المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفوله بالمزاد شعر معاذ الجنيد


عبدالله الجنيد
17-02-2012, 09:27 PM
طفوله بالمزاد شعر معاذ الجنيد

أضاعوا صِبا عُمري ولون بهائي *** وبِِسمكَ يا ربّي حُرمتُ هنائي





وداسوا على حلمي البريء وعالمي *** الطفوليِّ واتهموا بذاكَ قضائي



أأُظلمُ يا أمي وأنتِ عليمةٌ *** وتسودُّ أيامي وأنتِ ضيائي



وأُتركُ في عمرٍ أرى فيه حاجتي *** لأمي تضاهي حاجتي لهوائي



أيُقطفنَ أزهاري وهُنَّ براعم ٌ؟ *** أيبصقني بالداء ثغرُ دوائي



تضاءلَ لونيِ قبل لون ملابسي *** وباليةً أصبحتُ قبل حِذائي



صغيرة أهلي كنتُ يا دهرُ ما جرى *** بأهلي فباعوني على الغرباءِ



أنا طفلةٌ تحيا بغير طفولةٍ *** ضحية تاريخٍ من الأخطاءِ



حياتي عذابٌ في عذابٍ وقصتي *** نسيجٌ من الأهوال والأرزاء



تزوجني وحشٌ فويح صغيرةٍ *** تُصارع مثلي الموتَ وهي ترائي



فلا والدي يدري بحجم مصيبتي *** ولا سَمعتْ أمي الحنونُ ندائي



ولا منْ يُنادي لاتخافي وتحزني *** وما من سريٍّ غير فيض بكائي





أحنُّ لحضنٍ دافئٍ كي يضمني *** فيلتفُّ حولي إخطبوطُ عنائي



كأنَّ لظى الإسفلت ذات ظهيرةٍ *** سريري .. وجدران السجون رِدائي



كأنَّ الليالي حين زارت نوافذي *** بشُبَّاكها صُلِبتْ فطالَ مسائي





أُفتشُ عن فجري كفاقدة ابنها *** وأجري من الظلماء للظلماء



وأبحثُ عن كُرَّاستي وحقيبتي *** وعن لُعبة الأرقامِ والأسماءِ



أفتش حتى عن سراب وراءه *** سأوهِمُ نفسي أن ذلك مائي



ودُبِّي الصغير الكانَ يغفو بجانبي *** وأُصغي لِما يحكيه بالإيماءِ



لِدُبٍّ حقيقيِّ تحوَّلَ مُرعباً *** يُطاردني في الصحو والإغفاءِ



وأصبحَ ثوبي المدرسيُّ عباءةً *** تلفُّ مآسي الدهر تحت غِطائي



أنا طفلةُ الآلام منزوعة الصبا *** وكفَّةُ ماءٍ قد أضعتُ إنائي



تُباشرني الحسراتُ كل عشيةٍ *** فأصحو من الإغماء للإغماءِ



ويمتصُّني الصمتُ المُريعُ تساؤلاً *** كزوبعةٍ تسعى إلى إلغائي



كأني بحمل الحزن أُخفي فضيحةً *** أواريه مثل الطفل في أحشائي



فأضحكُ إمَّا صِنعةً أو تكلفاً *** وأبكي ودمعي شاعرٌ تِلقائي



كسنبلةٍ بالهمِّ مُثقلةٌ أنا *** فللناس ما أُعطي ولي إعيائي



وفي الحائط الشرقيِّ معروضةٌ أنا *** لكل جبانٍ راغبٍ بشرائي



تحالفَ قومٌ لاغتيال براءتي *** ووُظِّف دِينٌ لاغتصاب نقائي



فنفسي على نفسي تموتُ توجعاً *** وتحزنُ أشيائي على أشيائي



جميع الأيادي رتَّبت لانتكاستي *** وظلماً أباحتْ للذئاب دمائي



وألقتْ بسرداب الزمان قضيتي *** وحرَّضتْ الآتي على إقصائي



فهل وقفَ الإسلامُ ضِدَّ طفولتي ؟ *** وماتَ بباب الله صوتُ رجائي



تزوجني ظلماً أتُمنح طفلةٌ *** لغولٍ يُبعثرها إلى أشلاءِ



أما كنتُ أُدعى قُرَّة العين يا أبي ؟ *** بذُلِّي تقرُّ العينُ أم بعنائي ؟





أبي..إنَّ فاتحةً بعقدي قرأتهَا *** أظُنها لا تُلقى على الأحياءِ



فها أنت ذا من بعد عرسي تعيدها *** لروحي وتتلوها بيوم عزائي



وما خِلتُ أني قد أواجه ليلةً *** بها يشتكي الأبناءُ بالآباء



تعطَّلت الأيامُ قبل انقضائها *** وعقد نِكاحي كان عقد فنائي

علي عبد الرزاق
17-02-2012, 09:53 PM
جميل جدا اخي

ابو ياسر الكعبي
17-02-2012, 11:53 PM
المبدع
الجنيد
لافض فوك
لقد اخذتنا الى اطهر قلب واوسع صدر

بانتظار جديدك
ومرحبا بك ايها الكريم

في الروحْ تَسكنْ
18-02-2012, 08:10 AM
فلا والدي يدري بحجم مصيبتي *** ولا سَمعتْ أمي الحنونُ ندائي


أي معنى يسكنُ أحشائك ياسطر .. نقلُ موفق

الناقد
18-02-2012, 02:12 PM
عبد الله الجنيد
ما نقلته كان رائعا....
فكل شيء اصبح الان في المزاد
لله درك ... وفقت فيما نقلت

الروح
19-02-2012, 11:24 AM
أيُقطفنَ أزهاري وهُنَّ براعم ٌ؟ *** أيبصقني بالداء ثغرُ دوائي


ذقتُ هذا الحرف حتى لفظني حرفي ..!
نقلٌ موفق للغاية
اللهُمّ امسح بكفِ رحمتك
على رؤوس الأيتام وعلى القلوب المنكسرة

دمت بود