*الياسري*
20-02-2012, 03:07 PM
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-446a77b076.jpg
تصبح على خير يا أبتي..
الأب : وأنتِ من أهل الخير يا ابنتي..
قبلت رأس والدها ثم توجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها..
لابد أن تنام لتستيقظ باكرا لتذهب إلى المدرسة.. أغلقت الضوء و توجهت إلى سريرها الصغير وغطت نفسها جيدا.. ما أن أغمضت عيونها حتى سمعت صوتاً مصدره النافذة.. نظرت إلى النافذة بعين قلقة ولكنها لم تر أي شيء وعند ما ظهرت بوادر الارتياح على وجهها ظهر الصوت مرةً أخرى فغطّت وجهها بيديها.. ثم لما اختفى الصوت فتحت وجهها و أزالت الغطاء عن جسمها الصغير وتوجهت إلى النافذة و فتحتها وهي تستعد لما قد يواجهها بعد ثواني.. عالجت مفتاح النافذة و فتحتها لينساب الهواء الرطب يداعب خصلات شعرها الناعم و خدها المتورد الجميل و يمنحها مزيداً من الانتعاش و الهدوء.. جلست تتأمل النجوم و تراقب تلك الأشجار الصغيرة التي ترقص طربا ًمع هذا المنظر البديع.. لفت انتباهها شيء غريب.. هناك كرة بيضاء كبيره لا تتحرك.. لابد أن ابن جارهم الصغير المشاكس هو من ركلها بقوه فتعلقت هكذا..!!
جلست تتأمل تلك الكرة و بعد تردد قررت التحدث معها..
نور : مساء الخير..
انتظرت لدقائق لكن الكرة لم تجب عليها..
نور : لابد أنك متعبه لأنك تجلسين هنا منذ فترة طويلة .
لم تُظهر الكرة أي حركة تدل على أنها سمعت ما تقوله نور..
لم تمل نور من الانتظار لكنها عندما سمعت صوت والدتها تصعد الدرج أغلقت النافذة سريعا ًلكي لا توبخها والدتها لبقائها حتى هذا الوقت المتأخر..
في الصباح الباكر استيقظت نور و توجهت لدورة المياه و نظفت أسنانها و توضأت ثم قامت لتصلي.. لقد تربت على ذلك منذ صغرها و تعلم أنها لن تنال التوفيق من الله عز و جل حتى تؤدي ما كتبه عليها من واجبات.. ارتدت ملابسها بهدوء و أخذت حقيبتها الصغيرة ثم ذهبت لتفطر مع والديها و أخوتها شيماء و نادر .
بعد وجبة الإفطار الهادئة الذي زينته تلك العلاقة العائلية الحميمة، أوصل محمود أبنائه إلى المدرسة و قال لنور و هي تخرج من السيارة .
محمود : ألم تنسي أي شيءٍ يا نور ؟؟
نور : لا.. مع السلامة .
خرجت تركض لتلحق بزميلاتها في الصف و في وجهها براءة الطفولة و حب الحياة .
جلست في مكانها المعتاد كل يوم لكن هناك شيء غريب.. مرت الحصة الأولى و لم تحضر مريم صديقتها المقربة.. ذهبت إلى معلمتها و سألتها عن سبب غياب زميلتها مريم فقالت المعلمة إنها لا تعلم شيئاً و أنها ستتصل بوالدتها بعد انتهاء الحصة..
بدا الوجوم والقلق على وجه الصغيرة و هي تعود إلى مكانها.. لم تُعر ذلك الدرس اهتمامها لأنها كانت منشغلة البال على صديقتها مريم وانتهى اليوم وعادت نور إلى البيت و انقضى يومها وهي تفكر في صديقتها مريم .
في مساء ذلك اليوم ذهبت نور لتخلد إلى النوم و لكن طرأ على بالها شيءٌ ما.. لما لا تذهب و تفتح النافذة و تنظر إلى تلك الكره لعلها تعرف سبب غياب مريم عن المدرسة.. فتحت النافذة و نظرت إلى الكرة وهي ترسم على شفتيها ابتسامة جميلة..
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0d20f5d460.jpg
نور : مساء الخير..
لم تجب عليها الكرة كعادتها..
نور : بما أنك متعبه لما لا تخلدين إلى النوم؟؟.. لابد أنك متعبه..
نور : هل تستطيعين التحدث معي؟؟!!.. أنت لا تستطيعين التحدث لكنك قادرة على سماع حديثي أليس كذلك؟؟
كانت نور بحاجة إلى من يستمع إليها و تخبره عما يشغل بالها و يُقلق منامها..
نور : سوف أخبرك بما حدث اليوم.. لم تحضر مريم إلى المدرسة.. أمي تقول أنها قد تكون مريضة و أنها سوف تحضر غداً.. لكنني غير مصدقه لأنها لم تكن تعاني من شيء عندما التقيتها في اليوم السابق.. هل تعلمين أين ذهبت؟؟.. لا تعلمين مقدار حبي لمريم فهي صديقتي منذ زمن بعيد.. في الأسبوع الفائت أعطتني قلمها الرصاص لأكتب به بعد أن كسرت قلمي.. و منذ يومين قاسمتها الحلوى التي تصنعها جدتي.. سأدعو الله أن يعيدها سالمة.. حقاً؟؟؟!!!!… هل ستدعين معي؟؟.. سوف تكون مريم ممتنة إذا علمت بذلك.. أشكرك.. تصبحين على خير.
نامت نور بعد أن تحدثت مع الكرة و استيقظت في اليوم التالي كعادتها لاشيء مختلف سوى أنها متشوقة للذهاب إلى المدرسة لترى صديقتها مريم.. وكانت فرحتها لا توصف وهي ترى مريم بصحبة والدتها التي جاءت لتبين سبب عدم حضور ابنتها في اليوم السابق..
طوال اليوم كانت تلك الكرة الصغيرة هي ما يشغل بال نور طوال الوقت.. كانت تنتظر أن يأتي الليل و يذهب الجميع إلى النوم و تقوم هي لتفتح نافذتها و تشكر تلك الكرة لأنها دعت الله معها أن تعود مريم سالمة..!!
أغلقت باب غرفتها و ذهبت نحو النافذة و عالجت القفل بيدها الصغيرة و نظرت إلى الكرة و منحتها أجمل ابتسامة..
نور : اسمي نور.. ما اسمك ؟؟!
نور : منذ اليوم ستكونين صديقتي.. و سأمنحك لعبتي الصغيرة عربوناً لصداقتنا.. سأمنحك إياها لكن بشرط أن تحافظي عليها وأن لا تعطيها لابنة جارتنا أسماء.. لقد استعارت لعبتي ذات مره و لم تعدها حتى الآن وعندما سألتها قالت أنها أضاعتها.. لكنني لست غاضبة منها لأنها صديقتي.. تقول أختي أن الكبار لا يلعبون و لكني عندما أكبر سأحضر الكثير من الألعاب لي و لمريم و لأسماء.. و لك أيضا.. فأنتِ صديقتي منذ اليوم..
ذهبت إلى خزانتها وعادت و هي تحمل دمية صغيرة و وضعتها على حافة النافذة ثم ابتسمت مرة أخرى و أغلقت النافذة.. و كانت الدمية من نصيب الهواء الذي طار بها عاليا حيث لا نهاية..!!
كانت نور سعيدة جداً بصديقتها أو صديقها الجديد.. لم يهمها جنسه أو شكله أو عدم حبه للحديث.. كانت تنتظر أن يأتي الليل لكي تتحدث معه عما حدث لها خلال اليوم.. تخبره بمستجدات الأحداث و تنقل له أخبار صديقاتها الصغار.. و كان يرد عليها بأبلغ لغات العالم.. لغة الصمت..!!
نور : تقول هند أنني قصيرة..!! هل أنا قصيرة؟؟.. إنها غبية حمقاء لها أنف مستدير ككرة المضرب و شعرها أجعد كذلك.. أعتقد أن والدتها تقضي معظم وقتها في تصفيفه.. تقول والدتي إن لم أعتني بشعري و بنظافته فسيصبح مثل شعر هند عندما أكبر.. هل هذا صحيح..؟؟ جدتي تقول أنني لن أصبح كبيرة إذا لم أشرب الحليب.. أنا لا أحب الحليب لأن له طعماً يشبه.. مممممممممم.. لا أعلم.. لكن ماذا عنك أنت.. هل تشرب الحليب؟؟.. أووه.. أعذرني.. لقد نسيت أنك لا تأكل و لا تشرب قط.. فمنذ أن رأيتك و أنت على هذه الحالة.. أبي يقول أن الإنسان عندما لا يتحرك كثيرا يصاب بالخمول.. هل ذلك صحيح؟؟.. لقد ذهب مع أخي الصغير نادر إلى النادي و تحدث مع المدرب لينتظم نادر في النادي و عندما أردت منه أن يأخذني معه قال أنه يتوجب علي البقاء في المنزل و أن النادي لا يذهبه سوى الرجال.. هل ذلك صحيح؟؟.. إن أخي نادر مهووس بالكره و يجمع ملصقات و صور اللاعبين و يضعها في غرفته و يقول أنه يتمنى أن يصبح ذات يوم لاعب كرة مشهور.. أما أنا فأتمنى أن أكون طبيبة لأساعد المرضى.. لقد سخرت مني أختي شيماء عندما أخبرتها بذلك.. تقول أمي أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الجهد و المذاكرة المضنية و أنا لا أحب ذلك.. أريد أن أصبح طبيبة بدون أن أدرس كثيراً.. نسيت أن أخبرك بما حدث اليوم.. لقد أخبرنا والدي بأنه سيصطحبنا غداً في يوم عطلتنا إلى المزرعة.. في مزرعتنا شجرة لوز كبيرة ألعب تحتها مع أخي الصغير نادر.. و بها أيضا الكثير من الدجاج التي تضع البيض.. و بها أيضا.. سكتت ثم استدركت حزينة.. لكنني لست سعيدة لأنني لن أستطيع أن أراك غداً.. أعلم أنك غاضب و لكن ليس هناك ما يمكنني فعله.. سوف أشتاق إليك كثيراً يا صديقي العزيز.. وداعاً..
لوّحت بيدها لصديقها الصامت ثم أوت إلى فراشها.. في الصباح الباكر كان الجميع يستعد للذهاب وعلى وجوههم تعلو ابتسامة الفرح إلا نور.. كانت تعلو على وجهها سحابة حزن بالرغم من محاولتها إخفاء ذلك.. لم تلعب كعادتها في كل مرة يحضرون فيها إلى هنا.. لم تذهب لتطمئن على دجاجاتها و لم تلعب مع نادر تحت شجرة اللوز.. لم يلاحظ أحد ذلك لأنها حاولت جاهدة إخفاء سر صديقها الجديد عن الجميع..
سوف تصنع له قلادة جميله لتهديها له في الغد تعبيراً عن مدى أسفها لعدم جلوسها معه.. و سوف تخبره بأنها اشتاقت إليه كثيراً..
عندما حان الليل قام والد نور بجمع القليل من الحطب و أشعل النار ليجتمع الكل حولها يتسامرون.. لم تقل نور أي شيء.. فقط كانت تنظر إلى الحطب و هو يحترق.. نظرت إلى السماء و الشوق يحدو بها إلى نافذة غرفتها الصغيرة.. و لكن يا للعجب..!! أنه هنا.. لقد حضر من أجلها.. لابد أنه يحبها كثيرا ليتحمل عبء الحضور إلى هنا.. تسللت بهدوء و جلست تحت شجرة اللوز في فرحة غامرة..
نور : لابد أنك كنت تراقبني طوال اليوم و تعلم كم كنت مشتاقة إليك.. لابد أنك تعلم أيضا أنني صنعت لك هذه القلادة و أخرجتها من جيبها.. لماذا لم تقل لي مسبقا أنك تعلم كل شيء؟؟.. تحدثت معه كثيرا و لكن الجدة افتقدت حفيدتها الصغيرة و عندما ذهبت لتبحث عنها وجدتها تحت شجرة اللوز.. لم تشأ أن تقطع حديثها فتركتها و جلست تستمع إليها.. أما نور فلم تكن تشعر بشيء سوى صديقها لدرجة أنها نامت و هي تتحدث معه.. لكنها عندما استيقظت في الصباح الباكر وجدت نفسها في غرفتها و أشعة الشمس تداعب عينيها.. في عصر ذلك اليوم جمعت العائلة أمتعتهم ليعودوا إلى أعمالهم و دروسهم و هم أكثر قدرةً على البذل و العطاء بعد هذه الإجازة الجميلة لكن نور كانت أسعدهم لأنها تأكدت الآن من حب صديقها لها..!!!
مرت الأيام سريعة لا فرق بينها سوى أنه في كل يوم يزداد حبها و شوقها و تعلقها بصديقها الذي يرافقها في كل مكان تذهب إليه.. حبها لصديقها الجديد كان حباً من نوع آخر لم تخبر به أحداً.. كانت تشتاق إليه بعد أن تغلق النافذة مباشرة..!! و ترتب ما ستقوله له في اليوم التالي منذ أن تعود إلى فراشها لكن ما أن تراه حتى تنسى كل شيء من فرحتها لرؤيته.. كان لا يتأخر عن موعده أبداً في كل ليلة.. يحضر قبلها و يذهب بعدها و يتبعها أينما ذهبت كأنما وجِد ليكون لها.. و لها وحدها..
ذهبت أم نور مع نور لزيارة جارتها أم أسماء و دار بين أسماء و نور الحوار التالي..
أسماء : هل رأيتِ لعبتي الجديدة التي أحضرها لي والدي؟؟
نور : نعم.. لقد رأيتها.
أسماء : يقول والدي أن نجحت في هذا العام سيحضر لي لعبة أخرى.
نور : نعم..
أسماء : نور..!! ماذا بكِ؟؟.. فمنذ أن حضرت إلى هنا و أنت قليلة الكلام!!
نور : لا شيء.. لا شيء..
أسماء : لا تستطيعين أن تخفي شيئاً عني.. هيا أخبريني بسرعة.
تحت إصرار أسماء أخبرتها نور عن صديقها الجديد الذي تسامره كل ليلة لكنها فوجئت بكلام أسماء الذي نزل عليها كالصاعقة..
أسماء : هل تقصدين القمر؟؟.. إنني أراه كل يوم..
نور : لا.. لا.. فهو لا يتحدث إلا معي أنا ..
أسماء : لا تكوني غبية.. تعالي معي.. سوف أريكِ إياه..
لم تصدق نور كلام أسماء حتى رأت القمر بأم عينها.. لقد كانت صدمة قوية لنور.. حاولت أن تكون قويه وأن لا تبكي ولكنها ما أن دخلت غرفتها حتى أجهشت بالبكاء.. كانت جدتها تستمع إلى حديثها مع القمر يومياً و لكنها اليوم سمعت صوت بكائها فدخلت إليها مسرعة..
قالت الجدة و هي تمسح على شعر حفيدتها : ما بكِ يا عزيزتي؟؟؟؟!!!
نور : لا شيء..
الجدة : لا أصدق.. و لما كل هذا البكاء ؟؟
نور : لاشيء.. إني متعبة فقط و أريد أن أنام..
خرجت الجدة من غرفة حفيدتها و هي تعلم أن الأيام ستنبأ عما يدور بخلد حفيدتها الغالية.. في الأيام التالية تغيرت نور كثيرا و اختفت من محياها ابتسامتها الدائمة.. لم تعد تتحدث مع القمر.. كانت غاضبة منه و مشتاقة إليه.. تدنى مستواها الدراسي بشكل ملحوظ و عرفت جدتها أن للقمر صلة بما حدث لأنها أصبحت تفتقد حديث نور مع القمر..
دخلت الجدة على حفيدتها لتجدها ترسم ورقة شجرة قد تدلت لتنفصل عن الشجرة معبرة عن الخريف.. رسمتها في كراستها الصغيرة.. كانت لوحة تعبر عن ما في قلبها..
الجدة : ماذا تفعلين يا نور؟؟
نور : أرسم..
في محاولة للفت انتباه نور اتجهت الجدة نحو النافذة و فتحتها و نظرت إلى السماء : إن الجو جميل جداً هذا المساء.
لم تنظر إليها نور و اكتفت بالنظر إلى كراستها..
الجدة : أن نجحت هذه السنة سأحضر لك ما تريدين من الهدايا .
نظرت نور إلى جدتها و القمر يظهر من خلف جدتها و قالت بعد تردد:
نور : أريد القمر.. أريد منك أن تحضري هذا القمر لي.. لي وحدي .
الجدة بعد تفكير : مممم.. حسنا.. سأحضر لك القمر.
لم تصدق نور وغمرتها الفرحة : حقاً؟؟؟
اقتربت الجدة من نور و همست في أذنها : هل تعتقدين أني لا أستطيع أن أفعل ذلك ؟؟
نور : لكنه بعيد.. بعيد جداً.. ستحتاجين إلى الكثير من الوقت و الجهد لإحضاره..
ابتسمت الجدة : إذن على كل منا أن يبذل جهده في تحقيق ما وعد به.. ستجتهدين في دراستك وأنا سأذهب لأحضر لك القمر..
قفزت نور لتحضن جدتها في فرحة غامرة و الأرض لا تكاد تحملها من الفرحة.. و دخلت عليهم والدة نور التي كانت تستمع لما يحدث من خلف الباب..
أم نور بابتسامة : هيا يا نور.. لقد حان وقت النوم..
نور : حسنا أمي.. تصبحين على خير .
الجدة : نور.. لا تنسي أن تفي بوعدك..
نور بثقة : سأفعل.
في نفس الليلة و ببراءة الأطفال أخبرت نور القمر بعد أن كانت غاضبة منه بأن جدتها ستحضره لها وأنها لن تغضب منه ثانية طالما أنه سيكون لها.. و لها وحدها..!!
عادت علاقة نور بالقمر أكثر قوة مما كانت عليه ..
نور : عندما تصبح لي لن أدعك تتحدث مع أحد غيري!!.. و لن أدعك تذهب إلى أي مكان!!.. و سوف أطلب من أبي أن يحضر لي سريراً كبيراً يسعنا نحن الاثنين!!.. أم أنك لا تريد أن تنام معي لأنني أتقلب كثيراً..؟؟ شيماء تقول أنني أتقلب كثيراً و أنا نائمة و لكنني لا أعلم لأني أكون نائمة حينها..!! سأجعل النافذة مفتوحة لتخبرني غداً هل أتقلب كثيراً أم لا.. جدتي تقول أن بإمكانها أن تحضرك لي.. هل ذلك صحيح؟؟.. لابد أنها تستطيع لأن أمي تقول أن جدتي أحضرت أبي!!.. فإذا كانت قد أحضرت أبي فهل ستعجز عن إحضارك؟؟!!.. جدتي تعلم كل شيء فهي تعلم ماذا نفعل دون أن يخبرها أحد بذلك.. تقول أمي أن لها طيراَ أخضراَ ينبئها بكل شيء لكني لم أره يوما من الأيام.. لابد أنها تملك قدرات خارقه أليس كذلك..؟؟ أيها القمر.. سأطلب منك طلباَ.. لا تتحدث مع أحد غيري.. اتفقنا..؟؟ لأنك صديقي أنا فقط و أنا من وجدتك في المرة الأولى و لي الحق في ذلك أليس كذلك؟؟ أن لم تتحدث مع أحد غيري إلى حين أن تصبح لي وحدي فسأمنحك ما تشاء.. اتفقنا..؟؟ أسماء تقول أنك لا تسمعني.. يا لها من غبية فهي لا تعلم أنني أتحدث معك يومياً وأني أخبرك بكل شيء.. و تقول أنك لا تتحدث أبداً فهل ذلك صحيح؟؟.. هل تعلم.. أنا سعيدة لأنك لا تتحدث حتى لا تستطيع التحدث مع أحد غيري..!!
في اليوم التالي لم تلعب نور مع رفيقاتها.. كانت تذاكر فقط.. لم تكن تحب المذاكرة لكنها و لأجل الحصول على صديقها ستفعل أي شيء.. حتى لو اضطرت لقراءة الكتاب عدة مرات في ليلة واحدة..
نور : هل تعلم أيها القمر.. سأجتهد في دروسي فقط لأحصل عليك.. و ما أن أحصل عليك فلن أذاكر أبداً.. لكن لا تخبر أحداً فهم لا يعلمون بذلك.. لم يبقَ على الامتحانات سوى أسبوعين أحصل عليك بعدها.. لا تعلم مدى سعادتي بذلك.. سنعلب تحت شجرة اللوز و سأمنحك إحدى دجاجاتي فلدي الكثير منها.. لن أمنحك واحده بل سأمنحك اثنتين.. لا، لا.. سنقتسم الدجاجات بيننا بالعدل.. جميع ما أملك من الألعاب سنقتسمه معاً.. ما رأيك؟؟.. لابد أنك سعيد بسماع ذلك فلدي الكثير من الألعاب والهدايا.. هل تعلم أيها القمر.. بعد أسبوع سيكون عيد ميلادي السابع.. سأكون سعيدة جداً إن حضرت في ذلك اليوم.. طأطأت رأسها بحزن.. أعلم أنك ربما قد لا تستطيع الحضور.. لكنني سأنتظرك يا صديقي.. وداعا..
في الأيام القادمة لم تهتم نور بأي شيء سوى مذاكرتها.. و في يوم عيد ميلادها و بعد أن أطفأت الشموع أهداها والدها علبة ألوان و أهدتها أمها أسورة جميلة و أهدتها شيماء دميتها التي طالما حلمت نور بامتلاكها و أهداها نادر إحدى الملصقات التي تحمل صورة لاعبه المفضل.. لكن الجدة لم تكن موجودة..
نور : أين جدتي ؟؟
الأب : أنتِ تعلمين أنها تنام باكراً.. لكنها ستعطيك هديتك غداً بإذن الله ..
كانت نور تريد أن تذهب إلى القمر ليشاركها فرحتها و لتقدم له قطعة من الحلوى التي صنعتها لها والدتها بتلك المناسبة.. و في طريق صعودها الدرج ارتطمت بجدتها العجوز..
نور بحرج : آسفة جدتي..
كانت الجدة تعلم أنها ذاهبة للقمر و كانت قد أعدت لها مفاجأة هناك..
الجدة : لا بأس يا عزيزتي.. خذي هذه..
مدت الجدة يديها وأعطتها عقداً جميلاً..
الجدة : عيد ميلاد سعيد يا ابنتي..
تعلقت نور بعنق جدتها و حضنتها بقوة..
أم نور : لا تتعبي جدتك يا نور.. لقد حان وقت ذهابك إلى غرفتك..
الجدة : لا بأس.. عيد ميلاد سعيد يا نور..
نور : شكرا.. تصبحين على خير..
دخلت نور غرفتها و بها لهفة شديدة لصديقها القمر.. وما أن فتحت النافذة حتى بهرت بما رأته.. لقد كان القمر بدراً في أبهى حلة رأته فيها.. نظرت إليه و في قلبها سعادة غامرة..
نور : لابد أنك فعلت هذا لأجلي.. أليس كذلك؟؟ أحبك جداً أيها القمر.. لم يبقَ على الامتحانات سوى أسبوع.. تكون بعدها معي.. سنلعب جميع الألعاب المسلية.. هل تعلم؟؟.. لقد تأخر الوقت جداً.. سأراك لاحقاً صديقي العزيز..
ما أن همّت بإغلاق النافذة حتى رأت كرة صغيرة عند حافة النافذة.. و ما أن لمست الكرة حتى أضاءت بعدة ألوان جميلة.. أمسكت نور بالكرة و نظرت إلى القمر..
نور : هل أحضرت هذه من أجلي؟؟؟؟!!!!
نور : أحبــــــــــك جداً.. قبلت يدها الصغيرة ثم أغلقتها كأنها تحمل شيء ما و رمته إلى القمر..
نور بابتسامة جميلة خجولة : هذه القبلة لك.. وداعاً..
أغلقت النافذة و هي تحمل في قلبها حباً ليس له حدود لهذا الصديق الجديد الذي ملأ حياتها..
أم نور بعتب : ما كان عليك أن تفعلي ذلك يا خالتي..
الجدة : لا تخافي يا ابنتي.. أعلم جيدا ماذا أفعل.. فقط لا تحاولي يوماً أن تجعلي أطفالك يتوقفون عن الحلم والأمل..
أم نور : أخاف أن تصبح نور انطوائية.. لقد كـ ..
قاطعتها الجدة : نور بنت ذكيه.. لا تخافي عليها ..
قاطعهم الأب : لقد تأخر الوقت و لابد أن نخلد إلى النوم..
خبأت نور الكرة حتى لا يراها أحد و يسألها عن مصدرها.. لن يشاركها فيها أحد أبداً وسوف لن تعيرها أحد أبداً ..
مضى الأسبوع الأخير ثقيلاً جداً على نور.. تريد أن تغمض عينها و تفتحها ليكون القمر أمامها.. تلعب معه و تقاسمه ألعابها و تصطحبه معها إلى مزرعتهم و تلعب معه تحت شجرة اللوز و عندما يأخذ منهم التعب مأخذه يستلقون على أرض مزرعتهم و يجعلون منها بساطاً و يلتحفون السماء..!!
في كل ليله تسهر فيها نور مع القمر ستخبره ماذا سيفعلون.. سيكونون أسعد اثنين على وجه هذه الأرض.. تستيقظ نور وهي تحلم بالقمر و تنام وهي تحلم به..
انتهت الأيام.. و جاء وقت الحصاد، حصدت نور أعلى الدرجات في جميع المواد بشكل فاجأ الجميع.. عادت إلى منزلها و هي تكاد تمشي على الهواء لفرط فرحتها.. لم تذهب إلى غرفة جدتها مباشرة بل ذهبت إلى غرفتها و ارتدت أحلى ملابسها لتظهر في أبهى حلة لها ثم خرجت من غرفتها و ذهبت إلى غرفة جدتها مباشرة قبل أبويها.. دقت الباب و لم تنتظر لتسمع الإذن بالدخول بل فتحت الباب و دخلت بكل قوتها لكنها توقفت فجأة.. كانت جدتها مستلقية على السرير و بجانبها والدتها و جارتهم أم أسماء و بعض القريبات.. كانت جدتها تأشر بيدها لها لتقترب و هي تبتسم.. ابتسمت نور و همّت بالاقتراب لكن صوت والدتها أوقفها ..
أم نور : نور.. أخرجي و أغلقي الباب خلفك..
احتجت نور : لكن جدتي..
أم أسماء : نور.. كوني مؤدبة و استمعي لحديث والدتك..
نظرت نور إلى جدتها التي لا تزال تبتسم لها و تمد يدها لكنها و أمام نظرات أمها الصارمة خرجت وأغلقت الباب خلفها..
جلست في غرفتها جامدة لا تتحرك.. ملامحها بين الخوف و الرجاء.. سمعت أصوات أناس في الخارج فخرجت لتعرف ماذا حصل..
دخلت غرفة جدتها و لكنها لم تجدها على سريرها كما اعتادت ذلك..
نور : أمي.. أين جدتي؟؟!! لقد وعدتني ..
سكتت أم نور ثم تابعت من بين دموعها بهدوء : لقد ذهبت جدتك.. لتحضر لك القمر..
انسابت الدموع رقيقة على خدها الجميل بالرغم من الابتسامة التي تطغى على وجهها الذي زاده جمالاً مسحة من براءة الطفولة و سمعت صوتاً من خلفها يقول..
- دكتورة نور.. خطيبك عبدالله بالأسفل.. يود رؤيتك..
ابتسمت نور لأخيها نادر بخجل : سأكون في الأسفل خلال دقائق..
نادر بابتسامه : لا تتأخري فالدكتور عبدالله لن ينتظر طويلا..
ابتسمت نور و منحت القمر نظرة أخيرة ثم قبلت يدها و أغلقتها و رمت بها إلى القمر..
نور بصوت أقرب للهمس : سأعود قريبا..وداعــــــاًً..
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-515749d1ec.jpg
تصبح على خير يا أبتي..
الأب : وأنتِ من أهل الخير يا ابنتي..
قبلت رأس والدها ثم توجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها..
لابد أن تنام لتستيقظ باكرا لتذهب إلى المدرسة.. أغلقت الضوء و توجهت إلى سريرها الصغير وغطت نفسها جيدا.. ما أن أغمضت عيونها حتى سمعت صوتاً مصدره النافذة.. نظرت إلى النافذة بعين قلقة ولكنها لم تر أي شيء وعند ما ظهرت بوادر الارتياح على وجهها ظهر الصوت مرةً أخرى فغطّت وجهها بيديها.. ثم لما اختفى الصوت فتحت وجهها و أزالت الغطاء عن جسمها الصغير وتوجهت إلى النافذة و فتحتها وهي تستعد لما قد يواجهها بعد ثواني.. عالجت مفتاح النافذة و فتحتها لينساب الهواء الرطب يداعب خصلات شعرها الناعم و خدها المتورد الجميل و يمنحها مزيداً من الانتعاش و الهدوء.. جلست تتأمل النجوم و تراقب تلك الأشجار الصغيرة التي ترقص طربا ًمع هذا المنظر البديع.. لفت انتباهها شيء غريب.. هناك كرة بيضاء كبيره لا تتحرك.. لابد أن ابن جارهم الصغير المشاكس هو من ركلها بقوه فتعلقت هكذا..!!
جلست تتأمل تلك الكرة و بعد تردد قررت التحدث معها..
نور : مساء الخير..
انتظرت لدقائق لكن الكرة لم تجب عليها..
نور : لابد أنك متعبه لأنك تجلسين هنا منذ فترة طويلة .
لم تُظهر الكرة أي حركة تدل على أنها سمعت ما تقوله نور..
لم تمل نور من الانتظار لكنها عندما سمعت صوت والدتها تصعد الدرج أغلقت النافذة سريعا ًلكي لا توبخها والدتها لبقائها حتى هذا الوقت المتأخر..
في الصباح الباكر استيقظت نور و توجهت لدورة المياه و نظفت أسنانها و توضأت ثم قامت لتصلي.. لقد تربت على ذلك منذ صغرها و تعلم أنها لن تنال التوفيق من الله عز و جل حتى تؤدي ما كتبه عليها من واجبات.. ارتدت ملابسها بهدوء و أخذت حقيبتها الصغيرة ثم ذهبت لتفطر مع والديها و أخوتها شيماء و نادر .
بعد وجبة الإفطار الهادئة الذي زينته تلك العلاقة العائلية الحميمة، أوصل محمود أبنائه إلى المدرسة و قال لنور و هي تخرج من السيارة .
محمود : ألم تنسي أي شيءٍ يا نور ؟؟
نور : لا.. مع السلامة .
خرجت تركض لتلحق بزميلاتها في الصف و في وجهها براءة الطفولة و حب الحياة .
جلست في مكانها المعتاد كل يوم لكن هناك شيء غريب.. مرت الحصة الأولى و لم تحضر مريم صديقتها المقربة.. ذهبت إلى معلمتها و سألتها عن سبب غياب زميلتها مريم فقالت المعلمة إنها لا تعلم شيئاً و أنها ستتصل بوالدتها بعد انتهاء الحصة..
بدا الوجوم والقلق على وجه الصغيرة و هي تعود إلى مكانها.. لم تُعر ذلك الدرس اهتمامها لأنها كانت منشغلة البال على صديقتها مريم وانتهى اليوم وعادت نور إلى البيت و انقضى يومها وهي تفكر في صديقتها مريم .
في مساء ذلك اليوم ذهبت نور لتخلد إلى النوم و لكن طرأ على بالها شيءٌ ما.. لما لا تذهب و تفتح النافذة و تنظر إلى تلك الكره لعلها تعرف سبب غياب مريم عن المدرسة.. فتحت النافذة و نظرت إلى الكرة وهي ترسم على شفتيها ابتسامة جميلة..
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0d20f5d460.jpg
نور : مساء الخير..
لم تجب عليها الكرة كعادتها..
نور : بما أنك متعبه لما لا تخلدين إلى النوم؟؟.. لابد أنك متعبه..
نور : هل تستطيعين التحدث معي؟؟!!.. أنت لا تستطيعين التحدث لكنك قادرة على سماع حديثي أليس كذلك؟؟
كانت نور بحاجة إلى من يستمع إليها و تخبره عما يشغل بالها و يُقلق منامها..
نور : سوف أخبرك بما حدث اليوم.. لم تحضر مريم إلى المدرسة.. أمي تقول أنها قد تكون مريضة و أنها سوف تحضر غداً.. لكنني غير مصدقه لأنها لم تكن تعاني من شيء عندما التقيتها في اليوم السابق.. هل تعلمين أين ذهبت؟؟.. لا تعلمين مقدار حبي لمريم فهي صديقتي منذ زمن بعيد.. في الأسبوع الفائت أعطتني قلمها الرصاص لأكتب به بعد أن كسرت قلمي.. و منذ يومين قاسمتها الحلوى التي تصنعها جدتي.. سأدعو الله أن يعيدها سالمة.. حقاً؟؟؟!!!!… هل ستدعين معي؟؟.. سوف تكون مريم ممتنة إذا علمت بذلك.. أشكرك.. تصبحين على خير.
نامت نور بعد أن تحدثت مع الكرة و استيقظت في اليوم التالي كعادتها لاشيء مختلف سوى أنها متشوقة للذهاب إلى المدرسة لترى صديقتها مريم.. وكانت فرحتها لا توصف وهي ترى مريم بصحبة والدتها التي جاءت لتبين سبب عدم حضور ابنتها في اليوم السابق..
طوال اليوم كانت تلك الكرة الصغيرة هي ما يشغل بال نور طوال الوقت.. كانت تنتظر أن يأتي الليل و يذهب الجميع إلى النوم و تقوم هي لتفتح نافذتها و تشكر تلك الكرة لأنها دعت الله معها أن تعود مريم سالمة..!!
أغلقت باب غرفتها و ذهبت نحو النافذة و عالجت القفل بيدها الصغيرة و نظرت إلى الكرة و منحتها أجمل ابتسامة..
نور : اسمي نور.. ما اسمك ؟؟!
نور : منذ اليوم ستكونين صديقتي.. و سأمنحك لعبتي الصغيرة عربوناً لصداقتنا.. سأمنحك إياها لكن بشرط أن تحافظي عليها وأن لا تعطيها لابنة جارتنا أسماء.. لقد استعارت لعبتي ذات مره و لم تعدها حتى الآن وعندما سألتها قالت أنها أضاعتها.. لكنني لست غاضبة منها لأنها صديقتي.. تقول أختي أن الكبار لا يلعبون و لكني عندما أكبر سأحضر الكثير من الألعاب لي و لمريم و لأسماء.. و لك أيضا.. فأنتِ صديقتي منذ اليوم..
ذهبت إلى خزانتها وعادت و هي تحمل دمية صغيرة و وضعتها على حافة النافذة ثم ابتسمت مرة أخرى و أغلقت النافذة.. و كانت الدمية من نصيب الهواء الذي طار بها عاليا حيث لا نهاية..!!
كانت نور سعيدة جداً بصديقتها أو صديقها الجديد.. لم يهمها جنسه أو شكله أو عدم حبه للحديث.. كانت تنتظر أن يأتي الليل لكي تتحدث معه عما حدث لها خلال اليوم.. تخبره بمستجدات الأحداث و تنقل له أخبار صديقاتها الصغار.. و كان يرد عليها بأبلغ لغات العالم.. لغة الصمت..!!
نور : تقول هند أنني قصيرة..!! هل أنا قصيرة؟؟.. إنها غبية حمقاء لها أنف مستدير ككرة المضرب و شعرها أجعد كذلك.. أعتقد أن والدتها تقضي معظم وقتها في تصفيفه.. تقول والدتي إن لم أعتني بشعري و بنظافته فسيصبح مثل شعر هند عندما أكبر.. هل هذا صحيح..؟؟ جدتي تقول أنني لن أصبح كبيرة إذا لم أشرب الحليب.. أنا لا أحب الحليب لأن له طعماً يشبه.. مممممممممم.. لا أعلم.. لكن ماذا عنك أنت.. هل تشرب الحليب؟؟.. أووه.. أعذرني.. لقد نسيت أنك لا تأكل و لا تشرب قط.. فمنذ أن رأيتك و أنت على هذه الحالة.. أبي يقول أن الإنسان عندما لا يتحرك كثيرا يصاب بالخمول.. هل ذلك صحيح؟؟.. لقد ذهب مع أخي الصغير نادر إلى النادي و تحدث مع المدرب لينتظم نادر في النادي و عندما أردت منه أن يأخذني معه قال أنه يتوجب علي البقاء في المنزل و أن النادي لا يذهبه سوى الرجال.. هل ذلك صحيح؟؟.. إن أخي نادر مهووس بالكره و يجمع ملصقات و صور اللاعبين و يضعها في غرفته و يقول أنه يتمنى أن يصبح ذات يوم لاعب كرة مشهور.. أما أنا فأتمنى أن أكون طبيبة لأساعد المرضى.. لقد سخرت مني أختي شيماء عندما أخبرتها بذلك.. تقول أمي أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الجهد و المذاكرة المضنية و أنا لا أحب ذلك.. أريد أن أصبح طبيبة بدون أن أدرس كثيراً.. نسيت أن أخبرك بما حدث اليوم.. لقد أخبرنا والدي بأنه سيصطحبنا غداً في يوم عطلتنا إلى المزرعة.. في مزرعتنا شجرة لوز كبيرة ألعب تحتها مع أخي الصغير نادر.. و بها أيضا الكثير من الدجاج التي تضع البيض.. و بها أيضا.. سكتت ثم استدركت حزينة.. لكنني لست سعيدة لأنني لن أستطيع أن أراك غداً.. أعلم أنك غاضب و لكن ليس هناك ما يمكنني فعله.. سوف أشتاق إليك كثيراً يا صديقي العزيز.. وداعاً..
لوّحت بيدها لصديقها الصامت ثم أوت إلى فراشها.. في الصباح الباكر كان الجميع يستعد للذهاب وعلى وجوههم تعلو ابتسامة الفرح إلا نور.. كانت تعلو على وجهها سحابة حزن بالرغم من محاولتها إخفاء ذلك.. لم تلعب كعادتها في كل مرة يحضرون فيها إلى هنا.. لم تذهب لتطمئن على دجاجاتها و لم تلعب مع نادر تحت شجرة اللوز.. لم يلاحظ أحد ذلك لأنها حاولت جاهدة إخفاء سر صديقها الجديد عن الجميع..
سوف تصنع له قلادة جميله لتهديها له في الغد تعبيراً عن مدى أسفها لعدم جلوسها معه.. و سوف تخبره بأنها اشتاقت إليه كثيراً..
عندما حان الليل قام والد نور بجمع القليل من الحطب و أشعل النار ليجتمع الكل حولها يتسامرون.. لم تقل نور أي شيء.. فقط كانت تنظر إلى الحطب و هو يحترق.. نظرت إلى السماء و الشوق يحدو بها إلى نافذة غرفتها الصغيرة.. و لكن يا للعجب..!! أنه هنا.. لقد حضر من أجلها.. لابد أنه يحبها كثيرا ليتحمل عبء الحضور إلى هنا.. تسللت بهدوء و جلست تحت شجرة اللوز في فرحة غامرة..
نور : لابد أنك كنت تراقبني طوال اليوم و تعلم كم كنت مشتاقة إليك.. لابد أنك تعلم أيضا أنني صنعت لك هذه القلادة و أخرجتها من جيبها.. لماذا لم تقل لي مسبقا أنك تعلم كل شيء؟؟.. تحدثت معه كثيرا و لكن الجدة افتقدت حفيدتها الصغيرة و عندما ذهبت لتبحث عنها وجدتها تحت شجرة اللوز.. لم تشأ أن تقطع حديثها فتركتها و جلست تستمع إليها.. أما نور فلم تكن تشعر بشيء سوى صديقها لدرجة أنها نامت و هي تتحدث معه.. لكنها عندما استيقظت في الصباح الباكر وجدت نفسها في غرفتها و أشعة الشمس تداعب عينيها.. في عصر ذلك اليوم جمعت العائلة أمتعتهم ليعودوا إلى أعمالهم و دروسهم و هم أكثر قدرةً على البذل و العطاء بعد هذه الإجازة الجميلة لكن نور كانت أسعدهم لأنها تأكدت الآن من حب صديقها لها..!!!
مرت الأيام سريعة لا فرق بينها سوى أنه في كل يوم يزداد حبها و شوقها و تعلقها بصديقها الذي يرافقها في كل مكان تذهب إليه.. حبها لصديقها الجديد كان حباً من نوع آخر لم تخبر به أحداً.. كانت تشتاق إليه بعد أن تغلق النافذة مباشرة..!! و ترتب ما ستقوله له في اليوم التالي منذ أن تعود إلى فراشها لكن ما أن تراه حتى تنسى كل شيء من فرحتها لرؤيته.. كان لا يتأخر عن موعده أبداً في كل ليلة.. يحضر قبلها و يذهب بعدها و يتبعها أينما ذهبت كأنما وجِد ليكون لها.. و لها وحدها..
ذهبت أم نور مع نور لزيارة جارتها أم أسماء و دار بين أسماء و نور الحوار التالي..
أسماء : هل رأيتِ لعبتي الجديدة التي أحضرها لي والدي؟؟
نور : نعم.. لقد رأيتها.
أسماء : يقول والدي أن نجحت في هذا العام سيحضر لي لعبة أخرى.
نور : نعم..
أسماء : نور..!! ماذا بكِ؟؟.. فمنذ أن حضرت إلى هنا و أنت قليلة الكلام!!
نور : لا شيء.. لا شيء..
أسماء : لا تستطيعين أن تخفي شيئاً عني.. هيا أخبريني بسرعة.
تحت إصرار أسماء أخبرتها نور عن صديقها الجديد الذي تسامره كل ليلة لكنها فوجئت بكلام أسماء الذي نزل عليها كالصاعقة..
أسماء : هل تقصدين القمر؟؟.. إنني أراه كل يوم..
نور : لا.. لا.. فهو لا يتحدث إلا معي أنا ..
أسماء : لا تكوني غبية.. تعالي معي.. سوف أريكِ إياه..
لم تصدق نور كلام أسماء حتى رأت القمر بأم عينها.. لقد كانت صدمة قوية لنور.. حاولت أن تكون قويه وأن لا تبكي ولكنها ما أن دخلت غرفتها حتى أجهشت بالبكاء.. كانت جدتها تستمع إلى حديثها مع القمر يومياً و لكنها اليوم سمعت صوت بكائها فدخلت إليها مسرعة..
قالت الجدة و هي تمسح على شعر حفيدتها : ما بكِ يا عزيزتي؟؟؟؟!!!
نور : لا شيء..
الجدة : لا أصدق.. و لما كل هذا البكاء ؟؟
نور : لاشيء.. إني متعبة فقط و أريد أن أنام..
خرجت الجدة من غرفة حفيدتها و هي تعلم أن الأيام ستنبأ عما يدور بخلد حفيدتها الغالية.. في الأيام التالية تغيرت نور كثيرا و اختفت من محياها ابتسامتها الدائمة.. لم تعد تتحدث مع القمر.. كانت غاضبة منه و مشتاقة إليه.. تدنى مستواها الدراسي بشكل ملحوظ و عرفت جدتها أن للقمر صلة بما حدث لأنها أصبحت تفتقد حديث نور مع القمر..
دخلت الجدة على حفيدتها لتجدها ترسم ورقة شجرة قد تدلت لتنفصل عن الشجرة معبرة عن الخريف.. رسمتها في كراستها الصغيرة.. كانت لوحة تعبر عن ما في قلبها..
الجدة : ماذا تفعلين يا نور؟؟
نور : أرسم..
في محاولة للفت انتباه نور اتجهت الجدة نحو النافذة و فتحتها و نظرت إلى السماء : إن الجو جميل جداً هذا المساء.
لم تنظر إليها نور و اكتفت بالنظر إلى كراستها..
الجدة : أن نجحت هذه السنة سأحضر لك ما تريدين من الهدايا .
نظرت نور إلى جدتها و القمر يظهر من خلف جدتها و قالت بعد تردد:
نور : أريد القمر.. أريد منك أن تحضري هذا القمر لي.. لي وحدي .
الجدة بعد تفكير : مممم.. حسنا.. سأحضر لك القمر.
لم تصدق نور وغمرتها الفرحة : حقاً؟؟؟
اقتربت الجدة من نور و همست في أذنها : هل تعتقدين أني لا أستطيع أن أفعل ذلك ؟؟
نور : لكنه بعيد.. بعيد جداً.. ستحتاجين إلى الكثير من الوقت و الجهد لإحضاره..
ابتسمت الجدة : إذن على كل منا أن يبذل جهده في تحقيق ما وعد به.. ستجتهدين في دراستك وأنا سأذهب لأحضر لك القمر..
قفزت نور لتحضن جدتها في فرحة غامرة و الأرض لا تكاد تحملها من الفرحة.. و دخلت عليهم والدة نور التي كانت تستمع لما يحدث من خلف الباب..
أم نور بابتسامة : هيا يا نور.. لقد حان وقت النوم..
نور : حسنا أمي.. تصبحين على خير .
الجدة : نور.. لا تنسي أن تفي بوعدك..
نور بثقة : سأفعل.
في نفس الليلة و ببراءة الأطفال أخبرت نور القمر بعد أن كانت غاضبة منه بأن جدتها ستحضره لها وأنها لن تغضب منه ثانية طالما أنه سيكون لها.. و لها وحدها..!!
عادت علاقة نور بالقمر أكثر قوة مما كانت عليه ..
نور : عندما تصبح لي لن أدعك تتحدث مع أحد غيري!!.. و لن أدعك تذهب إلى أي مكان!!.. و سوف أطلب من أبي أن يحضر لي سريراً كبيراً يسعنا نحن الاثنين!!.. أم أنك لا تريد أن تنام معي لأنني أتقلب كثيراً..؟؟ شيماء تقول أنني أتقلب كثيراً و أنا نائمة و لكنني لا أعلم لأني أكون نائمة حينها..!! سأجعل النافذة مفتوحة لتخبرني غداً هل أتقلب كثيراً أم لا.. جدتي تقول أن بإمكانها أن تحضرك لي.. هل ذلك صحيح؟؟.. لابد أنها تستطيع لأن أمي تقول أن جدتي أحضرت أبي!!.. فإذا كانت قد أحضرت أبي فهل ستعجز عن إحضارك؟؟!!.. جدتي تعلم كل شيء فهي تعلم ماذا نفعل دون أن يخبرها أحد بذلك.. تقول أمي أن لها طيراَ أخضراَ ينبئها بكل شيء لكني لم أره يوما من الأيام.. لابد أنها تملك قدرات خارقه أليس كذلك..؟؟ أيها القمر.. سأطلب منك طلباَ.. لا تتحدث مع أحد غيري.. اتفقنا..؟؟ لأنك صديقي أنا فقط و أنا من وجدتك في المرة الأولى و لي الحق في ذلك أليس كذلك؟؟ أن لم تتحدث مع أحد غيري إلى حين أن تصبح لي وحدي فسأمنحك ما تشاء.. اتفقنا..؟؟ أسماء تقول أنك لا تسمعني.. يا لها من غبية فهي لا تعلم أنني أتحدث معك يومياً وأني أخبرك بكل شيء.. و تقول أنك لا تتحدث أبداً فهل ذلك صحيح؟؟.. هل تعلم.. أنا سعيدة لأنك لا تتحدث حتى لا تستطيع التحدث مع أحد غيري..!!
في اليوم التالي لم تلعب نور مع رفيقاتها.. كانت تذاكر فقط.. لم تكن تحب المذاكرة لكنها و لأجل الحصول على صديقها ستفعل أي شيء.. حتى لو اضطرت لقراءة الكتاب عدة مرات في ليلة واحدة..
نور : هل تعلم أيها القمر.. سأجتهد في دروسي فقط لأحصل عليك.. و ما أن أحصل عليك فلن أذاكر أبداً.. لكن لا تخبر أحداً فهم لا يعلمون بذلك.. لم يبقَ على الامتحانات سوى أسبوعين أحصل عليك بعدها.. لا تعلم مدى سعادتي بذلك.. سنعلب تحت شجرة اللوز و سأمنحك إحدى دجاجاتي فلدي الكثير منها.. لن أمنحك واحده بل سأمنحك اثنتين.. لا، لا.. سنقتسم الدجاجات بيننا بالعدل.. جميع ما أملك من الألعاب سنقتسمه معاً.. ما رأيك؟؟.. لابد أنك سعيد بسماع ذلك فلدي الكثير من الألعاب والهدايا.. هل تعلم أيها القمر.. بعد أسبوع سيكون عيد ميلادي السابع.. سأكون سعيدة جداً إن حضرت في ذلك اليوم.. طأطأت رأسها بحزن.. أعلم أنك ربما قد لا تستطيع الحضور.. لكنني سأنتظرك يا صديقي.. وداعا..
في الأيام القادمة لم تهتم نور بأي شيء سوى مذاكرتها.. و في يوم عيد ميلادها و بعد أن أطفأت الشموع أهداها والدها علبة ألوان و أهدتها أمها أسورة جميلة و أهدتها شيماء دميتها التي طالما حلمت نور بامتلاكها و أهداها نادر إحدى الملصقات التي تحمل صورة لاعبه المفضل.. لكن الجدة لم تكن موجودة..
نور : أين جدتي ؟؟
الأب : أنتِ تعلمين أنها تنام باكراً.. لكنها ستعطيك هديتك غداً بإذن الله ..
كانت نور تريد أن تذهب إلى القمر ليشاركها فرحتها و لتقدم له قطعة من الحلوى التي صنعتها لها والدتها بتلك المناسبة.. و في طريق صعودها الدرج ارتطمت بجدتها العجوز..
نور بحرج : آسفة جدتي..
كانت الجدة تعلم أنها ذاهبة للقمر و كانت قد أعدت لها مفاجأة هناك..
الجدة : لا بأس يا عزيزتي.. خذي هذه..
مدت الجدة يديها وأعطتها عقداً جميلاً..
الجدة : عيد ميلاد سعيد يا ابنتي..
تعلقت نور بعنق جدتها و حضنتها بقوة..
أم نور : لا تتعبي جدتك يا نور.. لقد حان وقت ذهابك إلى غرفتك..
الجدة : لا بأس.. عيد ميلاد سعيد يا نور..
نور : شكرا.. تصبحين على خير..
دخلت نور غرفتها و بها لهفة شديدة لصديقها القمر.. وما أن فتحت النافذة حتى بهرت بما رأته.. لقد كان القمر بدراً في أبهى حلة رأته فيها.. نظرت إليه و في قلبها سعادة غامرة..
نور : لابد أنك فعلت هذا لأجلي.. أليس كذلك؟؟ أحبك جداً أيها القمر.. لم يبقَ على الامتحانات سوى أسبوع.. تكون بعدها معي.. سنلعب جميع الألعاب المسلية.. هل تعلم؟؟.. لقد تأخر الوقت جداً.. سأراك لاحقاً صديقي العزيز..
ما أن همّت بإغلاق النافذة حتى رأت كرة صغيرة عند حافة النافذة.. و ما أن لمست الكرة حتى أضاءت بعدة ألوان جميلة.. أمسكت نور بالكرة و نظرت إلى القمر..
نور : هل أحضرت هذه من أجلي؟؟؟؟!!!!
نور : أحبــــــــــك جداً.. قبلت يدها الصغيرة ثم أغلقتها كأنها تحمل شيء ما و رمته إلى القمر..
نور بابتسامة جميلة خجولة : هذه القبلة لك.. وداعاً..
أغلقت النافذة و هي تحمل في قلبها حباً ليس له حدود لهذا الصديق الجديد الذي ملأ حياتها..
أم نور بعتب : ما كان عليك أن تفعلي ذلك يا خالتي..
الجدة : لا تخافي يا ابنتي.. أعلم جيدا ماذا أفعل.. فقط لا تحاولي يوماً أن تجعلي أطفالك يتوقفون عن الحلم والأمل..
أم نور : أخاف أن تصبح نور انطوائية.. لقد كـ ..
قاطعتها الجدة : نور بنت ذكيه.. لا تخافي عليها ..
قاطعهم الأب : لقد تأخر الوقت و لابد أن نخلد إلى النوم..
خبأت نور الكرة حتى لا يراها أحد و يسألها عن مصدرها.. لن يشاركها فيها أحد أبداً وسوف لن تعيرها أحد أبداً ..
مضى الأسبوع الأخير ثقيلاً جداً على نور.. تريد أن تغمض عينها و تفتحها ليكون القمر أمامها.. تلعب معه و تقاسمه ألعابها و تصطحبه معها إلى مزرعتهم و تلعب معه تحت شجرة اللوز و عندما يأخذ منهم التعب مأخذه يستلقون على أرض مزرعتهم و يجعلون منها بساطاً و يلتحفون السماء..!!
في كل ليله تسهر فيها نور مع القمر ستخبره ماذا سيفعلون.. سيكونون أسعد اثنين على وجه هذه الأرض.. تستيقظ نور وهي تحلم بالقمر و تنام وهي تحلم به..
انتهت الأيام.. و جاء وقت الحصاد، حصدت نور أعلى الدرجات في جميع المواد بشكل فاجأ الجميع.. عادت إلى منزلها و هي تكاد تمشي على الهواء لفرط فرحتها.. لم تذهب إلى غرفة جدتها مباشرة بل ذهبت إلى غرفتها و ارتدت أحلى ملابسها لتظهر في أبهى حلة لها ثم خرجت من غرفتها و ذهبت إلى غرفة جدتها مباشرة قبل أبويها.. دقت الباب و لم تنتظر لتسمع الإذن بالدخول بل فتحت الباب و دخلت بكل قوتها لكنها توقفت فجأة.. كانت جدتها مستلقية على السرير و بجانبها والدتها و جارتهم أم أسماء و بعض القريبات.. كانت جدتها تأشر بيدها لها لتقترب و هي تبتسم.. ابتسمت نور و همّت بالاقتراب لكن صوت والدتها أوقفها ..
أم نور : نور.. أخرجي و أغلقي الباب خلفك..
احتجت نور : لكن جدتي..
أم أسماء : نور.. كوني مؤدبة و استمعي لحديث والدتك..
نظرت نور إلى جدتها التي لا تزال تبتسم لها و تمد يدها لكنها و أمام نظرات أمها الصارمة خرجت وأغلقت الباب خلفها..
جلست في غرفتها جامدة لا تتحرك.. ملامحها بين الخوف و الرجاء.. سمعت أصوات أناس في الخارج فخرجت لتعرف ماذا حصل..
دخلت غرفة جدتها و لكنها لم تجدها على سريرها كما اعتادت ذلك..
نور : أمي.. أين جدتي؟؟!! لقد وعدتني ..
سكتت أم نور ثم تابعت من بين دموعها بهدوء : لقد ذهبت جدتك.. لتحضر لك القمر..
انسابت الدموع رقيقة على خدها الجميل بالرغم من الابتسامة التي تطغى على وجهها الذي زاده جمالاً مسحة من براءة الطفولة و سمعت صوتاً من خلفها يقول..
- دكتورة نور.. خطيبك عبدالله بالأسفل.. يود رؤيتك..
ابتسمت نور لأخيها نادر بخجل : سأكون في الأسفل خلال دقائق..
نادر بابتسامه : لا تتأخري فالدكتور عبدالله لن ينتظر طويلا..
ابتسمت نور و منحت القمر نظرة أخيرة ثم قبلت يدها و أغلقتها و رمت بها إلى القمر..
نور بصوت أقرب للهمس : سأعود قريبا..وداعــــــاًً..
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-515749d1ec.jpg