مرتضى علي الحلي
25-02-2012, 08:47 AM
(( الإسلام في عالَمِه الأوسع علنا ))
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بعدما ثبّت الرسول الأكرم : ص : ذات الفكر الإسلامي في رحم مكة المكرمة والتي كانت أسيرة الوثنية العمياء
كان لابد للدعوة من أن تتحول الى الدائرة المفتوحة وتنهي حالة السرية والكتمان
وفعلا إنطلقت الدعوة لمواجهة الواقع المؤلم آنذاك فجاء الامر الإلهي المبين في قوله تعالى:
((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)):الحجر:94.
ولبّى الرسول الاكرم :ص: دعوة الله سبحانه بالافصاح والإعلان عن رسالة الله الحقة
وجمع الناس اليه في مكة وأعلن لهم الدعوة فما أستجاب منهم إلاّ القليل
فمن هنا بدأت المواجهه الحقيقية بين الرسول الأكرم : ص: والمشركين في مكة فأتهموه بالسحر والجنون وتوعدوه بالقتل وأخذوا يعذبون المسلمين الآوائل أمثال
بلال (مؤذن الرسول الأكرم: ص :) وعماربن ياسر وأبويه حتى أستشهد (ياسر) والد عمار وأمه (سميه) تحت سياط الكفر والوثنيه
فكان أبو جهل يشتم سُميَّة ويرفثها ويطعنها ثم قتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام
إلاّ بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى مَلّوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد أحد :
:الطبقات الكبرى:ابن سعد :ج3:ص233.
وثبت عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه الذي كان يعذب بالنار
وفي كلام ابن الجوزي:
كان النبي:صلى الله عليه وآله وسلم يمر به(بعمار بن ياسر) وهو يعذب بالنار فيمر يده على رأسه ويقول يا نار كونى بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم
:السيرة الحلبية: الحلبي:ج1: ص483.
فحينها أمر الرسول الأكرم:ص: المسلمين الاوائل بالهجرة الى الحبشه للخلاص من سياط الجلادين الوثنين
ولنشر رسالة الاسلام القائد خارج مكة فهاجر جماعة من المسلمين يرأسهم جعفر بن أبي طالب :ع:
وفعلا هاجر جعفر إلى الحبشة بزوجته أسماء بنت عميس ، فولدت هناك عبد الله ، وعونا ، ومحمدا
:سير أعلام النبلاء: الذهبي:ج1:ص216.
وقد سلّم جعفر بن أبي طالب:ع: رسالة الرسول الأكرم:ص: إلى ملك الحبشة النجاشي:
وأفشل مخطط الوثنيين والكفار في ملاحقته وتشويه صورة الإسلام عند ملك الحبشة.
فقال النجاشي ملك الحبشة مخاطبا جعفرا :ع: والمهاجرين معه:
: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ؟
فتكلم جعفر
فقال :
أيها الملك كُنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ،
فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد من الحجارة والأوثان ،
وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات
وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام . فصدقناه ، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله ،
فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ،
فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا . . .
فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به نبيكم شئ ؟
قال : نعم .
قال النجاشي: فاقرأ عليَّ ، فقرأ عليه صدر سورة مريم .
قالت أم سلمة ( رضي الله عنها ) وهي تروي الحديث : فبكى - والله - النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى اخضلت مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم
فقال النجاشي :
إنّ هذا ، والذي جاء به عيسى ، ليخرج من مشكاة واحدة.
دلائل الإمامة: محمد بن جرير الطبري(الشيعي):ص12.:
:السيرة النبوية:ابن هشام:ج1:ص261.
فمع كل صور الاذى والعذاب التي قاساها الرسول الأكرم: ص: والمسلمون معه
لكن ظل الرسول :ص: صلبا صابرا وقويا مثابرا في الدعوة الى الله
حتى أنه قال :ص:
(ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت )
:مسند أحمد بن حنبل:ج1:ص111.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف:
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بعدما ثبّت الرسول الأكرم : ص : ذات الفكر الإسلامي في رحم مكة المكرمة والتي كانت أسيرة الوثنية العمياء
كان لابد للدعوة من أن تتحول الى الدائرة المفتوحة وتنهي حالة السرية والكتمان
وفعلا إنطلقت الدعوة لمواجهة الواقع المؤلم آنذاك فجاء الامر الإلهي المبين في قوله تعالى:
((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)):الحجر:94.
ولبّى الرسول الاكرم :ص: دعوة الله سبحانه بالافصاح والإعلان عن رسالة الله الحقة
وجمع الناس اليه في مكة وأعلن لهم الدعوة فما أستجاب منهم إلاّ القليل
فمن هنا بدأت المواجهه الحقيقية بين الرسول الأكرم : ص: والمشركين في مكة فأتهموه بالسحر والجنون وتوعدوه بالقتل وأخذوا يعذبون المسلمين الآوائل أمثال
بلال (مؤذن الرسول الأكرم: ص :) وعماربن ياسر وأبويه حتى أستشهد (ياسر) والد عمار وأمه (سميه) تحت سياط الكفر والوثنيه
فكان أبو جهل يشتم سُميَّة ويرفثها ويطعنها ثم قتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام
إلاّ بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى مَلّوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد أحد :
:الطبقات الكبرى:ابن سعد :ج3:ص233.
وثبت عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه الذي كان يعذب بالنار
وفي كلام ابن الجوزي:
كان النبي:صلى الله عليه وآله وسلم يمر به(بعمار بن ياسر) وهو يعذب بالنار فيمر يده على رأسه ويقول يا نار كونى بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم
:السيرة الحلبية: الحلبي:ج1: ص483.
فحينها أمر الرسول الأكرم:ص: المسلمين الاوائل بالهجرة الى الحبشه للخلاص من سياط الجلادين الوثنين
ولنشر رسالة الاسلام القائد خارج مكة فهاجر جماعة من المسلمين يرأسهم جعفر بن أبي طالب :ع:
وفعلا هاجر جعفر إلى الحبشة بزوجته أسماء بنت عميس ، فولدت هناك عبد الله ، وعونا ، ومحمدا
:سير أعلام النبلاء: الذهبي:ج1:ص216.
وقد سلّم جعفر بن أبي طالب:ع: رسالة الرسول الأكرم:ص: إلى ملك الحبشة النجاشي:
وأفشل مخطط الوثنيين والكفار في ملاحقته وتشويه صورة الإسلام عند ملك الحبشة.
فقال النجاشي ملك الحبشة مخاطبا جعفرا :ع: والمهاجرين معه:
: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ؟
فتكلم جعفر
فقال :
أيها الملك كُنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ،
فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد من الحجارة والأوثان ،
وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات
وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام . فصدقناه ، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله ،
فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ،
فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا . . .
فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به نبيكم شئ ؟
قال : نعم .
قال النجاشي: فاقرأ عليَّ ، فقرأ عليه صدر سورة مريم .
قالت أم سلمة ( رضي الله عنها ) وهي تروي الحديث : فبكى - والله - النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى اخضلت مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم
فقال النجاشي :
إنّ هذا ، والذي جاء به عيسى ، ليخرج من مشكاة واحدة.
دلائل الإمامة: محمد بن جرير الطبري(الشيعي):ص12.:
:السيرة النبوية:ابن هشام:ج1:ص261.
فمع كل صور الاذى والعذاب التي قاساها الرسول الأكرم: ص: والمسلمون معه
لكن ظل الرسول :ص: صلبا صابرا وقويا مثابرا في الدعوة الى الله
حتى أنه قال :ص:
(ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت )
:مسند أحمد بن حنبل:ج1:ص111.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف: