بلسم
23-02-2012, 04:52 PM
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين ،
وصلى الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون هذا الموضوع ليس له اهمية لاكنه لا يخلوا من الحكمة فعلى الصعيد المعرفي قد يسأل سائل كيف يتكاثر هذا المخلوق الشرير ولعله هناك من اجاب والأجابات مختلفة منهم من قال انه يتوالد كما يتوالد الناس والحيوانات اللبونة ومنهم من قال يبيض ومنهم من قال انه يتناسخ ومنهم من قال انه يخرج من جسده ملايين الشياطين في كل سنة والقرآن لم يتكلم عن شيء من ذلك .
ولعل الأجابة عن هذا السؤال وعلى سبيل الاطروحة وليس تفسيرا نقول :
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ) يقول السيد الطبطبائي في الميزان : «و شاركهم في الأموال و الأولاد» الشركة إنما يتصور في الملك و الاختصاص و لازمه كون الشريك سهيما لشريكه في الانتفاع الذي هو الغرض من اتخاذ المال و الولد فإن المال عين خارجي منفصل من الإنسان و كذا الولد شخص إنساني مستقل عن والديه، و لو لا غرض الانتفاع لم يعتبر الإنسان مالية لمال و لا اختصاص بولد.
فمشاركة الشيطان للإنسان في ماله أو ولده مساهمته له في الاختصاص و الانتفاع كأن يحصل المال الذي جعله الله رافعا لحاجة الإنسان الطبيعية من غير حله فينتفع به الشيطان لغرضه و الإنسان لغرضه الطبيعي، أو يحصله من طريق الحل لكن يستعمله في غير طاعة الله فينتفعان به معا و هو صفر الكف من رحمة الله و كأن يولد الإنسان من غير طريق حله أو يولد من طريق حله ثم يربيه تربية غير صالحة و يؤدبه بغير أدب الله فيجعل للشيطان سهما و لنفسه سهما، و على هذا القياس.
و هذا وجه مستقيم لمعنى الآية و جامع لما ذكره المفسرون في معنى الآية من الوجوه المختلفة كقول بعضهم الأموال و الأولاد التي يشارك فيها الشيطان كل مال أصيب من حرام و أخذ من غير حقه و كل ولد زنا كما عن ابن عباس و غيره.
و قول آخر: إن مشاركته في الأموال أنه أمرهم أن يجعلوها سائبة و بحيرة و غير ذلك و في الأولاد أنهم هودوهم و نصروهم و مجسوهم كما عن قتادة.
و قول آخر: إن كل مال حرام و فرج حرام فله فيه شرك كما عن الكلبي، و قول آخر: إن المراد بالأولاد تسميتهم عبد شمس و عبد الحارث و نحوهما، و قول آخر: هو قتل الموءودة من أولادهم كما عن ابن عباس أيضا، و قول آخر: إن المشاركة في الأموال الذبح للآلهة كما عن الضحاك إلى غير ذلك مما روي عن قدماء المفسرين.
واقول :
فالمشاركة تعني ان يكون لاحد الطرفين نصيب فيما اعطي الطرف الاخر سوى كان هذا العطاء يقسم على الطرفين نصف بنصف يعني 50% الى 50% او يكون بنسب اخرى .
فيعني ذلك اذا اعطي الانسان مبلغ من المال فكيف يكون الشيطان شريكه اذا قلنا ان الانسان كسب من حلال وشاركه بعد ذلك الشيطان وقعنا في اشكال وهو ان ليس من العدل ان يسمح الله للشيطان بمشاركة الانسان وخصوصا ان هذا الانسان قد اعطى حق المنعم من ماله .
بل يذهب علمائنا والروايات الواردة في ان الشيطان يشارك الانسان بماله عن طريق الكسب الحرام فيكون الشيطان قد ساعده في الكسب وقطعا له نصيب من ذلك فهو شريك وانك لن تسمح لاحد ان يشاركك في اموالك دون اي جهد او عطاء وليس لاي احد حق في اموالك .
وبنفس هذه الطريقة يشارك الشيطان الانسان بولده , يعني يكون طريقة الانجاب بكل مراحله من النطفة الى حين الولادة الى حين الكبر له مشاركة ومجهود في ذلك وهنا اريد ان اطرح اطروحة جديدة بخصوص التكاثر للشيطان .
فبعد ان ذهب الكل الى ان الشيطان يشارك الانسان عن طريق العلاقة المحرمة او عن طريق عدم ذكر الله للزوجين مع اقراري بصحة هذا الكلام , ألا انني اطرح طرح آخر ولا تنافي بين الطرحين .
وهو ان كل انسان يولد شيطانه معه وكما اذكر رواية عن رسول الله مفادها (ان شيطاني اسلم لله) ولكن في الآيه الاخرى يقول : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) الاسراء
وهذا التكاثر مرهون بتكاثر الانسان ومن هنا خرجت مأذونية المشاركة من الشيطان , بقوله تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ) واود الأشارة الى ان اعوانه ليسوا فقط من نسله ومن سنخه بل له اعوان ممن يجندهم من الجن والناس والعياذ بالله
والحمد لله رب العالمين
توكلت على الله رب العالمين ،
وصلى الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون هذا الموضوع ليس له اهمية لاكنه لا يخلوا من الحكمة فعلى الصعيد المعرفي قد يسأل سائل كيف يتكاثر هذا المخلوق الشرير ولعله هناك من اجاب والأجابات مختلفة منهم من قال انه يتوالد كما يتوالد الناس والحيوانات اللبونة ومنهم من قال يبيض ومنهم من قال انه يتناسخ ومنهم من قال انه يخرج من جسده ملايين الشياطين في كل سنة والقرآن لم يتكلم عن شيء من ذلك .
ولعل الأجابة عن هذا السؤال وعلى سبيل الاطروحة وليس تفسيرا نقول :
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ) يقول السيد الطبطبائي في الميزان : «و شاركهم في الأموال و الأولاد» الشركة إنما يتصور في الملك و الاختصاص و لازمه كون الشريك سهيما لشريكه في الانتفاع الذي هو الغرض من اتخاذ المال و الولد فإن المال عين خارجي منفصل من الإنسان و كذا الولد شخص إنساني مستقل عن والديه، و لو لا غرض الانتفاع لم يعتبر الإنسان مالية لمال و لا اختصاص بولد.
فمشاركة الشيطان للإنسان في ماله أو ولده مساهمته له في الاختصاص و الانتفاع كأن يحصل المال الذي جعله الله رافعا لحاجة الإنسان الطبيعية من غير حله فينتفع به الشيطان لغرضه و الإنسان لغرضه الطبيعي، أو يحصله من طريق الحل لكن يستعمله في غير طاعة الله فينتفعان به معا و هو صفر الكف من رحمة الله و كأن يولد الإنسان من غير طريق حله أو يولد من طريق حله ثم يربيه تربية غير صالحة و يؤدبه بغير أدب الله فيجعل للشيطان سهما و لنفسه سهما، و على هذا القياس.
و هذا وجه مستقيم لمعنى الآية و جامع لما ذكره المفسرون في معنى الآية من الوجوه المختلفة كقول بعضهم الأموال و الأولاد التي يشارك فيها الشيطان كل مال أصيب من حرام و أخذ من غير حقه و كل ولد زنا كما عن ابن عباس و غيره.
و قول آخر: إن مشاركته في الأموال أنه أمرهم أن يجعلوها سائبة و بحيرة و غير ذلك و في الأولاد أنهم هودوهم و نصروهم و مجسوهم كما عن قتادة.
و قول آخر: إن كل مال حرام و فرج حرام فله فيه شرك كما عن الكلبي، و قول آخر: إن المراد بالأولاد تسميتهم عبد شمس و عبد الحارث و نحوهما، و قول آخر: هو قتل الموءودة من أولادهم كما عن ابن عباس أيضا، و قول آخر: إن المشاركة في الأموال الذبح للآلهة كما عن الضحاك إلى غير ذلك مما روي عن قدماء المفسرين.
واقول :
فالمشاركة تعني ان يكون لاحد الطرفين نصيب فيما اعطي الطرف الاخر سوى كان هذا العطاء يقسم على الطرفين نصف بنصف يعني 50% الى 50% او يكون بنسب اخرى .
فيعني ذلك اذا اعطي الانسان مبلغ من المال فكيف يكون الشيطان شريكه اذا قلنا ان الانسان كسب من حلال وشاركه بعد ذلك الشيطان وقعنا في اشكال وهو ان ليس من العدل ان يسمح الله للشيطان بمشاركة الانسان وخصوصا ان هذا الانسان قد اعطى حق المنعم من ماله .
بل يذهب علمائنا والروايات الواردة في ان الشيطان يشارك الانسان بماله عن طريق الكسب الحرام فيكون الشيطان قد ساعده في الكسب وقطعا له نصيب من ذلك فهو شريك وانك لن تسمح لاحد ان يشاركك في اموالك دون اي جهد او عطاء وليس لاي احد حق في اموالك .
وبنفس هذه الطريقة يشارك الشيطان الانسان بولده , يعني يكون طريقة الانجاب بكل مراحله من النطفة الى حين الولادة الى حين الكبر له مشاركة ومجهود في ذلك وهنا اريد ان اطرح اطروحة جديدة بخصوص التكاثر للشيطان .
فبعد ان ذهب الكل الى ان الشيطان يشارك الانسان عن طريق العلاقة المحرمة او عن طريق عدم ذكر الله للزوجين مع اقراري بصحة هذا الكلام , ألا انني اطرح طرح آخر ولا تنافي بين الطرحين .
وهو ان كل انسان يولد شيطانه معه وكما اذكر رواية عن رسول الله مفادها (ان شيطاني اسلم لله) ولكن في الآيه الاخرى يقول : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) الاسراء
وهذا التكاثر مرهون بتكاثر الانسان ومن هنا خرجت مأذونية المشاركة من الشيطان , بقوله تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ) واود الأشارة الى ان اعوانه ليسوا فقط من نسله ومن سنخه بل له اعوان ممن يجندهم من الجن والناس والعياذ بالله
والحمد لله رب العالمين