.
1971 م:استقلال البحرين عن بريطانيا.

أرجو أن يعجبكم وينال رضاكم

ألاعلمي
12-02-2012, 08:10 PM
باااارك الله فيكم
على الطرح الجميل الراااائع
تحياااااااتي