الروح
23-02-2012, 11:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ان انزل الأخ الكريم علي الفاروق موضوع فيه فتاوى تحكم بضلال الدكتور شريعتي
وقد أوردت عليه هذا الرد وردود اخرى
قررت ان تعم الفائدة اكثر وافرد له موضوع متواضع
؛
بعض الشخصيات الدينية نقل عنها انها حكمت بضلالة الدكتور شريعتي
ومن هنا هذه دعوة لأعادة النظر بكتابات شريعتي التي جائت تخاطب الشباب
وتعيدهم للدين بروح العصر في فترة زمنية كانت الجمهورية الأسلامية
تواجه المد الغربي الذي اكتسح الساحة الأيرانية آنذاك
بشتى الأطروحات من الماركسية الى الأنحرافات الفكرية
فتصدى لها الدكتور شريعتي بمنهج تقويمي جديد
وفق دراسته للمجتمع الأيراني
فهو يتحدث عن الشعائر الحسينية وينتقد الذين يحولاونها الى طقوس
دون روح لعرفنا انه لايضرب الشعيرة
بل يضرب من يفرغها من محتواها الحقيقي
وانه لايريد ان تكون ذكرى عاشوراء على سبيل المثال لايريدها 40 يوم
يبدأ بطبخ الآش وينتهي بالقيمة بل يريده اعتقاد بالرفض يلازمنا مدى الحياة لرفض كل باطل وظلم ..
وهو في ابي وامي نحن متهمون كيف يتهجم على من يريد من الصلاة حركات دون روح
ومن الحج ممارسة بدنية وووو الى آخر العبادات
انه يريد منا ان نعيش روح الأسلام في عباداتنا
ويريد للحج ان يكون مظهراً من مظاهر التعبد والطاعة التي تندك عندها الفوارق التي صنعها الأنسان ..
فلم كل هذه الحرب على شريعتي الأنه فكر بصوت عالٍ جداً ..
انه باحث في العلوم الأجتماعية انفرد بقراءته للواقع الأسلامي
ركز في بحوثه السسيولوجيا على العودة للذات والاصلاح الديني والدنيوي
وتصفية المجتمع من الموروثات السلبية وكان ينقد المجتمع نقد بناء
وهذه الاطروحات طرحها بعدة أبعاد ومتعددة الجوانب والزوايا
ربما انه خالف الكثيرين بأسقاط الرمزية على المباحث القرآنية
الا انه جاء من بيت الحوزة وهو طالب علم وكان يرى ان ابحاثه تدور في افق التفكر ..
ربما تصيب وربما تخيب ..
علماً اني في اشياء ليست بالقليلة لا اتفق مع آراءه
الا انه ليس ضال وفق قراءاتي المتواضعه له
اترككم مع بعض الكلام الذي قيل عنه ..من قبل أسماء تعد أرقام كبيرة على الساحة الأسلامية
قال الامام الخميني قدس سره :
(لقد أثارت أفكار الدكتور شريعتي الخلاف والجدل أحيانا بين العلماء ولكنه في نفس الوقت لعب دورا كبيرا في هداية الشباب والمتعلمين الى الاسلام . (شريعتي در جهان / 1365 هـ ش / طهران) .
وقال السيد أحمد الخميني :
ان ما قدمه الدكتور شريعتي كان عظيما ، بحيث يتعذر عليّ الآن الاحاطة به لأنه في الواقع كان ولا يزال معلم الثورة الاسلامية . (كدامين راه سوم / مراسم في منزل شريعتي آذر ماه 1359 ش / 1980م) .
قال آية الله السيد علي الخامنئي :
في الحقيقة كان الدكتور شريعتي مواليا ، صلب العقيدة وعاشقا لكل ما هو مقدس في الاسلام ، وذلك ما لمسته منه عن قرب وليس من خلال ما اشيع عنه ، أو ما قالته عنه التيارات الفكرية في حقه ، وهنا يمكن أن نستند في تقييمنا للدكتور شريعتي على نقطة مهمة وهي من خلال مواجهته للتيارات الفكرية الاخرى في ساحتنا وكانت هذه التيارات قد بدأت عملها من خلال ثلاثة محاور وهي : مواجهة الحس الوطني ، ومواجهة كل ما هو اسلامي ، ومحاولة تفتيت الامة ، وكانت تلك التيارات تتقدم بحسب اتجاهاتها ولكن الدكتور شريعتي لما ظهر علي ساحة الفكر الملتزم اختلف مع تلك التيارات في عمله بمقدار 180 درجة مما يعني ان الدكتور شريعتي كان له ارتباط قوي بالاسلام وانه كان على طرفي نقيض مع حثالة المستغربين والتابعين للاجنبي ولكل ما يأتي من الخارج حيث كانت علاقته بالامة قوية وكان متفاعلا معها ... يستلهم منها ويخاطبها وكان ذلك دأبه وديدنه .
(خطاب السيد خامنئي في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الدكتور شريعتي الذي اقيم في مدرسة الشهيد مطهري في طهران. وانظر كتاب روشنفكران وشريعتي ص 55) .
وقال آية الله السيد الخامنئي أيضا :
اود هنا أن أنقل لكم خاطرة جرت عام 1347 ش (1969م) أي في السنة الاخيرة من عمر جلال آل أحمد (وهو مفكر ايراني) حيث جاء المرحوم آل أحمد الى مشهد فجمعتنا وايّاه جلسة مشتركة كان من حاضريها بالاضافة الى آل أحمد المرحوم شريعتي وعدد من الاصدقاء ، حين وصل الحديث الى علماء الدين وكان يعبر عنهم يومذاك بالحوزة العلمية التفت المرحوم آل احمد الى شريعتي متسائلا لماذا تنتقد الحوزة العلمية بكثرة ولا تنتقد مثقفينا ... هلم وانتقد مثقفينا أيضا !
فأجاب المرحوم شريعتي بجواب يمكن أن نتلمس من خلاله حقيقة موقفه في التمييز بين (الروحانيين) كموقع وحالة ، والروحانيين (علماء الدين) كأشخاص ، قال : (ان سبب تأكيدي في نقد الحوزة العلمية يعود الى اننا ننتظر الكثير منها ، بينما لا ننتظر شيئا من نخب مثقفة ولدت في أحضان الثقافة الغربية . الحوزة العلمية قاعدة أصيلة نأمل منها أن تقدم الكثير ، وحين تتخلف عن العطاء في مقام العمل فاننا نمارس النقد ) .
استطيع القول (والكلام ما زال للسيد خامنئي) ان شريعتي يمثل مرحلة ، ولكن بهذا المعنى : لقد استطاع أن يطرح أفكارا في المجتمع من خلال لغة واضحة وأن يبينها لذلك الجيل من خلال هيمنة خاصة على الثقافة السائدة بين أفراد ذلك الجيل .
وهذا لا يعني مطلقا أن شريعتي لا يملك ابداعا معينا ، وانما كان له الكثير من الابداع في المسائل الجديدة وهذا هو المعنى ـ الذي أعنيه ـ بأن شريعتي يمثل مرحلة مضت .
المرحلة التالية ـ لشريعتي ـ هي أن نأتي للقضايا التي طرحها انطلاقا من فهمه للثقافة الاسلامية ، ونعيد تأسيسها ومطابقتها في اطار اصول الرؤية الفلسفية (الكونية) للاسلام . ان عملية اعادة البناء هذه ستتمخض في نظري عن مرحلة جديدة تكون مفيدة لجيلنا الحاضر وبتعبير آخر ، ان ما نحتاج اليه هو أن نقرأ شريعتي الى جوار مطهري . فما ينتج من الجمع بين جمال (البيان) لشريعتي ومتانة الفكر الاسلامي واحكامه لمطهري هو بالضبط المرحلة الجديدة التي يحتاج اليها جيلنا الحالي . ان الاطار التأسيسي الذي يجعل الدكتور شريعتي في اطار الرواد الاوائل يتمثل في قدرته البيانية الفائقة في اعادة طرح الاسلام بلغة حديثة تتناسب مع ثقافة الجيل يومذاك . واذا كان الكثيرون ولجوا قبله هذا المجال فان النجاح الذي حققه شريعتي لم يحققه سواه . (مجلة الوحدة العدد 162 رجب 1414 هـ 1994 م ص 36 ـ 37) .
وقال الشهيد الدكتور محمد حسين بهشتي (الذي قال عنه الامام الخميني بانه كان أمة في رجل) :
لقد أوجد الدكتور علي شريعتي طوال السنوات الحساسة من عمر الثورة الاسلامية جوا حساسا مؤثرا وكان له دور بناء في جذب الطاقات الشابة المتعلمة نحو الاسلام الاصيل ، واجتذب قلوبا كثيرة نحو الثورة الاسلامية وعلي الثورة والمجتمع أن يقدران ذلك الدور المؤثر .
كان الدكتور شريعتي رجلا عاملا مجدا ، لقد كان فنانا بحق ، وهذا الجانب الفني يظهر في قلمه وكتاباته . كان يرغب حقا أن توجد حركة وثورة اسلامية اصيلة في بلدنا بعيدة عن التاثر بثقافة الشرق والغرب تقوم على أساس التعاليم الاسلامية وكان يعشق تلك الفكرة .
(من اجوبة الدكتور الشهيد بهشتي على اسئلة الطلبة الجامعيين حول الدكتور شريعتي . راجع كتاب الدكتور شريعتي باحث على طريق الوصول ، تأليف الشهيد بهشتي ، دار البقعة ، الطبعة الثانية 1999) .
قال المرحوم آية الله السيد محمود الطالقاني (احد رموز الثورة الاسلامية في ايران) :
ان المرحوم شريعتي تميز بروح مستقصية شكاكة منذ بداية شبابه وأوائل عهده بالدراسة والتحصيل العلمي . كان يشك بكل شيء حتي بدينه ، فقد كان يشك بالدين السائد بين الناس ، أي بذلك الاسلام الممسوخ ، ذلك الاسلام الذي حوّل الى دكان للارتزاق ، ووسيلة للاحتراف وتربية (المريدين) . كان لا بد لشاب واع مثل شريعتي أن يبدأ بالشك لكنه لم يبق اسير الشك . .... الى أن يقول : كل يوم كنا نشهد معركة ضد شريعتي في أحد أحياء العاصمة . لقد شنوا عليه حملات ظالمة مستمرة . كنا نقول لاولئك المتحاملين : ماذا حدث ؟ اذهبوا واسمعوا آراءه وناقشوه ، وقدموا له الرد الذي تريدون . لكن الامر كان يجري على نحو آخر ، اذ كان البعض يقتطع جملة أو فقرة من كتاب له ، ويستخدمها لتشويه فكر شريعتي والتحريض ضده في الاجتماعات العامة ومختلف الاوساط . تلك الاجتماعات التي كلنا نعلم بان السافاك (المخابرات) كان وراء تنظيمها ـ سرا وعلانية ـ .
لكن تلك المحاولات لم تنل من شريعتي ، وقد حققت أفكاره تغييرات كبرى في عقول الواعين من الناس ، وخصوصا في عقول الجيل الجديد . ان الانجازات التي حققها شريعتي في قلب مفاهيم بأكملها بين الناس هو الذي مهد لثورتنا العظيمة وأرسى أسسها . الى أن يقول :
ارجو من الله أن يحفظ أفكار ونظريات ذلك الانسان العظيم ، حية في الاذهان . كما ارجو منكم أن تدرسوا مؤلفاته وأفكاره وأن تطوروا مواضيعها .
(فقرات من كلمة آية الله الطالقاني القاها بجامعة طهران بمناسبة ذكرى استشهاد الدكتور شريعتي) .
وقال الامام موسى الصدر (الذي صلى على جثمان شريعتي عام 1977) :
كان لنا صديق ، قائد من قادة الفكر الاسلامي هو الدكتور شريعتي ، .... أديب شامخ ، فكره اسلامي نضالي منفتح . اسلاميته وطبقيته وموقف رجال الدين لم تجعل من دعوة الدكتور شريعتي دعوة محافظة رجعية يمينية كما هو التقليد لان الدعوة الاسلامية تعتبر في كثير من الاوساط دعوة محافظة على الاقل ، لكن دعوة الدكتور شريعتي للاسلام ، دعوة تقدمية ثورية نضالية أو ما نسميه نحن دائما في اجتماعياتنا : دعوة حركية وليس دعوة مؤسساتية . يعني ليس الاسلام دكانا يجب أن نحتفظ بمكاسبه ونأخذ لاجله من الناس ونسخر الناس لخدمته كما حصل بالنسبة للمؤسسات الدينية . .... كان الدكتور شريعتي أحد قادة الفكر الاسلامي في العالم ... حورب من قبل الحكم في ايران وحورب أيضا من قبل مجموعة من رجال الدين ، الذين يعتبرون الاسلام حكرا عليهم وميراثه من حقهم وهم وحدهم يفهمون الدين ولا يحق لاحد أن يفهم غيرهم ..... الدكتور شريعتي ، من خسائر الفكر الاسلامي والفكر الحركي والفكر النضالي المعتمد على الايمان بالله سبحانه ولذلك نحن نعتبره فقيدنا وخسارتنا ونكرمه في هذا اليوم ، يوم علي ، مولاه ومولانا ، ونبعث الى روحه أيضا ثواب الفاتحة .
(مسيرة الامام الصدر الجزء 11 ص 154 ـ 155) .
وقال الشهيد الدكتور مصطفى شمران (اول وزير دفاع بعد انتصار الثورة) :
وأنت ايها الرب الكبير قد منحتنا (علي) لتعلمنا طريق العشق والفداء وطريقته ، ليحترق كالشمع وينير لنا الدرب ، وها نحن نقدمه لك كأفضل هدية ليستقر عندك ويبدأ حياته الخالدة في ملكوتك الاعلى .
قسما بالعدل والعدالة ، انك ـ علي شريعتي ـ كالموج المتلاطم تغلي في نداءات المظلومين ضد الظالمين ما دام الظلم والاضطهاد يثقل كاهل البشر .
بعد ان انزل الأخ الكريم علي الفاروق موضوع فيه فتاوى تحكم بضلال الدكتور شريعتي
وقد أوردت عليه هذا الرد وردود اخرى
قررت ان تعم الفائدة اكثر وافرد له موضوع متواضع
؛
بعض الشخصيات الدينية نقل عنها انها حكمت بضلالة الدكتور شريعتي
ومن هنا هذه دعوة لأعادة النظر بكتابات شريعتي التي جائت تخاطب الشباب
وتعيدهم للدين بروح العصر في فترة زمنية كانت الجمهورية الأسلامية
تواجه المد الغربي الذي اكتسح الساحة الأيرانية آنذاك
بشتى الأطروحات من الماركسية الى الأنحرافات الفكرية
فتصدى لها الدكتور شريعتي بمنهج تقويمي جديد
وفق دراسته للمجتمع الأيراني
فهو يتحدث عن الشعائر الحسينية وينتقد الذين يحولاونها الى طقوس
دون روح لعرفنا انه لايضرب الشعيرة
بل يضرب من يفرغها من محتواها الحقيقي
وانه لايريد ان تكون ذكرى عاشوراء على سبيل المثال لايريدها 40 يوم
يبدأ بطبخ الآش وينتهي بالقيمة بل يريده اعتقاد بالرفض يلازمنا مدى الحياة لرفض كل باطل وظلم ..
وهو في ابي وامي نحن متهمون كيف يتهجم على من يريد من الصلاة حركات دون روح
ومن الحج ممارسة بدنية وووو الى آخر العبادات
انه يريد منا ان نعيش روح الأسلام في عباداتنا
ويريد للحج ان يكون مظهراً من مظاهر التعبد والطاعة التي تندك عندها الفوارق التي صنعها الأنسان ..
فلم كل هذه الحرب على شريعتي الأنه فكر بصوت عالٍ جداً ..
انه باحث في العلوم الأجتماعية انفرد بقراءته للواقع الأسلامي
ركز في بحوثه السسيولوجيا على العودة للذات والاصلاح الديني والدنيوي
وتصفية المجتمع من الموروثات السلبية وكان ينقد المجتمع نقد بناء
وهذه الاطروحات طرحها بعدة أبعاد ومتعددة الجوانب والزوايا
ربما انه خالف الكثيرين بأسقاط الرمزية على المباحث القرآنية
الا انه جاء من بيت الحوزة وهو طالب علم وكان يرى ان ابحاثه تدور في افق التفكر ..
ربما تصيب وربما تخيب ..
علماً اني في اشياء ليست بالقليلة لا اتفق مع آراءه
الا انه ليس ضال وفق قراءاتي المتواضعه له
اترككم مع بعض الكلام الذي قيل عنه ..من قبل أسماء تعد أرقام كبيرة على الساحة الأسلامية
قال الامام الخميني قدس سره :
(لقد أثارت أفكار الدكتور شريعتي الخلاف والجدل أحيانا بين العلماء ولكنه في نفس الوقت لعب دورا كبيرا في هداية الشباب والمتعلمين الى الاسلام . (شريعتي در جهان / 1365 هـ ش / طهران) .
وقال السيد أحمد الخميني :
ان ما قدمه الدكتور شريعتي كان عظيما ، بحيث يتعذر عليّ الآن الاحاطة به لأنه في الواقع كان ولا يزال معلم الثورة الاسلامية . (كدامين راه سوم / مراسم في منزل شريعتي آذر ماه 1359 ش / 1980م) .
قال آية الله السيد علي الخامنئي :
في الحقيقة كان الدكتور شريعتي مواليا ، صلب العقيدة وعاشقا لكل ما هو مقدس في الاسلام ، وذلك ما لمسته منه عن قرب وليس من خلال ما اشيع عنه ، أو ما قالته عنه التيارات الفكرية في حقه ، وهنا يمكن أن نستند في تقييمنا للدكتور شريعتي على نقطة مهمة وهي من خلال مواجهته للتيارات الفكرية الاخرى في ساحتنا وكانت هذه التيارات قد بدأت عملها من خلال ثلاثة محاور وهي : مواجهة الحس الوطني ، ومواجهة كل ما هو اسلامي ، ومحاولة تفتيت الامة ، وكانت تلك التيارات تتقدم بحسب اتجاهاتها ولكن الدكتور شريعتي لما ظهر علي ساحة الفكر الملتزم اختلف مع تلك التيارات في عمله بمقدار 180 درجة مما يعني ان الدكتور شريعتي كان له ارتباط قوي بالاسلام وانه كان على طرفي نقيض مع حثالة المستغربين والتابعين للاجنبي ولكل ما يأتي من الخارج حيث كانت علاقته بالامة قوية وكان متفاعلا معها ... يستلهم منها ويخاطبها وكان ذلك دأبه وديدنه .
(خطاب السيد خامنئي في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الدكتور شريعتي الذي اقيم في مدرسة الشهيد مطهري في طهران. وانظر كتاب روشنفكران وشريعتي ص 55) .
وقال آية الله السيد الخامنئي أيضا :
اود هنا أن أنقل لكم خاطرة جرت عام 1347 ش (1969م) أي في السنة الاخيرة من عمر جلال آل أحمد (وهو مفكر ايراني) حيث جاء المرحوم آل أحمد الى مشهد فجمعتنا وايّاه جلسة مشتركة كان من حاضريها بالاضافة الى آل أحمد المرحوم شريعتي وعدد من الاصدقاء ، حين وصل الحديث الى علماء الدين وكان يعبر عنهم يومذاك بالحوزة العلمية التفت المرحوم آل احمد الى شريعتي متسائلا لماذا تنتقد الحوزة العلمية بكثرة ولا تنتقد مثقفينا ... هلم وانتقد مثقفينا أيضا !
فأجاب المرحوم شريعتي بجواب يمكن أن نتلمس من خلاله حقيقة موقفه في التمييز بين (الروحانيين) كموقع وحالة ، والروحانيين (علماء الدين) كأشخاص ، قال : (ان سبب تأكيدي في نقد الحوزة العلمية يعود الى اننا ننتظر الكثير منها ، بينما لا ننتظر شيئا من نخب مثقفة ولدت في أحضان الثقافة الغربية . الحوزة العلمية قاعدة أصيلة نأمل منها أن تقدم الكثير ، وحين تتخلف عن العطاء في مقام العمل فاننا نمارس النقد ) .
استطيع القول (والكلام ما زال للسيد خامنئي) ان شريعتي يمثل مرحلة ، ولكن بهذا المعنى : لقد استطاع أن يطرح أفكارا في المجتمع من خلال لغة واضحة وأن يبينها لذلك الجيل من خلال هيمنة خاصة على الثقافة السائدة بين أفراد ذلك الجيل .
وهذا لا يعني مطلقا أن شريعتي لا يملك ابداعا معينا ، وانما كان له الكثير من الابداع في المسائل الجديدة وهذا هو المعنى ـ الذي أعنيه ـ بأن شريعتي يمثل مرحلة مضت .
المرحلة التالية ـ لشريعتي ـ هي أن نأتي للقضايا التي طرحها انطلاقا من فهمه للثقافة الاسلامية ، ونعيد تأسيسها ومطابقتها في اطار اصول الرؤية الفلسفية (الكونية) للاسلام . ان عملية اعادة البناء هذه ستتمخض في نظري عن مرحلة جديدة تكون مفيدة لجيلنا الحاضر وبتعبير آخر ، ان ما نحتاج اليه هو أن نقرأ شريعتي الى جوار مطهري . فما ينتج من الجمع بين جمال (البيان) لشريعتي ومتانة الفكر الاسلامي واحكامه لمطهري هو بالضبط المرحلة الجديدة التي يحتاج اليها جيلنا الحالي . ان الاطار التأسيسي الذي يجعل الدكتور شريعتي في اطار الرواد الاوائل يتمثل في قدرته البيانية الفائقة في اعادة طرح الاسلام بلغة حديثة تتناسب مع ثقافة الجيل يومذاك . واذا كان الكثيرون ولجوا قبله هذا المجال فان النجاح الذي حققه شريعتي لم يحققه سواه . (مجلة الوحدة العدد 162 رجب 1414 هـ 1994 م ص 36 ـ 37) .
وقال الشهيد الدكتور محمد حسين بهشتي (الذي قال عنه الامام الخميني بانه كان أمة في رجل) :
لقد أوجد الدكتور علي شريعتي طوال السنوات الحساسة من عمر الثورة الاسلامية جوا حساسا مؤثرا وكان له دور بناء في جذب الطاقات الشابة المتعلمة نحو الاسلام الاصيل ، واجتذب قلوبا كثيرة نحو الثورة الاسلامية وعلي الثورة والمجتمع أن يقدران ذلك الدور المؤثر .
كان الدكتور شريعتي رجلا عاملا مجدا ، لقد كان فنانا بحق ، وهذا الجانب الفني يظهر في قلمه وكتاباته . كان يرغب حقا أن توجد حركة وثورة اسلامية اصيلة في بلدنا بعيدة عن التاثر بثقافة الشرق والغرب تقوم على أساس التعاليم الاسلامية وكان يعشق تلك الفكرة .
(من اجوبة الدكتور الشهيد بهشتي على اسئلة الطلبة الجامعيين حول الدكتور شريعتي . راجع كتاب الدكتور شريعتي باحث على طريق الوصول ، تأليف الشهيد بهشتي ، دار البقعة ، الطبعة الثانية 1999) .
قال المرحوم آية الله السيد محمود الطالقاني (احد رموز الثورة الاسلامية في ايران) :
ان المرحوم شريعتي تميز بروح مستقصية شكاكة منذ بداية شبابه وأوائل عهده بالدراسة والتحصيل العلمي . كان يشك بكل شيء حتي بدينه ، فقد كان يشك بالدين السائد بين الناس ، أي بذلك الاسلام الممسوخ ، ذلك الاسلام الذي حوّل الى دكان للارتزاق ، ووسيلة للاحتراف وتربية (المريدين) . كان لا بد لشاب واع مثل شريعتي أن يبدأ بالشك لكنه لم يبق اسير الشك . .... الى أن يقول : كل يوم كنا نشهد معركة ضد شريعتي في أحد أحياء العاصمة . لقد شنوا عليه حملات ظالمة مستمرة . كنا نقول لاولئك المتحاملين : ماذا حدث ؟ اذهبوا واسمعوا آراءه وناقشوه ، وقدموا له الرد الذي تريدون . لكن الامر كان يجري على نحو آخر ، اذ كان البعض يقتطع جملة أو فقرة من كتاب له ، ويستخدمها لتشويه فكر شريعتي والتحريض ضده في الاجتماعات العامة ومختلف الاوساط . تلك الاجتماعات التي كلنا نعلم بان السافاك (المخابرات) كان وراء تنظيمها ـ سرا وعلانية ـ .
لكن تلك المحاولات لم تنل من شريعتي ، وقد حققت أفكاره تغييرات كبرى في عقول الواعين من الناس ، وخصوصا في عقول الجيل الجديد . ان الانجازات التي حققها شريعتي في قلب مفاهيم بأكملها بين الناس هو الذي مهد لثورتنا العظيمة وأرسى أسسها . الى أن يقول :
ارجو من الله أن يحفظ أفكار ونظريات ذلك الانسان العظيم ، حية في الاذهان . كما ارجو منكم أن تدرسوا مؤلفاته وأفكاره وأن تطوروا مواضيعها .
(فقرات من كلمة آية الله الطالقاني القاها بجامعة طهران بمناسبة ذكرى استشهاد الدكتور شريعتي) .
وقال الامام موسى الصدر (الذي صلى على جثمان شريعتي عام 1977) :
كان لنا صديق ، قائد من قادة الفكر الاسلامي هو الدكتور شريعتي ، .... أديب شامخ ، فكره اسلامي نضالي منفتح . اسلاميته وطبقيته وموقف رجال الدين لم تجعل من دعوة الدكتور شريعتي دعوة محافظة رجعية يمينية كما هو التقليد لان الدعوة الاسلامية تعتبر في كثير من الاوساط دعوة محافظة على الاقل ، لكن دعوة الدكتور شريعتي للاسلام ، دعوة تقدمية ثورية نضالية أو ما نسميه نحن دائما في اجتماعياتنا : دعوة حركية وليس دعوة مؤسساتية . يعني ليس الاسلام دكانا يجب أن نحتفظ بمكاسبه ونأخذ لاجله من الناس ونسخر الناس لخدمته كما حصل بالنسبة للمؤسسات الدينية . .... كان الدكتور شريعتي أحد قادة الفكر الاسلامي في العالم ... حورب من قبل الحكم في ايران وحورب أيضا من قبل مجموعة من رجال الدين ، الذين يعتبرون الاسلام حكرا عليهم وميراثه من حقهم وهم وحدهم يفهمون الدين ولا يحق لاحد أن يفهم غيرهم ..... الدكتور شريعتي ، من خسائر الفكر الاسلامي والفكر الحركي والفكر النضالي المعتمد على الايمان بالله سبحانه ولذلك نحن نعتبره فقيدنا وخسارتنا ونكرمه في هذا اليوم ، يوم علي ، مولاه ومولانا ، ونبعث الى روحه أيضا ثواب الفاتحة .
(مسيرة الامام الصدر الجزء 11 ص 154 ـ 155) .
وقال الشهيد الدكتور مصطفى شمران (اول وزير دفاع بعد انتصار الثورة) :
وأنت ايها الرب الكبير قد منحتنا (علي) لتعلمنا طريق العشق والفداء وطريقته ، ليحترق كالشمع وينير لنا الدرب ، وها نحن نقدمه لك كأفضل هدية ليستقر عندك ويبدأ حياته الخالدة في ملكوتك الاعلى .
قسما بالعدل والعدالة ، انك ـ علي شريعتي ـ كالموج المتلاطم تغلي في نداءات المظلومين ضد الظالمين ما دام الظلم والاضطهاد يثقل كاهل البشر .