المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعمال الخاصّة لشهر شعبان


شيعية موالية
12-08-2007, 11:28 PM
الأعمال الخاصّة: تُؤدّى في لياليها وأيّامها المعيّنة كما وردت في روايات الأعمال والزيارات والأدعية.. وهي:



• الليلة الأُولى: وردت فيها صلوات كثيرة، منها صلاة (12) ركعة، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتوحيد (11) مرّة.
• اليوم الأوّل: يُستحبّ صيامه، وفيه فضل كثير.. ففي الخبر أنّ الله عزّوجلّ إذا كان أوّلُ يوم من شعبان يأمر بباب الجنّة فتُفتح، ويأمر بشجرة طُوبى فتُدنى أغصانُها من هذه الدنيا، ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّوجلّ: يا عبادَ الله، هذه أغصان شجرة طُوبى فتعلّقوا بها؛ لترفعكم إلى الجنّة. حتّى يقول النبيّ صلّى الله عليه وآله: فَوَالذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ مَن تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم فقد تعلّق بغصنٍ من أغصان شجرة طوبى، فهو مُؤدّيه إلى الجنّة... ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: فمَن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومَن صام في هذا اليوم تعلّق منه بغصن، ومَن أصلح بين المرء وزوجه والوالد وولده والقريب وقريبة والجار وجاره والأجنبيّ والأجنبيّ فقد تعلّق منه بغصن، ومَن خفّف عن مُعسِر مِن دَينه أو حَطَّ عنه فقد تعلّق منه بغصن.. ومَن كَفَل يتيماً فقد تعلّق منه بغصن، ومَن كفّ سفيهاً عن عِرضِ مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومَن تلا القرآنَ أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن.. ومَن بَرّ فيه والدَيهِ أو أحدَهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.. وكذلك مَن فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.
• اليوم الثالث: وهو يوم يتقدّر شرفه بمقدار شرف صاحبه، حيث كان فيه مولد الإمام الحسين سلام الله عليه، فهو يوم مبارك، والمؤمن يأتي مِن شكر الله فيه بما يتيسّر له من: الصوم والزيارة والدعاء الوارد.. وغير ذلك من القُرُبات يتقرّب بها إلى ربّه جلّ وعلا. ويمكن للمؤمن أن يجعل الإمامَ الحسين عليه السّلام في هذا اليوم مَعاذَه في تحصيل النجاة، كما عاذ فُطرس المَلَك بالحسين صلوات الله عليه وهو في مهده.
والمشهور من أعمال هذا اليوم الدعاء المبارك:
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعودِ بشهادتهِ، قبلَ استهلاله وولادته، بَكَتْه السماءُ ومَن فيها، والأرضُ ومَن عليها، ولمّا يَطَأْ لابتَيها، قتيلِ العَبرة، وسيّدِ الأُسرة.. إلى آخر الدعاء.
• الليلة الثالثة عشر وليلتين بعدها.. هُن الليالي البِيض، يُستحبّ أن يُصلّى في الأولى ركعتان يُقرأ في كلّ ركعة: فاتحة الكتاب وسورة يس والمُلك والتوحيد، ويُصلّى مثلها في الليلة الثانية ( ليلة الرابع عشر ) أربع ركعات بتسليمَين وفي الثالثة ستّ ركعات يُسلَّم بين كلّ ركعتين. ولهذه الصلاة فضل كبير، كما يستحبّ صيام أيامها: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وهي من أعمال الأشهر الثلاثة رجب وشعبان وشهر رمضان.
• الليلة الخامسة عشر: ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة بالغة الشرف ومن أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العبادَ فضلَه ويغفر لهم بمَنّه، فجاء الحثُّ على الاجتهاد في القُربة إلى الله تعالى وفي دعاء الله والثناء عليه جلّ وعلا.
وقد اجتمع في هذه الليلة ويومها من عناصر الشرف والخير أُمورٌ عظيمة، كلّ واحد منها يكفي في الحثّ على الجدّ والسعي.. منها:
أنّها كثيرة البركات، وفيها قسمة الأرزاق والآجال. ساطعة الأنوار، حيث إنّها ليلة مولد الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف.. الذي سيطهّر الأرض من الظلم وينشر العدل ويبسط الفَرَج للمؤمنين.
وأنّ هذه الليلة قد جعلها الله تعالى للأئمّة عليهم السّلام كما جعل ليلة القدر لرسول الله صلّى الله عليه وآله. وأنّها من مواقف زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه. ويكون من مهمّات هذه الليلة الشريفة: سجَداتٌ بدعوات مخصوصة، وتقرّبٌ إلى صاحب الأمر والزمان حجّة العصر ووليّ الأمر أرواحنا لمَقْدمه الفداء. كذاك من مهمّاتها الحضور عند مرقد الإمام الحسين عليه السّلام، وتجديد العهد في محضره القدسيّ ضمن زيارة خاصّة.
أمّا الأعمال الخاصّة بهذه الليلة المباركة فهي:
1 ـ الغُسل؛ فإنّه يوجب تخفيف الذنوب.
2 ـ الإحياء إلى الفجر، بالصلاة والدعاء والاستغفار، كما كان يصنع الإمام زين العابدين عليه السّلام. وفي الحديث: مَن أحيا هذه الليلة لم يَمُت قلبُه يوم تموت فيه القلوب.
3 ـ زيارة الإمام الحسين عليه السّلام، وهي أفضل أعمال هذه الليلة، وموجبة لغفران الذنوب؛ لشرف سيّد الشهداء عليه السّلام وكرامته على الله تعالى.
4 ـ الدعاء الوارد بمثابة زيارة للإمام الغائب عليه السّلام: اللهمّ بحقّ ليلتنا هذه ومولودِها، وحُجّتِك وموعودِها...
5 ـ الدعاء المرويّ عن الإمام الصادق عليه السّلام: اللهمّ أنت الحيُّ القيّوم، العليُّ العظيم...
6 ـ الدعاء الذي كان يدعو به رسول الله صلّى الله عليه وآله في هذه الليلة: اللهمّ اقسِمْ لنا مِن خشيتِك، ما يَحولُ بيننا وبين معصيتِك.. وهو من الدعوات الجامعات الكاملات، وتُغتنم قراءته في سائر الأوقات.
7 ـ الصلوات التي يُدعى بها عند الزوال كلَّ يوم من شعبان: اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ شجرةِ النبوّة...
8 ـ دعاء كُميل بن زياد النَّخعيّ، وقد علّمه إيّاه أميرُ المؤمنين عليه السّلام ليلة النصف من شعبان. وينبغي ألاّ يُقرأَ عن قلبٍ ساهٍ.. وأوّله: اللهمّ إنّي أسألُك برحمتك التي وَسِعَت كلَّ شيء، وبقوّتِك التي قَهَرتَ بها كلَّ شيء، وخضعَ لها كلُّ شيء، وذلّ لها كلّ شيء...
9 ـ التسبيحات الأربعة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر.. يُقرأ هذا الذِّكْر مئة مرّة، وفيه غفران المعاصي وقضاء الحوائج الدنيويّة والأُخروية.
10 ـ الدعاء الشريف: إلهي، تَعرَّض لك في هذا الليلِ المتعرِّضون، وقصَدَك القاصدون، وأمّلَ فضلَك ومعروفَك الطالبون، ولك في هذا الليل نَفَحاتٌ وجوائز...
11 ـ صلاة جعفر الطيّار عليه السّلام ( المعروفة باسم صلاة التسبيح ).
12 ـ وهنالك صلوات وسجدات بدعوات مأثورة، وأعمال أُخرى تُرجى في الكتب المختصّة بها.
• اليوم الخامس عشر: يوم المولد الأغرّ لحجّة الله في الأرضين، المولى صاحب الأمر، ووليّ العصر، وناموس الدهر، الإمام المنتظَر، مهديِّ آلِ محمّد صلّى الله عليه وعليهم. يناسب هذا اليومَ: زيارته سلام الله عليه في كلّ مكان، والدعاء له بتعجيل الفَرَج ـ كما في كلّ زمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما تُملأ ظلماً وجوراً.
• آخر الشهر: ورد عن الإمام الرضا عليه السّلام: مَن صام ثلاثة أيّام من آخر شعبان، ووَصَلها بشهر رمضان، كتب الله تعالى له صيامَ شهرينِ متتابعين.
قيل: يُستحبّ في العشرة الأخيرة من شهر شعبان الإكثار من الاستغفار، والخروج من مظالم الناس وأداء حقوقهم، والتقرّب إلى الله تعالى بالأعمال الحسنة.. فالله جلّ شأنه يغفر لكثير من عباده المؤمنين في العشرة الأخيرة من هذا الشهر احتراماً لشهر الصيام.
• آخر جمعة: فيها دخل أبو الصَّلت الهَرويّ على الإمام الرضا صلوات الله عليه، فقال له: يا أبا الصلت، إنّ شعبان قد مضى أكثرُه، وهذا آخِرُ جُمعةٍ فيه، فتدارك فيما بقيَ تقصيرَك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يَعنيك، وأكثِرْ من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن. وتُب إلى الله من ذنوبك؛ لِيُقْبلَ شهرُ رمضان إليك وأنت مخلصٌ لله عزّوجلّ، ولا تَدَعنّ أمانةً في عنقك إلاّ أدّيتها، ولا في قلبِك حقداً على مؤمنٍ إلاّ نَزَعتَه، ولا ذَنباً أنت مُرتكبه إلاّ أقلَعتَ عنه. واتّق اللهَ وتوكّلْ عليه في سِرّ أمرك وعلانيتك، ومَن يتوكّلْ على اللهِ فهُوَ حسبُه، إنّ اللهَ بالغُ أمرِه، قد جَعَلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قَدْرا. وأكثِرْ من أن تقول في ما بقي من هذا الشهر:
( اللهمّ إن لم تكن غَفَرت لنا فيما مضى من شعبان، فاغفِرْ لنا فيما بقيَ منه )، فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحُرمة هذا الشهر.
فالجمعة الأخيرة ـ أيّها الإخوة ـ من المواقف الشريفة في منازل شهر شعبان، والمحطّة التي ينبغي أن يكون فيها توقّف متأمّل واستجماعٌ جادّ لاستقبال شهر الله الأعظم. وقد خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان فقال بعد الحمد والثناء على الله: أيُّها الناس، إنّه قد أظلّكم شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، وهو شهر رمضان...
وفي رواية أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه صلّى الله عليه وآله خطب قائلاً: أيُّها الناس، إنّه قد أقبل إليكم شهرُ الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهرٌ هو عند الله أفضلُ الشهور، وأيّامه أفضلُ الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات. هو شهر دُعيتُم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسُكم فيه تسبيح، ونومُكم فيه عبادة، وعملُكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب...
وفي رواية ثالثة، خطب صلّى الله عليه وآله فقال: أيّها الناس، قد أظلّكم شهرٌ عظيم، شهرٌ مبارك، شهر فيه ليلةٌ العملُ فيها خير من ألف شهر... هو شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخرُه عتقٌ من النار...
ويبدأ التهيّؤ للشهر الكريم شهر الله، من أواخر شهر شعبان.. إلى:
• الليلة الأخيرة: حيث في أعمالها تفصيل الاستعداد لدخول ضيافة الله جلّ وعلا. وفيها يُقرأ هذا الدعاء كما يُقرأ في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، وكان الإمام الصادق عليه السّلام يدعو به:
اللهمّ إنّ هذا الشهر المبارك الذي أُنزِل فيه القرآن، وجُعل هدىً للناس وبيّناتٍ من الهُدى والفُرقان قد حضر، فسَلِّمْنا فيه وسَلِّمْه لنا، وتسلَّمْه منّا، في يُسرٍ منك وعافية.. يا مَن أخذَ القليلَ وشكرَ الكثير، إقبَلْ منّي اليسير. اللهمّ إنّي أسألك أن تجعلَ لي إلى كلِّ خيرٍ سبيلاً، ومِن كلِّ ما لا تُحبّ مانعاً، يا أرحم الراحمين...
حتّى ينتهي بهذه العبارات الشريفة: فكُنْ علينا بالفضل جَوادا، وبالخير عَوّادا، يا أرحمَ الراحمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله صلاةً دائمةً لا تُحصى ولا تُعدّ ولا يقْدِرُ قَدْرَها غيرُك يا أرحمَ الراحمين.
نسأله تعالى كلَّ توفيق وقبول لكلّ المؤمنين العابدين، كما نسألهم الدعاء لنا ولكلّ أصحاب الحوائج والمضطرّين والمبتلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وأزكى الصلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهِ الهداة المهديّين.